المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي
أنا أوافق على هذا الكلام.
وقوله: أما ما قرأ به عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي فيحتمل أن يكون بما عنده أو ببعضه.
أزِيدُ عليه: بل المؤكَّد أنه قرأ ببعض ما عنده.
فالغالب الراجح عند المتقدِّمين أن يُنقل عنهم أوجه كثيرة، وليس وجهًا واحدًا.
مثلما ينقل عن الإمام الحسن البصري.
أو عن ابن عباس.
وحتى القراء العشرة نُقلت عنهم أوجه أخرى غير تلك المشهورة في النشر.
ألا ترى أنَّ هناك رواةً عن العشَرة غير روايات العشرين المعروفين!
وأن هناك طرقًا عن الرواة المعروفين غير تلك الطرق المقروء بها!
فمثلا:
رواية حفص التي نقلتَ أنها لم تخالف عاصمًا إلاَّ في حرفٍ، أليس لها طرق أخرى غير طريقي عبيدة بن الصباح، وعمرو بن الصباح - أعني مثلاً: طريق هبيرة التمار؟!
أليس هناك اختلاف بين ما رواه هبيرة عن حفص وما رواه عمرو؟!
وذلك في قول حسنون الراوي عن هبيرة:
ولَم يُخالف هُبيرةُ عمرَو بن الصبَّاح إلاَّ في خمسةِ أحْرُف: يوم الزينة، في طه بالنَّصب، وقرْنَ في بيوتكنَّ، في الأحزاب بكسْر القاف، وبنصبٍ وعذاب، في ص بفتح النون وسكون الصَّاد، وفيها: الحقّ والحق أقول، بالنَّصب فيهما، وكسر السين في يحسب، وما جاء منه مستقبلاً.
وقد نظمها ابن الجزري:
وهاك حروفًا عن هُبيْرة خالفتْ * * * لعمْرو بن صبَّاحٍ رواية حسنون
فيحْسب قرْن اكسِر وفالحقّ يوم زيـ * * * ـنة انصب بنصب اسكن مع الفتح للنون
فأين قراءة عاصم وأين قراءة السلمي في هذه الفروق؟؟!
أما جواب الرواية التي نقلتها؛ أعني: أقرأتُك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السُلمي عن على - رضي الله عنه - وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود.
فإن ذلك على سبيل التقريب، وليس بالحصر والاستقصاء؛ إذ الحصر والاستقصاء قد خالف هذا النقل،، والله أعلم.