تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: قلبـان وخلوة في الله !!!

  1. #1

    افتراضي قلبـان وخلوة في الله !!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا أدري أي الساحات أنسب لنقل هذا الموضوع.
    فهو يمسّ إيماننا وتوحيدنا، يمس إخلاصنا وامتثالنا لشرع الله تبارك وتعالى.
    هو قضية من قضايانا القلبية والفكرية والاجتماعية (القديمة ولكن بحلة جديدة تناسب العصر)، قضية لا تنفك عن الأزمة الخانقة التي تعاني منها أرواحنا .

    هي قصة، قديمة ومستمرة.

    قد تتساءلوا أتقص الراوية قصتها فعلاً أم استوحتها من واقعنا المرير، فكتبتها قصة ! حقيقةً، لا يهم. لأنها كلمات حقيقية، تعبر عن ضعف، وألم، وخيبة أمل، وخوف، ورجاء.
    تعبر عن إنسان، عن بشر، عن ذكر وأنثى.
    تعبر عن أحاسيس ومشاعر وأفكار، تناقضات وعوالم في دواخلنا.

    أترككم مع قصة إحدى الراجيـات.
    فإن لامست قلوبكم القصة، وأدركتم العبرة، فانشروها بين إخوتكم في الله، لعل أحد الغرقى ينتفع بها وتكون له تذكرة ونجاة.

  2. #2

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات

    على غير ما اعتدنا من أهل التقوى والصلاح
    أُعرّفكم بنفسي


    (وللضرورة أحكام)


    أختكم
    ذاكرة
    من أهل التهجد
    من المجاهدين للنفس والمشتغلين في تطهير القلب من الآفات
    قدوة مثالية واستشارية في بيئتها لكل من حولها
    من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
    من المشتغلين في نصرة الدين


    وأكثر...


    ولو اطلع أحد ممن يعرفني على ما سأكتب في هذه الصفحة
    لما صدّقوا أنها أنا


    نسيت أن أقول لكم
    أنـِّي كذلك بـَشَـر
    وكذلك أنـتم


    فكلما لعنتني قلوبكم وأنتم تقرأون
    تذكروا هذا واستغفروا الله


    نويت أن أكتب لكم –ولغيركم- بعد أن يزول عني الاضطراب
    وتهدأ نفسي وأرجع لحالة الاستقرار والاتزان
    ولكني قضيت ليلة ما أثقلها على قلبي
    ارتأيت بعدها
    أنه ما من بد
    إلا أن أكتب وأنا في هذي الحال
    لعل كلماتي المنبثة من عميق قلبي الموجوع
    تجد -بصدق حالها- قلباً سليماً يفقه بها عني، فيتعظ
    فيعفو ربي عندئذ عني ويطهر قلبي، ويخلصني


    فأرتاح



    كنت أود أن أكتب مقالة عامة
    أحفظ بها ماء وجهي
    ولكن ألمي الذي تعاظم الليلة
    وانفجر كالبركان في وجهي
    لا أراه يخفّ إلا "بكفّارة"
    علّ الله يغفر لي ذنبي ويطهّرني



    الليلة الفائتة أدركت وفهمت حاجة أؤلئك القوم
    لإقامة الحدّ عليهم
    إصرارهم
    حاجتهم الماسة (جدا) للرّجم



    للتـََّطَهُّر



    .....................



    قصتي!



    نعم
    للمرة المليون بعد التريليون
    القصة هي


    الذكر والأنثى


    هو وأنا


    السماء والأرض
    والجاذبية الطبيعية بينهما
    ذلك العشق القديـم لمـّا كانتا رتقاً


    لا أحاول أن أبدو شاعرية
    ولكن أريد أن تعوا حقيقة الأمر
    بدون تزييف وبدون ادّعاء وبدون تدليس


    بدون كذب



    ................



    نمشي في طريق ونكون متأكدين أنه الحق
    نكون على استعداد لنقاتل في سبيل هذا الحق
    نكون مع جماعة ونظن أنهم مهديون


    يحصل أمر


    يزلزل مركبنا
    ونكتشف أن المنهج أساساً خاطئ
    وأنْ ليس هذا هو الطريق
    ما أصعب الأمر وما أشد وطأته!
    ولكن هكذا يمُتحن توحيدنا لله الواحد الأحد


    وعندما يحصل معك هذا
    ويكون الدين هو محور حياتك
    تتزلزل كلك، ولكن إحسانك الظن بربك يثبتك



    هذا ما حصل معي
    كنت كالغريقة التائهة
    لا أنام
    معلقة في الهواء
    أبحث عن أرض صلبة أقف عليها


    ثم


    قرأت كلماته
    معقولة جدا
    لمحت إنصافا في الطرح وتجردا للحق

    ولكن
    احتجت أن أفهم
    عندي شكوك كثيرة
    وعندي خوف من أن أسير على منهج خاطئ وضال مرة أخرة
    عندي تساؤلات
    لا أستطيع تجاوزها
    هنا فقط نسيت تماما


    من أنا ومن هو


    كان من الصعب أن أتناقش في المنتدى العام
    والأنفس مشرئبة للدفاع والهجوم
    عندما تكون تائهاً ومضطرباً
    فأنت تحتاج من يسمع ويفهم بسعة صدر
    ويجيب بهدوء وإنصاف


    وهذا بكل أسف ما ليس متاحاً في كلّ المنتديات العامة (ونريد حلّاً!)
    بل الجميع –إلا من رحم ربك- يتهيأ للانقضاض بعد مداخلتك الأولى
    للشق عن صدرك, والكشف عن غرضك الدنيء، لا سيما إن بدأت تناقش!
    لأنهم يتوقعون منك أن لا ترُدَّ ما يعطونك إياه
    باعتبارك زعمت أنك تريد معرفة الحق
    بالتالي تفقد حقك بالاستفهام لا سيما إن بدأت بإظهار ما يجول في خاطرك
    وإنْ ليطمئن قلبك



    راسلته على الخاص
    أجابني
    أخبرته أني أريد أن أفهم
    أني مذعورة ولا أدري أين الحق
    عندي تساؤلات وشكوك
    وأني تائهة
    وذاك كان شعوري الصادق فعلاً
    ذاك كان حالي



    لم يكن بيننا محادثات فورية، والحمد لله
    ولكن رسائل إلكترونية
    وكلها أشكال للفتنة



    لا, لم يكن -أخوكم- ذئباً متدثرا بدثار الدين
    فحسبكم!


    كان مؤمناً ومسلماً وداعية إلى الله
    وكان بشراً
    فإن أخطأ بالاستجابة لي إثر إصراري ومناجاتي
    فقد أخطأت بالذهاب إليه
    ومن منكم بلا ذنب وبلا خطيئة



    كان مجرد نقاش علمي بحت
    أسئلة وجدال
    لم يكن بيننا أي حديث شخصي
    لم أسأله عن نفسه شيئاً
    ولم يسألني


    جادلته، ناقشته
    ساعدني في رؤية الطريق
    فهمت
    جزاه الله عني كل خير
    ولكني لم أنسحب
    أردت أن أستفيد منه أكثر


    كنت أحسب أن التحفظ في الكلام
    وحصره في العلم يحفظ القلب
    لا، لم أحسب هذا
    بل جوّزَته نفسي لنفسي
    ولو أن أختاً قالت لي هذا الكلام لرددته عليها


    استمر الوضع بتحفظ تام
    ونعم انتفعت كثيراً خلال فترة قصيرة
    وأسأل الله العمل بكل ما تعلمته من الحق والخير والثبات عليه


    ومن أسبوع ربما
    مررت على منتداكم
    وقرأت موضوعا يحذر من المراسلات عموماً
    والمحادثات الفورية خصوصاً
    -جزى الله كاتب الموضوع عني كل خير-


    وهنا وقع في قلبي ما وقع
    بدأت أسترد وعيي
    ولم يكن سهلاً الأمر
    انتبهت أني من شهر لم أعد أتهجد
    وأن حفظي للقرآن الكريم توقف
    انتبهت لأعراض غفلت أو تغافلت عنها
    ثم أدركت بوضوح أن في قلبي شيء من المشاعر


    وبدل أن أنسحب بهدوء
    ذعرت وبدأت أتخبط
    وقطعت الوريد وسالت الدماء!!
    لم أعرف كيف أتصرف
    كنت قد قطعت أشواطاً


    قصتي ليست كسائر القصص التي سمعتم
    فهو لم يفتتن بي، كان آمناً
    أنا من افتُتِنَت
    حدث من حيث لا أشعر


    وكيف لا يحدث وهو يحدثني بأحب الكلام على قلبي
    عن ربي وفي ديني
    ويتحدث بكل صرامة وأدب وتحفظ


    طوال الأسبوع الماضي
    لم أعرف كيف أستغفر ربي
    كنت في حالة ذهول وتخبط وهياج نفس
    أحوال لا يعلم حقيقتها وصعوبتها إلا الله
    كنت أحاول أن أعي ما جرى معي
    كنت أقاوم وأصارع نفسي
    مذهولة منها


    والليلة الفائتة...... رأيت الصورة كلها
    رأيتُ عظيم قُبح وجهي
    لمّا زللت وتعثرت وانكببت على وجهي وأنا أغلق الباب


    رأيتني


    استغفرت واستغفرت واستغفرت
    منذ مدة لم أستغفر هكذا
    وما زلت أستغفر


    ولكن


    الحال موجع
    الألم لا يغادر
    والقلب ثقيل ومُظلِم
    وخيبة أملي في نفسي كبيرة


    والله أكبر


    انتهى الأمر
    نمت منهكة، وهذا حالي من أسبوع
    صحوت وقت السحر
    على رشات خفيفة من المطر
    في الصيف ومع هذا الحر!
    قلت لعله الفرج


    ونحو النافذة جريت أستغفر وأستغفر وأستغفر
    وأدعو وأدعو


    مددت يدي عسى قطرة منها تطهر ذاك السواد الذي اخترق قلبي
    ظلمات لجية بعضها فوق بعض



    قصتي انتهت

    وهَمِّي في القلب


    لم آت أشكو حباً وهياماً
    لا أبداً
    ليس هذا ما أهمّني ويهمني

    أتيت أشكو ذنباً عظيماً
    ليلة أمس تبدّى بيناً جلياً
    أتيت أشكو جحوداً ونكراناً
    ولا أستطيع أن أدّعي الجهل


    أتيتكم أجر في أذيالي شعوراً حقيقياً بالخزي والعار
    ممكن أن أتناساه
    ولكن أشك أن يرحل


    كم مؤذية هي هذه المشاعر السوداء
    مشاعر إعجاب!
    بل مشاعر خزي وعذاب
    لمن كان توهم أنه اقترب من مقام الصالحين
    أو أنه على الطريق


    كم مؤلمة ومهينة ومؤذية


    قصتي انتهت


    وكلامي لكم لم يبدأ بعد

    فانتظروا، قبل أن تحاكموني

    والحمد لله رب العالمين

  3. #3

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    لا نعجب عندما نسمع عن المحادثات بين الجنسين فيما بين أهل الضلال
    وأهل الفسق والفجور
    والغافلين –وكلنا هذا الغافل-


    بل إننا لا نعجب عندما نسمع عنها فيما بين أتباع الدعاة الجدد


    ولكن العجب كل العجب
    عندما تكون بين أهل السنة
    بين أهل العلم والتقوى
    باسم الدعوة والإنقاذ من الفساد والضلال


    الآن لا أتحدث عن قصتي
    سأتحدث عن القصص الأخرى
    التي لطالما شهدت أحداثها
    بفارق أن حديثي هذه المرة بشكل أو بآخر
    حديث الخبيـر
    ومن قبل كنت أتحدّث من منبـر الواعظ المنظِّر


    لا أشكك في حسن النوايا
    عندي، وعند الإخوة والأخوات
    والله أعلم

    ولكن

    كأننا استحدثنا وسيلة "مشروعة" للعلاقات البريئة
    للدردشات الإسلامية
    للاختلاط
    للخلوات
    لتجاذب أطراف الحديث


    أهل الضلال والغفلة
    يتحدثون –عبر الشاشة- بموضوعات تتلاءم مع ضلالاتهم وفجورهم


    وأهل السنة والهدي النبوي
    يتحدثون –عبر الشاشة- بموضوعات تتلاءهم مع رسالتهم


    أؤلئك تجذبهم نوعية أحاديث فيما بينهم
    ونحن، تجذبنا نوعية أخرى

    تختلف الموضوعات والنوايا
    تبقى السماء والأرض
    تبقى الجاذبية الطبيعية بينهما!
    وكذا الذكر والأنثى


    أهل الضلال والفساد لديهم غاياتهم ومبرراتهم
    ونحن كذلك لدينا
    لأجل الدعوة والإصلاح !



    يتحادثون ونتحادث
    يتراسلون ونتراسل
    تنبض قلوبهم
    ولنا كذلك قلوب حمراء تنبض –أكثر-
    في خلوات المحادثات الفورية أو خلوات الرسائل الإلكترونية


    المتدينة العفيفة لن يحفزها إلا الكلام في العلم الديني
    لن ينبض قلبها إلا بالدعوة إلى الصلاح والتقوى
    لن يحرك مشاعرها إلا ازدراء الفساد
    هذه الأحاديث التي تجذب أهل الدين

    وإن كانت تعاني فمن يطببها ويساعدها -في خلوتها- ويأخذ بيدها يتعلق به قلبها

    إن قلت أيها الداعي إلى الله أنك متحفظ وصارم
    فاعلم أنّ هذا يحرك قلب الأنثى باتجاهك أكثر
    وربما يرضي غرورك
    إنما

    أتقبل أن يتحرك قلبها نحوك في الحرام ؟
    أرضيت أن يتحرك قلبك وأنت تدعوها إلى توحيد الله، في الحرام ؟
    ليست وحدها الضالة، ليست وحدها الغافلة
    ولست وحدك


    قد تقول لها كلمات عادية جداً
    بل ومتحفظة
    لا تقصد من ورائها شيئاً
    ولكن ضمن سياق الخلوة
    وضمن سياق الجاذبية الطبيعية
    والحاجة الطبيعية للمشاعر
    ضمن سياق الرغبة الخفية
    ينبض بهذه الكلمات المتحفظة قلبها –نبضاً في الحرام!-

    وبعد الانتهاء تغادر غرفة اللقاء
    فرحة -رغماً عنها-
    تكتم ابتسامتها
    تردد كلماتك على مسامعها
    تحمل في قلبها مشاعر سفاح
    وتحمل معها أنت وزراً

    تصلي ركعتين قيـام وتقرأ من القرآن ما تيسر!
    وتنتظر الغد، لتقول لك، بأنها أصبحت حقاً أفضل
    أو تحتاج أكثر

    حقا؟!
    حقاً، وصادقة هي


    نعم تشعر أنها -بتوجيهاتك، لا سيما إن كنتَ من أهل العلم والخبرة- أصبحت أفضل
    والحياة أجمل!


    لأنها أنثى ولأنك رجل
    لأنها قلب ولأنك عقل
    لأنها أرض ولأنك سماء
    ولأنها محتجبة ومحافظة وعفيفة،، وبـَشَر
    استقبلت كلماتك كالأرض العطشى لحبات المطر
    فأنت الداعية والموجِّه
    أنت المنقذ والبطل
    أنت الفارس الذي به تحلم

    وأنت هو الذي تنتظر




    هكذا النساء
    هكذا خلقهن الله

    عاطفيـات




    لن أقول لك فما بالك لو كانت متزوجة وأنت لا تعلم
    بل، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة
    يكفيك إثمـاً أن قلبها ينبض بمشاعر في الحرام
    وقلبك
    في خلوة زعمتما أنها في الله -عز وجل-

    هذا مع افتراض التحفّظ التـام.


    ولم ينته الكلام، في جعبتي المزيد، فصبراً.


  4. #4

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    إعلم أيها الداعية إلى الله في الخلوات
    بأنّ فتنة المحادثات الفورية تحديداً
    سواء الصوتية أو المكتوبة
    أو، إن كنت قد سمعت صوتها من خلال المجموعة
    ثم في خلوتكما اكتفيتما بالكتابة، فبقي الصوت يتردد صداه في فؤادك




    فاعلم أن المحادثة الفورية فيها سحر وغموض (ربما لو رأيتما بعضكما البعض مباشرة لما كان)
    فيها شعور بالقرب والحميمية
    تفاعل حيّ
    حقيقي
    ثنائي
    وخاص جداً




    حتى وإن كان حديثك حول المواريث والزكاة
    (وهذا لا يعني بحال بأن المراسلات الإلكترونية أضمن)!




    فإن كنت واعياً لهذا ومستمراً في "الدعوة" و"الإنقاذ"
    لأنّ في قلبك مشاعر تجاه من تحادثها وقد تعلّقت أنت بها
    أو، لأنك حقيقةً -شعرت أم لم تشعر- لا تستطيع نكاحاً وربما لا تستطيع الباءة
    فتسلّي نفسك بممارسة أحب شيء على قلبك –الدعوة إلى الله-
    وتقضي في ذات الوقت شيئاً من حاجتك كرجلٍ
    يحتاج للأنثى في حياته
    وإن في صورة مجموعة نساء
    في إطار "علاقات بريئة دعوية"




    فإن وعيت هذا ولم تتب، وبقيت على حالك
    فأنت عندئذ مُنافقٌ ضالٌّ مُضِلّ
    ولستَ بخير من الشاب الفاسق أو الكافر
    الذي في غرفته الخاصة الأخرى بجانب غرفتك, في خلوته هو الآخر يتهتّك



    إنما بوضوح وصراحة



    هو أصدق منك مع نفسه ومع معشوقته
    وأنت... يا من تحدث "أختاً في الله" –زعمت- لعلك في الدرك الأسفل
    ...............


