تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه " الحكَم الإلهية "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    بــــلاد الشــــام
    المشاركات
    298

    Arrow بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه " الحكَم الإلهية "


    بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه " الحكَم الإلهية "

    السؤال: يا شيخ لقد سمعت أحد أئمة المساجد يقول : لو جازت الصلاة أن تُقرأ بغير القرآن : لقُرئ بحِكَم ابن عطاء الله السكندري . أولاً : ما حُكم من يقول مثل هذا الكلام ؟ . ثانياً : هل تجوز الصلاة خلفه أم لا ؟ . ثالثاً : وهل - كما يقول بعضهم - الصوفية تنقسم إلى قسمين : صوفية معتدلة ، وصوفية فيها غلو ، أم أن كل الصوفية مذمومة ، وكل من انتمى إلى الصوفية وقال : أنا صوفي وافتخر بذلك : مشكوك في أمره على الأقل ، إن لم نقل هو ضال ؟ .

    الجواب : الحمد لله
    أولاً:
    ابن عطاء الله السكندري هو : أحمد بن محمد بن عبد الكريم ، أبو الفضل ، وهو من أهل التصوف الغلاة ، يسير على الطريقة الشاذلية الضالة ، وهو من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد ادَّعى عليه عند السلطان ، وألَّب عليه السفهاء ، ت سنة 709 هـ .
    ثانياً:
    والكلمة المنقولة في السؤال أنه لو جازت الصلاة بغير القرآن : لقرئ ما في كتاب ابن عطاء الله السكندري المسمَّى " الحكَم الإلهية " : هي كلمة قبيحة ، ولا يمكن أن تصدر من عالِم موحِّد ، ولذا وُصف قائلها بأنه من أدعياء العلم ! ؛ لما تحتويه تلك الرسالة من مخالفات شرعية كثيرة ، ومن قبح تلك الكلمة أنه قدَّم كلام ذلك الصوفي على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلام الصحابة ، ودرر التابعين .
    وأما الصلاة خلفه : فلا تُمنع ؛ لأننا لا نمنع من الصلاة إلا خلف من وقع في الكفر المخرج من الملَّة ، وليس أمر ذلك القائل كذلك ، بل هو جاهل ضال .
    ثالثاً:
    كتاب " الحكَم الإلهية " قد تتبع ما فيه من ضلالات الشيخ محمود مهدي الإستانبولي رحمه الله ، وذلك في كتابه الماتع " كتب ليست من الإسلام " ، ونقتطف منه قوله رحمه الله :
    أ. أقوال يؤيد فيها نظرية وحدة الوجود القائلة بأن الخالق والمخلوق واحد ، ومثلها نظرية الاتحاد والحلول ، وكل ذلك كفر ! .
    = " أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكوَّن ، فإذا شهدته : كانت الأكوان معك " .
    = " ما العارف مَن إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته ، بل العارف مَن لا إشارة له لفنائه في وجوده ، وانطوائه في شهوده " .
    = " لولا ظهوره في المكونات : ما وقع عليها أبصار ، ولو ظهرت صفاته : اضمحلت مكوناته ".
    = " الفكرة فكرتان : فكرة تصديق وإيمان ، وفكرة شهود وعيان ! فالأولى لأرباب الاعتبار ، والثانية لأرباب الشهود والاستبصار " .
    ب. أقواله في النهي عن دعاء الله ، مما يصادم أصول الشريعة :
    = " سؤالك منه اتهام له " .
    ويستدلّ ابن عطاء الله على ذلك بحديث باطل على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام : " حسبي من سؤالي علمه بحالي " ، وهو مخالف للآيات والأحاديث الكثيرة التي تحض على دعاء الله كقوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) أي : عن دعائي ( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) غافر/ 60 .
    = " من عبده لشيء يرجوه منه ، أو ليدفع عنه ورود العقوبة منه : فما قام بحق أوصافه" .
    هذا الكلام هو كقول رابعة العدوية المنحرف ـ إن صح عنها ـ : " ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا رغبة في جنتك ، ولكني عبدتك لأنك أهل للعبادة " وهذا مخالف لعبادة الملائكة الذين يخافون ربهم من فوقهم ، وعبادة الأنبياء الذين يعبدون الله سبحانه رغباً ورهباً ! .
    = " ربما دلهم الأدب إلى ترك الطلب " .
    ليت هذا الجاهل علم أن الأمر بالعكس ، فإن ترك الطلب هو العصيان ، وقلة الأدب ! .
    = " إنما يُذَكّر مَن يجوز عليه الإغفال ، وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال " .
    تُرى لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر من الدعاء ويأمر به إلى درجة الإلحاح ! .
    = " أنت إلى حلمه إذا أطعته ، أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته " .
    هذا الكلام تشجيع على ارتكاب الذنوب ، فما فتح سبحانه باب الطاعة إلا ليكافئ عليها ، جاء في القرآن العظيم : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) الأنبياء/ 101 .
    ج . أقوال تشجع على تعطيل المواهب والعزائم وتدعو إلى التماوت وترك التدبير :
    = " أرح نفسك من التدبير ، فما قام به غيرك عنك : لا تقم به لنفسك " .
    = " سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار " ؟.
    فما أدرانا بهذه الأقدار ؟! وقد علَّمنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أن نفِرَّ من قضاء الله إلى قضاء الله ، وقد حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( احرص على ما ينفعك ولا تعجز ) – رواه مسلم - .
    هـ. أقوال متناقضة ، وسخيفة :
    = " جلَّ ربُنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئة ! " .
    إذا كان الأمر كما قال : فما الفائدة من الآخرة ؟! .
    = " إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين ؛ لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ، ولأنه أجلَّ أقدارهم عن أن يجزيهم في دار لا بقاء لها " .
    ينظر : كتب ليست من الإسلام ، محمود مهدي الإستانبولي (91-101) .
    فهل مثل هذا الكتاب يُمدح ، ويُثنى عليه ، ويُقال في حقه إنه لو جاز قراءة شيء غير القرآن لقرئ به ؟! .

    رابعاً:
    طريق التصوف فيه مخالفات شرعية كثيرة ، ولا يرضى موحِّد عاقل بأن ينتسب لتلك الطرق المبتدعة ، لا سيما في هذا الزمان ، حيث أصبح الجمع بين التصوف واتباع السنة ، العلمية والعملية ، كالجمع بين الضب والنون ، والماء والنار ، وأصبح الكلام على التصوف الذي عليه مشايخ الطريق المنتسبين إلى السنة والأئمة ، أصبح أمرا نظريا ، لا يؤيده واقع القوم وأعمالهم ، ومن خبر كتبهم وأقوالهم وأحوالهم ـ في هذا الزمان ـ عرف ذلك حق المعرفة .

    وانظر تفصيل هذا المجمل في أجوبة الأسئلة : ( 4983 ) و ( 132603 ) و ( 118693 ) و ( 47431 5638 ) و ( 20375 ) .

    والله أعلم




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    سوريا - حمص
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه " الحكَم الإلهية "

    بارك الله بكم
    بهذه الضلالات يغسلون أدمغة الناس و يخدرونهم
    ثم يقولون أنها من العبادات
    عبادة ماذا يا شاذلية ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •