تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عام هجري جديد بين واقع مر وغد مشرق

  1. #1

    افتراضي عام هجري جديد بين واقع مر وغد مشرق

    عام هجري جديد.. بين واقع مر وغد مشرق
    بقلم/ أحمد زكريا..
    مع كل عام جديد يحدونا الأمل في غد مشرق ومستقبل أفضل لديننا ودعوتنا ودنيانا.. فينبغي على العاقل ألا يستقل ما فيه من نعم.. بل ينبغي أن يعظم النعمة غاية التعظيم.. وأن يبذل الوسع في شكر الموجود إذا كان جادا ً في طلب المفقود.. فبهذا .. وبهذا فقط يغير الله الأحوال.
    فقد قال سبحانه وهو أصدق القائلين:
    " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ "إبراهيم(7)
    فبعد ساعات قليلة ينتهي عام 1431هـ.. ويقدم عام جديد .. وهكذا تمر الأعوام والسنون.. والعاقل من يغتنم الأيام ويعرف حقيقة الدنيا.
    فكما قالعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
    " ارتحلت الدنيا مدبرة.. وارتحلت الآخرة مقبلة.. ولكلمنهما بنون.. فكونوا من أبناء الآخرة.. ولا تكونوا من أبناء الدنيا.. فإن اليوم عمل ولا حساب.. وغداً حساب ولا عمل" أخرجه البخاري.
    عام كامل تصرمت أيامه وتفرقتأوصاله.. وقد حوي بين جنبيه حِكماً وعبراً وأحداثاً وعظات
    فكمشقي فيه من أناس؟
    وكم سعد فيه من آخرين؟
    وكم من طفلقد تيتم؟
    وكم من امرأة قد ترملت؟
    وكم من متأهل قد تأيم؟
    كم من مريضقوم قد تعافى.. وسليم قوم في التراب قد توارى؟
    كم من أهل بيت يشيعون ميتهم.. وآخرون يزفون عروسهم.. دار تفرح بمولود.. وأخرى تعزى بمفقود.
    فسبحان اللهما أحكم تدبيره.. يعز من يشاء ويذل من يشاء.. يعطي من يشاء بفضله ويمنع من يشاءبعدله.. وربك يخلق ما يشاء ويختار أمور تترى.. فسبحانه القائل:
    " كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ"الرحمن (29).
    فقد فسَّر الرسول صلىالله عليه وسلم هذه الآية بقوله:
    "يغفرُ ذنبًا .. ويكشفُ كربًا .. ويرفع قومًا .. ويضع ءاخرين" رواه ابن ماجه.
    نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
    وعلى العاقل أن يتيقظ ويستفيد من عمره.. فلا يضيعه في السفاسف.. فضلا ً عن الذنوب والمعاصي والآثام.. فإن مضاء العمر إيذان باقتراب الأجل والعرض على الله.. فكم من عزيز لدينا فقدناه.. وكم من حبيب أقعده المرض.
    فلابد أن تتحول كل المقاصد إلى المقصد الأسمى.. وهو المقصد الأخروي.. فالفرح بقطع الأياموالأعوام دون اعتبار وحساب لما كان فيها .. ويكون بعدها هو من البيع المغبون.
    إنا لنفرح بالأيام نقطعهــــا وكل يوم مضـى يدني من الأجل
    فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمـل
    فالعاقل من اتعظ بأمسه .. واجتهد في يومه.. واستعد لغده.
    إننا وفي بداياتعام هجري جديد أحد رجلين متفائل ومتشائم.. فمنا من يقول: " إننا مقبلون على عام فرحوفرج وسعة وانتصار وعافية"
    ومنا يقول:
    " بل هو عام ترح وعوج وانكسار وضيق".
    والمتأمل في سيرة صاحب الهجرة صلى الله عليه وسلم.. ويتأمل بعضالأحداث الجسام التي مرت بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في أقل من أربعة أشهر.. والتي كادت تعصف بالدعوة في مهدها .. وكانت في نظرالمرجفين ومحدودي الرؤية أحداثاً مؤذنة بنهاية دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم.. وانتصار معسكر قريش على معسكر الإيمان .. مات أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليهوسلم.. ثم ماتت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوجه..
    فماذا كان أثر وفاتها؟
    قال ابن إسحاق:
    "ثم إن خديجة بنت خويلد وأبا طالب هلكا فيعام واحد.. فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلاك خديجة.. وكانت لهمعيناً في دعوته إلى الإسلام.
    وهلك عمه أبو طالب الذي كان له عضداً وحرزاً فيأمره.. وناصراً على قومه.. فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليهوسلم من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب.. حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريشفنثر التراب على رأسه".
    فعلاً.. إنها أحداث تهزالكيان البشري وتزلزل الأرض من تحت أقدام الضعفاء.. أما من قوي إيمانه باللهويقينه بوعده ونصره.. فلا تزيده هذه الأحداث إلا تصميماً وعزماً على مواصلة الطريق.
    خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة بعد أن أحس أنهالم تعد بيئة صالحة للدعوة.. خرج إلى الطائف ليدعوهم إلى الإسلام.. وإلى أن يكونواأنصاره وحماته.. وكان ذلك بعد وفاة خديجة بقليل.
    فماذا كان جوابهم؟
    لقد قابلواالرسول صلى الله عليه وسلم أسوأ مقابلة.. وردوا عليه أقبح رد.. وعاملوه بما لم تعاملهبه قريش.
    لقد رفضوا الداعي والدعوة.. ورجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وقومهأشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه.. حتى إنه لم يدخل مكة إلا بجوار المطعم بنعدي.
    إذاً ما العمل؟
    ذهب السند الداخلي الذي كان يمد رسولالله صلى الله عليه وسلم بالراحة والطمأنينة والمشاركة والمواساة وهلك المدافععنه أمام قومه.. الذي كان يوفر له مساحة يتحرك فيها لدعوة الناس وإبلاغ رسالة الله.. وسُدَّ أقرب منفذ للدعوة يمكن أن تنتقل إليه وتنطلق منه.
    فهل تنتهي الدعوة؟
    وهليقف الداعية؟
    هل كانت هذه الأحداث إيذاناً بانتصار معسكر الكفر؟
    ما أشبه الليلة بالبارحة
    هذه الحالة شبيهة بحال الأمة فيواقعها الآن،.. حين أحكم العدو قبضته من كل جانب.
    فهل كانت تلك الأحداث في حياةالرسول صلى الله عليه وسلم إيذاناً بانتصار معسكر الكفر؟
    الجواب لا وألف لا.
    بلكانت علامة على قرب انتصار الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته.. وفتح أبواب أكبروآفاق أوسع.. قال الله تعالى:
    "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً "
    لقدضاقت مكة بالدعوة ورفضت الطائف استقبالها.. وأخذت بعض القبائل التي تأتي في الموسم،تساوم عليها.
    لقد ضاقت الأرض ففتحت السماء لم تتأخر البشارة بهذا النصر كثيراً.. ففي ذي القعدة من السنة العاشرة يُسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتالمقدس.. فيؤم هناك الأنبياء عليهم الصلاة وأتم التسليم.. ثم يعرج به إلى السمواتالسبع.
    هل يمكن لهذه الحالة أن تتغير - كمايقول بعض اليائسين في وقتنا هذا-؟
    هل يمكن لهذه الحالة التي تعيشها أمتنا أن تنقشعويكون بعدها تمكين؟
    إن مثل هذا السؤال يكشف الغطاء عن حقيقة أخرى.. وهي أن طوراً منهذه الدعوة قد أوشك على النهاية والتمام.. وسيبدأ طور آخر يختلف عن الأول في مجراه.
    ولذلك نرى بعض الآيات تشتمل على إنذار سافر ووعيد شديد فيمثل قول الله تعالى:
    "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً "
    وإضافةإلى هذه الآيات آيات أخرى تبين للمسلمين قواعد الحضارة وبنودها ومبادئها التيينبني عليها مجتمعهم الإسلامي.. كأنهم آووا إلى الأرض وتملكوا فيها أمورهم من جميعالنواحي.. وكونوا وحدة متماسكة تدور عليها رحى المجتمع.
    ففيها إشارة إلى أن الرسولصلى الله عليه وسلم سيجد ملجأً ومأمناً يستقر فيه أمره.. ويصير مركزاً ليبث دعوتهإلى أرجاء الدنيا.. ثم لم يتأخر النصر الموعود.
    فبعد ثلاث سنوات فقط من تلك الأحداثالمحزنة التي بلغت قمتها بالمؤامرة الدنيئة لاغتياله عليه الصلاة والسلام.. عند ذلكولد الفجر وظهرت تباشير النصر.. وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلىالمدينة.. ليؤسس هناك دولة الإسلام.. ويعلن انتصار الإيمان وهزيمة الكفر
    "وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ "
    إن أحداث عام الحزن بما فيها من ألم ومرارة تغرس في قلوبالأتباع روح التفاؤل والإيمان.. والتطلع إلى غدٍ مشرق.. وقطع العلائق بالخلائق.. والالتجاء إلى رب الأرض والسماوات والاعتماد عليه وحده
    " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ "
    لاشك أن في السيرة النبوية سلوى لكل الدعاة حيال ما قديتعرضون له من مشاق أو مضايقات.. فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
    الأحد الموافق
    29-12-1431هـ
    5-12-2010م

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    578

    افتراضي رد: عام هجري جديد بين واقع مر وغد مشرق

    هل ورد أن أحداً من السلف احتفل بمثل هكذا طريقة ...
    نودع عاما ونستقبل آخر ... وهلم جرا ..
    أليس في هذا تقليدا للنصارى ...!!!!!!
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •