بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
(لـَـفْتُ الانْتبَاه إلى أقسام المياه)
نُثْنِي على الرحمن نَحمدُه على * نُعْمَى الحياة وَما أَفَاضَ وَأَجْزَلاَ
فهو الكريمُ وفضله عَمَّ الوَرَى * والكوْنُ اجْمَعُه دُناهُ وَالعُلاَ
وعلى النبيِّ المصطفى صلواتنا * تَتْرى وَريحُ سلامنا قد أُرْسِلاَ
غَمَرَ الوُجود بنُوره حَتَّى انجَلا * غَلَسٌ بِهِ فبَدَا انهَاراً أجْمَلاَ
وعَلى الصِّحَابِ وآلِهِ والتُّبَّعِ * أَهل الكرمة والذكاء الألمعي
الطهارة لغة وشرعاً:
إن الطهارة في اللِّسانِ الجَاري * لهي النزاهةُ صَاح عَنْ أَقْذارِ
فِي حينَ شَرعاً رَفْعُ مَا قَدْ يَمْنَعُ * تِلْكَ الصلاةَ من النجاسةِ فاسْمَعُوا
أَوْ: ما جَاءَ مِن حَدَثٍ بِماٍء صَيّبِ * أو رَفْعِ حكمه بالتّرابِ الطيّبِ
مراتب الطهارة:
ولها رُزقتَ نُهىً مراتِبُ (أَربَعَهْ) * فيهَا لطُلاَّبٍ فوائِدُ مجْمَعَهْ
تَطْهيرُ ظَاهِرنَا عن الأحْداثِ * ثُمَّتْ عن الفَضَلاَت والأخْبَاثِ
وكذَا تَطْهِيرُ الحوادث عن جُرُمْ * وعن المفاسد كلها وعن الأثَمْ
تطهير قلبك عن ذميمِ خَلاَقِ * ورذائلَ مَمْقُوتَةٍ كَنفَاقِ
تطهيرُ سِرّكَ يا أخي عَمّا سِوَى * رَبِّ البَرَايا فالقِ الحبِّ، النَّوَى
تلك طهارة أنبياءٍ أُكْرموا * في جَنْبِ صدِّيقين تَقْوَى أُلهِمُوا
الطهارة نصف الإيمان:
إن الطَّهور كما رَوى عن اشْعَرِي * مُسْلِمْ برَفْعٍ فافقهنْ وتَدَبَّرِ
شَطْرٌ لإيمَانٍ بِهِ يُسْتَكْمَلُ * وبِذَاكَ يُغني عَقْلَهُ المُتَحصِّلُ
أما لدى بَنْ حَنْبَلٍ فاعْلَمْ هِيَا * نِصْفٌ لإيمَانٍ خَلِيليَّ اصْغِيَا
لاَ يَقْبَلُ اللهُ الصَّلاَة إذا انعدَمْ * هَذا الطهور أنِرْ فُؤادَكَ والتَزِمْ
يَا صَاحِ مفتاحُ الصلاة طَهُورُ * وقَلِيلُ عِلْمِكَ بالأمُورِ كَثيرُ
أنواع الطهارة في القرآن الكريم:
تأتي الطهارة فِي الكِتَابِ تَبيّنِ * في تلْثِ عَشْرَةَ أوجهٍ فَتَمَعَّنِ
عند انقطاع دم المحيض والاغتسلْ * وكذاك الاستنجاء بالما المستحَل
ثم الطهارة من جميع الأحْدثِ * والمقذُراتِ ومن رواسبِ أخبثِ
وكذا السلامة من أذى وتَنَزُّهُ * عن فعل إتيان الرجال تنبهوا
أضِفِ الطهارة مِن ذُنوبٍ أوْ: وثََنْ * والشركِ فاجتنب الضلال أخا الفِطَرْ
ورُمِ الحلال فإنه احْصَنْ لكــا * فهو الجدير لمن تطهر أو: زَكَـــــا
وطهارة القلب المحبّْ من ريبةِ * أو عند تقصير الصلاة تثبَّتِ
ثم الطهارة من فواحِشَ مُهلِكَهْ * إن العقول لكل فَحْوَى مُدْركَهْ
أنواع وأقسام المياه:
اعلم فأَقْسَامُ المِيَاهِ كَمَا وَرَدْ * سَبْعٌ بمَعْرفِها تَزَوَّدْ واسْتَفِدْ
ماء السماء ومَاء بَحْرٍ ثم مَا * نَهَرٍ وما مَطَرٍ عليْنا قدْ هَمى
ويليه ماء العيْنِ ثم ندى الثَّلْجِ * مَاءُ البَرَدْ ادْرُجْ عَلَى ذَا النَّهْجِ
وجميعها يا ذا النباهةِ تنقسِمْ * أقْسَامَ أرْبَعَة سَواءً تنتظِمْ
مَاءٌ لَعَمْرُكَ مُطْلَقٌ لم يَخْتلِطْ * شَيْءٌ بِهِ مَاءُ السماء إذا سقَطْ
الثَّلْجِ والبَرَدِ المُشِعِّ اللاَّمِعِ * حَبَّاتِ دُرٍّ قدْ نُثِرْنَ بَدَئِعِ
فهو الطَّهُور بنفسه ومُطَهِّرُ * لِسَوَاُه مَظْهَرُهُ سَوَا والمَخْبَرُ
وكذلك البحر الطهور بمائهِ * في صُبْحِهِ إن شِئتَ أو: بمَسائِهِ
الحل ميْتَتُه كَمَا قال النَّبي * وأقرَّ حَقاً في الحديثِ المُعْرِبِ
ماء لِزَمْزَمَ أُلـحِقَنْ بالطاهِرِ * نجَّاك رَبُّكَ مِن مُبيرِ مَخَاطِرِ
ويزيل كم نَجَسٍ بجسْم يَعْلَقُ * حتى يُحِسَّ الرَّوْحَ جِسْمُ مُرْهَقُ
وأضفْ إليه الماء بعد تغيُّرِ * من طُولِ مُكْثٍ في مكانٍ مُشْجِرِ
قد خُولِطَنْ بطحالبٍ وحشائشِ * مُزجَتْ بِهِ وغدَتْ نظيرَ مفارِشِ
فالإسم ماء مطلقٌ بتفاقِ * أهل العلوم فعِشْ بعقلٍ واقِ
وهُناك ماءٌ عُدَّ لاسْتِعمال * مما تَسَاقَط من وُضو وغِسالِ
وهو الطهور لَمطلق في حكمه * قد فازَ من بزَّ الشيوخ بفهْمِهِ
أو لم تر الهادي برأسه قد مَسَحْ * من فضل ماء كان في يده نَضَحْ
أضِفَنْ لهذا الماء ما خالطه طَهُرْ * مثلُ الدقيق وما حكاه من ثـُمُرْ
وكذلك الصَّبُونُ وغَيْرُهُ مِمَّا دَخَلْ * في حكمه وهو الطهور لمن سَألْ
ما دام في إطلاقه ذا جاريا * كن فاهماً قصْدي بذلك واعيَا
وإذا خَرجْ عن ذلك الإطلاقِ * أضحى بنفسهْ طاهراً كالباقي
لكنه لسِوَاهُ غَيْرُ مُطَهِّر * عن كُلِّ شَيْءٍ في الشريعة خبِّر
فله الجواز يراهُ بعضُ مُطْلقاً * إذْ غايَتُهْ طَهِرٌ بطاهِر الْتَقَى
للماء إن لاقَتْه النجاسةُ فاعْلَمِ * حالات بالظَّنِّ السَّيِّ لا تَحْكُمِ
إنْ غَيَّرتْ طعْماً له أوْ: لَوْنَه * أو: ريحه لا تنشُدَنْ طُهْراً لَهُ
أمَّا إذا أوصافُهُ لم تنمح * ذا طاهِرٌ ومُطَهِّرٌ في الأرجَحِ
ودليله لماسئلْ طه النبيْ * والقول منه صاح عين الأصوبِ
عن ماء ذاك وما ينوبُ من الدَّوَبْ*ومن السِّبَاعِ ولا غرابَةَ أو: عَجبْ
أفتى بأَنهْ إنْ يَكُن في قُلْتَيْن * لم يحملنْ خبثاً يقود لشيْنِ
لكنْ بِشَرْطِ تكون من قِلَلِ الهجَرْ* في رأي أحْمَدَ شَافِعيِّ المُعْتَبَرْ
هاتيك عفراء لأجلك عاصِمُ * دَبـَّجْتُها إني بحبك هائمُ
كَبِدِي صُهَيْبُ ثم مَيْصَا زهْرَتي * وعُفَيْرَةٌ وهي الضياء لِمُقْلَتِي
ولأُمِّ فَضْلٍ زادها الرحْمَنُ * فَضْلاً أميرةُ تاجُهَا القُرْآنُ
ما بين جُُدْرانٍ كَوَالح سُودِ * يَرْتَدُّ صَوْتِي كالصَّدَى المَوْءُودِ
في سِجْنِ تطوان احتملت بلائي * ورميْتُ أحزاني الثِّقَالَ وَرَائي
فاقبل خَليلي هذه الأبْياتَا * وصُنِ الوَفَا واسْتَثْمِرِ الأوقاتا