عسل عمرو خالد الأسود..!
الثلاثاء 29, يونيو 2010






أسامة عبد الرحيم
لجينيات ـ لم اندهش كثيرا حينما رأيت الفنان "المجدد" عمرو خالد يقوم بالدعاية إلى فيلم احمد حلمي الجديد "عسل أسود"، فالمحاسب القانوني السابق يشهد له الجميع بأنه متزلج أمواج جيد ، حافظ على توازنه حتى الآن ولم يخسر سوى بضعة موجات جنحت به خطئاً نحو الشاطئ.

وفيما يبدو ان الإستثمار في عالم السينما هو وجهته الجديدة وذلك بعد أنّ خسر الموسم الأول من برنامج "مجددون" الذي عرضته شاشة "دبي" ولم يحظ بمتابعة جماهيرية كتلك التي اعتادها الفنان المجدد في السنوات الأخيرة.

وبحسب مفهوم عالم المال الذى يجيد "المحاسب" لغته وتعقيداته لا غرابة في التوجه نحو فتح أسواق جديدة وتعدد المنتجات ، بعد التنافس المرّ بين الفضائيات على سوق البرامج ذات النكهة الدينية المودرن، حيث كانت البداية مع المشاهير وأبناء الذوات وأنجال السلطة، ذلك أنهم يدفعون أكثر من غيرهم في مقابل تلقي نوع من الدعوة تم طحنها وعجنها وخبزها في أفران مؤسسة" راند" الأمريكية .

وبحسب مجلة المال والإقتصاد الأميركية "فوربس" ،التى كشفت في نسختها العربية الصادرة في شهر مارس 2008 أن عمرو خالد يتقاضى في العام الواحد من مجموع برامجه في الفضائيات 2,5 مليون دولار، بخلاف العلماء والدعاة التقليديين الذين ينصب تركيزهم في الغالب على الفقراء والمعدمين وأبناء السبيل!

وفيما يبدو أن عمرو خالد يقامر هذه المرة على السينما بعد ان جرب حظه في الغناء وتكبد خسارة فادحة لاقتران شهرته بفضيحة المغني وافر الشعر "تامر حسني" الذى كان خارجاً لتوه من السجن متورطاً في جريمة التزوير والهروب من تأدية الخدمة العسكرية..!

وكان قبلها مصدوماً كذلك في فضيحة أحد طلابه النجباء أحمد فاروق الفيشاوي، الذى قدّم برنامجاً دينياً على خطى أستاذه عمرو خالد بعنوان "يلا شباب" على شاشة mbc، لكنّ اندلاع قضية زواج الفيشاوي العرفي بشابة تدعى هند الحناوي، ثمّ رفضه الاعتراف بمولودها، أثار علامات استفهام على مدرسة عمرو خالد الدينية والإعلامية التجديدية، والتى تخرج منها دعاة في نخوة وطهارة تلميذه الفيشاوي.

وطوال ظهور هذا "الطفح" المرتبط بغياب الدعاة والعلماء نتيجة لتضيق الخناق على أهل الحق وملء الساحة بالباطل ؛ قامت مدرسة الفنان المجدد بصنع معادلة سحريه للمقاربة بين الواقع السيء والدين القويم ؛ ورأي أن يأخذ بيد الناس من الواقع السيء إلى شيء ظنه صحيح الدين ، بل وأراح ضمائر من كانت تناديهم ضمائرهم بالتوبة إلى حل وسط بين الباطل والحق فكانوا للباطل أقرب..!

وقام بحل معضلة الحجاب الشرعي إلى التوصل لقطعة قماش على الموضة تغطي الشعر ولا بأس ببنطال للفتيات فيما يعرف بالحجاب العصري ، وهو بحسب قناعته منتصف الطريق بين الحجاب الشرعي والعري ، وهي الطريقة المثلي من وجهة نظره لإرضاء الله تعالي وفي الوقت نفسه ليست أبعد عن العري بكثير.

وجرياً على ذلك دعا الفنان عمرو خالد كل أب وأم وشاب وفتاة وعامل وفلاح ورجل أعمال وعاطل ونجار مسلح إلى مشاهدة فيلم صديقه أحمد حلمي"عسل إسود" ، وذلك لأنه – والكلام للفنان عمرو خالد- يهدف لترسيخ قيم الانتماء للوطن..!.

والدعاية التى قام بها عمرو خالد للفيلم وهو خارج توه من مشاهدة خاصة لم تأتي إعتباطاً ، حيث أن مشاهدته جاءت بدعوة وجهها إليه مؤلف الفيلم خالد دياب الذي تجمعه به علاقة صداقة قوية،حيث فاز دياب بالمركز الأوّل في البرنامج الذى يقدمه عمرو بعنوان "مجددون" ، والذى يفترض أنّه يحمل صبغة دينية، وكانت قيمة الجائزة (80 ألف يورو) خُصِّصت لتأليف ورشة سيناريو إنبثق عنها فيلم "عسل أسود".

ويهدف الفنان عمرو إلى إطلاق جيل جديد من المؤلفين والممثلين الذين يجمعون بين الحرفة الفنية والإلتزام بمفهوم عمرو، وذلك بحسب عرضه للمشروع في الحلقة الأخيرة من برنامج "مجددون"، إذن نحن بصدد فيلم ليس فيلم أحمد حلمي ولا خالد دياب بل هو فيلم الفنان عمرو ونجاحه هو نجاح لأهدافه ومورد مالي جديد يضاف إلى موارده، ويفتح عالم صناعة السينما الضخم على مصراعيه بذريعة أن "الإعلام هو الذي يربّي أبناءنا" وهي كلمة حق في الوقت الراهن ولكن يراد بها كما هي العادة باطل.

الفنان عمرو خالد المحاسب القانوني السابق ليس كما يظن البعض انه مرتجل أو متخبط بل له مستشارون يأخذ برأيهم ، والدليل على ذلك أنه لم يكترث بالإستياء الكبير عقب زيارته لكاتدرائية النصارى في احتفالات "أعياد الميلاد" مهنئاً بـ"ميلاد الرب"، وهو لم يكترث كذلك بالاستياء من حضوره مؤتمر بدعيّ صوفيّ سنويّ في تورونتو ، ولا رفضه لقاء بعض الشباب الذين طلبوا التحدث اليه على هامش المؤتمر، وذلك لمّا قيل له أنهم من الملتحين المناوئين للصوفية!

وعلينا ان نتوقع في الأيام المقبلة حربا بين الفنان "المجدد" عمرو خالد الذى سيرفع شعار "السينما الحلال"، وبين المخرج خالد يوسف الذى يرفض مطلقاً وبشكل قاطع ظهور أي حجاب في أعماله السينمائية، وبينما يحتج الأخير بأن مبادئ السينما الإيرانية لا تصلح للتطبيق في القاهرة، سيحتج الأول بأنه لا يمانع من التعامل مع ممثلات إغراء إذا كان النصّ يحتاج إلى هذا النوع من الشخصيات بشرط أن يكون العمل هادفاً يتم تصويره بـ"الحجاب"..!!

ولعلي في الأخير أطرح ذات السؤال الذى طرحته نائبةٌ إيطالية في البرلمان الأوروبي على المجددين من تيار الفنان عمرو خالد خلال المؤتمر الذي نظمته "مؤسسة أوروبا للثقافة والفنّ" في العاصمة الإيطاليّة روما وجاء فيه:" ما رأيك في البلاد الإسلامية أن نقول كما أنّ للفتاة الحقّ في وضع الحجاب، فهل لها الحريّة في أن تخرج سُرّتها كذلك؟!".

أسامة عبد الرحيم


ذات يومٍ مضى كان هذا الكائن المسلم عمرو خالد يعد من صفة العلماء وقد كان دارجاً ان يعاب على من ينال في نواياه بأن لحم العلماء مسموم .

وهكذا دواليك كل من تسلق الدين عبر وسائل الإعلام وليت لنا في عمرو خالد اسوة حسنه وننزل الناس منازلهم حتى لاينال العلماء منا اساءه لم تخرج الا بإحسان ظن في غير محله
###