السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أثناء تصفحي للشبكة وقفت على هذا التساؤل، فأحببت أن أنقله إليكم، وأن نتناقش في الجواب عنه.
يقول السائل:
"كان بشر المريسي من كبار فقهاء أهل الرأي، وكان غيره كابن الثلجي أيضاً من فقهائهم، فلم يمنع هذا السلف من تضليلهم، وكذلك الكرابيسي كان من أوعية العلم، ومع ذلك بدّعه الإمام أحمد عندما قال ما قال، والأمثلة كثيرة، الذهبي في (ميزان الاعتدال) حطّ على ابن كرّام بشدة، وجاء ابن حجر بعده لينقل عن أحدهم تكفير الكرّامية، مع أنّهم أهدى سبيلاً في الأسماء والصفات من الأشاعرة، ولا يقل تعفيس الأشاعرة في الإيمان عن تخبيط الكرامية، فهل الكرامية كلأ مباح والأشاعرة من محميات السلاطين؟! الذهبي أثنى على الملك محمود الغزنوي، وقال عنه: ولكنه على مذهب ابن كرام المبتدع، ولم يقل عن صلاح الدين: ولكنه على منهج متأخري الأشاعرة المبتدعة. الذهبي رمى ابن عقيل بالابتداع، وحطّ بشدة على أستاذه المعتزلي ابن الوليد، ولكنه لم يضلّل ابن حزم مع أنّه يثبت الأسماء وينفي الصفات كلها، ولكنّه بعد سرده لعقيدة الغزالي (الجهمية القحّة)، قال: "هذا المعتقد أغلبه صحيح"، مع أن الذهبي أعلم مني بمدى البلاوي التي اشتملها اعتقاد حجة الأشاعرة والصوفية هذا، ومن ثم قال عن الغزالي: وأين مثله؟ نعم، أين مثله في البعد عن الإسلام! كتب الجرح والتعديل عند السلف مليئة بالحطّ على أبي حنيفة، بل والتحذير ممن يتقلّد مذهبه، بينما تُعدم هذه الأمور في الكتب الخلفية، مع أن المذهب الحنفي والأحناف لم يزيدوا إلا بعداً عن السنة حتى وصلوا الآن إلى حالة الكوثري والتهانوي. سؤالي الآن: لماذا لم يعامل أحد من السلف - فيما أعلم - المبتدعة - على أنّهم مجتهدين مخطئين، بينما نجد معاملة عامة أهل السنة للمبتدعة -بعد- ليست هذه المعاملة، بل يذكر شيخ الإسلام أبو حنيفة من ضمن من يمكن الشهادة له بالجنة في أحد المذهبين! السلف يقولون عنه: ما ولد على الإسلام أشأم منه، ونحن نشهد له بالجنة! هل يجب علي ألا أثق بكتب الجرح والتعديل المتأخرة، وأن أتّبع قواعد السلف في الجرح والتعديل؟ وأنا أعلم - كما أظنك تعلم - أن الديّن لا يحرَّف بأمثال الرازي والآمدي ونحوه من المتكلمين، وإنما يحرّفه أمثال النووي وابن حجر الذين يتعاملان مع القواعد التي يضعها المتكلمون على أنّها مسلّمات، وبالتالي يتم التلبيس على المسلمين وتُطمس آثار السنة".
فما تعليقكم إخواني الكرام على هذا الكلام؟