الحمد لله والصلاة والسلام على إمامنا رسول الله..
الأشاعرة هم الذين ينفون وجوب شيء على الله خلافا للمعتزلة الذين قالوا بوجوب بعض الأشياء التي تعد من مقتضى العدل -مثلاً -عندهم ,قال القاضي عبدالجبار :"وأما علوم العدل؛ فهو أن يعلم أن أفعال الله تعالى كلها حسنة، وأنه لا يفعل القبيح، ولا يخل بما هو واجب عليه، وأنه لا يكذب في خبره ولا يجور في حكمه"
وهذا فرع عن مسألة التحسين والتقبيح العقليين التي يقولون بها فما حكم "العقل" بحسنه عندهم أوجبوه على الله عز وجل
أما الأشاعرة فنفوا أن يكون شيء من الأمور واجبا عليه سبحانه بل يقولون إن القيام بمقتضى الحكمة غير واجب عليه
فجوزوا أن يفعل الله تعالى ما هو مفسدة صرفة منافية للحكمة
وكمافي كل شيء تظهر وسطية أهل السنة فإنهم منعوا أن يوجب العقل على الله شيئا بخلاف ما أوجبه الله على نفسه
كما في المثال الذي تفضلتم بذكره
ولكن ما مدلول كون الشيء واجبا على الله تعالى؟
لهم في ذلك أقوال منها ما يقتضي تركه منافيا للحكمة أو يكون ما يلتزمه الله وقدره على نفسه فلا يدعه مطلقا
وإذا عرفت أن من أسماء الله الحكيم عرفت أن قول المعتزلة أقرب للحق في هذا من الأشاعرة وأولى بتحقيق اسم التنزيه في حق الله سبحانه وإن كان كلا القولين مجانفا للصواب
والله الموفق