تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: عروبةُ العِرق والنسب أم عروبة الثقافة؟..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    10

    افتراضي عروبةُ العِرق والنسب أم عروبة الثقافة؟..

    السلام عليكم، وحياكم الله جميعاً..

    باختصار،.. لقد دارَ نقاشٌ يوماً حول مفهوم العروبة، بوصفها هويةً تتجاوزُ العرق إلى مُـحدِدٍ آخر ثقافي بالغ السَعة والمرونة، بل ميزته أنه مرن ومِطْاوع بدرجة كبيرة جداً، بمعنى أن العروبة باتت وكأنها دينٌ يدخله من يشاء، بل إنها من فرط اتساعها لا يقوى أحدٌ على الخروج منها بعد الولوج فيها، وذلك لأنها هوية ثقافية مستأنفة ومنتقاة لكل أحدٍ ممن لم ينشأ عليها أن يكتسبها إذا رغب واختار، وكان مستند من ينـزعُ إلى هذا "المأخذ الثقافي" هو مستندٌ ديني وهي آثارٌ -مرفوعةٌ وموقوفةٌ- عديدة مروية في كتبٍ ليست بالأصول، بل ضعّفها بعضُ أهل الاختصاص الحديثي الكبار كالشيخ الألباني، لكنها في مجملها تدل على معنى خلاصتُهُ: "أن من تكلم بلسان العرب فهو عربي كائناً ما كان أصله ونسبه"، فهو –إذن- سيكتسبُ العروبة بتعلّم الكلام العربي، مع أن مدلول "العرب" أو "العربي" في التاريخ وأصل اللغة هو أنهم قومٌ ينحدرون من سلالات معينة، يقابلهم مثلاً: الفرس، أو الروم، أو البربر، أو الأقباط، أو الألمان.. فالعربُ إذن عِرقٍ من الناس وسلالةٌ من الأمم، فكيفَ يسوغ أن يكونُ منهم من ليس -سلالياً أو عرقياً- منهم بمجردِ إتقان اللسان، فكما أن من تعلّم لسان الإنجليز لم يكن إنجليزياً، وكذا لسان الفرس أو الفرنسيين، فما بال العرب دون غيرهم من الأمم؟..

    هنا موطنُ الإشكال، لأن الأحاديث الواردة ليست من الصحيح المعتمد، ولو صحّت ؛ فهل هذا يدخل في معنى "الحقيقة الشرعية"، كما عند الأصوليين، فيكونُ هذا تصرفاً شرعياً في أصل اللغة، بتوسيع مدلولها؟.. وبهذا ستصيرُ العربية لا مجرد لغة ؛ بل نحلةً يعتنقها من رغبها، ويلزمُ من ذلك أن يكونُ الأوروبي أو الياباني المتقنُ للغة العربية كالعبسي أو التيمي ولا فرق، فكلهم باتوا عرباً، وربما أقحاحاً..!

    أظنُ -بعد تأملٍ ليس بالطويل- أن العروبةَ عرقٌ، ذو لغة، وأنهم صنفٌ من البشر، كغيرهم من خلق الله، وأن لسانهم كلسان غيرهم، من تعلّمه لم يكن منهم بمجرد هذا التعلم، لأن الانتساب إلى الأعراق ليس –كما هو الأصل- كسبياً أصلاً، ولا يدخل في اختيار الإنسان، فلغاتنا وقومياتنا كآبائنا وأمهاتنا ليس لنا فيهم سابقُ تصرفٍ أو اصطفاء، فنحنُ نرثها ونتحمّلها، ومن هنا فليس للعرب مزيةٌ على غيرهم، إلا أن الله تعالى شرّفهم بكونُ الوحي الأخير نزلَ بلسانهم، وأنهم أول من ناصر الحق وقام بها، كما أنهم أول من تصدى للرسالة الإلهية وحاربها، ثم شاركهم غيرهم في الخير والشر، وربما فاقهم أيضاً، والفضلُ والتَقْدمة ليس بعرقٍ أو لغة بل بالمعيار الحق الذي به يتفاضلُ الناس هو "التقوى" كما هو منصوصُ التنـزيل وصريحه.

    أرجو من الأخوة والأخوات الكرام أن يدلوا بدلوهم في تعميق هذا السؤال ثم محاولة الإجابة عنه، ومن نقل كلاماً لأهل العلم فقد أحسن وأجاد، مع أن الرأي الشخصي مطلوب..


    لا حرمكم الله الأجر والثواب..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    232

    افتراضي رد: عروبةُ العِرق والنسب أم عروبة الثقافة؟..

    ان كنت تريد قيام البيان العربي في شخص دون اخر ومقدار تمييز كل منهما لسقيم الكلم العربي من صحيحة
    فالذائقة الاصلية عامل مهم في توجه المُخْرجات حسنا وقبحا ، ولهذا كان هناك سليقي وهناك نحوي ، وهكذا فلا يمكن أن يرتقي من ليس بأصلي العرق الى أصلي العرق في هذا الباب ، إلا لمن خِلْطَتُه الطويلة استطاعت كسر الذائقة الاصلية فيه وتحوليها الى ذائقة عربية .. وإن كنت أعتقد استحالة تساوي الحال في الرجلين في حال كانت أدواتهما ومسيرتهما العلمية واحدة مهما بلغ الغير عربي الأصل في خِلْطَته مع العرب إذ لابد أنك واجد بعض النتوءات في تسلسل سياقاته

    أتمنى أن تراجع صناعة الكلام لإبن خلدون في المقدمة .. أظنك ستجد بغيتك هناك

    دم بخير
    (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )
    يارجل هل صدقت ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: عروبةُ العِرق والنسب أم عروبة الثقافة؟..

    حياك الله يا فاضل..

    لكن البحث ليس هنا، بل هو عن فكرة اكتساب "الهوية العربية" بمجرد امتلاك اللغة.. فهل العروبة هوية تنتقلُ بمثل هذه الآلية؟.. باعتبار أن هذه الآلية مقترحة شرعاً، بمعنى أن هذا الانتقال والإكساب تمَّ بمسوغٍ ديني، كان هذا هو السؤال..

    أكرر شكري وابتهاجي بك، وأدعو الإخوة والأخوات أن يتحفونا بما عندهم، خصوصاً عن حيثيات هذا المسوغ الشرعي لأن أكثرهم طلبة علم..

    وجزاكم الله خيراً..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    232

    افتراضي رد: عروبةُ العِرق والنسب أم عروبة الثقافة؟..

    أهلا بك اخي
    أولا علينا أن نثبت أن العربية عرق ، إن قلت نعم فأثبت وإن قلت لا انتهى الموضوع
    اخي لعل المعنى الذي سبب لك اللبس هو حملك للعروبة على القبائلية ، فإن كنت كذلك فهي بهذا المعنى تحديدا تكون كما قلت ولا يدخل فيها من تعلم اللغة وحسب ويقابل النصوص التي قرأتها نصوص أخرى تلعن من انتسب الى غير قبيلته كما عند احمد ( أظنه كذلك ) وهكذا ففي المسألة تشديد وتحجير لما ظننته واسع ، ويقابله أيضا فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما غضب على الذي انتسب لقوم وأطلق انتسابهم حتى قرره فعلم انه من الموالي فقال ( هلا قلت من مواليهم ؟!! )
    أما النصوص التي قرأت فهي تحمل على ماحمل عليه ( ابن أخ القوم منهم ) كما في حنين عند حديثه مع الانصار وكما في فقه الحديث الذي فيه( المرء مع من احب يوم القيامه ) وكما في فقه الحديث الذي فيه ( سلمان منا آل البيت )
    فالذي أظنه ان في المسألة مطلق ومقيد .. والله اعلم

    أتمنى أن اكون ساهمت في الفتح عليك
    (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )
    يارجل هل صدقت ؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: عروبةُ العِرق والنسب أم عروبة الثقافة؟..

    الله يحييك أخي الكريم..

    إن سؤال: "ما العروبة؟.." لا يبدو خاطئاً، ثم هل العروبةُ مقتصرةٌ على القبائل؟.. بمعنى هل يُتصورُ أن يكون عربياً غيرَ منتسبٍ إلى قبيلة، فيكون من ليس كذلك -مثلاً- مولى غير عربي.
    لكن هذه الأسئلة وأمثالها هي إعادة صياغة لنفس الإشكال: هل العروبة عرق أم ثقافة؟.. هل هي نسب وسلالة أم ثقافة متجاوزة لهذا كله؟..

    هذا هو السؤال الجوهري..

    جزاك الله عني كلَ خير

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: عروبةُ العِرق والنسب أم عروبة الثقافة؟..

    جاء في اقتضاء الصراط لشيخ الإسلام ابن تيمية [ص 167-169]:
    الأنساب ثلاثة أقسام:
    1- قوم من نسل العرب وهم باقون على العربية لسانا ودارا أو لسانا لا دارا أو دارا لا لسانا
    2- وقوم من نسل العرب بل من نسل هاشم ثم صارت العربية لسانهم ودارهم أو أحدهما
    3- وقوم مجهولو الأصل لا يدرون أمن نسل العرب هم أو من نسل العجم وهم أكثر الناس اليوم سواء كانوا عرب الدار واللسان أو عجما في أحدهما
    وكذلك انقسموا في اللسان ثلاثة أقسام
    1- قوم يتكلمون بالعربية لفظا ونغمة
    2- وقوم يتكلموا بها لفظا لا نغمة وهم المتعربون الذين ما تعلموا اللغة ابتداء من العرب وإنما اعتادوا غيرها ثم تعلموها كغالب أهل العلم ممن تعلم العربية
    3- وقوم لا يتكلمون بها إلا قليلا
    وهذان القسمان منهم من تغلب عليه العربية ومنهم من تغلب عليه العجمة ومنهم من يتكافأ في حقه الأمران إما قدرة وإما عادة.
    فإذا كانت العربية قد انقسمت نسبا ولسانا ودارا.
    فإن الأحكام تختلف باختلاف هذا الانقسام خصوصا النسب واللسان
    فإن ما ذكرناه من تحريم الصدقة على بني هاشم واستحقاق نصيب من الخمس ثبت لهم باعتبار النسب وإن صارت ألسنتهم أعجمية.
    وما ذكرنا من حكم اللسان العربي وأخلاق العرب يثبت لمن كان كذلك وإن كان أصله فارسيا وينتفي عمن لم يكن كذلك وإن كان أصله هاشميا
    والمقصود هنا أن ما ذكرته من النهي عن التشبه بالأعاجم إنما العبرة فيه بما كان عليه صدر الإسلام من السابقين الأولين فكل ما كان إلى هداهم أقرب فهو المفضل وكل ما خالف ذلك فهو المخالف سواء كان المخالف ذلك اليوم عربي النسب أو عربي اللسان وهكذا جاء عن السلف
    فروى الحافظ أبو طاهر السلفي في فضل العرب بإسناده عن أبي شهاب الحناط حدثنا جبار بن موسى عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي قال من ولد في الإسلام فهو عربي
    وهذا الذي يروى عن أبي جعفر لأن من ولد في الإسلام فقد ولد في دار العرب واعتاد خطابها وهكذا كان الأمر
    وروى السلفي عن المؤتمر الساجي عن أبي القاسم الخلال أنبأنا أبو محمد الحسن بن الحسين التولخي حدثنا علي بن عبد الله بن بشر حدثنا محمد بن حرب النشائي حدثنا إسحاق الأزرق عن هشام بن حسان عن الحسن عن أبي هريرة يرفعه قال من تكلم بالعربية فهو عربي ومن أدرك له اثنان في الإسلام فهو عربي هكذا فيه وأظنه ومن أدرك له أبوان
    فهنا إن صح هذا الحديث فقد علقت العربية فيه بمجرد اللسان وعلقت في النسب بأن يدرك له أبوان في الدولة الإسلامية العربية
    وقد يحتج بهذا القول أبو حنيفة على أن من ليس له أبوان في الإسلام أو في الحرية ليس كفؤا لمن له أبوان في ذلك وإن كان في العجمية والعتاقة
    ومذهب أبي يوسف ذو الأب الواحد كذي الأبوان
    ومذهب الشافعي وأحمد لا عبرة بذلك ونص عليه أحمد
    وقد روى السلفي من حديث الحسن بن رشيق حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون حدثنا العلاء بن سالم حدثنا قرة بن عيسى الواسطي حدثنا أبو بكر الهذلي عن مالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال جاء قيس بن مطاطة إلى حلقة فيها صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي فقال هذا الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل فما بال هؤلاء فقام معاذ بن جبل فأخذ بتلابيبه ثم أتى به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بمقالته فقام النبي صلى الله عليه و سلم مغضبا يجر رداءه حتى دخل المسجد ثم نودي إن الصلاة جامعة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس إن الرب رب واحد والأب أب واحدوالدين دين واحد وإن العربية ليست لأحدكم بأب ولا أم إنما هي لسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي فقام معاذ بن جبل فقال بم تأمرنا في هذا المنافق فقال دعه إلى النار فكان قيس ممن ارتد فقتل في الردة
    هذا الحديث ضعيف وكأنه مركب على مالك لكن معناه ليس ببعيد بل هو صحيح من بعض الوجوه كما قدمناه. انتهى.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: عروبةُ العِرق والنسب أم عروبة الثقافة؟..

    أحسنتَ وبارك الله فيك أخي الفاضل عبدالله، لقد كان النقلُ مفيداً نافعاً، وفيه تقسيمات باعتبارات متعددة، كانت مفيدة، لكن بالنظر إلى السياق الذي قيل فيه هذا الكلام سيتضحُ أن الإمام ابن تيمية -رحمه الله- كان يتحدثُ عن فضل العرب، وهو يعتقدُ أنهم أفضل من العجم، وينقلُ عن بعض العلماء أنه من عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد فضل العرب على غيرهم، وأن القول بغير ذلك ضلالٌ وشعوبية، أنا رجعتُ إلى الكتاب ووجدت ذلك، وبغض النظر عن دقة أو صحة هذا الرأي المنسوب إلى أهل السنة، فإن كل ذلك يدل على أن العرب غير العجم، وأن العرب أمة تتكونُ من قبائل بخلاف العجم فهم شعوب، كما قد أُشير في الكتاب، مما يعني أن العربي هو المنحدر من أصلٍ قبائلي عربي، وليس هو من أتقن اللسان، فالكلامُ هنا في علاقة اللسان بالهوية القومية، خصوصاً وأن الهوية معزوةٌ هنا إلى نسبٍ أو عرق محدد، لا إلى شيءٍ آخر كدعوةٍ أو ملّةٍ أو مذهب، ومعلومٌ أن الأنساب لا تنتقل بمجرد إتقان اللسان، فهذا هو سبب الإشكال، وهو قد يعود إلى مسألة "تعريف العربي، من هو؟.."، وهل الإسلام جعل من العروبة قوميّةً متجاوزةً لنطاقها النسَـبي –من النسب- الطبيعي؟.. وهل هذا مما يُقال فيه "حقيقة شرعية"، لأن العرف اللغوي المعهود لا يقرها أصلاً؟..

    واسطراداً سأقول: عندما اطلعتُ على سياق كلام الإمام ابن تيمية المشارُ إليه وجدته يطرح فكرة التفضيل الجنسي بين الناس، لأن التفضيل الفردي قد حُسِمُ أمرُهُ بقوله -عز وجل- : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، وقد نقلَ ابن كثيرٍ عن بعض العلماء قولَه: "فجميعُ الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم".. ووقفتُ على أمثالٍ لهذا النقل كثيرة جداً، ويبدو لي منها أن التفضيل لغير الدين ليس من الدين في شيءٍ، لأنه تقييمٌ لا يستندُ على معيار الوحي القاطع، وهو الإيمانُ والتقوى والعمل الصالح، ولهذا فلا أدري ما وجه القول بفضل العرب على غيرهم، لأن الفضل الجنسي متفرع عن الفضل الفردي، والمحكُ للكل واحد، فالشارعُ لا يمتدحُ إلا على الكسبي لا الجبلي، فإذا كان فضل العرب لأنهم نصروا الإسلام ؛ فهو فضل معلّلٌ بعلة، لا تعود على الأصل بل على الفعل، ولهذا فالعربُ كغيرهم من خلق الله، لا فضل لأحدٍ على أحد إلا بالتقوى..

    بالمناسبة، وحتى أزيل ما قد يظنه بعض القراء، فأنا عربي انتسبُ إلى قبيلة معروفة في الجزيرة العربية، وبعض الأعضاء هنا يعرفونني شخصياً..فأنا أبَرّؤ إخواني من غير العرب من قولي هذا، وأعتقد أن مجرد طرح مثل هذه التساؤلات ليس من الشعوبية –كما ادعى بعضهم-، ولا من الزيغ أو البدعة، بل هو ردٌ للمسألة إلى الأصول والمعايير الحاكمة، لا إلى إجماعاتٍ يحكيها أفراد بأسلوبٍ عقائدي قطعي.. والله أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •