لقد حملت القلم الذي كرَّم الله به عباده، وذلك بعد أن نحَّيته عن أناملي دهرًا، مخافة أن أعجز فلا أطيق أن أقوم بأمانته، وهي أشرف أمانة استودعها الله حمَلةَ الأقلام من عباده.
خرجت يومئذ وحملته، لا لشيء إلا لأداء هذه الأمانة، لأني أحسست أن النكوص عن أدائها خيانة لأمانة الله سبحانه، وخيانة للعلم الذي علمنيه ربي، وخيانة للماضين من آبائي، وللحاضرين من أهلي وعشيرتي، وللآتين من ذرية وارثة، نحن الأمناء على تبليغها، وأداء الأمانات كلها إليها. وهذا أمر جدٌّ كلُّه، لا يخالطه عندي هزْل، لأنه دين أنا مسؤول عنه بين يدي رب العالمين، وليس مغالبة ولا حميَّة جاهلية...!
الشيخ محمود شاكر من كتابه القيم: (أباطيلٌ وأسمارُ).