تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: لافتة ...لكل معلم !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي لافتة ...لكل معلم !


    حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس الابتدائي في أول يوم تستأنف فيه الدراسة ، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها ، نظرت لتلاميذها وقالت لهم : إنني أحبكم جميعا ، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات ، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذا في الصف الأمامي ، يدعى " تيدي ستودارد " !

    لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال ، وأن ملابسه دائما متسخة ، وأنه دائما يحتاج إلى حمام ، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصا غير مبهج ، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط ، وتضع عليها علامة x بخط عريض ، وبعد ذلك تكتب عبارة " راسب " في أعلى تلك الأوراق .

    وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون ، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتدي في النهاية ، وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما !!

    لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي : " تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة ، إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام ، وبطريقة منظمة ، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق " !

    وكتب عنه معلمه في الصف الثاني : " تيدي تلميذ نجيب ومحبوب لدى زملائه في الصف ، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال ، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب " !

    أما معلمه في الصف الثالث الابتدائي فقد كتب عنه : " لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه ... لقد حاول الاجتهاد وبذل أقصى ما يملك من جهود ، ولكن والده لم يكن مهتما ، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات " !

    بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع : " تيدي تلميذ منطو على نفسه ، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة ،وليس لديه الكثير من الأصدقاء ، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس " !

    وهنا أدركت المعلمة تومسون المشكلة ، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها ، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق ، ما عدا تيدي .

    فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام ، في ورق داكن اللون ، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة ، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي ، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقدا من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار ، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط ، ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها .

    ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم ، بل انتظر قليلا من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها : " إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي " !

    وعندما غادر التلاميذ المدرسة ، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل ، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة !

    ومنذ ذلك الحين توقفت عن تدريس القراءة ، والكتابة ، والحساب ، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة
    " مدرسة فصل " وقد أولت السيدة تومسون اهتماما خاصا لتيدي ، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه ، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع ، وبنهاية السنة الدراسية أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزا في الفصل ، وأبرزهم ذكاء ، وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها .


    وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي يقول لها فيها :
    " إنها أفضل معلمة قابلها في حياته " .

    وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك تلقت خطابا آخر منه يقول لها فيه : " إن الأشياء أصبحت صعبة ، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها ، وإنه سوف يتخرج قريبا من الجامعة بدرجة الشرف الأولى ، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن ! "

    وبعد أربع سنوات أخرى ، تلقت خطابا آخر منه ، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس ، قرر أن يتقدم قليلا للدراسة ، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته ، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلا بعض الشيء " دكتور ثيودور إف . ستودارد " !

    لم تتوقف القصة عند هذا الحد ، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع يقول فيه : " إنه قابل فتاة وسوف يتزوجها وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين ، وطلب منها أن تأتي لتجلس في مكان والدته في حفل زواجه ، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك " .
    والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت ، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة ، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطرها بالعطر نفسه الذي ذكره بأمه في آخر ميلاد !!

    واحتضن كل منهما الآخر ، وهمس ( دكتور ستودارد ) في أذن السيدة تومسون قائلا لها ، أشكرك على ثقتك فيّ ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم ، وأنني يمكن أن أكون مبرزا و متميزا !
    فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها : أنت مخطئ ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة ، لم أكن أعرف كيف أعلم حتى قابلتك .


    تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز " ستودارد " لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية ، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها فحسب ، بل على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية !

    ـــــــــــــــ ـــــــــ

    هذه القصة البديعة كانت في ورقات ثلاث قام أحد المسؤولين بتوزيعها على كل المعلمين في مدرستنا ؛ فنقلتها للعبرة !



    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    478

    افتراضي رد: لافتة ...لكل معلم !

    رائعة من روائعك! تكررت بعض أحداثها عند بعض من أعرفه، ولا أدري كيف ستكون النهاية! جزاك الله خيرا!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي رد: لافتة ...لكل معلم !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحث النحوي مشاهدة المشاركة
    رائعة من روائعك! تكررت بعض أحداثها عند بعض من أعرفه، ولا أدري كيف ستكون النهاية! جزاك الله خيرا!
    دمت أيها الكريم !
    يؤسفني ما ذكرت جدا !
    أذكر أنني حين تسلمت هذه الأوراق لم أعطها اهتماما ، فقد ظننتها من روتين الأوراق الذي عهدناه دائما ، ثم لما فرغت أخرجتها وقرأتها عدة مرات من جمالها ، وكم كان لهذه القصة من دفعة لتغيير نظرتي لكثير من أمور الحياة !
    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: لافتة ...لكل معلم !

    بارك الله فيك. فلعلنا نستفيد منها و نأخذ العبرة .شكرا جزيلا.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: لافتة ...لكل معلم !

    جزاك الله خيرا وبارك فيك.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي رد: لافتة ...لكل معلم !

    شكر الله لكَ حاتم الجزائري !
    شكر الله لكِ أم عبادة !
    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: لافتة ...لكل معلم !

    مسؤولية المعلمين إذن عظيمة مادام بمقدورهم رفع التلاميذ أو طمسهم
    جزى الله خيرا من وزعها و من نشرها

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي رد: لافتة ...لكل معلم !

    التعليم في اليابان
    مرحلة رياض الأطفال
    طرق فعالة هادفة

    حمل المرفق
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •