بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آل محمد وأصحابه أجمعين ومن اتبع هداه.
أما بعد،
هذا الموضوع يشمل أموراً ثلاثة: شكر، وعتاب، وكلمة حق.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
أولاً: الشكر:
ومنه عام وخاص،
عام لطلبة العلم والدعاة والعلماء القائمين على الارشاد والتوجيه والدعوة لدين الله في مساجدهم وعبر وسائل الإتصال مع الأخوة في كل مكان ومنها الإنترنت.
والخاص للقائمين على هذا المكان الغالي والمجلس العلمي النفيس في هذا الزمان، من أصحاب الموقع ومشرفيه ورواد له - سددهم الله بتوفيقه ومَنَّ عليهم بالهدى والاستقامة حتى يلقونه رضياً عنهم... اللهم آمين.
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وشكر المخلوق الضعيف ليس بكلمة أشكرك أو شكراً فما تنفعه يوم العرض على الواحد القهار، ولكن بدعوة له أن يجزيه الله خير ما يُجزي به الكريم الغفار على عبده، وأن يتجاوز عن سيئاته، ويُعَّظم أجره ويضاعف حسناته، وأن يثبته على الخير حتى الممات ويعصمه من شرور النفس وغواية الشيطان.
ـــــــــــــــ ــــــــــــ
ثانياً: عتاب:
العتاب دائماً ثقيل على النفس، وتنفر منه النفوس، فالعتاب لا يكون على فعل حسن ولا صنيع خير، بل على ضده.
ولكن هذا العتاب عام، ولابد له من مقدمة مختصرة:
القائمون على العمل الدعوي، دعاة للإصلاح، كمثل الذي يبذر البذور ليرى لها ثمراً بإذن الله، ويتضح هذا بمثالاً واضحاً للإعضاء هنا، وهو الأخ الكريم - حفظه الله تعالى - الجليس الصالح.
فكان الأخ الكريم، دائماً العطاء والجود بما لديه من أمهات الكتب وطبعاتها التي لا يمكننا الوقوف عليها في أماكن شتى في العالم الإسلامي، وخاصة مع انتشار الطبعات التجارية، والتحقيقات الماتعة للعلماء، والتي يجهل الكثير تحديد أي تحقيق أفضل ولِمَا، فوفقه الله تعالى لهذا الإثراء، وانتفع به الكثير من طلبة العلم والدعاة في أماكن شتى، كالمجلس العلمي، والمكتبة الوقفية، وملتقى أهل الحديث وغيرهم - وفقهم الله جميعاً.
وتوقف هذا الإثراء، ولكن... انظر ما قد خَلَّفه من كنوز - أعاد الله أخانا إلينا سالماً، فَنِعم الجليس.
والعتاب:
1- لا ينبغي الإثقال على أحد في العموم، ويكون بالأخص لمن نراه بأعيننا يبذل جهده وربما أكثر من طاقته ليقدم لنا ما عنده.
2- الطلب ليس تكليفاً، فلا يكون بصيغة (أريد كذا وكذا) بل يكون رجاءً (إن كان متاحاً عنده، ولديه الوقت له، فنرى من يطلب كتاباً من 30 مجلد وكأن الأمر بالهين اليسير).
3- إقتناء هذه الكتب لأغراض: على رأسها التقرب لله، رفع الجهل عنا وعن غيرنا، الحفاظ على الشريعة، ثم الدفاع عنها.
فلا يكون فقط في شهوة إقتناء ما ليس عند غيري وإقتناء النفيس...
وإنما لعمل الأبحاث وخدمة الدين والنفع العائد من وراء هذه الكتب، فهذه ثمار جهد العمل الجماعي.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
ثالثاً: كلمة حق:
أقول هذه الكلمة من كل قلبي وجوارحي...
الكثير من الناس لا يعرف الحق من الباطل ولا الصحيح من السقيم...
ووصل الأمر في كثير من البلدان الإسلامية، إلى أن يظن، أنه إذا أراد أن يكون مسلماً صحيح الإسلام أنه فقط يصلي (لأنه تارك للصلاة في الأصل) وأن يلتحي.
وأنه إذا أراد الخير كله، فعليه بحفظ القرآن.
وكم رأينا من حافظ للقرآن لا يدري ما يقوله، بل ويدعو غير الله وينذر لغير الله.
والإنترنت مكان يجتمع فيه الملايين من الدول الإسلامية من شتى البقاع، وكم من مسلم قد استقام وتعلم الكثير من شئون دينه عبر الإنترنت... وهذا لعوامل.
ربما يكون هذا المسلم يعيش في مكان يحاربون فيه أهل الدعوة، ظناً بأن الشخص الملتحي هذا عبارة عن ارهابي، فيكون محاربة الإسلام ظناً منهم أنهم يقيمون الأمن للناس.
أو لوجود نظام علماني يحكم هذا البلد فبدوره يحارب الإسلام خاصة ويقوم بعمل حملات إعلامية ضخمة للنيل من الإسلام وتشويه الإسلام في أذهان الناس.
أو نظام إرجائي يقوم بتمييع الدين في أنظار الناس، حتى يكتفى أحدهم بالشهادة فقط، ولا يرى وجوب الصلاة ولا الزكاة... وهذه من أركان الإسلام.
أو أي نظام يحارب السنة وأهلها، ويحارب التوحيد، ظناً منهم أن الإسلام الصحيح هو التبرك بالأوثان وعبادتها ودعاء أهل البيت من دون الله، فيظنوا أن الشرك بالله هو الإسلام، ولا يرون ما يفعلونه شركاً بالله، بل يظنوا أنهم على الحق... فسبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
- ودور الإنترنت دور عظيم، لوجود المواد الصوتية المسموعة للعلماء المعتبرين الدعاة المخلصين ويقوم عليها أخوة فضلاء في نشرها والإعتناء بها، فجزاهم الله خير الجزاء.
- وجود الكتب المصورة الأصلية بين يدي الناس، مما يساعدهم على الإطلاع على كتب الأولين والمتأخرين.
- وجود تجمعات لطلبة العلم يتدارسون العلم بينهم، فنِعْمَ الصحبة وخير الجلسة.
فلا تنظروا لما تفعلونه أنه هيناً وإنما هو خير عظيم.
بارك الله فيكم... ونسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، والله يعلم ما تصنعون.