تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: حرف في القرآن الكريم يعجز كل من حاول إعرابه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    ليبيا الحرة
    المشاركات
    102

    افتراضي حرف في القرآن الكريم يعجز كل من حاول إعرابه

    حرف الفاء ... في قوله تعالى :

    (( أفـلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللـه لوجدوا فيه

    اختلافا كثيرا ))


    وقوله تعالى :

    (( أفـحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ))

    وقوله تعالى :

    (( ولهم فيها منافع ومشارب أفـلا يشكرون ))

    وقد اختلف النحويون في إعراب هذا الحرف ، وهم في ذلك على ثلاثة

    آراء :

    ( 1 ) : منهم من أعربه حرف عطف .

    ( 2 ) : ومنهم من أعربه حرف استئناف .

    ( 3 ) : ومنهم من أعربه حرف زيادة بغير توكيد .

    ولكن أوجه الاعراب الثلاثة مردودة على صاحبيها .. وذلك للأسباب

    الأتية ...

    أسباب تفنيد الأقوال الثلاثة :-

    ( 1 ) : لا يكون حرف عطف ؛ لأن العطف يقتضي أمور ؛ هي :

    أ / التشريك في الحكم الإعرابي .

    ب / ووجود جملتين متكافئتين .

    ج / وأن اللـه لم يرد منهم : ( الشكر ) ، و : ( التدبر ) ، و : (

    التعقل ) ، و : ( التحسب ) بعد ذكر النص ، وإنما صيغة النصوص تشير

    إلى أنهم لم يشكرا ، ولم يتدبروا ، ولم يتعقلوا ، ولم يتحسبوا في

    الماضي وإن كانت صيغة الأفعال مضارعة .

    فأين هذا ؟

    ( 2 ) : لا يكون حرف استئناف ؛ لأن الاستئناف يقتضي انتهاء معنى

    الجملة الأولى تماما ، ثم البدء بجملة جديدة ، والجملة الأولى في

    النصوص الكريمة كلها لم ينته معناها .

    ( 3 ) : لا يكون حرفا زائدا ؛ لأن النحويين اتفقوا على أنه لا يجوز أن

    تكون هناك زيادة في الكلام بلا أن يكون معها غرض التوكيد ، والمواضع

    التي وردت في القرآن الكريم كانت الزيادة لإفادة التوكيد ، وهنا لا

    موجب لعده حرفا زائدا لعدم حاجة الموضع إلى هذا ، فليس في ما قيل

    أي احتمالية للشك ها هنا .

    فما هو اعراب هذا الحرف يا ترى ؟؟؟

    اعراب حرف الفاء في الايات الكريمة السابقة :-

    يعرب هذا الحرف على أنه حرف تزيين ، وهذا الإعراب بلاغي وليس نحويا ؛

    لأن النحو ابن البلاغة ، ولذلك يقال في البلاغة النحو العالي .هذا والله أعلم ...
    مَن يَفعَلُ الخيرَ لا يُعدَم جَوازيَهُ ... لا يَذهَبُ العُرفُ بينَ اللهِ والناسِ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    28

    افتراضي رد: حرف في القرآن الكريم يعجز كل من حاول إعرابه

    بورك فيك على هذه الفائدة النفيسة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: حرف في القرآن الكريم يعجز كل من حاول إعرابه

    (( وهذا الإعراب بلاغي وليس نحويا ؛))

    وهل وجود إعراب بلاغي عالٍ يتعارض مع وجود إعراب نحوي نازل [بحسب مصطلح الحديث] أو هابط أو سافل أو منخفض أو .... ؟!
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  4. #4

    افتراضي رد: حرف في القرآن الكريم يعجز كل من حاول إعرابه

    قال "أبو حيان في تفسيره: "
    ( أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) : مذهب سيبويه والنحويين : أن أصل الكلام كان تقديم حرف العطف على الهمزة في مثل هذا ومثل (أَوَ لَمْ يَسِيرُوا),ْ (أثم إذا ما وقع) ، لكن لما كانت الهمزة لها صدر الكلام ، قدمت على حرف العطف ، وذلك بخلاف هل . وزعم الزمخشري أن الواو والفاء وثم بعد الهمزة واقعة موقعها ، ولا تقديم ولا تأخير ، ويجعل بين الهمزة وحرف العطف جملة مقدرة يصح العطف عليها ، وكأنه رأى أن الحذف أولى من التقديم والتأخير . وقد رجع عن هذا القول في بعض تصانيفه إلى قول الجماعة ، وقد تكلمنا على هذه المسألة في شرحنا لكتاب التسهيل . فعلى قول الجماعة يكون التقدير : فألا تعقلون ، وعلى قول الزمخشري يكون التقدير : أتعقلون فلا تعقلون ، أمكثوا فلم يسيروا في الأرض ، أو ما كان شبه هذا الفعل مما يصح أن يعطف عليه الجملة التي بعد حرف العطف" انتهى 1/339
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: حرف في القرآن الكريم يعجز كل من حاول إعرابه

    جزاكم الله كل خير

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: حرف في القرآن الكريم يعجز كل من حاول إعرابه

    جزاكم الله خيرا على الفائدة
    اللهم يا معلم داود علمني ...
    ويا مفهم سليمان فهمني ...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: حرف في القرآن الكريم يعجز كل من حاول إعرابه

    واستطرادًا...
    آيتان في كتاب الله - عزَّ وجلَّ - وُصفتا بـ أشْكَل ما في القرآن من الإعرب.
    قال الله تعالى:
    {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ حِينَ الوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ المَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَ ا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناًّ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِينَ * فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ}} [المائدة: 106، 107].

    قال في "التحرير والتنوير":
    وقد نقل الطيبي عن الزجَّاج أنَّ هذه الآية من أشْكَل ما في القرآن من الإعراب، وقال الفخر: رَوَى الواحدي عن عمر: هذه الآية أعْضَل ما في هذه السورة من الأحكام، وقال ابن عطيَّة عن مكّي بن أبي طالب: هذه الآيات عند أهل المعاني من أشْكَل ما في القرآن إعرابًا ومعنًى وحكمًا[1].
    قال ابن عطية: وهذا كلام مَن لَم يقع له الثَّلَجُ في تفسيرها، وذلك بيِّن من كتابه.

    وفي كتاب "اللباب" لابن عادل[2]:
    هذه الآية وما بعدها من أشْكَلِ القُرآنِ حُكْمًا وإعْرابًا وتَفْسيرًا، ولم يَزَلِ العلماءُ يستَشْكلُونَها حتَّى قال مكيُّ بنُ أبي طالبٍ في كتابه المسمَّى بـ "الكشف": "هذه الآيةُ في قراءاتِها وإعرابها وتفْسيرها ومعانيها وأحكامِها من أصْعَب آيٍ في القُرْآن وأشْكلِها، قال: ويحتملُ أن يُبْسَطَ ما فيها من العلوم في ثلاثينَ ورقةً أو أكثر"، قال: "وقد ذكرنَاهَا مشروحةً في كتاب مفردٍ".
    وقال ابن عطية: "وهذا كلامُ من لم يَقَعْ له الثَّلَجُ في تَفْسيرها، وذلك بَيِّنٌ من كتابه".
    وقال السَّخَاوِيُّ: "لم أر أحدًا من العلماء تَخَلَّصَ كلامُه فيها من أوَّلها إلى آخرها"، وقال الواحديُّ: "وهذه الآية وما بعدها من أعوص ما في القرآن معنًى وإعرابًا وتفسيرًا".
    ثم قال ابن عادل بعد ذلك:
    قوله: "استحقّ"؛ قرأ الجمهور: "استُحِقَّ" مبنيًّا للمفعول، "الأولَيَانِ" رفعًا.
    وقرأ حفصٌ عن عاصم: "اسْتَحَقَّ" مبنيًّا للفاعل، "الأوليَانِ" كالجماعة، وهي قراءة عبدالله بن عبَّاس وأمير المؤمنين عليٍّ - رضي الله عنهم - ورُوِيَتْ عن ابن كثيرٍ أيضًا.
    وحمزةُ وأبو بكرٍ عن عاصمٍ[3]: "استُحِقَّ" مبنيًّا للمفعول كالجماعة، "الأوَّلِينَ" جمع "أوَّل" جمع المذكَّر السَّالِم.
    والحسن البصريّ: "اسْتَحَقَّ" مبنيًّا للفاعل، و "الأوَّلانِ" مرفوعًا تثنية "أوَّل".
    وابن سيرين كالجماعة، إلاَّ أنَّه نَصَبَ "الأوْلَيْينِ" تثنية "أوْلَى".
    وقرئ: "الأوْلَيْنَ" بسكون الواو وفتْح اللام، جمع "أوْلَى" كالأعْلَيْنَ في جمعِ "أعْلََى".
    ولمَّا وصل أبو إسحاق الزَّجَّاج إلى هذا الموضوع [الموضع]، قال: "هذا موضعٌ من أصْعَبِ ما في القرآن إعرابًا".
    قال شهاب الدين[4]: ولعَمْرِي، إنَّ القولَ ما قالَتْ حَذَامِ؛ فإنَّ النَّاس قد دارَتْ رؤوسُهم في فَكِّ هذا التَّركيب.
    = = = = = =
    [1]قال الإمام القرطبي: قلتُ: ما ذكره مكي - رحمه الله - ذكره أبو جعفرٍ النَّحَّاس قبله أيضًا.

    [2]نقلته منه؛ لأن فيه غنية عمَّا في "البحر المحيط" و "الدر المصون"؛ لأنَّه تابع لهما.

    [3]وكذلك قراءة خلف وقراءة يعقوب.

    [4]يعني: السمين الحلبي، يراجع: الدر المصون.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •