الآيات هذه أثير حولها العديد من الشّبهات، بحيث زعم قوم أنّه لا يوجد جهاد طلب في الإسلام، وهؤلاء القوم يذكّروننا بآية {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ }محمد20 لكن؛ أنا أقول لجميع الّذينَ يختلقون الشّبهات، (أريحوا أنفسكم) فلن تقدروا على تحريف القرآن.
وكذلك بالنّسبة لاشتراطهم لقتال الكفّار شروطا؛ فليسَ صحيحا، وكلُّ الآيات التي استدلّوا بها منسوخة.
ابن القيّم: (( وكان محرماً ثم مأذوناً به ثم مأموراً به لمن بدأهم بالقتال ثم مأموراً به لجميع المشركين ...)) زاد المعاد 2/58.
(اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله) صدق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
قال القرافي رحمه الله: (ظواهر النصوص تقتضي ترتيب القتال على الكفر والشرك... وترتيب الحكم على الوصف يدل على عِلِّيَة ذلك الوصف لذلك الحكم وعدم عِلِّية غيره) الذخيرة (3/387).
جاء في التّفسير المُيسّر: "ويقول الذين آمنوا بالله ورسوله: هلا نُزِّلت سورة من الله تأمرنا بجهاد الكفار, فإذا أُنزِلت سورة محكمة بالبيان والفرائض وذُكر فيها الجهاد, رأيت الذين في قلوبهم شك في دين الله ونفاق ينظرون إليك -أيها النبي- نظر الذي قد غُشِيَ عليه خوفَ الموت, فأولى لهؤلاء الذين في قلوبهم مرض أن يطيعوا الله". انتهى
والحمد للّه ربِّ العالمين