السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقدم ما لعله يفيدكم
واضح من سؤالكم أن حالات ميراث الجد معلومة لديكم
لذا نلقي الضوء فقط على
( ميـراث " الجـد الصحيح " مـع " الإخـوة والأخـوات
الأشـقاء أو لأب " )
ميــراث " الجــد " مـع " الإخــوة الأشـقاء أو لأب " لـم
يـرد فيـه نـص مـن الكتـاب أو السـنة ـ الصحيحـة ـ ،
وإنمـا ثبـت ميراثـه باجتهـاد الصحابـة ـ رضي الله عنهم ـ
وقـد اختلـف رأيهم في ذلك
الوسيط / ص : 60
الـرأي الأول
" الجـد كالأب " يحجـب الإخـوة مطلقـًا ( أشـقاء أو لأب أو لأم )
دليـل ذلـك : أن القـرآن الكريـم فـي كثيـر مـن آياتـه أطلـق علـى الجـد لفـظ الأب
كمـا في قولـه تعالـى : " واتبعـت ملـة آبائـي إبراهيـم وإسـحاق ويعقـوب " . سورة يوسف / آية : 38 .
حكايـة عـن يوسـف عليـه السـلام ، وإسـحاق جـده 0
وقولـه تعالـى : { ... مِّلَّـةَ أَبِيكُـمْ إِبْرَاهِيـمَ ... }
سورة الحج / آية : 78 .
فسـمى الجـد أبـًا ومـن ثـم يأخـذ حكـم الأب
الوسيط / ص : 60
فقـد ترجـم البخـاري فـي : كتـاب الفرائـض ( 85 ) ـ
باب رقـم : 9 / ص :19 ـ باب : ميـراث الجـد مـع الأب والإخـوة ...
ثـم ذكـر بعـض المعلقـات والآراء :
ـ وقـال " أبـو بكـر " و " ابـن عبـاس " و " ابـن الزبيـر " الجـد أب .
ـ وقـرأ " ابـن عبـاس " " يا بنـي آدم " ـ " واتبعـت ملـة آبائـي إبراهيـم واسـحق ويعقـوب " .
ـ ولـم يذكـر أن أحـداََ خالـف " أبـا بكـر " فـي زمانـه
وأصحـاب النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
ـ متوافـرون .
ـ وقـال " ابـن عبـاس " : يرثنـي ابـن ابنـي دون إخـوتي
ولا أرث أنـا ابـن ابنـي
ـ ويذكـر عـن " عمـر " و " علـي " و " ابـن مسـعود "
و " زيـد " أقاويـل مختلفـة .
ـ وقـد وَصَـل ابن حجر العسـقلاني هـذه المعلقـات
وصححهـا فـي نفـس المصـدر ( الفتـح .... )
ـ وقـال : وقـد انعقـد الإجمـاع علـى أن الجـد لا يـرث
مـع وجـود الأب
ـ وقـال العسـقلاني فـي قـول البخـاري ( ولـم يذكـر أن
أحـدًا خالـف أبـا بكـر فـي زمانـه وأصحـاب
النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ متوافـرون ) :
كأنـه يريـد بذلـك تقويـة حجــة القـول المذكـور
فـإن الإجمــاع السـكوتي حُجَّـة وهـو حاصـل فـي
هـذا . الفتح ... / ص : 21
· وقـال الشـيخ العثيميـن ـ رحمه الله ـ فـي
رسـالته تسـهيل الفرائـض / ص : 37 :
( والراجــح أنهـم يحجبـون بـه كمـا يحجبــون بالأب ،
وكمـا يحجـب الإخـوة لأم ، وهـو قـول " أبـي بكـر
الصـديق " و " أبـي موسـى الأشـعري " و " ابـن عبـاس "
وأربعـة عشـر مـن الصحابــة ـ رضي الله عنهم ـ .
قـال البخـاري / فـي ج : 12 / كتـاب الفرائـض /
ص : 19 / بـاب رقـم : 9 :
" لـم يذكـر أن أحـدًا خالـف أبا بكـر فـي زمانـه وأصحـاب
رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ متوافرون " ا.هـ
وهـذا مذهـب أبـي حنيفـة وإحـدى الروايتيـن عـن
أحمـد واختـاره من أصحابنا جماعـة ، منهـم
: شـيخ الإسـلام ابـن تيميـة وابـن القيـم ... واختـاره
شـيخنا عبـد الرحمـن السـعدي والشـيخ عبـد العـزيز بـن بـاز )
ا . هـ. كلام العثيمين بتصرف
الــرأي الثانــي :
" الجـد " لا يحجـب الإخـوة الأشـقاء أو لأب فهـم يرثـون
معـه ويحجـب " الإخـوة لأم "
وأصحـاب هـذا الـرأي حجتهـم أن الجـد والإخـوة متسـاوون فـي سـبب الاسـتحقاق ، إذ كـل منهـم يدلـي إلـى الميـت " بالأب " .
" فالجـد " ---> " أبـو الأب " ،
و" الأخ " ---> " ابـن الأب " ،
وقرابـة البنـوة لا تنقـص عـن قرابـة الأبـوة ، بـل
ربمـا كانـت أقـوى ، فـإن الابـن يتقـدم علـى الأب
فـي العصبـات ، فيسـقط إرث الأب بالتعصيـب إذا وجــد
الابـن مـع الأب ، فيكـون الأب صاحـب فـرض مع الابـن ،
وإذا كانـت قرابـة البنـوة التـي يدلـي بهـا الإخـوة
أقـوى مـن قرابـة الأبـوة التـي يدلـي بهـا الجـد ،
فـلا يحجـب الضعيـف مـن هـو أقـوى منـه .
فيــرث الإخــوة مـع الجـد .
أمـا تسـمية الجــد أبـًا فمـن بـاب المجـاز وذلـك لا يقتضـي أن يكـون مثلـه مـن كـل الوجـوه كمـا أن الجـدة تسـمى أمـًا ولكنهـا لا تعامـل معاملـة الأم عنـد عـدم وجـود الأم باتفـاق .
وقـد أخـذ قانــون المواريـث رقـم : 77 لسـنة 1943 بمذهـب القائليـن بميـراث الإخـوة مـع الجـد
الوسيط ... / ص : 61 / بتصرف
وقـد أورد ابن حجرالعسـقلاني في الفتح ؛ أن " عمــر " كـان
لا يــورث الإخـوة مـع الجـد ، فأتــاه " علـي " و " زيـد
ا بـن ثابـت " ، فرجـع عـن ذلـك .....
ثـم كـان يـورث الجـد مـع الإخــوة علـى ألا يقـل نصيـب الجــد عـن الثلـث ، وكـان يـورث الجـد مـع الإخـوة علـى ألا يقـل نصيبـه عـن السـدس ... تـردد فـي ذلـك بحسـب آراء بعـض الصحابـة ...
فقـد أخـرج الدارِمِـي بسـند صحيـح عـن الشـعبي قـال :
" أول جـد ورث فـي الإسـلام " عمــر " فأخـذ مالـه ، فأتـاه " علـي " و " زيـد " ـ يعنـي " ابـن ثابـت " ـ فقـالا : ليـس لـك ذلـك ، إنمـا أنـت كأحـد الأخويـن "
وأخـرج سـعيد بـن منصـور وأبـو بكـر بـن أبـي شـيبة بسـند واحـد صحيـح إلـى عبيـد بـن نضلـة قـال : " كـان عمـر وابـن مسـعود يقاسـمان الجــد مـع الإخـوة مـا بينـه وبيـن أن يكـون السـدس خيـرًا لـه مـن مقاسـمة الإخـوة "
وأخـرج محمـد بـن نصـر بسـند صحيـح إلـى عبيـدة بـن عمـرو قـال : كـان يُعْطَـى الجـد مـع الإخـوة الثلـث ، وكـان عمــر يعطيـه السـدس ، ثـم كتـب " عمــر " إلـى " عبـد الله " : إنـا نخـاف أن نكـون قـد أجحفنـا بالجـد فأعطـه الثلـث ، ثـم قَـدِمَ " علـي " هـا هنـا ـ يعنـي الكـوفة ـ فأعطـاه السـدس ، قـال عبيـدة : فرأيهمـا فـي الجماعـة أحـب إلـيَّ مـن رأي أحدهما فـي الفرقـة .
ا . هـ . الفتح / ج : 12 / ص : 23
يستخلص مما سبق أن الأمر فيه خلاف
وعلينا قراءة حجة كل فريق ثم نأخذ بما
نظن أن فيه الاتباع
وأبرز ترجيح الشيخ العثيمين رحمه الله
لأصحاب الرأي الأول
· فقد قـال الشـيخ العثيميـن ـ رحمه الله ـ فـي رسـالته تسـهيل الفرائـض / ص : 37 :
( والراجــح أنهـم يحجبـون بـه كمـا يحجبــون بالأب ،
وكمـا يحجـب الإخـوة لأم ، وهـو قـول " أبي بكـر
الصـديق " و " أبـي موسـى الأشـعري " و " ابـن
عبـاس " وأربعـة عشـر مـن الصحابــة ـ رضي الله عنهم ـ .