    تريد إنقاذ هؤلاء الضالات والبائسات من ضلالاهن ومن بيئات الفساد الغارقات فيها

    وترى في نفسك الداعيـة المتخصص
    وترى أن بيئة المنتديات العامة لن تكون دائماً مناسبة بسبب التدخلات والتشويشات



    فليكن.



    ولكن إن أردت أن تتبوأ بصدق وإخلاص هذا المحراب



    فلتعدّ عدتك أولاً



    لا يكلف الله نفساً إلا وسعها
    وتذكر أننا في زمن الفتن
    حيث تعاني النساء ليكنّ مؤمنات، تقيات وعفيفات
    وكذلك يعاني الرجال –أعلم-.




    أولاً



    يمنع منعاً باتـّاً أن تختلي بأنثى أصغر منك، في عمرك، أكبر منك، أو في عمر والدتك
    غير متزوجة – متزوجة – مطلقة – أرملة - وغيره!!




    واحذف من قاموسك تماماً المحادثات الفورية الخاصة/ سماعاً وكتابةً
    وحوارات المراسلات البريدية الخاصة بهدف الدعوة والإصلاح
    إن وردتك رسالة من أنثى، أدّي المطلوب بتحفظ شديد وانتهي
    دون مدّ كلام، مطلقاً.





    ثانيـاً
    (اقتراح معقول ومتاح)




    قم بإنشاء مجموعة بريدية خاصة للحوارات الخاصة مع النساء
    على الياهو مثلاً



    بحيث تضيف إليها نخبة من الإخوة والمعارف الذين تعرف أنهم من أهل الاستقامة والتقوى
    وكلما أردتَ أن تدعو أختـاً في الله أو حتى ضـالّة من دين آخر
    تدعوها إلى المجموعة البريدية, وتعلمها مسبقاً بأنّ هناك من سيشهد الحوار من أهل الاستقامة، وأنّ هذا الإجراء ضابط شرعي لازم، وبأنه لن يتدخل أحد في الحوار كما في المنتديات العامة.



    ويتم الاستقبال لتشعر هي وتشعر –أنت- بوجود الجميع
    والله يسمع ويرى! ولكن ما قدرناه حق قدره، هكذا نحن البشر، غفرانه.



    وبعد الانتهاء تقوم بإلغاء البريد الإلكتروني للأخت التي تمت محاورتها من المجموعة.




    ثالثـاً



    إبحث عن مجتمع نسائي مقبول –ليس بالضرورة أن يكون مثالياً- لاحتضان أؤلئك الاخوات بعد الانتهاء من دعوتهن



    وفي ذات الوقت إعمل على إنشاء مجتمع نسائي –خاص- بالصورة التي تراها مثالية لاحتضانهن إضافة لساحات المنتدى العام
    لأنّهن قد يحتجن خصوصية في بعض الأمور فعلاً



    ليس بالضرورة أن يكنّ الأخوات المحتضنات عالمات وفقيهات
    ومن الأفضل أن يكنّ صاحبات علم
    من أهل القرآن الكريم
    منهن صاحبة علم فقه
    وأخرى في التوحيد
    وثالثة في تزكية النفس والتربية
    وهكذا...



    ولتكن مجموعة الأخوات هذه –مهما كانت صغيرة- على اتصال مباشر بك وبمن معك من خلال ساحة خاصة –غير مرئية ممكن- كما في ساحات الإشراف في المنتديات أو من خلال مجموعة بريدية خاصة لهذه الغاية، إنما جماعية



    ولحالات اضطرارية واستثنائية وضرورية ممكن استقبال ورد رسالة خاصة
    من إحداهن، دون أن يفتح هذا مجالا لطول الحوار .




    لا أقل من هذا




    وإلا، فخلِّ عنك!




    واتق الله في نفسك




    واتق الله في أختك في الله





    وأخيراً..

  5. #5

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    من الصعب جداً أن تتوقف وتغلق الباب وتؤصده بإحكام
    لأنك ستخالف وتجاهد طبيعة بشرية جُبلت عليها
    وسيوجِد لك إبليس اللعين التبريرات والأعذار ليثنيك

    ؛

    "أنت مختلف عن باقي الشباب" !!
    "قلبك حديد وتملك زمام أمرك" !!
    "أنت صارم وحازم" !
    "الأخوات يحتجنك وأنت فرصتهن الوحيدة للنجاة" !!


    ولماذا مختلف؟!
    ألستَ برجل !
    سبحان الله، ألست بـَشَر!

    وسنفترض جدلاً بأنك مُختلف
    وكما زعمتَ لا تـُفتن.. أبداً
    وأنك وأنك

    فماذا عنها هي ؟!
    لعلها متزوجة وعلاقتها متعثرة مع زوجها
    لعلها طالبة علم، انفتحت على عالم الإنترنت الذي هبط على البشرية فجأة
    وزوجها من العوام –لم يكن فارس أحلامها المنتظَر!-

    وأنتَ، ماذا تفعل بينهما ؟

    أنت تزيد بعلمك وتدينك وأخلاقك وحضورك، الأمور سوءا
    "آه، ليت زوجي مثله!"
    تعلم أنّ هذه كافية، لن أقول أكثر!
    قاتلة واللهِ يا أخي هذه الأمنية الواعية أو اللاواعية !
    مُرعبة حقيقةً ! عافانا المولى عز وجل

    أترضى أن تكون سبباً في انحلال عقدة من عقد هذا الميثاق الغليظ ؟!
    قد قرأت في ذلك الموضوع الذي هداني الله تعالى إليه في هذا المنتدى
    أنّ هناك أختاً تحايلت
    وادّعت أنها غير متزوجة
    كذبت
    وزيّن لها الشيطان
    ليتجاوب الأخ الداعية معها ويرد عليها
    وبدأت "العلاقة"...
    فما أدراك "بصاحبتك" !


    اتق الله.


    لا تقل، فكيف إذن النساء المتزوجات –أو غير المتزوجات-
    يستمعن إلى العلماء والدعاة عبر الفضائيات
    هذا أمره مختلف!
    ليس على العالِم أو الداعية إثـم
    لم يتواصل مع إحداهنّ بشكل خاص
    ولم يجمعهما لقاء مستمر
    ولم يقم "علاقة بريئة" معها ليدعوها
    ولم تشعر بقربه منها
    وحقيقةً، لو أنّ أحد الدعاة في متابعته فتنة لإحدى النساء
    فلا أجد بداً لهذه الأخت إلا بأن تتوقف عن متابعته!
    والله يقيناً يعوضها خيرا
    ولا أظن أنّ هناك ضرورة تبيح هذا المحظور!


    في محيطنا، وحياتنا وأثناء تفاعلاتنا المنضبطة شرعاً
    قد تنشأ في القلب مشاعر ميل وحُب
    نعم وارد طبعاً
    ولا نملك من أمر ردّها شيئاً
    (ونجاهد الخطرات)
    المهم أن لا يكون مسعانا سبب في إنشائها أو تغذيتها
    وما عدا هذا فمعفو عنه إن شاء الله تعالى
    لا يكلف الله نفساً إلا وسعها

    فانظر في مسعاك!


    لا تخادع نفسك، وإن كنتَ قوياً متحفظاً أديباً ولست مفتتن بها
    وكانت هي غير متزوجة وتعاني من بيئتها وبحاجة للمساعدة المستمرة
    فهل تقبل أن تأخذها من بيئة فساد محيطة بها
    وتنشئ بيئة فساد في داخلها، في قلبها
    أتظنّ أنّ هذا يرضي الله عنك

    فإن كانت الأخت التي تتحدث معها من الضالات
    وتحدثك عن علاقة محرمة بينها وبين شاب في محيطها
    وتطلب مساعدتك، وأنت فعلاً غير متعلق بها، وتود مساعدتها
    ألا تنتبه بأنك قد تساعدها من التخلص من ذاك الشاب، وتعلّقها بك؟

    فماذا علّمتها أنت حقيقةً ؟
    علّمتها أنّ "العلاقات البريئة" في حالات الضرورة –كحالتها وحالتك- جائزة ؟
    وأنك أنت مختلف عن بقية الرجال في نواياك وفي تدينك ومسعاك
    لذا يجوز لك الاختلاء بها –ولا إثم-
    علّمتها أن هناك من هو مختلف!!
    بالتالي الباب مفتوح وهناك شيء من السعة
    وربما تقابل غيرك، من "الصنف المُختلف"، فتجوِّز له ما جوَّزت لك !
    أليس هذا ما يوهم به أهل الضلال والفسق والفجور معشوقاتهم!

    أهذا هو الإرث النبوي الذي تدعوها للأخذ به ؟!

    ستقول قلت لها ونقلت!
    وما نفع كلام النقل والعقل، وأنت تضرب لها مثلاً حياً
    كداعية ومنقِذ وموجِّه ومثل أعلى !

