هذا عنوان مقال قرأته في جريدة .....
طز (عوز)!!
ذات مرة كنت أقف عند أحد البقالات بسيارتي في أحد البلدان العربية وكانت بصحبتي (أم العيال) وفجأة تقدم منا مشعوذ دجال ابتدرني بالقول: والله أنت رجل طيب.. وابن حلال.. وعلى نياتك ولكنك محسود -عميت عين الحسود- وأنا سأعمل لك عملاً -لوجه الله- يخلصك من شر الحسود (اللي بعينه عود)..
ولأنني أعرف هذه الخزعبلات جيداً فقد قلت له اذلف لكيلا أخلصك من هذه المهنة الحقيرة!!.
وفجأة أرعد وأزبد وهدد وتوعد وهمهم وتمتم، وقال لا فض فوه ولا مات حاسدوه.
والله إلا أسوي لك حادث أنت وأسرتك وسأطلق عليك (عوز) فقلت له: هل تقصد (عوزي) الرشاش الإسرائيلي أي تطلق عليَّ النار منه؟ فقال لي: كلاَّ.. (الجني عوز) أحد جنودي!!
ولسوف يتلبسك ويعمل لك مشاكل وهنا قلت له: (طز فيك وفي عوز) ثم دعست على بنزين السيارة وانطلقت أجوب الشوارع، أما أم العيال فقد اضطربت وارتعبت وأخذت ترجوني أن أعتذر للمشعوذ لئلا يصيب عيالها مكروه!
وعلى الرغم من أنني شرحت لها كثيراً أساليب الدجالين إلا أنها أصرت على أن أرضي المشعوذ لكيلا يطلق علينا (عوز)، وهنا قفزت إلى ذهني فكرة وعدت إلى حيث يقف المشعوذ فتظاهرت بالاعتذار إليه وأنني ندمت على ما قلت وأنني سأكرمه غاية الإكرام إذا ما حل مشكلتي مع الحسد (!!) ونفحته رأساً بعض النقود وقلت له -جزافاً- أطال الله عمرك أيضاً: إن مشكلتي تنحصر في إنني رغم بلوغي الخمسين لم أحصل بعد على فتاة جميلة ترتضيني زوجاً وها أنني أنا وأختي هذه -وأشرت إلى أم العيال- تبحث في هذه المدينة عن زوجة جميلة لي، وهنا قفز فرحاً ودق صدره قائلاً: (عندي.. عندي ولا يهمك هيا) وهنا زمجرت أم العيال ونزعت الحذاء لتضرب المشعوذ الذي تحول رأساً إلى مهنة أخرى (غير الشعوذة!!) ولكنني أمسكت يدها وقلت لها: (على هونك، ألا تخافين من (عوز؟!) فقالت بغضب ظاهر: أي عوز، أي بطيخ، هذا سافل، وهنا ارتحت كثيراً حينما ابتعد الرجل وقلت لها بهدوء: كلهم كذلك يا زوجتي العزيزة فهم مجرد كذابين وسفلة أيضاً.