تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: فلنحترم أنفسنا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    462

    Exclamation فلنحترم أنفسنا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن تبعهم ليوم الدين.
    كثرت هذه الأيام مهازل لا ينبغي السكوتُ عليها، والساكتُ عليها كالشيطان الأخرس.
    ففي هذه الأيام كثرَ الكلام على الصحيحين (البخاري، ومسلم)، بتضعيف ما لا يقبله عقولنا، ولا يهواه قلوبنا، فترى طويلب العلم الذي لا يفقه في دينه ما هي نواقض وضوئه، فضلًا على نواقض إيمانه، يعيثُ فسادًا في الصحيحين، فيضعف هذا الرواي وبالتالي يضعف الإسناد بلا علم، بل بجهلٍ منه مطبق بعلم الجرح والتعديل، وهذا مفتاح البلاء.
    ومن ثمَّ يتجه رأسًا صوب المتن الذي يخالف عقله الصغير والمحدود للغاية، فيضعف ويُنكر ما يشاء منه.
    وفاعله إمَّا جاهلٌ - وهذا لا ريب فيه -، وإمَّا متعالمٌ يريدُ الصعودَ على أكتافِ أئمة هذا الشأن، ليشتهر على حسابهم، ولو بالأخطاء التي يسردها، مثله كمثل من أراد أن يشتهر بين الناس ولو بالسب فبال ببئر زمزم، وفي هذا كله بلاء عظيم عليه أولًا، وعلينا ثانيًا.
    أكتبُ ما أكتبه الآن وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله عز وجل، فالأمر أصبح بجد لا يُطاق، فهذه الأيام نرى العجب العجاب من هؤلاء الأصاغر الذي لا يفقهون في دينهم شيئًا يتطالون على الأئمة الأعلام، الذين جابوا الأرض شرقًا وعربًا، يبحثون عن إسنادٍ شك الواحد منهم في صحته، فلا يرجعون إلا ومعهم البينة، فيدونوها كي يصل إلينا حديث رسول الله صحيحًا.
    أمّا هؤلاء الأصاغر فقد تزببوا قد أن يتحصرموا، وأصبح الواحد منهم يناطح جبال العلم وأئمته، وهو لا يدري ماذا يصنع؟!.
    أقول له: ما تفعله لا يخرج عن أسباب معلومة، وإن كانت مجهولة لديك فهذه مصيبة، فمن هذه الأسباب: الشهرة العمياء، والتي أودت بأصحابها إلى الهلاك، فاحذر أن تكون منهم، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
    تعلم أولًا علم الحديث بحوانبه الكثيرة، وتأدب مع أئمة هذا الشأن، ولا تكن للشيطان نصيرًا.
    وأعود فأقول: أما آن الأوان لنحترم أنفسنا مع هؤلاء الأئمة الأعلام ؟
    سؤال أطرحه لكل من سولت له نفسه المريضة بالتعرض للصحيحين.
    نسأل الله العلي العظيم أن يجنبنا الشيطان في أقوالنا وأفعالنا.
    ونسأله تعالى أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مسعد الحسيني



  2. #2

    افتراضي رد: فلنحترم أنفسنا

    صدقتم شيخَنا وبارك فيكم؛ فلا غرو من زمان كتَبتُه الطغامُ البغامُ يطعنون في كتاب "الصحيح" وهو التِّرياقُ الآرامُ، لا سيّما وسافره البخاريُّ الإمامُ . وإنما مَثَلُ هؤلاء القوم كمثل من يحاولُ صعودَ سطحٍ عالٍ ، فيُقال له: اتخذْ سُلَّمًا ترقى به، فيقول: لاأضيع شيئًا من زماني في اتخاذ السلم، ولكني أضع رجلًا في الأرض ورجلاً في السطح ، وهذا ينبئُ عن جهل وحمق وسفه وخرق، فلا جرم، مَنْ هذه حالُه يبقى في الحضيض، ويحول دون نطقه الشجا والجريض، ويلكن بين البلغاء، ويخرس عند الفصحاء، ويظلع في حلبة السباق، ويُفَسْكِلُ إذا برزت العتاق، هذا مع أنه لايعلمُ من علم الحديث إلا صُبابَه، ولم يُحَصِّلْ من تِبْرِ علم الشريعة إلا ترابه، ولكن خلا الوقت من العلماء، وأقفرت الديار من الفضلاء، فدخل سوق الفضائل مجتازا،فوزن حبَّه فوجده جِلْوازا ، فصار يدَّعي الفنون، ويدعو إلى سلعته الكاسدة سوادَ الزبون، ويجتعل بالمرافقةإلى الحيزبون، وذلك مما يدل على الفتون، وقلة العقل والجنون.
    سل هؤلاء؛ هل يحفظ أحدُهم "تقريب التهذيب" فضلا عن غيره من كتب الجرح والتعديل
    سل هؤلاء -وإن جاءُوا على بَكرَةِ أبِيهم-؛ كم مرة قرأ أحدُهم "فتح الباري"، فضلا عن بقية شروحات الصحيح.
    لا أستطيع سوى أن أقول لهم "شُؤْشُؤْ" ألا تفهمون؟!!. هؤلاء لا يقال لهم سوى هذا.
    تنبيه: (تصور معي)
    لو وقف بعض هؤلاء أمام البخاري وهو خارج من رَمسِه، فنظر هذا الزُّحْلُوطُ إلى سِيمَا الإمام وسمتِه، ماذا تتوقع أن يحدث له؟!! هَأْ يَا رَجُلُ تصورَكَ. ولكن سأقول لك.
    ستجده كأن المُهْوَأَنُّ قد صارت أضيق عليه من سَم الخياط، وأصبح لسانه قطعة لحم خرساء في فمه، ومضغة لا تتلجلج إلا اضطرابا، ولألجمه العرقُ إلجاما، هذا إذا ما نظر إلى سيماه وسمته فقط، فكيف لو سمع منطقه! لو سمع منطقه، لأصبح كالذبابة التي إذا ما ضربتها بكفك فأصاب كفُّك إحدى جناحيها، فأرادت أن تقتلع من الأرض على إثر تلك الضربة، فأخذت تدور حول نفسها كما يدور الحمار حول رحاه.
    فطَلَّ يُفَدِّيها، وطَلّتْ كأنّها عقابٌ دعاها جنحُ ليلٍ إلى وكرِ
    كأنَّ بِطُبْيَيْها ومَجرى حِزامِها أداوى تسحُّ الماءَ منْ حورٍ وفرِ
    ركوبٌ على السواءات قدْ شرمَ آسته مزاحمة ُ الأعداء والنخسِ في الدبرِ
    تَنِقُّ بلا شيءٍ شُيوخُ مُحاربٍ وما خلتُها كانتْ تريشُ ولا تبري
    ضَفادعُ في ظَلْماءِ لَيْلٍ تجاوَبَتْ فدَلَّ عَلَيْها صَوْتُها حيّة َ البَحْر
    والله المستعان على كل بليّة هو آخذ بناصيتها وهو المسؤول وحدَه أن يكشفها وهو كاشفها بإذنه رحمةً بأمّة مسكينةٍ، هؤلاء ذنوبها سبقوا وأشباه لهم بقوا وأشباح قادمون منهم.
    وغفرانك اللهم




  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    462

    افتراضي رد: فلنحترم أنفسنا

    جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.
    وقد وصل السفه ببعضهم أن طبعَ كتابًا وأسماه:
    صحيح صحيح البخاري
    نعم ... لا تستغربوا من هذا، فالكتاب مطبوع بهذا الاسم، وبالطبع سيكون هناك مقابل لهذا العنوان وهو:
    ضعيف صحيح البخاري
    وغدًا سنرى من يقول لنا: سنحقق القرآن على ما وقع تحت أيدينا من مخطوطات!!!.
    وأصبح أهل جلدتنا ممن يحتج بأقوالهم من لا خَلاق لهم ولا دين!.
    فاللهم سلّم سلّم ... اللهم سلّم سلّم ... اللهم سلّم سلّم.
    مسعد الحسيني



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    السعودية KSA
    المشاركات
    476

    افتراضي رد: فلنحترم أنفسنا

    سبحان الله العظيم! صدق من نقل لي عن الإمام الغزالي رحمه الله : ( لو سكت من لا يعلم ؛ لقلّ الخلاف ).

    وصدقتَ أخي فيما قلتَ!

    البعض يعتقد بأنه -وقد قرأ في كل فن كتاباً - يعتقد بأنه أصبح إمام زمانه!

    أنا لا أريد بهذا القول أن يسلم الشخص عقله لأي شخص لا لعالم ولا لغيره، لكن كما قلتَ (يحترم نفسه) ويعرف مقامه.

    ولو كانت له حجة "علمية / محترمة / مقبولة" لقبلناها، أما مجرد "قص ولصق" فلا!

    وهذه تربية لنا، أن نمسك ألسنتنا عما نهوى الحديث فيه ؛ ليس إلا لأن الله تعالى قال (ولا تقفُ ما ليس لك به علم)!

    هدانا الله الرشاد ورزقنا لزومه.. آمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •