فالسمت يكون في معنيين: أحدهما حسن الهيئة / والمنظر في مذهب الدين، وليس من الجمال والزينة، ولكن يكون له هيئة أهل الخير ومنظرهم وأما الوجه الآخر فإن السمت الطريق، يقال: الزم هذا السمت كلاهما له معنى جيد، يكون أن يلزم طريقة أهل الإسلام، ويكون أن يكون له هيئة أهل الإسلام).( غريب الحديث لأبي عبيد الهروي رحمه الله). وعرفه الحافظ ابْنُ حَجَر تعريفاً جامعاً فقال:ٍ أَنَّهُ تَحَرِّي طُرُقِ الْخَيْرِ وَالتَّزَيِّ بِزِيِّ الصَّالِحِينَ مَعَ التَّنَزُّهِ عَنْ الْمَعَائِبِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ. قله عنه في تحفة الأحوذي ولم أجده في الفتح. وقال المناوي رحمه الله:(والسمت الحسن) أي حسن الهيئة والمنظر وأصل السمت الطريق ثم استعير للزي الحسن والهيئة المثلى في الملبس وغيره.(فيض القدير). (2) ثناء الله تبارك وتعالى على السمت الحسن وأهله: (2/ا)يقول ربنا تعالى: (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (الأعراف/26). روى الطبري رحمه الله عن ابن عباس:(ولباس التقوى)، قال: السمت الحسن في الوجه. ورُوي عن عثمان رضي الله عنه في قوله تعالى (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) قال :السمت الحسن(الطبري وضعفه عنه وابن أبي حاتم). (2/ب)يقول ربنا تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (سورة الفتح/ 29). قال الطبري:قال ابن عباس ومجاهد: السيماء في الدنيا وهو السمت الحسن. ورواه عن ابن عباس محمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه (الدر المنثور 9/235). ونسبه ابن العربي للحسن في أحكام القرآن(7/156). (2/ج)يقول ربنا تعالى: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (سورة يوسف/ 36). قال السدي: وكان يوسف، عليه السلام، قد اشتهر في السجن بالجود والأمانة وصدق الحديث، وحسن السّمت وكثرة العبادة، صلوات الله عليه وسلامه،(ابن كثير (4/387). (3) ما ورد في فضل حسن السمت من الأحاديث الصحيحة: (3/ا) عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة» أخرجه الترمذي, والطبراني وعن طريقه الضياء,وابن أبي عاصم في الأحاد والمثاني,وأبونع م في (معرفة الصحابة) ,والديلمي. قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(حسن صحيح). كما حسن الشيخ الألباني رحمه الله روايةً عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ( جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة) وهي في سنن أبي داود والموطأ................ ................... ( من كتاب سمت الصالحين وهذا الكتاب مرفق مع الموضوع للمزيد من التفصيل ،أخواتي كتاب رائع جداً)