تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    35

    افتراضي ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم .
    هذا الحديث رواه جماعة من أهل الحديث كابن خزيمة والبيهقي والدارمي وغيرهم
    وصححه ابن القيم والذهبي ولكن
    تخريجه من كتاب التجسيم للدكتور صهيب السقار((نقض عثمان بن سعيد1/422 والرد على الجهمية 55(81) وهو أيضاً من طريق حماد به في التوحيد لابن خزيمة 105 والمعجم الكبير للطبراني 9/202(8987) والعظمة لأبي الشيخ 2/688(279). وحماد بن سلمة لا يحتج به في هذا المطلب كما سبق وتكرر. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة أيضاً 2/565(565) من رواية المسعودي عن عاصم به.
    والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود قال المزي في تهذيب الكمال 17/223: (..وقال عبد الله بن على بن المدينى، عن أبيه: المسعودى ثقة، وقد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة، وسلمة، ويصحح فيما روى عن القاسم ومعن.) وانظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 6/211.
    وأخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة 3/396 من رواية الحسن عن عاصم به. والحسن هو بن أبى جعفر، أبو سعيد الأزدى 167 هـ. وهو ضعيف الحديث مع عبادته وفضله، قال الحافظ فى تهذيب التهذيب2/260: (وقال ابن حبان: من خيار عباد الله الخشَّن، ضعفه يحيى، وتركه أحمد، وكان من المتعبدين المجابين الدعوة، ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث، وحفظه، فإذا حدث وهم، وقلب الأسانيد، وهو لا يعلم، حتى صار ممن لا يحتج به، وإن كان فاضلا. اهـ.) وانظر المجروحين لابن حبان1/237. ونقله ابن القيم في اجتماع الجيوش 82 عن سنيد قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود. وهو سنيد بن داود المصيصى أبو على المحتسب، واسمه حسين وسنيد لقب غلب عليه 226 هـ وهو ضعيف له تفسير لعله هو الذي نقل منه ابن القيم. وقال الذهبي في المغني في الضعفاء1/286(سنيد بن داود المصيصي عن حماد بن زيد قال أبو داود لم يكن بذاك وضعفه ابو حاتم)

    فهل ابن القيم والذهبي صححاه من باب تقويته بمجموع الطرق أم أن هذا التخريج غير صحيح ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    هذا الأثر أخي الفاضل أثر ثابت حسن الإسناد..
    تفرد به الثقة (زر بن حبيش).. ثم تفرد به عنه الصدوق الموثق _ على كلامٍ فيه _ (عاصم بن بهدلة).. ثم حمله عنه ثلاثة من الرواة:
    (1) الثقة _ على كلامٍ فيه _ (حماد بن سلمة).. وقد حمله عنه كلٌ من: الثقة (حجاج بن منهال)، والثقة (يزيد بن هارون)، والثقة (هدبة بن خالد)، والثقة (أسد بن موسى)، والثقة (موسى بن إسماعيل)، والثقة (حسن بن موسى)، والثقة (عبد الرحمن بن مهدي).
    (2) الضعيف جداً (الحسن بن أبي جعفر).. وقد حمله عنه: الثقة (الوليد بن عبد الرحمن).
    (3) الموثق _ والصحيح انتقاء حديثه؛ فما رواه الشيوخ عنه وتوبع فهو ثقة فيه؛ بخلاف رواية غيرهم عنه _ كثير الاضطراب والخطأ والاختلاط (عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي).. وقد حمله عنه كلٌ من: الثقة (يزيد بن هارون)، والثقة (هاشم بن القاسم)، والثقة (روح بن عبادة).. ولعل هذا الحديث مما سلم من حديثه _ أي: المسعودي _.
    وقد تابع زراً على روايته: الثقة (شقيق بن سلمة أبو وائل).. أتت مقرونةً مع رواية (زر بن حبيش) من طريق الثقة (الفضل بن الصباح)، عن الثقة (يزيد بن هارون)، عن المسعودي به.
    وأتت مفردة من طريق الصدوق الموثق _ على أنه كان يحدث عن الضعفاء _ (محمد بن بكار)، عن الضعيف المتروك (حفصٍ البزار)، عن المسعودي به.
    وكذا أتت مفردة من طريق الضعيف (أحمد بن عبد الجبار)، عن الصدوق المتكلم فيه (يونس بن بكير)، عن المسعودي به.
    وهذه مخالفة لما رواه الجماعة عن عاصم.. وكما تلاحظ جميع طرق هذه المخالفة ضعيفٌ جداً إلا الطريق الأول التي أتت فيه مقرونة.. وعلى كلٍ فقد كان يختلف كثيراً على (عاصم) في أبي وائل وزر.. لكنه في الإسناد الأول معنا قد جود.

