تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 44

الموضوع: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ


    (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين ))

    لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
    - سلمه الله -




    السؤال: يقول أجلسُ مع بعض الناس ويقولون: إنّ العلماء الكبار كفّار؛ لأنّهم يظاهرون المشركين ويوالونهم، ويعلِّمون هذا لصغار السنِّ ويربونهم عليه، لا سيما بعد صدور الفتاوى في تحريم التفجيرات في بلاد الكفَّار؟

    الجواب:
    أولاً: الواجب على كل مؤمن بالله جل وعلا يرجو لقاءه ويخشى لقاءه أن يحذر أتم الحذر أن يقول بلا علم، وأن يجترئ على ما ليس له به حجّة، سيما في مسائل الاعتقاد، ومسائل الإيمان والتكفير، ومسائل الحلال والحرام، وإذا كان في الحلال والحرام قال الله جل وعلا: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ (116) مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: 116، 117]، هذا فيما يقوله بعض من ليس له حجة بلفظ هذا حلال وهذا حرام وليس عنده بيّنة، وجميع مسائل القول على الله بلا علم في مسائل العمليات والفقهيات ومسائل العقيدة وهي أشدّ تدخل في هذا السبيل، ولهذا حرّم الله جلّ وعلا أن يقفو المرء ما ليس له به علمٌ، وأن يقول ما ليس به علم كما قال جل وعلا: {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]، وقال: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36]، وفي الحديث: ((من أُفتِي بفتوى من غير ثبتٍ فإنّما إثمه على من أفتاه))([1]).

    ومن أعظم ما وقع في الأمّة من الانحراف عن الحقّ تكفير المسلم الذي ثبت إسلامه، وعدم الاستبيان منه، وهذا كان له بوادر في زمن الصحابة، في زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فعلَّمنا كيف تعالج هذه البوادر، كيف ينظر في هذا الأمر؟

    فهذا عمر رضي الله عنه قال في شأن حاطب رضي الله عنه: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((يا عمرُ، أرسله))، ثم التفت إلى حاطب وقال: ((يا حاطب، ما حملك على هذا؟)) فأجاب بجوابه المعروف([2]).

    وأسامة بن زيد رضي الله عنهما لما قتل رجلاً يقول: لا إله إلاّ الله، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((أقتلته بعد أن قال لا إله إلاّ الله؟!)) قال: يا رسول الله، إنّما قالها تعوذًا، قال: ((فما تفعل بلا إله إلاّ الله؟))([3]).

    وهذا فيه النكير على عدم قبول أسامة رضي الله عنه إسلام الرجل بقول: لا إله إلاّ الله.

    واعترض معترضٌ على النبيّ صلى الله عليه وسلم في قسمته المال لما قسم المال بعد إحدى الغزوات فقال: يا رسول الله، اعدل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ويحك، من يعدل إذا لم أعدل؟!)) فأعطاه النبيّ صلى الله عليه وسلم مالاً كثيرًا، ثم قال: ((يخرج من ضئضئ هذا أقوامٌ، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرمية))([4]) وهم الخوارج.

    وفي عهد عثمان رضي الله عنه ظهر هؤلاء الخوراج، وكان أساس انحرافهم هو نظرهم في أنّ الوالي أو أمير المؤمنين رضي الله عنه لم يقم بما أوجب الله عليه، فمنهم من كفَّره، ومنهم من أوجب قتله، حتى قُتل بسبب تصرفاته كما يزعمون! وكفروا طائفة أيضًا في ذلك الزمان حتى قام عليّ رضي الله عنه وحصل منه ما حصل بالنسبة لهم ثم كفَّروه، وسار إليهم ابن عباس وكانوا نحوًا من مائة وعشرين ألفًا ووعظهم وحاجّهم، وكان أساس كلامهم في مسألتين:

    في مسألة: الحكم بما أنزل، وتحكيم الرجال في كتاب الله جل وعلا.

    وفي مسألة: تكفير من ارتكب المعصية.

    ومنهم من رجع بعد نقاش ابن عباس لهم، ومنهم من لم يرجع، واستمر ذلك في الأمة، فعثمان رضي الله عنه كُفِّر، وعليّ رضي الله عنه كُفِّر، وهكذا سادات الأمّة كفَّرهم معارضوهم بسبب أو بآخر.

    والتكفير معناه: الحكم بالخروج من الدين، الحكم بالردّة، والحكم بالردّة على مسلم ثبت إسلامه لا يجوز إلاّ بدليل شرعي يقيني بمثل اليقين الذي حصل بدخوله في الإيمان، والأصل في ذلك قول الله جل وعلا في سورة براءة في ذكر المنافقين: {وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلَـٰمِهِمْ} [التوبة: 74]، وفي آية سورة آل عمران قال الله جل وعلا: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَـٰنِهِمْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْرًا} [آل عمران: 90]، ونحو ذلك في أنّ المؤمن أو من أسلم أو آمن قد يخرج من الدين، ولكن ضبطه أهل السنة والجماعة بضوابط كثيرة معلومة، ثم إنّ أهل السنة يفرقون ما بين الكلام على الفعل والقول والعمل بأنّه كفر، وقيام هذا العمل بمكلّف هل هو يخرج به من الدين أم لا؟ لأنّ المكلّف قد يكون جاهلاً ببعض المسائل، وقد يكون متأوّلاً، وقد يكون لم تبلغه الحجّة التي يصير بها قد قامت عليه الحجّة، وقد يكون معذورًا وقد لا يكون، وهذه تحتاج إلى إقامة شروط وانتفاء موانع.