    أي توحيد نقي وصافي تدلها عليه؟
    أي فقه تعلّمها وتفتح مداركها عليه؟
    وأي سنة تسنّ لها؟
    وقد علمتَ –أو شككت- بأنّ قلبها فيه تلك المشاعر المحرمة، تجاهك ؟!

    أين محل الإخلاص من الإعراب ؟!!

    إخلاص عملك !!

    لماذا تدعوها أصلاً ؟
    إنسانيـَّةً كما يفعل الكفار كذلك!
    أم دعوةً لمنهاج النجاة، منهاج الحق مؤتمِراً بأوامر الله عز وجل ونواهيه !!

    حدِّد من فضلك ومن ثمّ جدّد النية (ولا تتوقف عن التجديد).
    أتصحّ الدعوة، بل أتكون الدعوة بلا إخلاص ابتداء ؟!!

    لا والله ما هذا هو البلاء الحسن.

    .............


    إن كنتَ –أخي الداعية الفاضل- غير متزوج –عفّك المولى عز وجل-

    فلا ترضى لقلبك أن يتبلّد
    لا ترضى لقلبك أن يتلوّث
    بالاعتياد على الاختلاط والخلوات (شأن أهل الفسق والضلال)
    تصبح بالظهور والاختفاء خبيراً
    وكلما دخلتَ ساحة مِرسالك الفوري الخاص
    دقّت بابك "الصديقات" ؛ ليلى، فاطمة، عبير، أم أحمد، وسعاد

    وأدري، تُشعرك نفسك -حقيقةً- بالزّهو
    وقد يكون الشعور أخفى من أن تعيه، ولعلك تنكره!

    تغنيك تلك "العلاقات العابرة" و"الدردشات المباشرة" (المتحفِّظة) التي تغذّي نفسك وتقضي بعضاً من حاجتك
    تغنيك تلك "التفاعلات" عن عِفّة نفسك بالزواج وإشغال قلبك بالحلال
    تغترّ وتتأخَّر
    وتختلق الأعذار (كما يفعل شباب الفساق)
    أو قد تكون حقاً معذوراً
    ولكن تتعذَّر أكثر.


    تعجَب ومُعجَب أنت بصلابة قلبك وتبلّد مشاعرك جراء الاعتياد
    أو لعلك من النوع الآخر "البريء" أو "المستجدّ"، فتعجَب وتضطرب من كثرة افتتانك ولكنك بعد مدة تنضم لأخيك من الصنف الأول؛
    تصبح خبيراً مثله، تتبلّد وتعتاد!

    وتقول في نفسك "الدعوة إلى الله شاقة حقاً على النفس، أعاننا الله"!
    أعانك الله –عز وجل- وهدانا وإياك.

    لعلك لا تنتبه حتى للأعراض

    قلة ذِكر
    حضور مع الله تعالى بارد وباهت
    ضيـق في الصدر
    آفات تتكالب على القلب
    ابتلاءات لا تتوقف

    وقد لا تنتبه، لأنك مأخوذ كلياً بما تفعل

    أحسبك صادق، والله حسيبك.

    وتظن أنك تحسن صنعاً، لأنك لا تتوقف لتنظر وتتأمل ما تفعل، وتُراجِع !

    وأمّـا للأخوات الفاضلات فأقول
    :

  6. #6

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    يا أختي الفاضلة إن كنت صادقة مع الله تعالى، وصادقة مع نفسك
    فلن يرضى الله تعالى لك الضلال والغفلة
    واعلمي أنك يقيناً حينئذ ستتعذبين (بالمُحصِّلة) بأية مشاعر محُرّمة –وإن مجرد إعجاب- تنبض في قلبك
    جراء تلك الخلوة، في تلك الغرفة !
    جراء ما كسبت يداك
    وما الله بظلّام للعبيد، سبحانه وتعالى.




    لن تهنأي بصلاة ولا تهجد ولا بقيام
    قد تثقل عليك تلاوة القرآن الكريم
    وسيخبو نور الذِّكر في قلبك، مع الأيام، وكيف لا!




    أيجتمع أختاه النور والظلام !
    بل تغشى ظلمةُ الليل الشمس فيرحل ضحاها
    تلك قوانين النفس
    سبحان من سوّاها




    وستخسرين أجمل ما في الحياة ؛ الشعور بالقرب الحق ممن يستحق وحده القرب!
    القرب من الله تبارك وتعالى.




    لن يحصل هذا فجأة ومرة واحدة
    وقد لا يحصل كله، قد يحصل بعضه، أو غيره




    واعلمي
    أنّ الشيطان لن يتدافع عليكِ (وعليه) مرة واحدة
    لا
    هو أفطن وأخبث




    ولكن، خطوة خطوة
    رويداً رويداً لكي لا تشعري ولا هو يشعر !!




    لن تشعري
    لأنك ستكونين مشغولة وفرِحة بالنفع الجديد (الفعلي) الذي حصّلتيه
    من الأخ الفاضل الداعية إلى الله.
    ولن تنتبهي أنّ فرحتك مختلطة
    وأنّ هناك في قلبك شيء آخر
    مشاعر ليست واضحة المعالم بعد
    مشاعر لا تملكين ترجمتها بعد لأفكار واضحة
    مشاعر فقط تجذبك وشيطان يقودك




    مشاعر طبيعية جداً تتسلل بخفة
    تجذبك بتلقائية ورقّة
    وتدفعك للبقاء في فلك تلك الخلوة
    والاقتراب من مصدر الجذب أكثر وأكثر




    ليس على إبليس أن يجهد نفسه كثيراً
    كل ما عليكما أن تجتمعا




    أن تكونا
    قلبين في خلوة




    والأمور ستسير عندئذ بشكلها الطبيعي
    وسيقود إبليس (شريك خلوتكما) معزوفة تلك الرقصة
    التي يعرف ألحانها جيداً
    سيزيّن لكما الخطوات ويغرّ كل منكما بنفسه
    نعم، صحيح قد لا يجذبك هذا الرجل تحديداً
    كما قد لا تجذبيه أنتِ مُطلقاً كأنثى
    ولكن لمَ المخاطرة ؟!!!




    لمَ لا يباح لمن يملك إربه القليل من الخمر إذن ، ليسترخي فقط، ويلقي عنه بعضاً من عناء اليوم، دون أن يسكر ؟
    ألأنه قد يمر بظرف انفعالي إنساني عاطفي
    يمر بحالة بشرية مُتعثرة، يضطرب بها فكره وتثور مشاعره، فيختل نظامه، فيشرب زيادة ويَسكر في تلك المرة!!




    فيقع ما لا تحمد عقباه!
    معزوفة إبليسية أخرى
    قد تكون تلك حكمة ! والله أعلم.




    أنا لا أتحدث الآن مع أخت تتنقّل في الحديث بين الإخوة وطلبة العلم
    معاذ الله
    (وتلك أخت لا أرجمها ولها علاج من نوع آخر)
    بل أتحدث معك أنت أيتها الأخت العفيفة
    التي أردتِ بصدق أن تسألي في العلم
    أو احتجت بشدة –لسبب أو لآخر- وللضرورة مساعدة من أخ




    أتفهّم تماماً



    ومن غيري سيتفهّم!!




    وأدري أنّ علم الإخوة أوسع وأشمل وأدق ومنضبط أكثر
    وأن توجيهاتهم عملية وعقلانية وقاطعة أكثر




    إنما احذري ولا تغتري بنفسك وتحفّظك وتقواك!
    ولا تطمئني لعلمهم وتقواهم!
    لأنك من حيث لا تشعري، ولأنك غير معتادة
    على هذا الجو الغامض والمتحفّظ والساحر
    ستجدي أنك في لحظة ما تتباسطي دون أن تنتبهي
    أو تتفاعلي مع تباسطه هو، ببساطة !!
    ثم تعودي ويعود للتحفظ مرة أخرى



    لحظة!
    ماذا كان ذلك؟!!




    تلك كانت خطوة صغيرة أشار عليك بها إبليس ودعاك إليها –ببراءة-، مُجرد دعوة !
    فاستجبتِ وتابعتِ الخطرة




    قد تعجبي من علم هذا الأخ (الشيخ) فتتجرأي وتسأليه عن عمره !
    أو قد يفعل هو كذلك، بطريق مباشر أو غير مباشر
    قد تنطلقي بعفوية في الكلام والشرح وضرب الأمثلة
    من حياتك الواقعية




    وتستفيضي
    لأنك مهتمة في الموضوع المطروح
    ولأنك تبحثين فعلاً عن حلول
    ولأنّ الأخ عنده علم وحكمة وخبرة
    وتلك فرصة!
    ولأنك لست معتادة ولا مستعدة
    واغتررت بتلك الشاشة!!




    ولأنك...
    لأنك ارتحت له فعلاً




    كلها خطوات، كلها خطوات
    تقتربي منه خطوة صغيرة ويقترب منك كذا خطوة
    هكذا هي أصول الرقص الثنائي




    تشعري بالألفة والقرب والطمأنينة تجاهه أكثر فأكثر
    ويشعر مثلك هو
    كل خطوة تمهِّد لأختها التي تليها
    وقياسك (وقياسه) قبل أخذ أي خطوة تالية جديدة
    سيكون وفق آخر خطوة




    وليس وفق الخطوة الأولى
    تلك.. أتذكريها ؟!




    هكذا خطوة خطوة
    ورويداً رويداً
    ينزع عنكما إبليس (لعنه الواحد القهار) لباس التقوى.
    .........




    ستطردي في البداية أي خاطر يقول لك أنت معجبة به
    نفسك ستتصدر لتردد بغرور:



    (مَن؟!)



    (أنا؟!!)



    (لا!!)



    (أعوذ بالله!)



    (لم أقع من قبل، الحمد لله، أفأقع وأنا متحفظة –كما تظنين- ومحفوظة بشاشة)




    !!!




    أوَلستِ يا أنثى بـَشر؟!
    أوَلستِ يا أختي مؤمنة مسلمة تريدين الآخرة بكل كيانك
    أوَليست لا تحلو لك جلسات إلا مع أهل الله عز وجل
    ولا يحلو لك إلا الكلام عن الله تبارك وتعالى وهذا الدين العظيم




    ومن جهة أخرى،،،




    أوَليس هذا الأخ بـِرَجُل!
    أوَليس بمسلم مؤمن أديب وقور، متّبِّع.. وصاحب حضور
    يملك البضاعة الأغلى التي تتمنين، من العلم والحكمة والدين !




    وقد يكون في الواقع الأمر مُختلف
    فنحن عندما يُعجبنا شيء أبعاده ليست كلها حاضرة –أو لا يعجبنا- نبدأ في تخيل صورة، قد تخالف الواقع تماماً



    إنما
    ستقعين ويقع.. وتقعان.



    فإن ليس في هذه المرة
    ففي مرة أخرى
    مع غيره
    ومع غيرك




    ستقعان!!




    فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ
    (22) سورة الأعراف





    لأنّه يفيدك حقاً وبات قريباً منك أكثر
    ستطلقين –بشكل عفوي- لسانك بالشكر والدعاء والثناء
    وتترفقين معه تعبيراً –إنسانياً- صادقاً وحقيقياً عن الشكر والامتنان
    وقد تفتنينه بهذا وأنت تظنين أنك تحسنين صنعاً
    أم تظنين أن قلوب عباد الله مخلوقة من حَجَر
    بل قلوبهم وقلبك من طين





    لأنك لست معتادة للتفاعل مع "أخ" من وراء الشاشة ستقعي
    فلا تظني أنّ الأمر كما في الواقع، أبداً
    في الواقع أؤكد لك لن يحدث –بإذن الله- شيء من هذا!
    فأنت تعرفين كيف تتصرفي، معتادة، تملكين زمام أمرك
    وتلقائياً ما أن تتواجهي مع رجل أجنبي تتصرفين بشكل متّزن منضبط
    وجوده البدني الحقيقي –لا المعنوي- يجمع وعيك كله على الموقف الذي أمامك
    وجوده البدني الحقيقي ينبـِّه حياءك ونظام تحفظك فوراً وطوال الوقت




    أما أمر تلك الشاشة مختلف




    أمرها جداً مختلف




    مخادع جداً!




    ونحن ما زلنا لا نعرف كيف نتعاطى معها بفعالية وضمن ضوابطنا الشرعية
    في آن معاً
    وهذا متوقّع حقيقةً
    ولا داعي لأن ننكر
    لأنّها شاشة معاصرة وحديثة
    تفرض أبعاداً جديدة





    والمشكلة أننا بدل أن نلجأ للنظر العقلاني والدراسة الشرعية والتحليل الموضوعي والهادئ
    والاقتراحات والحلول




    نلجأ للحكم والرّجم من ناحية الرافضين!!
    وللإنكار والعناد والإدعاء من ناحية المؤيدين!!





    قد تجدي مقالاً يشجب ويندِّد ويتوعَّد
    بالإخوة والأخوات
    ولكن لا تجدي فيه تحليلاً علمياً واقعياً
    ولا تجدي اقتراحاً واحداً عملياً!!




    نحن لسنا كأهل الغرب ولا الشرق
    لسنا كأحد من حيث المنهج القويم الذي ننتمي له
    والحمد لله رب العالمين
    نحن لا نتلقى الأفكار ولا الآلات كما هي
    فإما نغرق في أوحالها أو نعتزلها مطلقاً





    يا إخوتي وأخواتي
    لا نريد أن نجرح –اندفاعاً وانفعالاً- لننتقص من غيرنا
    ونُظهِر أننا أفضل وأنقى وأطهر
    فنزاود، لتشعر أنفسنا بالرضى والزهو، متناسين أننا –أيضاً- بشر



    هذا وَهم وادّعاء كاذب، لست أيها المنتقِص أنقى ولا أطهر.



    ولكن نريد أن نَجرح جُرحَ الطبيب الشفيق الماهر
    الذي يجرح –اضطراراً ووعياً- ليطبب، يداوي ويعالج
    والصلاة والسلام على خير الخلق سيدنا مُحمّد





    هذه الشاشة ليست شريرة!
    والشبكة العنكبوتية ليست شارعاً واحداً
    ولا بالضروروة أن تقوم أنساقها الاجتماعية على نمط واحد من القوانين والقواعد
    بل نستطيع أن ننشئ أنماطاً جديدة بمشيئة الله تعالى وبعونه
    تناسب رسالتنا، غايتنا وأهدافنا (هذا إن كانت واضحة ومحددة)
    هذه الشاشة ممكن أن تكون نافعة جداً –بحسب موضوعنا- إن شاء الله للأخوات المستورات
    اللاتي اخترن أن يقرن في بيوتهن
    ويردن أن يتفقهن ويتعلمن أمور دينهن
    ويتعلمن كيف يقمن بحل مشاكلهن
    التي تواجههن، ويتأهّلن للقيام بأدوارهنّ
    ليكنّ جزءا فعّالاً –في مواقعهن- في نهضة الأمة من غيبوبتها




    لكنا –ببساطة- ما زلنا غير مهيئين بعد، ومشتتين
    بالعموم لسنا مخلصين كما يجب
    (لا تنزعجوا, هذه قناعتي، ولكل منا قناعته الشخصية، ولعلي أقيس الأمر على نفسي)



    ولا يخلو الأمر قطعاً



    يوجد حركة ويوجد جهد وسعي
    إنما
    نحتاج أن ننتقل من مرحلة التطرف بين الإفراط والتفريط
    نحتاج أن ننتقل من مرحلة التقليد(سواء تقليد الغرب أو حتى تقليد بعضنا البعض) إلى التجديـد




    نحتاج الانتقال إلى مرحلة الاستهداف والتخصّص والتأهيل والمتابعة
    مرحلة الاهتمام بالنوع، والاشتغال على النوع، وتطوير النوع
    فالعبرة لم تكن يوماً بالكَمّ!
    الإعداد الفعّـال المنضبط بميزان الإيمان والشرع، والذي يحقق الأهداف.
    الذي يحدد الغاية ومستلزمات تحقيقها، ويحدد وجهة الطريق، والأهداف المرحلية جميعها.



    ويجيد قياسها
    نتدارس الأمر، ننظر للصورة ككل، ونخطط



    ونتوكل على الله تبارك وتعالى



    من قال أنّ كل المجتمعات الإلكترونية يجب أن تقام وفق نمط محدّد، الجميع يتبعه، حتى إن لم يكن فعّالاً، أو لم يكن يلبي جميع احتياجاتنا، ويحقق الأهداف المرجوة، ويوصلنا بالنتيجة إلى غايتنا!





    أعود لك يا أختي ولن أملّ أكرّر
    صدقيني لستِ معتادة أنت على هذه الحوارات الفورية والرسائل الخاصة
    قد تكونين في محيطك صامتة، قليلة التعبير عن نفسك، فتجدي متنفّساً عبر هذه الشاشة، من حيث لا تشعري، لتعبّري وتنطلقي، مع شخص –خبير- ارتحت له !




    بل أنت تغرّين نفسك ويغرّك الغَرور
    وعندما ستستيقظي، وتنتبهي بإذن الله تعالى كم ستمقتي عندئذ نفسك
    كم سيعذبك جحيم تلك النار، فرفقاً بنفسك، أشفق عليك!.
    ولا أريد لك هذا!




    لا توهمنَّ نفسك نفسك
    لا تدّعي القوة في غير موضعها
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
    ولا تتبعي خطوات إبليس –عدوك- يترصد بك




    إفهمي
    أنت بشر، أنت رقيقة، حتى وإن لم تنتبهي وتعي بعد
    فأنت أنثى
    أنت قلب
    مشاعر تنفعل وتفيض طبيعياً بوجود شقك الآخر
    الرجل



    إلا إن كنتِ تعانين من خلل !




    مهما كنت ملتزمة بدينك وحجابك وعباداتك
    وإن كنت من أكثر النساء تحفظاً وعفة وقوة في محيطك
    لا تجعلي هذا كله يغرّك، بل هذا هو عين مقتلك!
    وأنتِ المعرضة أكثر من غيرك للسقوط والتخبّط والزلل
    لأنك الأرض المحميـَّة -بفضل الله- بالنور والتقوى والذِّّكر
    لذا فأنت هي الأرض العطشى
    فلا تقبلي بماء يصيب قلبك إلا من السماء... طاهر
    وإلا فإنّ عذابك عندما تستيقظين سيكون أليـم ومُهيـن
    عذابك أنت بالذات سيكون أكبر



    وأتحدّث يا أختي عن مشاعر



    إن كنت صادقة مع ربك عز وجل ومع نفسك
    ويريد الله تعالى أن يرحمك ويرفعك
    ستتعثرين كثيراً أثناء غفلتك وغيابك
    وتفقدين من حيث لا تشعري اتزانك
    -هذا لازم تنبيهك وإيقاظك-
    وستتخبطين أثناء استيقاظك كمن يتخبطه الشيطان من المس



    لن تصدقي!
    سيصيبك الغمّ والحزن
    وما أكبر حسرتك وما أشدّ خزيك وعارك




    وقد تجدين مشقة في إغلاق الباب
    تروحين وتجيئين
    تارة تحاولي أن تلملمي أشلاء تقواكِ وبقايا حيائك
    وتارة أخرى تحاولي أن تنقذي كبرياءك وتدّعي أنّ الأمور بخير
    كل شيء تحت السيطرة
    ولم يحصل شيء
    لا تدرين، أتبتسمي، أتبكي، أتصرخي، أتتظاهري بالاتزان أم ماذا تقولي
    وأنت تغادري
    فتتعثرين بالذل والهوان أكثر
    وليتك لم تقولي شيئاً وليتك في ذلك الموقف كله لم تكوني



    وأعدك
    بأنك ستكرهي نفسك أكثر وأكثر!



    فلا تلجي أختاه هذا الباب
    والكيِّس الفطن الذي يفقه المعنى ويتعلّم من تجربة غيره




    وإن لم تكوني يا أختي صادقة مع ربك، ومع نفسك
    وأصررت على اتباع غرورك وهواكِ
    وبرّرتِ وتلوت الأعذار، وأبيتِ واستكبرتِ
    وقلتِ أنا لستُ مثلك
    أنا ما زلت متحفظة الحمد لله
    وسأبقى كذلك
    سأعدّ كلماتي عدّاً ولن أستفيض، ولن أسأل
    وسأتمنّع




    إن قلت ِلنفسك شيئاً من هذا
    ورضيتِ بالمشاعر الحرام التي تنبض في قلبك
    ولم تثوري على نفسك وعلى حالك
    ورضيت أن ينظر الله تعالى إليكِ
    فيراكِ جالسة في خلوتك معه بتحفِّظ مُتقَن وظاهر
    ودقات قلبك حقيقةً تتسارع
    وتكتمين خلف الشاشة تنهيدة وابتسامة
    مشغولة به حقيقةً
    تَظهري اليوم، ثم تخططي وتدبِّري
    أن تغيبي عنه فترة لتضمني تعلقه بك وانشغاله!!
    تماماً تماماً
    كما تفعل الفاسقات والكافرات اللاتي يـُتقِنَّ طُرق التمنُّع المصطَنع
    ويُردن بهذا الكيد ضمان زوج أو عشيق
    عندئذٍ
    قد تضمني فعلاً باستمرارك على هذا النهج المتقَن قلبه وتعلقه وانشغال باله




    ولكنك ستقطعين بينك وبين ربك عز وجل الطريق
    تبارك وتعالى العزيز المتعال
    ولست عندئذ بأكثر من مُدّعية
    رَضِيَت لأجل متاعٍ زائل ولذة فانية
    أن تكون مُنافقة... أحسَنَت التمثيل.




    فيا أيها الإخوة الأفاضل ويا أيتها الأخوات الفضليات
    :

  7. #7

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!



    أنا لستُ ذلك الذنب
    لستُ ذلك السواد الذي اخترق القلب
    ولستُ تلك السقطة ولا ذاك الضعف


    وخطَّاءة وضعيفة أنا
    واللهُ المستعان.


    كلنا بشر
    كلنا نخطئ ونزل

    والذي ما زال ينظر لإخوته البشر نظرة المتعالي المتكبِّر
    الفرِح بطاعته الغافل عن حكمة سيّده ومولاه
    فذلك هو الغارق في غبن نفسه وظلمات غيّه
    ذلك هو الكذّاب الأشِرّ


    الخطأ والضعف والزلل
    يَلزمنا في رحلة نضجنا وارتقائنا
    وحجنا إلى الله تبارك وتعالى


    يلزمنا
    لنتعرف إلى حقيقة أنفسنا
    فنعرف مولانا وربنا العظيم
    نعرف الحليم، الغفار, العفو, الكريم
    نتعرف إلى أسمائه الحسنى بالتحقيق وليس فقط بما وصلنا من الخبَر



    فنحبّه ونجلّه ونعظّمه
    على ما أنعم علينا
    ونتيقن أنه ما من مُستحِق نعبده ونتعبّد له
    إلا هو


    هذا هو التوحيد.


    لا إله إلا الله
    تبارك وتعالى


    ................



    وأنا لما حدثتكم بقصتي
    تذكروا جيداً كلما هممتم بارتداء لباس التعالي والكبرياء
    أني لم أكن أتحدث عن شاب طائش أو مُستهتِر
    يلف، يدور ويراوِغ
    فتقولوا نحن لسنا مثله، نحن لسنا كذلك!


    نحن خير منه


    بل حدثتكم عن رجل واعٍ وناضج
    حدثتكم عن مؤمن مسلم عاقل وراشد
    ليس الأتقى، ويجاهد نفسه ليكون تقياً
    في إخلاصه خلل، ويرجو رحمة ربه عز وجل


    ليس وحده!
    شأننا كلنا جميعاً
    يشبهني كثيراً
    ويشبهكم


    واحد من المؤمنين
    من المسلمين
    واحد من البشر
    وكذلك أنا
    وأنتم



    لم يظهر لي منه إلا
    الصلاح، التحفظ والأدب
    وحب شديد للعلم الذي يعلِّم ويدعو به إلى ربه تبارك وتعالى
    ورغبة بدت لي صادقة في مساعدة الآخرين
    والأخذ بأيديهم
    رجالاً ونساء
    صغاراً وكباراً
    إلى رب العالمين


    أحسبه, والله حسيبه



    تذكروا دوماً
    بأنّ هذا الرجل المؤمن رغم ما فيه الآفات، لعله –والله أعلم- من خياركم، وهذا ما تسبّب به!



    فكيف بمن هو دون ذلك!
    وتذكروا قبل أن تحكموا عليّ
    من أنا!!
    قد عرّفتكم على نفسي آنفاً!!
    حقيقةً تلك التي عرّفتكم عليها في مقدمة قصتي
    ليست أنا
    لا.
    ولكن تلك حالة
    حالة بمشيئة الله تعالى وفضله ورحمته وإذنه طرأت عليّ
    حالة ازّينتُ بها
    فأعجبتني نفسي، كأنه!
    وغرّني الغَرور بها
    فوهمتُ أنها تدوم، كأنيّ!
    فأتاها أمر العليم القدير بين ليلةٍ وضحاها


    فجعلها حصيـداً



    حصيداً كأن لم تغنَ بالأمس!



    سبحان الله.
    اللهم حُسن الخاتمة.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم





    ................




    أمامنا سبيلين
    إمّا
    (وكلكم يا طلبة العلم أعلم مني، والله أعلم)
    سبيل إبليس الذي أغترّ فأبى واستكبر
    أو
    سبيل آدم عليه السلام
    (أبو البشر)
    الذي ضعُف وزلّ
    فلمّا بدا له ما بدا
    وتبيّن له أنه قد انفتـَن
    استغفر وأناب وتاب
    تلقى من ربه كلمات
    فتاب عليه التواب الرحيم، تبارك وتعالى


    ...............



    إخوتي وأخواتي
    فتنة النساء التي حذر منها رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنذر عظيمة
    لأنها تقضي على أهم عنصر لازم –ابتداء- لنهضة الأمة من غيبوبتها
    والبدء بخطوات مؤيَّدة نحو النصر والفتح.


    الإخلاص


    وإن نهضت الأمة بإذن الله تعالى، فيجب أن نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر
    نذكِّر بعضنا البعض دوماً
    بأنّ فتنة النساء قد تؤدي إلى تراجع الأمة وهبوطها مرة أخرى
    ما لم نبقى منتبهين وواعين لأنفسنا وخطوات الشيطان


    هذا لا يعني أنّ تقمعوا النساء -رحمكم الله-
    هذا لا يعني أن تتقدّم بزهوٍ وتكبّر أيها المُتراجِل وتلقي "بها" بازدراءٍ خلفك
    وهي تهروِل تارة وتتوقف تارة أخرى تحافظ –جبراً- على بضعة أمتار
    بينها وبينك


    تخاف أنت أن تقترب فيصيبك منها النجس!!
    وتخاف هي أن تقترب فيصيبها منك كل الأذى!.


    الله أكبر.


    وأد النساء، عادة جاهلية، ذروها
    لن تتسبب إلا بالمزيد من الهبوط والذل
    والمزيد من الفجور نتيجة الكبت والشعور بالقهر
    المرأة (أمك، أختك، زوجك وابنتك) كيان مكرّم عند رب العالمين
    أساس لن يتم دون تفعيل دوره الإيجابي الفتح والنصر


    فتنة النساء مؤشر واضح وقوي
    على ظاهر وباطن صلاحنا (أو فسادنا) كأفراد وجماعات وأمّة
    في كل أحوالنا
    فانظروا لفتنتها بحكمة، وككل، ضمن السياق العام
    ولا تكن نظرتكم عوراء
    متخمة بالظلم!!


    فتنة النساء تخبرنا عن حال أهل الأرض العام والخاص
    تحدثنا عن أخلاقهم، عن ضمائرهم، نظرتهم لأنفسهم ولمن سواهم
    تشرح لنا منهج تفكيرهم وسلوكهم
    ترينا ما وقر في قلوبهم


    كلنا نرى كيف أصبحت النساء سلعة رائجة تتربع على عرش السوق العالمية
    تفوق في قيمتها –المادية طبعاً- عند التجار قيمة الذهب (الأصفر والأسود)
    وسائر زخرف وطين الأرض



    باختصار
    عندما تحافظ المرأة على نفسها عبودية لربها، ووعياً بطبيعتها وإدراكاً لحقيقة منزلتها وعظمة دورها
    و
    يحفظها بقلبه الرجل عبوديةً لربه، وأمانةً عنده غالية وقيّمة -بالجوهر والمعنى-
    نكون بخير
    بإذن الله بخير
    كل الخيـر


    فتنة النساء تقضي على الإخلاص.
    تقضي على إخلاص النساء، وتقضي على إخلاص الرجال!


    (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)


    أنعي معنى وأبعاد هذا القول النبوي الشريف، بدون إفراط ولا تفريط في الفهم والتطبيق؟
    بدون عدوان وظلم؟!!
    الصلاة والسلام على رسول الله



    (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)


    قد نستغني عن الذهب والفضة
    نستطيع أن نحيا بدون هذا الزخرف
    ولكن لا يملك أن يستغني الذكر عن الأنثى
    ولا تملك هي أن تستغني عنه
    ما دام البشر في الأرض
    وما دامت الأرض تعلوها السماء
    وما دامت الجاذبية
    تنبض بقوة
    بينهما


    ما دام هذا كله بإذن الله تعالى
    فالحقيقة تبقى بأنه :


    ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)


    هذا قول خير البشر، من يوحى إليه، عليه الصلاة والسلام.
    وهذا يستلزم منا أن نعي معنى، ونفهم طبيعة، ونحدد أبعاد ولوازم :


    رجل
    امرأة
    خلوة
    شيطان


    ثلاثة، كلهم جميعاً في خلوة معـاً



    لا بد من أن تكون هذه الأمّـة عفيفة حتى تنهض
    بالهدي النبوي المطهر وتنتصر


    لذا، فبمجرد أن تستطيع الباءة –أيها الأخ الداعية إلى الله- فلا تتردد في الزواج
    ولا يغرّك الشيطان ويزيّن لك، ولا تتبع سنن الفساق والفجار
    ولا تتبع سنن الاستثناءات ممن تحسبهم من الأخيار
    فليست بشيء، عليك بالهدي النبوي.



    وبمجرد أن تجدي –أيتها الأخت- من ترتضين دينه وخلقه فلا تترددي في الزواج
    ولا يغرّك جمالك ودينك وتقواك
    ولا تتأخري أكثر، فالقلب الخالي ينغِّص عليك إخلاصك
    ونصرة دينك


    (وَلْيَسْتَعْفِ ِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)...
    (سورة النور: مِن آية رقم 33)



    وليتقِّ الأزواجُ اللهَ تعالى في أنفسهم وأزواجهم، وإخوانهم وأخواتهم في الله تعالى.


    ..........



    الله الغني العزيز أعلى وأعزّ وأعظم من أن يقبل عملاً –يقال أنه دعوة له تعالى- فيه ما فيه من الحرام والشبهات والخبَث.
    عملاً قد تكون جميع أركانه متوفرة إلا الإخلاص، لضعف التقوى.

    المحادثات الفورية والمراسلات الإلكترونية الخاصة، فيهما نفع، ولكن إثمهما أكبر.


    فصّلت وأسهبت، ضمن محاولة مني لنرى جميعاً تلك التفاصيل الصغيرة من المشاعر والسلوكيات التي قد لا نقف عندها ولا نلقي لها بالاً!
    لأؤكد على مفاهيم من المهم أن ننظر لها بعناية ودقة أكثر، في أنفسنا وجبلّتها، وطبيعة انفعال كل منا بالجنس الآخر، ندقق أكثر في طبيعة أعدائنا وتحركاتهم ؛ أنفسنا، أهواؤنا، وإبليس وذريته... الذين يترصدون بنا، ويقعدون لنا كل مقعد، والله المستعان.



    ولعلّ البعض وجد قولي قاسياً، أو فيه مبالغة وشدة في مواضع
    أعتذر عمّا قد يكون ساءكم، ولكن –كما سمعت مرة من طبيب- أقول لكم
    "ما لم تدوسوا على الجراح فلن تخبروا الحقيقة!"


    ونحن يجب أن لا نقيس أنفسنا بأهل الفسق والفجور
    فنقول لا داعي للمبالغة، تلك مجرد مشاعر!
    بل نحن لا ننتظر حتى نهبط لمستواهم
    هدانا وإياهم الله تعالى.


    نحن لنا معايير راقية تناسب رقي ديننا القيم
    نحن لدينا وعي مميز بطبيعتنا البشرية
    ولدينا تقدير سليم واحترام لهذه الطبيعة
    ولدينا ميزان دقيق
    الكتاب والسنة
    نحن لسنا مثلهم نخادع أنفسنا
    لذا فأنا أتحدث عن دقات قلب وعن مشاعر
    أتحدّث عن خفايا، رقائق ولطائف
    وأشياء صغيرة جداً


    لا أتحدث عن أوحال أهل الدنيـا الكثيفة
    هذه لا تعنينـا
    المؤمن يتعذب بالشعور والخطرة.
    وفي الدنيا ناره في قلبه وصدره.
    أجارنا المولى عز وجل من نار الدنيا والآخرة.



    ونحن بحمد الله وفضله تعالى لا ننتظر أن تحصل علاقات عشق وغرام لنأتي نستغيث ونصرخ
    بل نسعى أن نكون من المتقين المخلصين.
    من السابقين السابقين
    من المقربين.


    بإذن الله تعالى، وبكرمه وفضله ورحمته، وحوله وقوته وعونه


    ..........



    تلك كانت قصتي


    انتهت.


    فيها موعظة وعبرة لمن اتعظ واعتبر!
    متأكدة جداً أني فرغت من كل ما عندي
    في المداخلة التالية الأخيرة (مِن أخيراً)، سأكتب "ملاحظة صغيرة"، وإن شاء الله تعالى أمضي.


    واللهُ المستعان على أنفسنا والشياطين، برحمته تعالى نستغيث.
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    أسأله تبارك وتعالى لنا جميعاً العفو والعافية والإخلاص والهدى والتقوى والعفاف، والثبات على الحق، وحسن الخاتمة.


    جزاكم الله خيراً على صبركم، وحلمكم، وحسن استماعكم.
    أسأل الله تعالى أن يغفر لي كل سهو وزلل وخطأ، ويجعل هذا العمل خالصاً لوجهه تعالى، وينفعني بكل ما كتبته، وينفع كل من يقرؤه .


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    سبحان اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


    والحمد لله رب العالمين.


  8. #8

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    حتى لا يكون طرحي مخادعاً أو موهِماً بمثالية تخالف الواقع -الواقع الذي أعرف على الأقل- فأنا تفاعلت مع مجموعات مختلطة من الإخوة والأخوات من محيط واقعي الأرضي –وعبر محيطات أخرى- عبر الشبكة العنكبوتية، تفاعلنا جميعاً بانضباط وتعلم بعضنا هذا -الانضباط- مع الارتقاء بالعلم والإيمان، ومن معارفي هؤلاء (فضلاً عن أقربائي) من لا أناديه بلقب "أخي الفاضل" ولا حتى "أخي"!!
    نعم. ولكن أخاطبه باسمه الأول أو كنيته مباشرة أمام الجميع، وأقول ما عندي، بدون أن أشعر بأدنى حرج. لأني ضمن جو منضبط شرعاً، وأعرف المخاطَب من زمن ويعرفني، ومضمون التفاعل ذاته منضبط وكذلك لهجته.


    تماماً كما كان يعرف صحابة رسول الله عليهم الصلاة والسلام بعضهم البعض في ذلك المجتمع الصغير، فكانوا ينادون بعضهم البعض –نساء ورجالاً- بأسمائهم وكناهم ضمن الضوابط الشرعية طبعاً. ولم يكونوا ينادون بعضهم البعض بـِ"أختي الفاضلة أسماء"، و"الأخ الفاضل ابن عباس"!!!

    فليس الشأن أن أقول "الأخ المبجل المفخم المكرّم" وأنا متواصلة معه في خلوة! ومستمرة، لا،
    ولكن الشأن أن يكون اجتماعي بهذا الأخ ( سواء أكان من ذوي القربى، أو المعارف في العمل الدعوي)، الشأن أن يكون اجتماعي معه منضبطا بضوابط الشرع من حيث المكان الذي يجمعنا ومن حيث الضوابط الشخصية لكل منا، وللغاية التي استلزمت تفاعلنا، ولأسلوب ومضمون هذا التفاعل أو التواصل .

    ولا أجد عندئذ حرجاً أن يخاطبني بـِ "أم عبد الله" أو "عائشة"، وكذلك من ناحيتي.
    ولكني في ذات الوقت، أحرص على مناداة مَن لا تربطني بهم قرابة ولا سابق معرفة وعشرة طويلة ومتينة وشاملة، أحرص على مناداة هؤلاء بصيغة أراها لازمة وأعتبرها رسميـة فأقول: "أخ فلان"، ليناديني بـِ "الأخت"، أو كتابة "أخي الفاضل" أو "أخي الكريم" أو "أخي"، من باب الرسمية والتحفّظ الظاهري، ونظراً لزمن الفتن الذي نعيشه، لا أكثر.



  9. #9

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    عن رسول الله قال :إن بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى صلى الله عليه وسلم فقام يصلي ليلة فوق بيت المقدس في القمر فذكر أمورا كان صنعها فخرج فتدلى بسبب فأصبح السبب معلقا في المسجد وقد ذهب . قال : فانطلق حتى أتى قوما على شط البحر فوجدهم يضربون لبنا أو يصنعون لبنا فسألهم : كيف تأخذون على هذا اللبن ؟ قال : فأخبروه فلبن معهم فكان يأكل من عمل يده فإذا كان حين الصلاة قام يصلي فرفع ذلك العمال إلى دهقانهم أن فينا رجلا يفعل كذا وكذا فأرسل إليه فأبى أن يأتيه ثلاث مرات ثم إنه جاء يسير على دابته فلما رآه فر فاتبعه فسبقه فقال : أنظرني أكلمك قال : فقام حتى كلمه فأخبره خبره فلما أخبره أنه كان ملكا وأنه فر من رهبة ربه قال : إني لأظنني لاحق بك قال : فاتبعه فعبدا الله حتى ماتا برميلة مصر قال عبد الله : لو أني كنت ثم لاهتديت إلى قبرهما بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي وصف لنا
    السلسلة الصحيحة 2833

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    لا أجد الكلمات المعبرة أختاه
    لقد لامست القصة قلبي فعلا
    وكثيرة هي المصائب من جراء ما ذكرتي
    نسأل الله السلامة
    هي قصة قديمة ومستمرة كما تفضلتي
    جزاك ربي الجنة
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    اللهم نعوذ بك من الفتن ونسألك الثبات على دينك وطاعتك حتى الممات..اللهم آمين.

    أختي الكريمة أخلصت النصيحة وصدقتها..وفقك الله.

    لكن سؤالي عن هذا المقتبس..وأرجو المعذرة للسؤال كيف تكونوا مجموعات منضبط للارتقاء بناحية العلم والإيمان؟؟
    حقيقة هذه لم أفهمها!!
    أختي الكريمة الطلب لا يكون مع مجموعة من المبتدئين والمبتدئا بل يكون على شيوخ رسخوا في العلم.
    ثم إن الرجل يا رعاك الله وإن كان قريبا يبقى أجنبيا عنك طالما هو ليسمن محارمك.
    وفقك الله وأسعدك في الدارين..آمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راجية العفو والإخلاص مشاهدة المشاركة
    حتى لا يكون طرحي مخادعاً أو موهِماً بمثالية تخالف الواقع -الواقع الذي أعرف على الأقل- فأنا تفاعلت مع مجموعات مختلطة من الإخوة والأخوات من محيط واقعي الأرضي –وعبر محيطات أخرى- عبر الشبكة العنكبوتية، تفاعلنا جميعاً بانضباط وتعلم بعضنا هذا -الانضباط- مع الارتقاء بالعلم والإيمان، ومن معارفي هؤلاء (فضلاً عن أقربائي) من لا أناديه بلقب "أخي الفاضل" ولا حتى "أخي"!!

    نعم. ولكن أخاطبه باسمه الأول أو كنيته مباشرة أمام الجميع، وأقول ما عندي، بدون أن أشعر بأدنى حرج. لأني ضمن جو منضبط شرعاً، وأعرف المخاطَب من زمن ويعرفني، ومضمون التفاعل ذاته منضبط وكذلك لهجته.


    تماماً كما كان يعرف صحابة رسول الله عليهم الصلاة والسلام بعضهم البعض في ذلك المجتمع الصغير، فكانوا ينادون بعضهم البعض –نساء ورجالاً- بأسمائهم وكناهم ضمن الضوابط الشرعية طبعاً. ولم يكونوا ينادون بعضهم البعض بـِ"أختي الفاضلة أسماء"، و"الأخ الفاضل ابن عباس"!!!

    فليس الشأن أن أقول "الأخ المبجل المفخم المكرّم" وأنا متواصلة معه في خلوة! ومستمرة، لا،
    ولكن الشأن أن يكون اجتماعي بهذا الأخ ( سواء أكان من ذوي القربى، أو المعارف في العمل الدعوي)، الشأن أن يكون اجتماعي معه منضبطا بضوابط الشرع من حيث المكان الذي يجمعنا ومن حيث الضوابط الشخصية لكل منا، وللغاية التي استلزمت تفاعلنا، ولأسلوب ومضمون هذا التفاعل أو التواصل .

    ولا أجد عندئذ حرجاً أن يخاطبني بـِ "أم عبد الله" أو "عائشة"، وكذلك من ناحيتي.
    ولكني في ذات الوقت، أحرص على مناداة مَن لا تربطني بهم قرابة ولا سابق معرفة وعشرة طويلة ومتينة وشاملة، أحرص على مناداة هؤلاء بصيغة أراها لازمة وأعتبرها رسميـة فأقول: "أخ فلان"، ليناديني بـِ "الأخت"، أو كتابة "أخي الفاضل" أو "أخي الكريم" أو "أخي"، من باب الرسمية والتحفّظ الظاهري، ونظراً لزمن الفتن الذي نعيشه، لا أكثر.


    قال ابن المبارك:
    وجدت الدين لأهل الحديث،والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة، والحيل لأهل الرأي.

  12. #12

    افتراضي رد: قلبـان وخلوة في الله !!!

    صدقت أختي، القريب أجنبي والتعامل معه يكون وفق الضوابط الشرعية .

    بارك الله فيك على النصيحة القيمة، أسأل الله تعالى أن ينفعني بها، ويوفقني وإياك إلى ما يحب ويرضى.

    لكن سؤالي عن هذا المقتبس..وأرجو المعذرة للسؤال كيف تكونوا مجموعات منضبط للارتقاء بناحية العلم والإيمان؟؟
    حقيقة هذه لم أفهمها!!
    أختي الكريمة الطلب لا يكون مع مجموعة من المبتدئين والمبتدئا بل يكون على شيوخ رسخوا في العلم.
    أختي قصدت أني كنت من سنوات مضت عضوا استشارياً في فريق علمي مختلط (علوم طبيعية لا علم شرعي) وكان العمل فيه تدقيق وتخطيط وعمل يتم عبر النت، من خلال ساحة منتدى خاصة ولكن عامة للفريق، ومجموعة بريدية.

    الانضباط في التعامل حصل بالعلم -هنا أقصد الشرعي- والإيمان ليس ضمن المجموعة نفسها، فكما قلت تلك لم تكن مجموعة علم شرعي ولكن علم طبيعي، ولكن قصدت أن أقول أن الانضباط بضوابط الشرع حصل وارتقى بما قسم الله تعالى لكل منا في تحصيله من العلم الشرعي.. والإيمان .

    أرجو أن يكون مقصدي توضح.
    وجزاك الله على النصيحة كل خير مرة أخرى، ووفقني وإياك إلى ما يحب ويرضى، وغفر لي ولك ولأهلنا وللمؤمنين.

    أختي أمة الوهاب
    جزاك الله كل خير ووفقني وإياك إلى ما يحب ويرضى من القول والعمل.
    ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •