عن أبي وائل قال قال عبد الله -ابن مسعود- رضي الله عنه:
"لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه فقال أرأيت رجلا مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها فقلت له:
والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه وأوشك أن لا تجدوه والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره" [رواه البخاري, كتاب الجهاد, باب عزم الامام على الناس فيما يطيقون]
قال بن حجر في الفتح:
وفي الحديث أنهم كانوا يعتقدون وجوب طاعة الإمام , وأما توقف ابن مسعود عن خصوص جوابه وعدوله إلى الجواب العام فللإشكال الذي وقع له من ذلك , وقد أشار إليه في بقية حديثه , ويستفاد منه التوقف في الإفتاء فيما أشكل من الأمر كما لو أن بعض الأجناد استفتى أن السلطان عينه في أمر مخوف بمجرد التشهي وكلفه من ذلك ما لا يطيق , فمن أجابه بوجوب طاعة الإمام أشكل الأمر لما وقع من الفساد , وإن أجابه بجواز الامتناع أشكل الأمر لما قد يفضي به ذلك إلى الفتنة , فالصواب التوقف عن الجواب في ذلك وأمثاله . والله الهادي إلى الصواب . أ هـ