    فأهل السنة وسط في هذا الباب بين الخوارج: الذين يكفِّرون بالذنب، ويُكفِّرون بمطلق الحكم بغير ما أنزل الله، وبمطلق الموالاة للكفار ونحو ذلك وأشباهه، وما بين المرجئة الذين لا يرون من ثبت إيمانه أنّه يخرج من الإيمان بفعل أو بقول أو باعتقاد.

    وأهل السنة بين هذا وهذا، ويقولون: إنّ من ثبت إيمانه بيقين لا يجوز أن يُخرج من هذا الإيمان إلاّ بحجّة وظهور الشروط وانتفاء الموانع.

    فإذا كان كذلك فإنّ الذي يُقيم الحجّة وينظر في الشروط والموانع هو المؤهّل لها شرعًا، وهم القضاة الذين عندهم معرفة بما فيه التأويل وما ليس فيه التأويل، وما يكون من أحوال الناس، وبعض طلبة العلم قد لا يَحسُن منه الدخول في هذا لعدم معرفته بوسائل الإثبات والبيّنات، وما يحصل به إثبات الشيء من عدمه شرعًا، ومسائل القضاء هي التي تترتب عليها الأحكام، وهذه تحتاج فيها إلى حكم قاضي يثبت فيه الكفر على المعيّن، لأنّه إذا ثبت الكفر على معيّن فإنّها سترتب آثار الردّة عليه، وهي كثيرة.

    إذا تبيَّن هذا فإنّ أعظم من يُحذر من النيل من إيمانه والنيل من صحة إسلامه وصحة اعتقاده هم علماء أهل السنة والجماعة، القائمون بأمر الله، فالعلماء المسلمون عمومًا هم القائمون بأمر الديانة، وهم الذين يؤخذ عنهم الدين، وهم الذين يبصِّرون الناس بالحقّ من غيره، ومن توجّه إليهم بالتكفير فأوّل ما يتجه له قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((من قال لأخيه: يا كافر، فقد بها أحدهما)).

    ولا بدّ إمّا أن يبوء بها الفاعل، أو يبوء بها الآخر، هذا خطر عظيم على قائل تلك الكلمة، خطرٌ عظيمٌ جدًا على دينه؛ لأنّه إمّا يكون الآخر كما قال، وإمّا أن ترجع عليه بهذا الحكم، وهذا يوجب الحذر الشديد من مثل هذه الكلمة.

    والعلماء لاشك أنّ عندهم من البصر بالشريعة والبصر بالكتاب والسنة والدلائل الشرعية ما يجعلهم ينظرون في المسائل نظرًا واسعًا، والمسائل الشرعية في فقهها مبنيّة على مقدمتين:

    أمّا المقدمة الأولى فهي ورود الدليل، وهو محل الاستدلال، وهو ورود الدليل من الكتاب أو من السنة على المسألة التي فيها تنازع، ثم فهم هذا الدليل يعني: هذه المقدمة الأولى وفهم الدليل من قبلهم فهمًا يجعل عندهم ظهور بأن معنى هذه الآية هو كذا، ومعنى هذا الحديث هو كذا.

    والمقدمة الثانية: أن يكون هناك تحقيق للمناط في تنـزيل هذه الحكم على هذا الدليل، أو في إلحاق هذه المسألة بالدليل ليؤخذ منه الحكم.

    وتنقيح المناط صنعة اجتهادية كما قرّره الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات، وأهل العلم يختلفون عن سائر القراء أو طلبة العلم أو من عنده قراءة في قيام هذه الفتوى عندهم على هاتين المقدمتين، وكثير من طلبة العلم قد يعلم الأولى، لكن لا يعلم الثانية، وهي فقه تنـزيل النازلة على وجه الدليل لينظر فيها بالحكم.

    هذا يقتضي أن يقي طالب العلم نفسه في أنّه ينظر إلى تبرئة ذمته بأن يجعل كلام أهل العلم الذين اجتمعوا على قول ما أن يجعله مانعًا له من أن يخوض في المسألة بغير علم؛ لأنّ المرء ينظر إلى أنّه إذا خالفه واحدٌ هو أعلم منه قد يشك فيما اتجّه إليه؛ فكيف إذا كان جمعٌ كبيرٌ من علماء المسلمين، أو من العلماء الربانيين، ينظرون إلى هذا الأمر ويخالفونه أو يقولون فيه بقول؟!

    لهذا فالقول – أي ما ذكره السائل بقوله: إنّ العلماء الكبار كفّار، لأنّهم يظاهرون المشركين ـ هذا من الخطر العظيم من أن يقول قائل بمثل هذه الكلمة:

    أولاً: لأنّ العلماء الكبار يُبيّنون الحقّ، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم في زمن الخوارج يبيِّنون الحقّ، وإذا اتهمهم أحدٌ أو رماهم بالكفر لأجل تبيينهم الحقّ فلا يعني أن رمي هذا الرامي أنه موافق للصواب، بل جنايته على نفسه، ويجب أن يؤخذ على يده، وأن يعزّر تعزيرًا بليغًا من قِبل القضاة بما يحجزه عن ذلك، ولما فات التعزير الشرعي في مثل هذه المسائل كثر القول، وكثر الخوض فيها، وقد كان القضاة فيما مضى يعزِّرون في قول المسلم لأخيه: يا كلب أو: يا كذا بما فيه انتقاص له، فكيف إذا كان فيه رمي بمثل هذا الرمي العظيم الذي لا يجوز لمسلم يخشى الله أن يتفوّه به، فضلاً على أنّه يعتقده.

    ثم ما يتعلق بمظاهرة المشركين وتولي الكفّار، فإنّ هذه المسألة بحثناها في عدة مجالس وفي عدة شروح، وبيّنا فيها أنّ عقد الإيمان يقتضي موالاة الإيمان والبراءة من الكفر؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَـٰلِبُون } [المائدة: 55، 56].

    وعقد الإيمان يقتضي البراءة من المعبودات والآلهة المختلفة ومن عبادتهم لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ لأَِبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِى بَرَاء مّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ ٱلَّذِى فَطَرَنِى فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَـٰقِيَةً فِى عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 26، 27].

    فأساس الإيمان هو الولاء للإيمان والبراءة من الكفر وعبادة غير الله جل وعلا، ويتضمن ذلك موالاة أهل الإيمان والبراءة من أهل الكفر على اختلاف مللهم.

    هذه الموالاة منها ما يكون للدنيا، ومنها ما يكون للدين، فإذا كانت للدنيا فليست بمخرجة من الدين، وممّا قد يكون في بعض الأنواع من الموالاة في الدنيا من الإكرام أو البشاشة أو الدعوة أو المخالطة ما قد يكون مأذونًا به ما لم يكن في القلب مودّة لهذا الأمر، من مثل ما يفعل الرجل مع زوجته النصرانية، ومن مثل ما يفعله الابن مع أبيه غير المسلم، ونحو ذلك ممّا فيه إكرام وعمل في الظاهر، ولكن مع عدم المودة الدينية في الباطن، فإذا كان الموالاة للدنيا فإنّها غير جائزة إلاّ في ما استثني؛ كما ذكرنا في حال الزوج مع الزوجة والابن مع أبيه؛ ممّا يقتضي معاملة وبِرًّا وسكونًا ونحو ذلك.

    أمّا القسم الثاني: فأن تكون الموالاة للدنيا؛ ولكن ليس لجهة قرابة، وإنّما لجهة مصلحة بحتة في أمر الدنيا وإن فرّط في أمر دينه، فهذه موالاة غير مكفِّرة؛ لأنّها في أمر الدنيا، وهذه التي نزل فيها قول الله جل وعلا: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءكُمْ مّنَ ٱلْحَقّ} [الممتحنة: 1]، وهنا أثبت أنّهم ألقوا بالمودّة وناداهم باسم الإيمان، قال جمعٌ من أهل العلم: مناداة من ألقى المودة باسم الإيمان دل على أن فعله لم يخرجه من اسم الإيمان.

    هذا مقتضى استفصال النبيّ صلى الله عليه وسلم من حاطب رضي الله عنه، حيث قال له في القصة المعروفة: ((يا حاطب، ما حملك على هذا؟)) يعني: أن أفشى سرّ رسول الله صلى الله وسلم، فبيّن أنه حمله عليه الدنيا وليس الدين.

    والقسم الثالث: موالاة الكافر لدينه، يواليه ويحبه ويودّه وينصره لأجل ما عليه من الشرك ومن الوثنية ونحو ذلك، يعني محبة لدينه، فهذا مثله، هذه موالاة مكفِّرة لأجل ذلك، والإيمان الكامل ينتفي مع مطلق موالاة غير المؤمن؛ لأنّ موالاة غير المؤمن بمودته ومحبته ونحو ذلك منافيه للإيمان الواجب لقول الله جل وعلا: {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22].

    أمّا مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين هذا من نواقض الإسلام، كما هو مقررٌ في كتب الحنابلة وذكره العلماء، ومنهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النواقض العشر الناقض الثاني.

    وهذا الناقض مبني على أمرين، الأول: المظاهرة، والثاني: الإعانة.

    قال: (مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين).

    والمظاهرة: أن يتخذ أو أن يجعل طائفة من المسلمين أنفسهم ظهرًا للكافرين، يحمونهم فيما لو أراد طائفة من المؤمنين أن يقعوا فيهم، يحمونهم وينصرونهم ويحمون ظهورهم وبيضتهم.

    هذا مظاهرة بمعنى أنه صار ظهرًا لهم.

    قول الشيخ رحمه الله: (مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين) مركب من أمرين:

    المظاهرة بأن يكون ظهرًا لهم بأي عمل، أي: يكون ظهرًا يدفع عنهم ويقف معهم ويضرب المسلمين لأجل حماية هؤلاء.

    وأمّا الثاني: فإعانة المشرك على المسلم، فضابطها أن يعين قاصدًا ظهور الكفر على الإسلام؛ لأنّ مطلق الإعانة غير مكفر؛ لأنّ حاطب رضي الله عنه حصل منه إعانة لهم، إعانة للمشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم بنوعٍ من العمل، والإعانة بكتابة سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسير إليهم، لكن النبيّ صلى الله عليه وسلم استفصل منه، فدلّ على أن الإعانة تحتاج إلى استفصال، والله جل وعلا قال في مطلق العمل هذا: {وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء ٱلسَّبِيلِ} [الممتحنة: 1]، لكن ليس بمكفِّر إلا بقصد، فلما أجاب حاطبٌ بأنّه لم يكن قصده ظهور الكفر على الإسلام قال: يا رسول الله، ما فعلتُ هذا رغبة في الكفر بعد الإسلام، ولكن ما من أحدٍ من أصحابك إلا له يدٌ يدفع بها عن أهله وماله، وليس لي يد في مكة، فأردتُ أن يكون لي بذلك لي يد، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((إنّ الله اطّلع إلى أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم))([5]).

    وحاطب فعل أمرين:

    الأمر الأول: ما استفصل فيه، وهي مسألة: هل فعله قاصدًا ظهور الكفر على الإسلام، ومحبة للكفر على الإسلام؟ لو فعل ذلك لكان مكفرًا ولم يكن حضوره لأهل بدرٍ غافرًا لذنبه، لأنه يكون خارجًا عن أمر الدين.

    الأمر الثاني: أنّه حصل منه نوع إعانة لهم، وهذا الفعل فيه ضلال وذنب، والله جل وعلا قال: {تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءكُمْ مّنَ ٱلْحَقّ} إلى قوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ} [الممتحنة: 1 ـ 6]، أي: في إبراهيم ومن معه. وهذا يدل على أن الاستفصال في هذه المسألة ظاهر، فالإعانة فيها استفصال، وأمّا المظاهرة بأن يكون ظهرًا لهم ويدفع عنهم ويدرأ عنهم ما يأتيهم ويدخل معهم ضد المسلمين في حال حربهم لهم هذا من نواقض الإسلام التي بيّنها أهل العلم.

    فهذه المسائل اقتضى إطالة الجواب فيها للسؤال، ومع الأسف أنّه على كثرة ما جاء من بحوث في هذه من قديم من وقت سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز والشيخ محمد ابن عثيمين وكثرت هذه المسائل ورُدِّدت لكن نخشى أن يكون المنهج التكفيري يمشي في الناس.

    والخوارج سيبقون، ومعتقدات الخوارج ستبقى، والناس إن لم يتداركوا أنفسهم قد يكون فيهم خصلة من خصال الضلال؛ إن لم يحذروا من ذلك.

    والواجب علينا جميعًا أن نحذر ونتنبه للحقّ، وأن نتواصى به، وأن نكون حافظين لألسنتنا من الوقوع في ورثة الأنبياء وهم العلماء، وقد أحسن ابن عساكر رحمه الله إذ قال في فاتحة كتابه تبيين كذب المفتري قال: "ولحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في منتقصيهم معلومة"، وهذا ظاهرٌ بيّنٌ، والتجربة تدل عليه، ورؤية الواقع تدل عليه.

    وقانا الله وإيّاكم من زلل الأقوال، ومن زلل الأعمال، وسوء المعتقدات، وهدى ضالّ المسلمين، وبصرنا وإياهم بالحقّ.

    وبالمناسبة نحتاج إلى أن نفقه كيف يُردّ على من خالف في مثل هذه المسائل والمخالفين في التكفير أو في التضليل أو في ذكر الأمور على غير ما هي عليه، يجب:

    أولاً: أن لا يرد الباطل بباطل، وأن الباطل يرد بالحقّ، من كفَّرنا لا نكفِّره لأجل تكفيره لنا، ومن بدَّعنا لا نبدّعه لأجل تبديعه لنا، وإنّما هذه مسائل تحتاج إلى ردّ الباطل بالحقّ، هذا هو منهج السلف الصالح، منهج أئمة أهل السنة والجماعة.

    ثانيًا: أن يُحرص على هداية هؤلاء، وينظر إليهم في الهداية بما يناسبهم، إذا كانوا يحتاجون إلى نصيحة ينصحون، إلى إجابة للشبهات يُجاب عليهم، فقد يهدي الله جل وعلا بعض أولئك كما هدى طائفة من الخوارج مع ابن عباس رضي الله عنهما.

    ثم الدعاء في مثل الأزمات والفتن والمصائب التي تقع ليس للمرء منجى ولا ملجأ إلاّ بربّه جلّ جلاله، فمن ترك الصلة بينه وبين ربّه بالدعاء وبسؤال الإعانة والبصيرة فإنّه يؤتى، وإذا كان نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو المؤيّد من الله جلّ وعلا وهو صاحب الشريعة، وهو المهدي بالوحيّ من الله جل وعلا للحقّ يقول في دعائه: ((اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) فكيف بحالنا وحال أمثالنا؟! لا شكّ أننا أحوج إلى السؤال والدعاء في ذلك؛ الدعاء لأنفسنا، والدعاء أيضًا لمن نعلمه قد خالف الحقّ في ذلك، وإذا خالف وكفَّر وضلّ واعتدى على الإنسان في دينه أو في عرضه أو تكلم؛ لا يعني ذلك أن تقابل إساءته بمثلها، بل تصبر عليه، تدعو له؛ لأنّ طالب العلم همُّه إصلاح الخلق، قد يستجيبون وقد لا يستجيبون؛ ليس عليك هداهم، ولكن الله يهدي من يشاء.



    = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
    ([1]) الحديث رواه أبو داود في كتاب العلم، باب التوقي في الفتيا (3657)، وابن ماجه في المقدمة، باب اجتناب الرأي والقياس (53).

    ([2]) قصة حاطب رواها البخاري في الجهاد والسير، باب الجاسوس (3007)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر (2494).

    ([3]) قصة أسامة أخرجها البخاري في المغازي، باب بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة (4269).

    ([4]) الحديث أخرجه البخاري في المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3610).

    ([5]) قصة حاطب رواها البخاري في الجهاد والسير، باب الجاسوس (3007)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر (2494).




    المصدر : (( فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة )) (ص 179 - 194)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    139

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ



    كلام متين من هذا العالم الرباني نسأل الله أن ينفع به ، وجزاكم الله خيراً يا شيخ سلمان.


    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

  3. #3

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    جزاك الله خير

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
    فلا شك أن الوقوع في أهل العلم من علامات خذلان المرء ولا يعرف الفضل لأهل ا لفضل إلا ذووه ،ورد الشيخ صالح حفظه الله بهذا لخصوص رد موفق سديد أسأل الله أن يبارك له وينفع به ويزيده من فضله...
    إلا أن لي استدراكا على بعض ما ذكر ، أرجوا أن يتسع له صدر شيخنا حفظه الله ،ولعل شيخنا حفظه الله أو من لديه بسط في هذه المسالة يوجهنا إن أخطأنا الفهم...
    وهو قوله حفظه الله في مسألة المولاة :
    "هذه الموالاة منها ما يكون للدنيا، ومنها ما يكون للدين، فإذا كانت للدنيا فليست بمخرجة من الدين..."
    أقول : هذا الإطلاق ليس بسديد لان الله سبحانه وتعالى قد أبطل هذا القيد في سياق إثبات الكفر لمن يتولى الكفار وذلك بقوله سبحانه وتعالى :"فترى كثيرا منهم يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "
    ففي هذه الآية بيان صريح أن ما حملهم على الموالاة للكفار إلا خشية أن تصيبهم دائرة ... يعني يحتاجون اليهم في وقت ضيق فيمدونهم بالميرة وغيرها مما يحتاجون مقابل توليهم لهم ...
    وهذا دليل صريح في إبطال هذا المعنى ، ولقد جائت الكثير من الآيات التي توضح أن ما حمل الكفار على كفرهم غلا الأغراض الدنيوية وتبكتهم على ذلك وتذكرهم بما عند الله سبحانه وتعالى من نعيم مقيم وأن ما بأيديهم مما حملهم على الكفر والبغي إلى زوال...
    وقال تعالى : " وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
    فهذا الذي شرح بالكفر صدره ما فعله إلا لأنه استحب الحياة الدنيا على الآخرة فكيف يكون نفس استحباب ا لدنيا على الآخرة عذر ينفي الكفر ويجعله معصية ؟
    وهذا لا أظنه يخفى على شيخنا حفظه الله فكيف يكون مثل هذا عذرفي الشريعة ؟ بل كيف تتعلق الأحكام الظاهرة بما في النفس من أغراض مما لا يطلع عليه ولا يضبط ؟!
    مع قول الشيخ حفظه الله : " والمقدمة الثانية: أن يكون هناك تحقيق للمناط في تنـزيل هذه الحكم على هذا الدليل، أو في إلحاق هذه المسألة بالدليل ليؤخذ منه الحكم ،وتنقيح المناط صنعة اجتهادية كما قرّره الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات، "
    فقوله مناط يعني أنه وصف ظاهر منضبط ويناسب أن تناط به الأحكام .. فأين هذا من الأغراض التي في النفوس والتي لا يطلع عليها إلا الله سبحانه ؟
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
    والثانية قوله تعالى : " ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة " .
    فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد أو الجهل أو البغض للدين أو محبة الكفر ، وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا فآثره على الدين"
    ** وقول الشيخ حفظه الله : " أمّا مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين هذا من نواقض الإسلام، كما هو مقررٌ في كتب الحنابلة وذكره العلماء، ومنهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النواقض العشر الناقض الثاني."
    - هذا الذي قرره العلماء وفسروه وفصلوه ليس كما ذكر الشيخ هنا حفظه الله !
    فأهل العلم جعلوا مظاهرة المشركين ناقضا من نواقض الإسلام وسببا من أسباب الردة ، والشيخ هنا حفظه الله يقيد هذا الناقض بأن يظاهرهم " لأجل دينهم " فكيف يقول حفظه الله "كما هو مقرر في كتب الحنابلة ..." ثم يحيد عما قرروه ؟
    وهل يقيد الشيخ حفظه الله جميع النواقض بهذا القيد كما ذهب غيره ؟ أم أن هذا القيد خاص بالموالاة ؟!
    - والشيخ حفظه الله من العلماء المشهود لهم بالضبط والتدقيق ولذا يعظم العجب من مثل قوله هذا !!!
    وقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في النواقض أن مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين كفر لا شك أنه بدون هذا القيد والشيخ حفظه الله استدل على هذا الحكم بآية المائدة :"ومن يتولهم منكم فإنه منهم " ففسر التولي بالمظاهرة والقتال مع الكفار ، وحكم عليه بالكفر بلا قيود ...
    وهذا حكم مستقر عند أئمة الدعوة جميعهم تأصيلا وتطبيقا ...
    قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته للشريف : "" النوع الثالث: من عرف التوحيد وأحبه واتبعه. وعرف الشرك وتركه, ولكن يكره من دخل في التوحيد ويحب من بقي على الشرك. فهذا أيضاً كافر, وهو ممن ورد فيه قوله تعالى:
    ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم).
    النوع الرابع: من سلم من هذا كله ولكن أهل بلده مصرحون بعداوة التوحيد واتباع أهل الشرك وساعون في قتالهم ويتعذر أن تركه وطنه يشق عليه, فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بماله ونفسه. فهذا أيضاً كافر .."
    الشاهد هنا هو النوع الرابع الذي كفر ه الشيخ رحمه الله فهو :
    - عرف التوحيد وأحبه واتبعه
    - وعرف الشرك وتركه
    - وسلم من محبة المشركين
    - وسلم من بغض الموحدين
    ولكنه قاتل مع المشركين ضد الموحدين متعذرا بأنه يشق عليه ترك وطنه ...
    فهذا بيان واضح من شيخ الإسلام يقرر فيه :
    - كفر من يقاتل مع المشركين ضد المسلمين
    - ويبطل فيه مسالة الغرض الدنيوي
    أما حديث حاطب رضي الله عنه فلعل شيخ الإسلام رحمه الله لم يطلع عليه أثناء تقرير هذه النواقض أو مراسلاته والله أعلم ..
    فإذا كان الشيخ حفظه الله يقر بما هو مقرر عند العلماء ومنهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فهذا الذي قرره رحمه الله وهو بلا شك خلاف ما ذهب اليه الشيخ ، أسأل الله أن يحفظ شيخنا ويوفقنا وإياه وجميع إخواننا لما يحب ويرضى
    والله أعلم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    لعل التركيز على النقل عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو أن الشيخ حفظه الله ذكر مظاهرة المشركين في سياق تقرير اهل العلم وخص بالذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ...
    فلعل القارئ يتوهم ان ما ذكرة الشيخ صالح حفظه الله هو مراد شيخ الإسلام وليس كذلك كما بينت ....

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    الله ينفع بك أخي الموحد
    قولك :"أما حديث حاطب رضي الله عنه فلعل شيخ الإسلام رحمه الله لم يطلع عليه أثناء تقرير هذه النواقض أو مراسلاته والله أعلم .."
    مافهمت مرادك بهذه العبارة أحسن الله إليك

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    62

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    بارك الله فيكم

  9. #9

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    بارك الله فيكم شيخنا الموحد السلفي وأثابكم الله على إزالة بعض الشبه التي كادت أن تقع في قلبي ...

  10. #10

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    لماذا قيل باعتبار القصد في الإعانة ولم يُقَل به في المظاهرة؟

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    الأخوة الكرام
    عبد الله آل يوسف
    معاذ
    أبو هاجر
    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    215

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد,

    قرر أخونا الموحد السلفي مخالفة الشيخ صالح في تقريره لما قرره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأجزل له المثوبة
    وهذا ظاهر من مداخلة الأخ الموحد
    فإن كان هذا غرضه كما هو ظاهر
    أقول إلا أنه أغفل أن شيخ الإسلام المجدد ذكر في المظاهرة المكفرة الإشتراك في القتال وقتال الموحدين وهذا هو مناط التكفير عند الإمام المجدد بل عند كل موحد على الجادة في هذه الحالة.

    ولا يخالف في هذا الشيخ صالح ولكن الفرق أن كلاٌ من الشيخين - الجد والحفيد - قررا المسألة حسب الزمن الذي عاشا فيه.
    فمن علم أن المجدد يقصد من اشترك في القتال وقاتل الموحدين الذين يدعون إلى التوحيد وعليه يقاتلون فهو داخل في المظاهرة المكفرة بلا شك ولا ريب كما حدث في عهد الإمام المجدد رحمه الله تعالى.
    وأما من اعان بدون قتال وكانت إعانته لغرض دنيوي ظاهر أو ظهر بالإستفصال- كما هو حال حاطب رضي الله عنه - فبهذا الدليل وجد القيد من لدن أهل العلم ومنهم الشيخ صالح , فأهل العلم السلفيين لا يقيدون المطلق ولا يطلقون المقيد إلا بدليل من الكتاب أو السنة لا كما يفعل أهل الأهواء اعاذنا الله وإياكم اخونا الموحد من طريقتهم


    وأما تقرير الشيخ صالح حفظه الله فهو تقرير مانع ماتع ويقوم على الأدلة من الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة ولا مخالفة فيه لمن سبقه من أهل الجادة.

    وأما استدراك الأخ الموحد وقوله:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الموحد السلفي مشاهدة المشاركة
    إلا أن لي استدراكا على بعض ما ذكر ، أرجوا أن يتسع له صدر شيخنا حفظه الله ،ولعل شيخنا حفظه الله أو من لديه بسط في هذه المسالة يوجهنا إن أخطأنا الفهم...
    وهو قوله حفظه الله في مسألة المولاة :
    "هذه الموالاة منها ما يكون للدنيا، ومنها ما يكون للدين، فإذا كانت للدنيا فليست بمخرجة من الدين..."
    أقول : هذا الإطلاق ليس بسديد لان الله سبحانه وتعالى قد أبطل هذا القيد في سياق إثبات الكفر لمن يتولى الكفار وذلك بقوله سبحانه وتعالى :"فترى كثيرا منهم يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "
    ففي هذه الآية بيان صريح أن ما حملهم على الموالاة للكفار إلا خشية أن تصيبهم دائرة ... يعني يحتاجون اليهم في وقت ضيق فيمدونهم بالميرة وغيرها مما يحتاجون مقابل توليهم لهم ...
    وهذا دليل صريح في إبطال هذا المعنى ،
    اقول:
    اخطأت اخطأت
    هذه الأية نزلت في المنافقين وهم كفار كفر مستقل فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وإنزالها على أهل الموالاة الدنيوية كالجاسوس وغيره من المسلمين خطأ فاحش وفقك المولى
    قال ابن جرير رحمه الله عند تفسير هذه الأية:
    والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن ذلك من الله خبر عن ناس من المنافقين كانوا يوالون اليهودَ والنصارى ويغشُّون المؤمنين، ويقولون: نخشى أن تدور دوائر= إما لليهود والنصارى، وإما لأهل الشرك من عبدة الأوثان، أو غيرهم= على أهل الإسلام، أو تنزل بهؤلاء المنافقين نازلةٌ، فيكون بنا إليهم حاجة.
    وقد يجوز أن يكون ذلك كان من قول عبد الله بن أبي، ويجوز أن يكون كان من قول غيره، غير أنه لا شك أنه من قول المنافقين.أهـ

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ }:
    وقوله: { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } أي: شك، وريب، ونفاق .أهـ
    وقد جزم بعض المفسرين أنها نزلت في ابن سلول المنافق

    وبهذا لا يصح استدراكك ويسلم تقرير الشيخ صالح وفقه الله واعانه
    والله اعلم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    أولا اصحح كتابة الآية في قول الله عز وجل :
    "فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ..." الآية فقد كتبتها خطأ فاستغفر الله وأتوب اليه وهذا شأن العجلة دائما والله المستعان...
    أخي الكريم ابا عمر وفقه الله
    بارك الله فيك وزادك علما وبصيرة ...

  14. #14

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    مع إحترامي للسائل إلا أن الذين يقولون بكفر العلماء قلة قليلة ، و أنا أستغرب لماذا إذا أتينا نناقشمثل هذه المسائل ننحرف لأقصى اليمين أو يسار

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    215

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الموحد السلفي مشاهدة المشاركة
    أولا اصحح كتابة الآية في قول الله عز وجل :
    "فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ..." الآية فقد كتبتها خطأ فاستغفر الله وأتوب اليه وهذا شأن العجلة دائما والله المستعان...
    أخي الكريم ابا عمر وفقه الله
    بارك الله فيك وزادك علما وبصيرة ...
    اخي الموحد السلفي
    وفيك بارك ولك بالمثل

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    الشيخ صالح حفظه الله ذكر كلاما عن ناقض "مظاهرة المشركين على المسلمين " يوهم بأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقيد ناقض المظاهرة بقصد ظهور الكفر على الإسلام وذلك بقوله :
    "قول الشيخ رحمه الله: (مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين) مركب من أمرين:
    المظاهرة بأن يكون ظهرًا لهم بأي عمل، أي: يكون ظهرًا يدفع عنهم ويقف معهم ويضرب المسلمين لأجل حماية هؤلاء.
    وأمّا الثاني: فإعانة المشرك على المسلم، فضابطها أن يعين قاصدًا ظهور الكفر على الإسلام؛ لأنّ مطلق الإعانة غير مكفر؛ "
    فإذا كان الناقض مركبا من أمرين كما ذكر الشيخ حفظه الله ،وكان أحد الأمرين مقيدا بقصد ظهور الكفر على الإسلام فلا يخفى عليك أن هذا تقييد للناقض في نهاية الأمر ...
    وهذا ليس مقصود شيخ الإسلام قطعا ...
    وليس الإشكال في أن يخالف الشيخ صالح حفظه الله جده في هذه المسالة أو غيرها ولكن والإشكال هو مخالفته ثم تفسير كلامه على وجه يوهم أنه لم يخالفه !
    وقد كنت أحسب أن الشيخ لا يخالف ما عليه جده وأئمة الدعوة ، بل قررت من خلال قراءة سريعة غير متأملة لما كتبه في كتابه الضوابط الشرعيّة لموقف المسلم في الفتن" (50-52) انه لا يقيد وإذا بالكلام على عكس ما قررت !
    يقول حفظه الله :
    " فها هنا عندنا في الشرع، وعند أئمّة التوحيد، لفظان لهما معنيان، يلتبس أحدهما بالآخر عند كثيرين:
    الأوّل: التولّي.
    الثاني: الموالاة.
    التولّي مكفّر
    الموالاة غير جائزة.
    والثالث الاستعانة بالكافر واستئجاره: جائزة بشروطها. فهذه ثلاث مسائل.
    أمّا التولّي فهو الّذي نزل فيه قول الله جلّ وعلا: (يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين).
    وأمّا موالاة الكفّار فهي مودّتهم ومحبّتهم لدنياهم وتقديمهم ورفعهم وهي فسق وليست كفرًا.
    "
    وهذا التقسيم صوري لا قيمة له ! لأنه يؤول في النهاية إلى أن جميع صور التولي والموالاة مقيدة بقصد ظهور الكفر أو محبة دين الكفار!.. ولا يحتاج الأمر إلى كثير تأمل ...
    فهنا يقول : والقسم الثالث: موالاة الكافر لدينه، يواليه ويحبه ويودّه وينصره لأجل ما عليه من الشرك ومن الوثنية ونحو ذلك، يعني محبة لدينه، فهذا مثله، هذه موالاة مكفِّرة لأجل ذلك، "
    وفي الكتاب يقول : "وضابط التولّي هو نصرة الكافر على المسلم وقت حرب المسلم والكافر، قاصدًا ظهور الكفّار على المسلمين."
    فكلاهما مقيد في الحقيقة والتقسيم صوري لااكثر ...
    وأنت يا أخي الكريم تقر بأن شيخ الإسلام لا يقيد في القتال مع المشركين ولكن ما سبق واضح جدا أن الشيخ صالح حفظه الله يقيد ...
    فالشيخ صالح حفظه اله ووفقه وسدده قد خالف جده وأبناء جده وأئمة الدعوة النجدية جميعا بهذا التقرير ...
    هذا ما أردت إبرازه والتعليق عليه ...

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    أما قولك وفقك الله :
    "هذه الأية نزلت في المنافقين وهم كفار كفر مستقل فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وإنزالها على أهل الموالاة الدنيوية كالجاسوس وغيره من المسلمين خطأ فاحش وفقك المولى"
    المنافقون يا أخي محكوم لهم بالإسلام الظاهر وكونهم منافقين لا يعني أن لا تتعلق بهم أحكام المسلمين بل العكس من ذلك ...
    فهم مخاطبون بالأحكام كما المسلمين لأنهم معدودون منهم في الظاهر ...
    ثم لو فرضنا أن الآية نزلت في الكفار الأصليين اليهود أو النصارى .. فما الذي يمنع من تنزيلها على المسلمين إذا فعلوا ما فعل الكفار مما استحقوا به حكم الكفر ؟!
    وتأمل قوله تعالى : "{يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبؤهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون* ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين}."
    علما بأن هذه الآية هي دليل الإجماع على كفر الساب والمستهزئ فهل يقال هذا خطا لان الآية في المنافقين ؟!
    هذه لعلها عجلة منك بارك الله فيك ...
    وتأمل أيضا قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الرسالة الخامسة والثلاثين من مجموع الرسائل :
    ".... إذا ثبت هذا فتكفير هؤلاء المرتدين انظروا في كتاب الله من أوله إلى آخره والمرجع في ذلك إلى ما قاله المفسرون والأئمة، فإن جادل منافق بكون الآية نزلت في الكفار فقولوا له هل قال أحد من أهل العلم أولهم وآخرهم إن هذه الآيات لا تعم من عمل بها من المسلمين من قال هذا قبلك ؟
    وأيضاً فقولوا له هذا رد على إجماع الأمة فإن استدلالهم بالآيات النازلة في الكفار على من عمل بها ممن انتسب إلى الإسلام أكثر من أن تذكر، وهذا أيضاً كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن فعل مثل هذه الأفاعيل مثل الخوارج العباد الزهاد الذين يحقر الإنسان الصحابة عندهم وهم بالإجماع لم يفعلوا ما فعلوا إلا باجتهاد وتقرب إلى الله وهذه سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن خالف الدين ممن له عبادة واجتهاد مثل تحريق علي رضي الله عنه من اعتقد فيه بالنار، وأجمع الصحابة على قتلهم وتحريقهم إلا ابن عباس رضي الله عنهما خالفهم في التحريق فقال : يقتلون بالسيف...
    والله الموفق

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    215

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الموحد السلفي مشاهدة المشاركة
    فالشيخ صالح حفظه اله ووفقه وسدده قد خالف جده وأبناء جده وأئمة الدعوة النجدية جميعا بهذا التقرير ...
    هذا ما أردت إبرازه والتعليق عليه ...
    مرحبا أخي الموحد
    الحمد لله على انعامه واحسانه
    الإشكال عندك وفقك الباري في القيد التي يلتزمه أهل العلم سواء الشيخ صالح أو من سبقه من الائمة في الموالاة المكفرة.
    وتعتقد أن هذا القيد يخالف ما قرره ائمة الدعوة النجدية وعلى رأسهم الإمام المجدد المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب!!
    وليس هذا بصحيح يا رعاك الله
    فما هو مجمل في النواقض العشرة تجده مبين في كلام المجدد واصحابه
    واعلم وفقك الله بأن مطلق الإعانة والمظاهرة ليست بكفر ودليلي على هذا حكم الجاسوس المسلم عند أهل السنة والجماعة.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(6/394):
    وَأَمَّا مَالِكٌ وَغَيْرُهُ فَحُكِيَ عَنْهُ : أَنَّ مِنْ الْجَرَائِمِ مَا يَبْلُغُ بِهِ الْقَتْلَ . وَوَافَقَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ أَحْمَد فِي مِثْلِ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ إذَا تَجَسَّسَ لِلْعَدُوِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ أَحْمَد تَوَقَّفَ فِي قَتْلِهِ وَجَوَّزَ مَالِكٌ وَبَعْضُ الْحَنَابِلَةِ - كَابْنِ عَقِيلٍ - قَتْلَهُ وَمَنَعَهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيُّ وَبَعْضُ الْحَنَابِلَةِ كَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى .أهـ

    قال النووي في شرحه لمسلم:
    وَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَطَائِفَة أَنَّ الْجَاسُوس الْمُسْلِم يُعَزَّرُ ، وَلَا يَجُوزُ قَتْلُهُ . وَقَالَ بَعْض الْمَالِكِيَّة : يُقْتَلُ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ . وَبَعْضُهُمْ يُقْتَلُ ، وَإِنْ تَابَ . وَقَالَ مَالِك : يَجْتَهِدُ فِيهِ الْإِمَام .أهـ

    وقال الخطابى في المعالم في شرح حديث على:
    فيه دليل على أن الجاسوس إذا كان مسلما لم يقتل، واختلفوا فيما يفعل به من العقوبة، فقال أصحاب الرأى في المسلم إذا كتب إلى العدو ودله على عورات المسلمين يوجع عقوبة ويطال حبسه وقال الاوزاعي: إن كان مسلما عاقبه الامام عقوبة منكلة، وغربه إلى بعض الآفاق في وثاق، وان كان ذميا فقد نقض عهده، وقال مالك: لم أسمع فيه شيئا وأرى فيه اجتهاد وقال الشافعي: إذا كان هذا من الرجل ذى الهيئة بجهالة كما كان من حاطب بجهالة وكان غير متهم أحببت أن يتجافى عنه، وإن كان من غير ذى الهيئة كان للامام تعزيره.أهـ

    فهذا وفقك الله يبين لك أن مطلق الإعانة والمظاهرة لا تكون كفراً مخرجاً من الملة, فإن سلمت بهذا فاعلم بأن الإمام المجدد لا يغفل عن هذا كما ألمحت سابقاً إلى أنه ربما غفل عن قصة حاطب رضي الله عنه وتلميحك عفا الله عنك كان استنكاري بمعنى لم يغفل الشيخ ولكنه لم يقيد به !!؟

    وللحديث بقية

  19. #19

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    الأخ الموحد .. يقول قولا ما أعرف أحد من أهل العلم قرره (أئمة الدعوة ) !!

    وإنما هي قراءة في كتاب وكلام لا أظنه فهمه فليته ينقل لنا من من أهل العلم يقول بأن حديث حاطب محمول على الكفر

    أحيلك على كتاب مناط التكفير بالمولاة فإنه قد رد على عبدالمجيد الشاذلي الذي لا أرى الأخ الموحد إلا نسخة مكررة من كلامه !!
    لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله & عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

  20. #20

    افتراضي رد: (( الرد على من يكفر العلماء بشبهة الموالاة للمشركين )) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هاجر النجدي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم شيخنا الموحد السلفي وأثابكم الله على إزالة بعض الشبه التي كادت أن تقع في قلبي ...
    هذه قلة أدب وهل الشيخ صالح من أهل الشبه المبتدعة ..

    لكن الإنسان عدو ما يجهل هداك الله إلى الصواب
    لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله & عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •