تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: وصيتِي إلى أئمةِ صَلاة التَراويـح والقـيَـام ) ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    976

    افتراضي وصيتِي إلى أئمةِ صَلاة التَراويـح والقـيَـام ) ..


    كلمات ثمينة كتبت بمداد من الحب والوفاء وسقيت بماء الحرص والمعرفة موجه الى من وقف في المحراب وتوجه الى العلي الوهاب اسال الله ان ينفع بها كاتبها وقارئها وناقلها بقلم اخينا ابي عبد الرحمن وفقه الله لكل خير وصانه من عوادي الزمن ومن الله التوفيق والاعانة .
    أعتذر من الأساتذة على تطفلي هُنا ..
    إنما هي كلمات أرجو من الله قبولها , وأن ينتفع بها الأحباب , أئمة صلوات التراويـح والقيـام ..

    *أيها المبارك إعلم أن المكان الذي تقف فيه ( محراب المسجد ) له مكانته وقداسته , فلتستحضر تلك العظمة وأنك تقف بين يدي الله , وقد تصدرت الناس ووفقت أمامهم لتتلو كلامه , وتترنم بآياته .. فاستشعار هيبة هذا الموقف يضفي على القلب مزيد إطمئنان وخشـوع ..
    * تذكر بأنك تتلو كلام الله عزوجل , ثم إن كان صوتك حسن وجميل فالحمدلله , وهذا باب خير فتحه الله عليك , لكن تذكر أن هذا الباب ( جمال الصوت ) له ضريبته , ألا وهي المجاهدة ..
    وإن كان صوتك ( عادي ) فالحمدلله أيضًا .. يكفي أنك تتلو كلام الله .. هذا يكفي وفيه سداد ..
    * كلنا نعلم أن ثناء الناس لذيذ .. وثناءهم عليك بأن صوتك جميل أيضًا في لذة في النفـس ..
    لكن هذه اللذة إن أنت استمرئتها وهضمتها ورضيت بها ..
    فستنقلب عليك حسرة يوم القيامة ولايخفاك النهي العظيم والويل والثبور لمن يقرأ القرآن ليقال قارئ ..
    ثم إنه هناك لذة لذيذة وشربة هنيّة , وحلاوة شهيّة , ألا وهي ثناء الله عزوجل عليك.. نعم ثناء الله عليك في الملأ الأعلى , ولن يكون ذلك إلا لشخص خلص وهرب من ثناء الناس , وهرع وأخلص لله العمل .. الثناء الحقيقي حينما تقف بين يدي الله ..
    الجائزة الحقيقية هي حينما يقال لك .. ( إقرأ وارتق فإن منزلتك عند أخر آية تقرأها ) ..
    دعك من المطبلين لك , والذي يثنون عليك في كل محفل , لاتلتف لكلامهم ولاتتلهف لمقولاتهم ودعاويهم ..
    المهم أن تقرأ كتاب الله وتتدبر معانيه ..




    فيما يتعلق بالأداء (1)



    اللحون
    * حاول أن تتفادى اللحون والأخطاء , وذلك بأن تقرأ الحزب الذي سوف تقرأها في صلاة التراويح وتعرف مناطق الضعف عندك , وتتذكر أماكن الخلل والزلل فتتفاداها , هذا إن كنت ضابط .. ( وأصدقكم أن الضابط الحقيقي للقرآن لايحتاج أن يقرأ ويردد حزب صلاته قبل أن يؤم الناس ) لكن هؤلاء قليل ..!
    والذي ينبغي على حافظ القرآن , إن كان ضبطه ليس بذي قوة ..
    أن يقرأه قبل أن يأتي ويقف أمام الناس وقد بينت السبب في هذا آنفـًا
    وأما الذي يقرأ القرآن من المصحف , فحبذا أن يقرأه ويردده , ويستمع إلى شريط لأحد المقرئين , أو ممن ترتاح لهم نفسه , المهم أن يتفادى اللحون الجليّة والخفية .. وليجعل يده مرنة في فتح صفحات المصحف وهو قائم يصلي
    ومصحف الجيب يريح جداً إلا إن كان النظر لديك ضعيف فهذا شيء ثاني ..


    التجويد
    * وهذا من الأمور المهمة التي لاينبغي أن تغفل أبداً ..
    بعض الناس يظن أننا إذا قلنا بالتجويد فإن نعني ونخص القول بقراءة التحقيق والتدوير التي يقرأ بها المصريون في مصاحفهم المرتلة كالمنشاوي وعبدالبارئ , والطبلاوي وغيرهم ..
    ومادرى ذلك الفاضل أنه يستطيع أن يجود القرآن بالحدر والترتيـل
    ولايلزم من القراءة بالترتيل والحدر الإخلال بأحكام التجويد , إنما يتجاوز فقط بمقدار وأزمنة المدود ..
    كالغنة , والمنفصل , والعارض للسكون وغيرها لاتخفاكم .. !
    إلا اللازم وهو مما اتفق عليه القراء أن يمد مقدار ست حركات مثل ( ولا الضالّيـن ) ( الطآمَّة ) والأحكام مبسوطة في مظانِّها ..
    الذي أريده في هذه النقطة أن يراعي الإمام الموقر أحكام التجويد وأقل القليل أن لايغفل الأساسيات , كأحكام الميم والنون الساكنة والتنوين , ومايتعلق بهما من إظهار وإدغام وإقلاب وإخفـاء ..
    ولسنا نقصد بهذا التنطع والتكلف إنما تكون سليقة وتخرج تلك الأحكام بمرونة لايحس السامع تكلفها في حبالك الصوتيّة ..
    وإن كنت ضعيف في هذا الفن فهناك مصاحف ملونة تلون لك كل حكم بلون خاص ..


    الوقف والإبتداء .
    * الوقف والإبتداء وهو مهم جداً , وكم من القراء تجده قد ضبط القرآن وأتقنه , وربما مخارج الحروف والأحكام لديه لابأس بها , لكن في مسألة الوقف والإبتداء تجده عنده شيء من الخلل واللخبطة , ويؤكد أهمية هذا الفـن ماجاء عن علي رضي الله عنه في تفسير في قوله تعالى: { ورتل القرآن ترتيلا } (المزمل:4)
    قال: الترتيل : تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. وقال بعض أهل العلم في هذا المعنى: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء به ..!
    ولازال علماء التجويد يرعون إهتمامهم البالغ في هذا الفـن
    وذلك لأن بعض الآيات في القرآن لو وقف الإنسـان في منتصفها أو على بعض كلماتها لتغيّر المقصود وتبدل المعنى ..
    ولاأريد أن أذكر التفصيل فهناك وقف تام , ووقف حسن , ووقف قبيح , وبإمكان الإمام مراجعة ذلك في كتب أهل العلم
    أو المقرئين الموجودين في مدينتك ..
    ولايمكنك أن تضبط التجويد حقًا . . إلا أن تعكف ركبيتك أمام المشايخ والمقرئيـن وبقدر جهدك وتنويعك في التنقل بينهم
    ستجد ثمرة ذلك .. !

    وهناك طريقة جميلة لتفادي الوقف القبيح /
    * تدبر وأفهم معاني الآية , وذلك بالرجوع إلى التفاسير ..
    ومحاولة إمعان النظر في دلائل الآية .. مع أخذ النفس الكافي لتلافي الوقوف المخل ..
    * إتبع رسم المصحف ..
    كـ ( مـ ) ( قلى ) ( صلى ) ( ج ) .. ( لا ) .. وغيرها
    ....


    فيما يتعلق بالأداء (2)


    طبقات الصوت .
    *إعرف قوة إمكانية وقوة طبقات صوتك .. ففي التقسم المعروف
    هناك قرار , جواب , جواب الجواب ..
    فجواب الجواب هي أعلى درجة يستطيع القارئ الوصول إليها , أو بما نسميها بالمعنى العاميّ ( الشلعات ) ورفع الصوت تفاعلاً مع الآي ..
    هناك من الناس من له قدرة معينة ومحدودة في طبقة جواب الجواب , ولايستطيع أبداً أن يقرأ بنمط القارئ خالد الجليّل حينما يرفع صوته
    إنما طبقة صوته مقاربه مثلاً للشيخ عبدالعزيز الأحمد
    فتكون طبقة القرار لصوته هي مثل بداية الشيخ عبدالعزيز الأحمد في بعض السور فهي هادئة
    ويتصاعد الصوت تدريجيًا .. !

    * في بداية الصلاة لاتنهك نفسك برفع الصوت مباشرة , أو قراءة الفاتحة بصوت عالي ..بل إفعل ذلك تدريجيًا حتى تتدرب الحبال الصوتيّة ,
    وأيضًا في تمرين للنفس , فمن يقرأ بصوت عالي من أول مرة سيلاحظ أن نفسه بسرعة ينتهي ويفحم خلال التلاوة .. فالتدريج التدريج ..

    *إجعل صلاتك موزونة , بعض الأئمة لاتعرف بالضبط متى سينتهي من التراويـح , فتارة يقرأ في الصلاة نصف وجه
    وفي يوم آخر يقرأ وجه كامل في كل ركعة , وهذا يسبب تشتت لمن خلفه , فلهم حق معرفة مقدار وزمـن صلاتك .. فأثبت على منهجيّة مقننة , وقراءة معينة .

    كيفيّة الحفاظ على الصوت ..
    * لاتكثر من الأكل قبل القراءة لأن ذلك يقود إلى التخمة , والتخمة تضعف النفس , وأيضًا قد تتصاعد عصارة المعدة إلى حبالك الصوتيّة فستجد حشرجة تعيق راحتك أثناء التلاوة ..
    * لاتشد جسمك جداً أثناء وقوفك للصلاة , بل كان طبيعيًا .. وخذ نفسًا عميقًا قبل الصلاة .. وحاول أن تتخلص من الإرتباك , والذي يعاني من الإرتباك فإن هذا يكون في بداية الصلاة .. ويتلاشى مع الوقت ..
    * إحرص على المشروبات المنقيّة والمصفيّة للصوت .. مثل العسـل .. الزنجيل .. اليانسون .. وإبتعد عن الماء البارد جداً بل إشرب ماء معتدل .. !




    فيما يتعلق بالمسجد ..
    الصوت الداخلي
    . في بعض الأحيان أصلي في بعض المساجد , فيكون القارئ صوته جميل وقراءة رائعة
    إلا أن وزن الصوت عن طريق المكسر ليس على مايرام , إما الصدى زائد جداً أو الصوت مكتوم
    أو مورفوع عليه بزيادة , وجميل على كل إمام أو مؤذن أن يحرص على ضبط وزن السماعات على صوت القارئ في التراويح
    فالمأمومين له حق الإرتياح عند سماع التلاوة ..


    السماعات الخارجيّة ..
    أنا من المؤيدين لتشغيلها لكن ليس على الإطلاق
    فبعض المساجد تكون قريبة من البيوت جداً , فهنا يستشار الجماعة فإن أرادوا فتحها فأفعل
    وإن كان المسجد في مسافة بعيدة عن البيوت فأفتحها ولاتبالي , وذلك لأن سماع الصوت ينشط الكسلان
    ويبعث روح النشاط لأهل البيوت من نساء وفتيات ..

    المكيفات
    . التكييف من المسائل الخلافيّة التي لن يرسى الإمام فيها على قول راجح من جماعته
    وذلك لأن الناس يتباينون فمنهم من يريد الجو البارد , ومنهم من تسكن نفسه في الجو الدافئ أو الحار ..
    وعليك في هذه الحالة أن تعرف موازيين الأمور وتستشير المؤذن أو واحد من الجماعة
    ولاتكثر من استشارتهم لأن الأراء ستختلف وستنحرج في التوفيق بينها ..
    . ربما يأتيك أحد الجماعة ويبدئ لك ملاحظة , ففي هذه الحالة
    إن كانت ملاحظته له وجه من الصحة وحظ من النظر ومقنعة فاشكره على سعيه وحرصـه.
    وإن كانت ملاحظته عاديّة أو وجهة نظر مخالفة للصواب
    فأشكره على حرصه وقل له خيراً .. إن استطعت أن تقنعه فأفعل وإلا فالصمت حكمة ..

    مصليات النساء ..
    لابد أن تراعى ويهتم بها في الصوتيات , والمكيفات
    وكذلك توفير دورات المياه أكرمكمالله , وماء الشرب والمناديل , ومما يحتاجه المصلي من مصاحف وتكون بعدد كافي ..
    وكذلك مراعاة السجاد ونظافته ..
    فأخواتنا وأمهاتنا لهنَّ مكان ولهن إحترام ..


    ومضات أخيرة ..
    ! / ختم القرآن في التروايح ليس واجبًا ..
    وعندي أن تقرأ آيات قليلة بخشوع وطمائنيّة خير من أن تحتم القرآن وتهذ آياته هذّاً ..
    فالعبرة بالكيف لابالكم .. !

    ! / لم يكن من دأب رسولنا صلى الله عليه وسلم الإطالة في الدعاء ..
    بل كان يقصر ذلك ماستطاع ويكتفي بجوامعه
    وقُدِّر مدة دعاءه بمدة قراءة سورة الإنفطار أو الإنشقاق
    ومن العجب أن تجد بعض الأئمة ينقر الصلاة ويسرع في التلاوة , وإذا أتى الدعاء أطال وشق على من خلفه ..
    وهذا بلا شك مخالف للهدي النبوي ..





    كتبت هذه الكلمات أسأل الله أن ينفع بها إخواني وأحبابي أئمة صلوات التراويح والقيام ..




    كتبه :
    عبدالرحمن ..
    تاريخ : 28 / 8 / 1431 هــ ..



  2. #2

    افتراضي رد: وصيتِي إلى أئمةِ صَلاة التَراويـح والقـيَـام ) ..

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم
    وتقبل الله منا ومنكم
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •