من الآيات التي أشكل فهمها على الصحابة أو التابعينرضوان الله عليهم أجمعين
إعداد الدكتور أمل بن إدريس العلمي
إذا كان القرآن أحياناً أشكل فهمه على الصحابة والتابعين وهو نزل بلغتهم لغة قريش فما بالك يكون الأمر في عصرنا وقد صارت اللغة العربية غريبة في ديار أبنائها، إن لم نقل تكاد تكون مهجورة... وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن للصحابة ما أنزل عليه من الكتاب وحيه، وذلك طيلة مدة الوحي التي استغرقت 23 سنة... فمن يفسر لنا القرآن اليوم إن لم نرجع إلى بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أمره الله سبحانه وتعالى أن يبينه للناس وأن يبلغه ؟... وتعهد الله ببيانه وحفظه... تلك حُجتنا على من ينكر الرجوع إلى أمهات التفاسير المعتمدة... والتي تأخذ بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة والتابعين... وهم بلغوه لنا على منهاج الرسول عليه الصلاة والتسليم، معتمدين على ما سمعوه من النبي الكريم، واجتهدوا في تفسير بعض الآيات من القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة في المقام الثاني... ومن بعد عهد الصحابة والتابعين الذين أدركوا الصحابة... يأتي دور علماء التفسير (والعلماء هم ورثة الأنبياء بدون خلاف) وقد سخرهم الله جل وعلا لهذه المهمة... لقد تركوا لنا أثراً لا نظير له إطلاقاً عند سائر الأمم عبر تاريخ البشرية جمعاء إلى يومنا هذا... فحمداً لله على نعمه وفضله وبالقرآن فليفرح المؤمنون... هذا وأثناء دراستي لتفسير القرآن في مدرسة "ظلال القرآن"، علقت بذهني نماذج من الآيات التي أشكل فهمها على الصحابة (وأخرى شقت عليهم ولها مبحث آخر)، ارتأيت عَرضها هنا مع شرحها ... وذلك من شأنه أن يُقنع من لا يرى ضرورة للرجوع إلى التفاسير... ويعتمد على فهمه (!...) إذا علم أن الصحابة والتابعين حملوا هم الفصحاء القرشيون بعض الآيات على غير محملها ووضعوها في غير محلها... ففهَّمَها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفعل الصحابة مع التابعين نفس الشيء، فكانوا يعرفون كل آية فيما نزلت ومتى نزلت، وفيمن نزلت، وأين نزلت... وقد عاشوا فترة الوحي وتلقوا الشرح مباشرة من الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، وبلغوه لنا... ودونكم خمس آيات أعرضها نموذجاً لما سلف ذكره، وبالله التوفيق:
1) الآية 60 من سورة المؤمنون
2) الآية 58 من سورة يونس
3) الآية 105 من سورة المائدة
4) الآية 123 من سورة النساء
5) الآية 195 من سورة البقرة
ترقبوا إذاً عرضها تِباعاً على هذه الصفحة إن شاء الله معتمداً على تفسير القرآن الكريم للحافظ ابن كثير (774 هـ) رحمه الله.