بوركتم.
وهذا كلام الديواني - رحمه الله - على هذه المسألة وهو في الخلف بين الإرشاد والتيسير - نظمًا وشرحًا - قال:
وَبَعْضُ أَشْيَاخِهِمْ مِمَّنْ تَأَخَّرَ بَيْـ * * * ـنَ الأَرْبَعِ الزُّهْرِ لِلزَّيَّاتِ مُعْتَمِدَا
سَكْتًا وَيَفْصِلُ عَمَّنْ لَمْ يُسَمِّ بِهَا * * * وَمَا رُوِيْ عِنْدَنَا هَذَا وَلا شُهِدَا
الضمير في أشياخهم عائد إلى المذهب الشامي، أن بعض الشيوخ المتأخرين - ولم يُذْكَرْ لَهُ اسْمٌ - كان يختار في مذهب حمزة السكتَ بين المُدَّثِر والقيامة، وبين الانفِطار والمُطَفِّفِينَ ، وبَيْنَ الفَجْرِ والبَلَدِ، وبين العصر والهُمَزَةِ؛ لاستبشاع اللفظ بنفي "لا" بعد "المغفرة" و"الجنة"، والويل بعد "لِلَّهِ" و"الصبر"، ولم أر هذا بشيء؛ لأنه لو نظر إلى مثل هذا للزم أن لا يقال: اللهُ لا إلهَ إلاَّ هو، وإني أنا الله لا إله إلا أنا. لكن هذا من الأوهام الضعيفة.
ثُمَّ أجاز هذا البعضُ البسملةَ بين هذه السور الثمانية لمن لم يبسمل؛ وهم الشامي وأبو عمرو وورش في وجه السكت لا في وجه الوصل المروي عنهم كحمزة في اختيار ابن مجاهد؛ لأنه كان يُلْزَم[1] أن يسكت لهم في وجه الوصل أيضا كحمزة.
ثم قال: وما روي عندنا هذا أي عند العراقيين، ولا شُهِدَ؛ وذلك لِصِحَّةِ آرائهم.
واتَّفَقَ القُرَّاءُ في المذهبين على أنَّ السكتَ المُشَارَ إليْهِ هو وقفٌ من غير قَطْعِ نَفَسٍ للإيذان كما تقدم، واصطلحوا على لفظه سكتًا؛ فعلى هذا كل سكت وَقْفٌ وَلَيْسَ كُلُّ وَقْفٍ سكتًا؛ لتميّز قَطْع النَّفَسِ في الوقف.
ــــــــــــــ
[1] كذا في الأصل