المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس المتعجب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
كنت قد كتبت سابقا عن موضوع قيادة المراة المسلمة الملتزمة للسيارة في البلدان التي تسمح بذلك و ذلك الموضوع لم يلق تفاعلا, وأظن السبب هو أن معظم الأعضاء الكرام هنا من بلاد الحرمين والذين لم يعايشوا تلك المشكلة بفضل الله, وذلك لجهود علمائهم الكرام في منع ذلك لان فتح ذلك الباب هو فتح لباب فتنة لا يمكن ضبطها.
أعتقد ان هناك أيضا بعض الاخوة الكرام من دول اسلامية اخرى توجد بها تلك الظاهرة ولكن ليست بالصورة الكبيرة والواضحة للعيان التي توجد بها في البلد الذي أعيش به, فلم تكن في نظرهم بالمشكلة المهمة, او ان بعضهم رأى ان قيادة المرأة للسيارة أهون شرا من ركوبها المواصلات العامة خاصة اذا كان ما يحدث في تلك المواصلات العامة مما يندى له الجبين.
اخوتي الأكارم كان الأحرى أن ابدأ بموضوع الاختلاط الذي هو الأساس للمشكلة والذي بسببه احتاجت بعض النساء لاستخدام السيارة.
اخوتي الأكارم, قد يبدو موضوعي هذا ليس في محله في ظل حملة الرافضة ضد أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها , لكني أعتقد أن سلامة المجتمع الاسلامي من الآفات الاجتماعية هو السبيل الأسلم للدفاع عن رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم وعن امهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم, لأنه لولا ضعفنا لما تجرؤ اعداء الاسلام على الطعن فيه, وأعتقد ان اهم اسباب ضعفنا هي حبنا للمال وتكالبنا على الدنيا, وفتنة المرأة (فهما السببان الأساسيان لضعف الأخلاق وضعف المجتمعات وهوانها وكلا الفتنتين تؤدي للوقوع في الفتنة الأخرى).
قد يبدو الموضوع أقل انتشارا في بلاد الحرمين بفضل الله الذي قيض لهم علماء ربانيين يدافعون عن العفة والأخلاق, ومع محاولة الليبراليين والتغريبيين لتشريع الاختلاط لكنهم يواجهون بسور منيع من الاخوة العلماء, ومن الناس الذين ما زالوا متمسكين بدينهم وبنخوتهم ومروئتهم.
في البلاد الاسلامية الأخرى عملت الحكومات وما زالت تعمل على جعل الاختلاط أمرا طبيعيا, وكان ذلك تلبية لرغبة أعداء المسلمين من دول الكفر والمنظمات الدولية التي لا تريد للاسلام خيرا, والتي تنفق الأموال, وتستخدم وسائل الاعلام لنشر أفكارها.
مقابل ذلك يوجد في بعض البلدان علماء أفاضل يحاربون الاختلاط ويدعون للعفة والطهارة, بغض النظر عما يواجهونه من أعداء, وما يوضع في طريقهم من عراقيل, ولكن للأسف لا يصل صوتهم للجميع. هناك أيضا علماء(في البلد الذي أعيش فيه معظم العلماء من هذا الصنف) اما يعتبرون الاختلاط امرا واقعا وطبيعيا يجب التعايش معه ولا يحاولون التقليل منه حتى في الميادين والمجالات المتاحة لهم, بل قد يكرسون الاختلاط في الأماكن التي لهم السلطة عليها , فتجد في محاضراتهم وندواتهم واجتماعاتهم اختلاطا, ويسوغون ذلك بما يسمى الضوابط الشرعية, ومنهم من يعترف بان الاختلاط محرم لكنهم يتخبطون في كيفية الحد منه, فتراهم يقرون بحرمته بينما يقرون أمورا تؤدي له مع امكانية تجنبها(وفي هذا يخضعون لواقع مجتمعهم كما يفعل الصنف الأول).
لست من أصحاب العلم الشرعي, لكني سأطرح القضايا التالية التي وصل اليها المجتمع, وللأسف حتى من يحسبون أنهم ملتزمين دينيا, والنقاط التي سأذكرها لا يرتكبها من لا يقيمون للشرع وزنا فقط, بل يرتكبها من يظنون التزامهم بالشرع ومن يدعون التزامهم بالشرع (صنفان: الأول جاهل غافل لا يدري أنه يخالف الشرع, والثاني منافق يدعي الالتزام ويعرف انه يخالف الشرع):
1.قبل 100 سنة (وحتى في عصر الجاهلية)لن ترى رجلا يرضى ان تكون ابنته او اخته او زوجته تعمل يوميا لمدة 8-10 ساعات مع الرجال, لكن اليوم تجد بعض الملتزمين يرى انه لا ضير في ذلك ويبرر ذلك بأنها تلبس الحجاب وانه يثق بدينها وأخلاقها( كأنه يظن انها افضل من امهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عليهن وانه هو وزملاؤها في العمل أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم)
2.لو ان شخصا اكتشف ان المدرسة التي تتعلم فيها ابنته فيها الكثير من رفيقات السوء, وأن الشباب ينتظرون الطالبات على أبواب المدرسة, وفي الطرقات, ولم يجد مدرسة أخرى نظيفة وبعيدة عن الشرور, هل سيخرج هذا الملتزم ابنته من المدرسة؟ لا , لماذا؟ لأن عليه اختيار احد امرين: الحفاظ على ابنته من الوقوع في الزلل, أو حرمانها من الدراسة والحصول على شهادة والعمل للحصول على المال, وكما أصبح قولا شائعا الشهادة (الدراسية وليس الدين او الأخلاق) سلاح في يد البنت. نعم لأنه لا يؤمن حقا بان لله هو الرزاق , يعتقد انه يحمي البنت بتدريسها, بينما بالنسبة للدين والأخلاق فانه يثق بابنته.
3. نفس الموضوع بالنسبة للجامعة, لو أدرك ان جو معظم الجامعات قذر, وان المجاهرة بالمعاصي منتشرة, وان اكثر المدرسين ممن يحملون الفكر الغربي ولا يأبهون بالشرع, فهل سيجعل ابنته تترك الجامعة(خاصة اذا كان قادرا على الانفاق عليها وليست بحاجة للعمل, وكان التخصص الذي تدرسه للأسف مجال العمل فيه أصلا يختص به الرجال او كان العمل فيه مختلطا)
4. اذا أرادت ابنته الدراسة في الجامعة فهل سيراعي هو وابنته ان يكون التخصص ليس في مجال بالأصل خاص بالرجال , وأن العمل فيه ليس مختلطا, وسأضرب مثالا واحدا فقط وهو الهندسة التي أصبحت البنات وحتى الملتزمات يقبلن عليها مع أن بعضها يتضمن بعض العمل الميداني الشاق, وكلها بلا استثناء العمل فيها يقتضي الاختلاط.
5. لماذا أصبح العرف عند كثير من الناس, أن تقوم المرأة بتوصيل الأولاد للمدرسة, وبأخذهم للطبيب, وشراء احتياجاتهم, لماذا لا يقوم بذلك الأب؟ وذلك سبب لترسيخ الاختلاط حتى عند ربات البيوت اللواتي يضطررن للاختلاط من اجل تأمين احتياجات أبنائهم التي لا يتنازل الأب للقبام بها, وهو من اهم أسباب انتشار ظاهرة قيادة المرأة للسيارة حتى ربة المنزل التي يفترض المرء أنها من القارات في بيوتهن