نص من كتاب في التجويد ، أو القراءات ضمنه مصنفه فصلاً طويلاً عن التجويد ، لأحد علماء المشرق ، من أواخر القرن الرابع ، وأوائل القرن الخامس الهجريين.
وقفت على هذا النص في نسخة ملفقة من ثلاثة كتب ؛ الأول : من كتاب الكفاية في ماءات القرآن لأبي علي الضرير القزويني ( ت بعد 415 هـ ) ، والثاني : من هذا الكتاب ، والثالث : من كتاب التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي لأبي الحسن علي بن جعفر السعيدي ( ت بعد 410 هـ ).
وأول الموجود من هذا الكتاب هو قول صاحبه : (( إذا أتت بعدها ؛ لئلا تندغم فيها للمقاربة ، فليجهر بها ؛ ليتخلص منها ؛ نحو : قد نرى ، ولقد نعلم ، ولقد نصركم الله ، ولقد نادانا نوح ، وقد نبانا الله ، ووعدنا ووجدنا ثم رددنا وما أشبهه ،
ومما يجب مراعاته وتصحيحه : الضاد إذا بعدها التاء فليجهر بإطباقها ؛ لئلا تندغم في التاء ؛ نحو : فإذا أفضتم ، فيما عرضتم ، فنصف ما فرضتم .......... )).

وآخر الموجود منه : (( واعلم أن فيما ذكرته من هذا الفصل كفاية لمن فهمه وتدبره وتحفظه وأخذ نفسه بأن يلفظ بحروف القرآن في أحوال درسه على ما تضمنه ، فإن آثر بعد صحة ألفاظه ، وجودة قراءاته أن يكمل تحسينها ويتم ترتيبها ويرغب في الإصغاء إلى استماعها ، وتشوق إلى تطاول مدتها فليعن بطلب الوقوف التامة الكاملة الحسنة الكافية ؛ ليعتمدها في قراءته ، فإن بها يتميز كلام من كلام ، وقصة من قصة ، ويفهم معنى الكلام والغرض المراد ، ويتعرف أيضاً الرديئة أو التي لا يجوز في حال السعة للاختيار ؛ ليتجنبها ويتجاوزها ، وذلك موجود في كتب العلماء المصنفة في الوقوف والابتداء ، وليس مما يصلح في كتابنا هذا ؛ لأنه باب واسع ، وعلم منفرد ، وقد أغنوا بما جمعوه عن تكلف شيء منه.
فإن رزق الله تعالى مع جميع هذا صوتاً حسناً كان غاية الجمال ونهاية الكمال ، وإن عدم حسن الصوت كانت القراءة صحيحة بينة جيدة مستقيمة ، لا عيب فيها ولا مطعن عليها ، ولم يجتمع فيها قبح الصوت والرداءة ، فإنّض من جمعت قراءتُه هذين الأمرين فالأحسن أن لا يقرأ بحيث يُسْمَعُ. والسلام.
الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين )).

فمن أي الكتب هذا النص ، ومن صاحبه ؟