قال علي بن سُودُون البَشْبُغاوي
في "نزهة النفوس ومضحك العبوس" (ص: 11):
وطِّن بشكركَ ما أُوصلت من نِعمولا تنفِّرْه، بالكُفران ينفصمِ
إياك والكبرَ! إذ أهلوه قد حُرمواحسن الثناء، وقد باءوا بخزيهمِ
شاورْ سِواكَ تصِب في كلّ حادثةولا تُمار محبًّا تُرْمَ بالسأَم
تصدقنَّ إذا أَمْلقت مُتَّجرامع الإله تنل من فضله الرَّذِم
لا تنظرنَّ إلى من قال محتقراوانظر -سلمت- إلى ما قال من حكِم
فالمرء يا صاحِ مخْبوء ومستتِرتحت اللسان إذا لم يُبْل بالكلم
ما اعتاد يطلبه منك اللسانُ فلاتُعَوِّدنْه بغير الصدق يستقم
ومن خلا كَلِما لسانُه كثُرتإخوانه، وسَما فيهمْ بذا وسُمِي
من أكثر المزحَ في الناس استُخف بهوليس يسلم من آفات حقدهمِ
ما أضمر المرءُ يبدو من شمائلهقولا وفعلا، وأمسى غير مكتَتَمِ
يا جامع المال بخلا ذُبْ ومُتْ أَسفالوارث ما تَرى أو حادث عَمِم
لا راحةً لحسود في معشيتهوليس يظفر ذو بغي بمغتَنَمِ
اللهُ يرْحم نفسًا قدرَها عرفتلم تغد عن طورِها، والكبرَ لم تَرُمِ