السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا الموضوع يقصد به التعرف على نمط الحياة الذي كان سائدا في منطقة الباحة وليس للمفاخرة ابدا، والتركيز سيكون على المعمار الذي بدأ بهذا التشكل منذ القرن السادس الهجري، وانتهى مع بداية الطفرة الاقتصادية التي مرت بالمملكة ولله الحمد وتغيرت طرق واساليب الحياة والعمران إلى الافضل بالطبع.
كانت منطقة الباحة تسمى (سراة غامد وزهران – او الحجاز الاسود ""نسبة للشجر والجبال السود"") وقبيلتي غامد وزهران تجمعان ما بين الحياة الحضرية وحياة البادية.
الغالبية تعمل بالزراعة والرعي
جزء كبير من قبيلة غامد تعتبر قبائل بادية يهتمون بالابل خاصة جهة العقيق جوار قبيلتي سبيع والبقوم الكريمتين
اعداد لا يستهان بها يعملون بالتجارة والنقل خاصة ابناء بلجرشي
هناك قرى محددة يعمل اهلها فقط بالصناعات اليدوية الخفيفة والمهن الحرفية، نكن لهم كل الاحترام والتقدير
اتركم مع الصور مع تعليق محدود
مع ملاحظة ان معظم الصور مصدرها
كتاب (كنوز غامد وزهران المعمارية)
وبعض مواقع الانترنت
اولا
مسجد الخليف بزهران (يقدر تاريخ البناء ما بين القرن السادس والسابع الهجري)
يلاحظ الفن المعماري في القوسين المتبقية
رسم تصوري لما كان عليه مسجد الخليف
حصون وبيوت في قبيلة زهران
فن البناء واضح في البرواز العلوي (حجارة بيضاء صغيرة وليست دهان)
التصميم الداخلي للبيوت والحصون
منظور يوضح تصميم البيوت والحصون قديما
مبان على طراز شبيه بالفيلات في العصر الحديث (دار محاطة بسور وبوابة وملاحق وخدمات)
دور حديثة تم بناءها على الطراز القديم
نموذج لشبابيك وابواب لا تزال تحتفظ باشكالها الزخرفية ، وبعض الشبابيك يكون بمضلة واقية من مياه الامطار (الصورة الاولى)
قبل البناء المسلح، كانت هذه الطرق تستخدم لرفع الاسقف ثم بناء الدور الثاني والثالث
يستخدم المرزح او الزافر (عمود يسند اخشاب السقف وفي نفس الوقت يتم زخرفته كجزء من ديكور البيت)
نموذج للاثاث الداخلي المستخدم قديما
كرسي اثري مزخرف (اثاث قديم)
طاولة مزخرفة بالزخارف المحلية في احد البيوت المبنية على الطراز القديم
نموذج للزخارف التي كانت تستخدم
بالنسبة لبادية غامد، هناك جزء كبير من قبيلة غامد كما اسلفت يقطنون العقيق جوار قبيلتي البقوم وسبيع الكريمتين ويهتمون بامتلاكك الابل، نفخر بهم ونكن لابناء عمومتنا كل الاحترام والتقدير:
خبر فوز الفحل رمان للمالك مفتاح الغامدي بالمركز الثالث في مزايين تبوك للابل بجريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/11/07/article292178.html
وسم ابل بادية غامد
اضافة مهمة واجوبة لبعض الاسئلة مقدما:
من يملك رصيد حضاري وتاريخي ثم يأتي من يحاول استنقاصهم، يهمز ويلمز بقلة ادب وحياء وجهل بوقائع التاريخ مشيعا بان الجيوش العثمانية عندما غزت المنطقة، تزاوج الاتراك مع بعض الاهالي ونتج عن ذلك وجود اصول عرقية مختلطة استنادا لتواجد افراد ذوي بشرة بيضاء صافية.
واخرون يعتقدون ان هذه القلاع او المباني هي نتيجة حضارة الترك وانهم نقلوا خبرتهم لاهالي المنطقة.
(قرأت مثل هذه الاراء في بعض المنتديات)
عندما نقرأ مثل هذا، نجد انفسنا مضطرين ان نوضح من هم اهلنا وما هو تاريخنا من باب العلم بالشيء، فنقول:
اولا :
بالنسبة لمسألة التزاوج فهذه اشاعة رخيصة غير صحيحة اطلاقا، حيث ان الاتراك كانوا في حالة حرب دائمة مع الاهالي ومتحصنين في القلاع الموجودة مسبقا والتي استطاعوا احتلالها لفترة مؤقتة.
اهل المنطقة سجل لهم التاريخ انهم يتميزون بالشجاعة والانفة ولا يقبلون ابدا بعنصر غريب من ناحية التزاوج والنسب. وذوي البشرة البيضاء الصافية، موجودون في كافة المناطق لان العرب كما هو معروف تتفاوت الوان بشرتهم ما بين ادم (اسمر او حنطي) و ابيض مشوب بحمرة.
كما ان تواجد الاتراك كان لفترة محدودة مضطربة هدفه فرض الضرائب واستخلاص الزكاة ولم يكن للنهوض بالمنطقة وتعميرها او الاندماج ضمن نسيج المجتمع.
ولم ينجحوا في تحقيق اهدافهم، حيث لم يستقر لهم فيها قرار، بشهادة مؤرخينهم ، وكما ورد في كتاب (محمد علي وشبه الجزيرة العربية) للدكتور عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم "استاذ التاريخ بجامعة الازهر" الذي استند في تأليف كتابه (محمد علي وشبه الجزيرة العربية طبعة 1406 هـ دار الكتاب الجامعي- ص 123 / 124 ) على وثائق تلك الفترة.
ثانيا:
لا يوجد قلاع او حصون او دور عثمانية اثرية في المنطقة ((اذا كان هناك شيء من هذا على طرز البناء المتعارف عندهم، آمل انزال صورة لها هنا للاطلاع)) لان وحسبما رأيتم في اول الموضوع (مسجد الخليف المبنى ما بين القرن السادس والسابع الهجري) يؤكد قدرة اهل المنطقة على انشاء المباني والحصون قبل دخول الاتراك إلى العالم العربي سنة 923هـ اي قبل اكثر من قرنين تقريبا، كما ان احوال اهل المنطقة الاقتصادية متيسرة كما ذكر ذلك ابن بطوطة في القرن السابع الهجري (ص 165 طبعة صادر) وقبله ابن جبير، وهذا ما ساعدهم على تمويل بناء البيوت والتفنن فيها (انظر صورة المصدر)
وعليه، فان هذه الشائعات غير صحيحة اطلاقا وهي (بناء الاتراك للحصون والمباني الاثرية القائمة حاليا + اندماج الاتراك وتعايشهم مع اهالي المنطقة)
تحياتي لكم