ما زلتُ في حربٍ مع الأفكارِ * * * متردِّدًا لم أسترِحْ لِقرارِ
آسَى على ما كان منكِ وأشْتهي * * * لو أنْ أعودَ إليكِ كالمُنهارِ
الحبُّ يدفعُني إليْكِ كماردٍ * * * والذِّكرياتُ تلحُّ كالإعْصارِ
قد كنتِ لي أملاً وكان لقاؤُنا * * * أمنيَّةً وحديثُنا أذْكاري
لَم أدْرِ فيمَ طردتِني من جَنَّةٍ * * * ورضِيتِ أن أبقى بتِلكَ النَّارِ
الشَّوقُ يلفَحُ مُهجتي بشُواظِهِ * * * والهمُّ يسعِر سائري بأُوارِ
واللَّيلُ يُنسيني جفاءَكِ كلَّهُ * * * في لحظةٍ ويُعيد لي أوْزاري
فأَبِيتُ أستجْدي رضاءَكِ ضارعًا * * * للطَّيفِ والأقْمارِ والأشْعارِ
يا رقَّةَ الطَّيفِ الذي تُهدينَهُ * * * أهلاً بهِ في زُمرةِ السُّمَّارِ
يا ليتَه يُفضي إليْكِ بلوْعتِي * * * إن كان حقًّا صاحبي أوْ جاري
عبراتيَ الحَرَّى وخَفْقةُ أضلُعي * * * وتَحنُّني ما ذاك بالأسْرارِ
وكأنَّما بيني وبيْنك قلعةٌ * * * أو بيْننا جبَلٌ من الأسْوارِ
ضاعفتُ من حِرصي عليْك تودُّدي * * * فحسِبْتِني من أسوأِ الأشرارِ
وقطَعْتِ كلَّ وسيلةٍ لتوسُّلي * * * وغضِبتِ من حِرصي ومن إصْراري
الحُسن أفقدني صوابيَ كُلَّه * * * والميْلُ بدَّد لِي جَميع وقاري
ما زلتُ أرْضى أن يعودَ تضرُّعي * * * وتذلُّلي كي تترُكي إنكاري
عُذرًا إذا طالبتُ قلبَكِ مرَّةً * * * أُخرى بأن يَسعى إلى إِكباري
ليلة الخميس 15 - 1 - 1418 هـ
22 - 5 - 1997