    والخلاصة: أن هذا الحديث ثابتٌ حسن الإسناد.. وقد قال شيخنا الشيخ العلامة الفهامة محمد الصالح ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (هذا الحديث موقوف على ابن مسعود، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها، فيكون له حكم الرفع، لأن ابن مسعود رضي الله عنه لم يعرف بالأخذ عن الإسرائيليات).

    وقد علقه الإمام البخاري بصيغة الجزم في (خلق أفعال العباد) ولم يتعقبه.
    وبالمناسبة: من جعله من رواية حماد بن زيد فقد أخطأ ووهم.. والغريب أن الإمام ابن عبد البر _ كما هو في المطبوع _ ذكر في (الاستذكار) أنه عن حماد بن زيد، بينما أسنده في (التمهيد) عن حماد بن سلمة.
    والله تعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    101

    افتراضي رد: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    جزاك الله خيرا اخي التميمي ذكرنتني طريقتك هذه بشروح المتون الفقهية(ابتسامة)
    للفائدة:
    الكتاب الذي نقل منه التخريج في السؤال هو لصهيب السقار جهمي خبيث وكتابه هذا أدل شيء على معتقده
    فكتابه هذا أعدم فيه جميع كتب اهل السنة في الاعتقاد وعدها كتب تجسيم. حسبنا الله ونعم الوكيل

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,377

    افتراضي رد: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    وقد علقه الإمام البخاري بصيغة الجزم في (خلق أفعال العباد) ولم يتعقبه.
    ماذا يستفاد من هذا بخصوص تعليقات الإمام البخاري في غير صحيحه؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية الرياض
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    وإياكم أخي أمير فوزي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو وائل الجزائري مشاهدة المشاركة
    ماذا يستفاد من هذا بخصوص تعليقات الإمام البخاري في غير صحيحه؟
    مجرد استئناس وتقوية.. وغالب معلقات البخاري سواءٌ داخل صحيحة أو خارجه لا أعتقد أنه يتغير فيها منهجه.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    جزاك الله خيرا أيها السكران التميمي

  8. #8

    افتراضي رد: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    لكن تخريجه من كتاب التجسيم للدكتور صهيب السقار
    هذا كتاب خبيث صاحبه أشعري جلد وهو على ما أذكر رسالة علمية لكن صاحبها أشعري جلد ويتهم أهل السنة بالتجسيم وأذكر أن اسم الرسالة التجسيم في الفكر الاسلامي وقد قرأتها من فترة طويلة
    وصاحبها لايمتلك لاأمانة علمية في البحث ولا حتى تحقيقا علميا وجل اهتمامه هو انتقاد شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة أهل السنة قبلها كابن خزيمة والدارمي وغيرهم لم يأت بجديد
    والرسالة خاوية ولا يعتمد على مثلها
    وبارك الله في أخينا السكران التميمي على إيضاحه
    كان يحيى بن معاذ يقول : إياكم والعجب فإن العجب مهلكة لأهله وإن العجب ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: ما صحة أثر ابن مسعود في العرش ؟

    1 - عن عبد الله قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام ؛ وبين كل سماء خمسمائة عام ، وبين السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ؛ والكرسي فوق الماء ، والله فوق الكرسي ، ويعلم ما أنتم عليه
    الراوي: زر بن حبيش المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم: 45
    خلاصة حكم المحدث: رواه بنحوه المسعودي ولفظه والله فوق ذلك لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وله طرق
    
    2 - عن ابن مسعود قال: بين السماء الدنيا، والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم.
    الراوي: زر المحدث: ابن باز - المصدر: شرح كتاب التوحيد لابن باز - الصفحة أو الرقم: 389
    خلاصة حكم المحدث: صحيح جيد
    
    3 - وعن ابن مسعود قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام ، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش ، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم
    الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 1125/10
    خلاصة حكم المحدث: موقوف له حكم الرفع
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    لم يصح حديث في تحديد المسافة بين السماء والأرض أو بين كل سماءين!!


    السؤال:
    ذكرتم في إحدى أجوبتكم رواية أخرجها ابن خزيمة في كتاب " التوحيد "، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام ) . فكيف يعقل هذا في ظل المعلومات العلمية المتوفرة حالياً ، أم هل أنّ معنى الخمسمائة عام لا يؤخذ على ظاهره ؟

    تم النشر بتاريخ: 2015-05-09

    الجواب :
    الحمد لله
    الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، التي ذُكر فيها أن ما بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام ، كلها أحاديث لا تثبت ولا تصح ، بلغتنا عن أربعة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .
    وهذا تفصيل ذلك :
    الحديث الأول : عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه ، قَالَ :
    " كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ ، فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ ) ، قَالَ : قُلْنَا : السَّحَابُ ، قَالَ : ( وَالْمُزْنُ ) ، قُلْنَا : وَالْمُزْنُ . قَالَ : ( وَالْعَنَانُ ) ، قَالَ : فَسَكَتْنَا ، فَقَالَ : ( هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؟ ) ، قَالَ : قُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وَأَظْلافِهِنَّ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ ) .
    الأوعال : ملائكة على صورة الأوعال على ما قاله ابن الأثير في"النهاية".
    روي هذا الحديث من طريق سماك بن حرب ، عن عبد الله بن عميرة ، عن عباس بن عبد المطلب . وبعضهم أضاف الأحنف بن قيس بعد ابن عميرة .
    رواه الإمام أحمد في " المسند " (3/292)، وأبوداود (4723)، والترمذي (3320)، وغيرهم كثير.
    وهذا إسناد ضعيف بسبب عبد الله بن عميرة ، ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (5/124) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " (5/159)، ولم ينقلا فيه جرحا ولا تعديلا . بل قال البخاري : لا نعلم له سماعا من الأحنف . وقال إبراهيم الحربي: لا أعرف عبد الله بن عميرة . كما في " إكمال تهذيب الكمال " (8/102)، لذلك قال الذهبي في " المغني " (1/350): " لا يعرف ". وقال ابن حجر : مجهول . " تعجيل المنفعة " (2/274).
    ولذلك قال ابن الجوزي عن هذا الحديث : " لا يصح " "العلل المتناهية " (1/9)، وقال البوصيري : ضعيف منقطع ، كما في " إتحاف الخيرة المهرة " (6/165). وقال الشيخ أحمد شاكر في " تحقيق المسند ": ضعيف جدا . وكذا قال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة ، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي ".
    الحديث الثاني : من طريق قتادة، عن الحسن البصري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    " بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ ؟ ... ) وذكر نحو الحديث المتقدم ، " قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( الْعَنَانُ ، وَرَوَايَا الْأَرْضِ ، يَسُوقُهُ اللهُ إِلَى مَنْ لَا يَشْكُرُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَا يَدْعُونَهُ ، أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ فَوْقَكُمْ ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : ( الرَّقِيعُ ، مَوْجٌ مَكْفُوفٌ ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ ، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ )، ثُمَّ قَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا الَّتِي فَوْقَهَا؟ قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : سَمَاءٌ أُخْرَى ، ( أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا ؟ ) ،قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) ، ثُمَّ قَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ: ( الْعَرْشُ) ، قَالَ : أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ ) .
    ثُمَّ قَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا هَذَا تَحْتَكُمْ ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : أَرْضٌ ، أَتَدْرُونَ مَا تَحْتَهَا ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : (أَرْضٌ أُخْرَى ، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضِينَ ، ) ، ثُمَّ قَالَ : ( وَايْمُ اللهِ ، لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى السَّابِعَةِ ، لَهَبَطَ ، ثُمَّ قَرَأَ : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [الحديد: 3] " .
    رواه أحمد في " المسند " (14/422) ، والترمذي في " السنن " (3298)
    وهذا حديث شديد الضعف أيضا ، فقتادة مدلس ولم يصرح بسماعه من الحسن البصري ، والحسن لم يسمع من أبي هريرة ، كما قال أيوب السختياني : " لم يسمع الحسن من أبي هريرة " انتهى من "المراسيل" لابن أبي حاتم (106).
    لذلك قال الترمذي : غريب من هذا الوجه . وقال الجورقاني : " باطل " انتهى من " الأباطيل " (1/201) ، وقال ابن الجوزي : " لا يصح " انتهى من " العلل المتناهية " (1/27) ، وقال ابن حجر : " لا يصح سنده " انتهى من " تحفة النبلاء " (63). وقال الذهبي : " منكر " انتهى من " العلو " (74)، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي ".
    الحديث الثالث : من طريق ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
    ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) [الواقعة: 34] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ ارْتِفَاعَهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَإِنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ) .
    رواه الإمام أحمد في " المسند " (18/247)، والترمذي في " السنن " (2540) وقال : حديث غريب ، إشارة منه إلى ضعفه ، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي ".
    وضعف هذا الإسناد ظاهر جدا ، بسبب ابن لهيعة ، ودراج أبي السمح ، وخاصة في روايته عن أبي الهيثم . ينظر " تهذيب التهذيب " (3/209)
    الحديث الرابع : حديث أبي نصر ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( كثف الأرض مسيرة خمس مائة عام ، وبين الأرض العليا وبين السماء الدنيا خمس مائة عام ...... ) وذكر نحو الحديث المتقدم .
    رواه البزار في " البحر الزخار " (9/ 460) ، وقال : " هذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد . وأبو نصر هذا أحسبه حميد بن هلال ولم يسمع من أبي ذر ".
    وقال الجورقاني : "حديث منكر " انتهى من " الأباطيل " (1/200) ، وكذا قال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1/12)
    وقال ابن كثير في " تفسيره " (4/303) : " في إسناده نظر ، وفي متنه غرابة ونكارة ".

    وهكذا لم نقف على إسناد يصح في تحديد المسافة بين السماء والأرض أنها مسيرة خمسمائة عام.
    يقول الشيخ محمد الحوت رحمه الله :
    " لم يصح من ذلك شيء ، ولا مقدار ما بين كل سماءين ، ولا بين السماء والأرض ، من كون ذلك خمسمائة سنة ، أو ثمانين سنة " انتهى من " أسنى المطالب " (ص/164)

    وما نقلناه سابقا في الفتوى رقم : (47048) ، (214126) ، ليس فيه تصحيح حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث السابقة ، وإنما نقلنا فيه عن عبد الله بن مسعود ، ولا يخفى على طالب العلم أن أثر الصحابي ليس كحديث النبي صلى الله عليه وسلم . فهو محل بحث ونظر إذا اشتمل على الغريب أو عارض ما هو أقوى منه .
    والله أعلم .



    موقع الإسلام سؤال وجواب

    https://islamqa.info/ar/225192

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •