بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يرى المسلم أن أهل الدين و المدافعين عن حياضه من العلماء و الدعاة ورجال الحسبة و من ولاهم الله أمر المسلمين قد ضاقت عليهم السبل و تكالبت عليهم الأمم وبداء أعدائهم يتربصون بهم الطرق وأخذا أهل الإرجاف من المنافقين و العلمانيين و أذنابهم بالوقوف لتوجيه ضربات الغرب الكافر لهذه الفئة القليلة يلبسون جلود الضئن على قلوب الذئاب ..يتلونون ويروغون كما يروغ التعلب. وفي خضم هذا الجدل الواسع و الفتاوى السوقية التي يروج لها من باع دينه بعرض من الدنيا فاني وجعلهم أذناب الغرب مطايا للسير على جثثهم لهدم هذا الدين .........................ال
و في وصف هذا الزمان يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء”.
وفي رواية أحمد وابن ماجة من حديث ابن مسعود: قيل: ومن الغرباء؟ قال: “النُّزَّاع من القبائل”. والمعنى الذين يخرجون عن الأوطان لإقامة سنن الدين.
وفي رواية الطبراني: “الذين يصلحون حين فساد الناس”،
وفي رواية الترمذي: “إن الدين بدأ غريباً وسيرجع غريباً، فطوبى للغرباء؛ الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي”،
وفي رواية أخرى لأحمد والطبراني: “قلنا: ومن الغرباء؟” قال: “قوم قليل في ناس سوءٍ كثير، من يعصيهم أكثر ممن يُطيعهم”.
إن الغربة التي تتحدث عنها هذه الأحاديث واقعةٌ ومشاهدة لا ريب، ولا أدل على ذلك من حال المسلمين في شرق الدنيا وغربها.. بل وحتى في بلاد تعتبر المنبر العالي للمسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتشتد الغربة عندما يكون المسلم بين أبناء جلدته, فسلامٌ و مليون سلام للغرباء الأحرار يوم يُخلقون، ويوم يدعون إلى الله على بصيرة، ويوم يموتون، وقد صدق فيهم قول الله تعالى: “فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم” (هود: 116).
عندها ينبغي للمسلم الواثق بنصر الله أن يتذكر قوله تعالى " إنا لننصر رسلنا و الذين امنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد"
ويتذكر قول الله تعالى { الله ولي الَّذِينَ
آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون }
ويتذكر قول الله تعالى في سورة الحج: “إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوّان كفور. أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور”.
و يتذكر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لَاتَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْخَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَعَلَى النَّاسِ"أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ
عند هذا تعلم أنها سحابة صيف عابرة تمر بهذه الأمة و سوف تنقشع بإذن الله تعالى فكم مر بالأمة من مصائب و نكسات و تيه وتخبط في ظلام الجهل و البعد عن دين الله و عن نصرته ثم طهر الله الصف من الذين كانوا سببا في الخذلان ونهضة الأمة و ارتفع مجدها بعد توفيق الله ثم بعمل الرجال المخلصين لهذا الدين العظيم ......
وليكن شعارك أخي المسلم الغيور على أمتك
(موتوا على ما مات عليه محمد صلى الله عليه وسلم)
و السؤال الذي يطرح نفسه ؟
ما هو الطريق الذي في رأيك يكون سببا في نهوض الأمة ؟