تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء))

    ###
    هذا الموضوع امتداد لنقاش بدأه بعض الإخوة في هذا الموضوع:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=50154
    وقد فصل في موضوع مستقل نزولا على طلب الأخ طالب الإيمان
    ###

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة

    المتشابه ما لا يعلمه كثير من الناس لاشتباه معناه، وليس ما لا يعلمه أحد من الناس لخفاء معناه.. والمذهب الذي ذكرته في تأويل آية آل عمران من القول بأن من المتشابه ما لا يعلم معناه أحد من الناس = مذهب المفوضة من المتكلمين الذين زعموا أن فهم معاني الصفات يلزم منه تشبيهها فوجب تفويض معناها، ثم استدلوا بهذه الآية على التفويض.. وهذا باطل إذ الصحيح أن المراد بقوله تعالى ((وما يعلم تأويله إلا الله)) أي ما يعلم وقته أو مصيره أو حقيقته أو (ما يؤول إليه: أي يوم القيامة)، وليس المراد معناه، والله أعلم.
    .
    عجيب أخي أبا الفداء ! قررت ثم بنيت على ما قررت استنتاجاً غير دقيق.

    فعند الإمام القرطبي :"اختلف العلماء في المحكمات والمتشابهات على أقوال عديدة ، فقال جابر بن عبد الله ، وهو مقتضى قول الشعبي و سفيان الثوري وغيرهما : المحكمات من آي القرآن ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره . المتشابه ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل مما استأثر الله تعالى بعلمه دون خلقه . قال بعضهم : وذلك مثل وقت قيام الساعة ، وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى ، ونحو الحروف المقطعة في أوائل السور" .

    ومعلوم أن المثال الأخير - الحروف المقطعة - متعلق بالمعنى ، فإذا جاز على الأحرف وهي من القرآن جاز على غيره.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء))

    فعند الإمام القرطبي :"اختلف العلماء في المحكمات والمتشابهات على أقوال عديدة ، فقال جابر بن عبد الله ، وهو مقتضى قول الشعبي و سفيان الثوري وغيرهما : المحكمات من آي القرآن ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره . المتشابه ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل مما استأثر الله تعالى بعلمه دون خلقه . قال بعضهم : وذلك مثل وقت قيام الساعة ، وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى ، ونحو الحروف المقطعة في أوائل السور" .

    ومعلوم أن المثال الأخير - الحروف المقطعة - متعلق بالمعنى ، فإذا جاز على الأحرف وهي من القرآن جاز على غيره
    بارك الله فيك..
    لا يخفاك أن قول القرطبي "قال بعضهم" قد يجمع فيه أقوال أهل العلم بما لا يخلو من كلام المتكلمة في زمانه وغيرهم، ولا ينسب القول بعينه إلى أحد بعينه. وبصرف النظر عما جاء بعد قوله "قال بعضهم"، فهذا القول المنسوب إلى جابر رضي الله عنه (ويقول القرطبي إنه كذلك مقتضى كلام من سماهم، بحسب فهمه) = يحتمل أن يكون مراده منه الجهل بالمعنى والتفسير، أو الجهل بمآل الأمر وما يكون من حقيقته..
    والحروف المقطعة مختلف في تفسيرها كما لا يخفاك، والقول بأنها قد استأثر الله بالعلم بمعناها قول معتبر، (وإن كنت لا أقول به) ولكنه لا دخل له بصنيع بعض المتكلمين في الاستدلال بهذا المعنى للتأويل في آيه آل عمران ليفوضوا في معاني الصفات يجعلونها من جنس الحروف المقطعة! ولو كان صحيحا معتبرا أن تلك الحروف لا يعرف أحد من الناس تفسيرها مطلقا ولا يجوز لهم تطلبه، لأنكر أئمة السلف على من ذهبوا في تأويلها إلى ما تعلم من المذاهب، كما أنكروا على من ذهب يتكلم في المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج يتأول بعض الغيبيات بما لا يمكن معرفته مما في النصوص التي أنبأت بتلك الأمور = فدل ذلك على أن هذا المذهب: قطع الطمع في معرفة معناها والاستفادة منه، مذهب مردود.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    جزاك الله خيرا.
    نعم اتفق معك في الجملة ، ولو قال لي شخص جئني بآية في كتاب الله لم يعرف معناها القدماء أو المعاصرون ، لقلت له :"لا أجد".

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    نعم اتفق معك في الجملة ، ولو قال لي شخص جئني بآية في كتاب الله لم يعرف معناها القدماء أو المعاصرون ، لقلت له :"لا أجد".
    بوركتَ ..
    و قد ْ قلتها قبل ذلك ..
    الأصح – و الله أعلم – أن القُرآن كُلهُ مفهوم
    هذه أولاً ، لتقرير الموقف المُجمل ، و التفصيل يأتي - بعونِ الله - .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم. العلم التفصيلي والإحاطة بعلوم الكتاب كل هذا مستحيل. وهو مضمون كلامك أخي طالب الإيمان إذا ما فرّقنا بين العلم الإجمالي والتفصيلي. أما العلم بما لا يسع أحد جهله ، فهذا حاصل بضرورة الشرع ، وقد جعله ابن عباس من أقسام التفسير ، قال:"وتفسير لا يعذر أحد بجهله" او نحو هذا.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    العلم التفصيلي والإحاطة بعلوم الكتاب كل هذا مستحيل
    إن كان الكلام عن علم الرجل الواحد فهو صحيح.. فالمتشابه كما تقدم لا يعلمه كثير من الناس. وإلا فالأمة لا تخلو بمجموعها في قرن من القرون - ولا بد - من وجود العلم بمرادات الرب من كلامه (محكمه ومتشابهه) منثورا فيها، علمه من علمه وجهله من جهله.
    لذا فكل ما يخرج على ما فهمه المتقدمون جملة - بحيث يلزم من القول به خلو قرن من القرون السالفة من معرفة الحق في مراد الرب من خطابه في موضع من المواضع - فإنه يرد ولا يقبل. ولهذا قررت أنني أقبل في أبواب التفسير ما يكون من إضافة أصحاب التفسير العلمي الحديث لتفسير آية من الآيات ما لم يكن إثبات ما جاءوا به مؤديا إلى إبطال جميع ما كان عليه الأوائل في فهم هذه الآية، والخروج على ما يمكن أن يؤخذ منه بالمطابقة أو اللزوم أو التضمن!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    ولهذا قررت أنني أقبل في أبواب التفسير ما يكون من إضافة أصحاب التفسير العلمي الحديث لتفسير آية من الآيات ما لم يكن إثبات ما جاءوا به مؤديا إلى إبطال جميع ما كان عليه الأوائل في فهم هذه الآية، والخروج على ما يمكن أن يؤخذ منه بالمطابقة أو اللزوم أو التضمن!
    وهذا عينُ ما أردنا شيخ أبي الفداء ، ألا و هوَ التنوّع المقبول ، و لذلك قلتُ في أولِ مشاركةٍ لي ( في موضوع الأخ بكر ) أنهُ إنْ كان هناك تعارض بين التفسير العلمي الحديث و مقتضيات اللغة ، أو إجماعات السلف ، فتقدم اللغة بلا شكّ ، ما دمنا لا نستطيع الجمعَ بين التفسيرين ، أما إنْ استطعنا الجمع و لا تعرض فلا إشكال في التنوع و قبول ما تحتمله الآية الواحدة (بل يجب قبول التنوّع)، شكراً لك على هذا التقرير .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    وإلا فالأمة لا تخلو بمجموعها في قرن من القرون - ولا بد - من وجود العلم بمرادات الرب من كلامه (محكمه ومتشابهه) منثورا فيها، علمه من علمه وجهله من جهله.
    فهل يُفهم من كلامكِ أنّ في (قرن الصحابة) ، هناك ما لم يفهم بتفصيله أو بوجهٍ من وجوه الفهم ؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    فهل يُفهم من كلامكِ أنّ في (قرن الصحابة) ، هناك ما لم يفهم بتفصيله أو بوجهٍ من وجوه الفهم ؟
    ليس كذلك.. فلو صح هذا - بهذا التحرير - لكان لازمه تخلف بلوغ مراد الرب من شيء من خطابه لأول المخاطبين به، وهذا ممتنع.. فلم يرد في الوحي أن من خطاب الشرع أو نصوصه ما لن يفهمه ولن ينتفع به الناس (في إقامة الحجة والإصلاح والهداية وعموم الغاية التي أنزل القرءان من أجلها) إلا في قرون لاحقة! بل النص واضح على أن الأمة لا تخلو من قائم بالحق في أي قرن من القرون، وعلى أن القرون الأولى خير (في الجملة) في الاستفادة من نصوص التنزيل مما يليها.
    ولكن في المسألة تفصيل مهم.
    فإن اعتبرنا أن معاني ومرادات الخطاب القرءاني في كل منها أصل وفروع، بحيث أن الأصل هو ما تقوم به الحجة ويفهم به مراد الرب جل وعلا على الوجه الأكمل، فهذا الأصل يلزمنا أن نسلم بوجوده - ولابد - في القرون الأولى وعدم خلوها منه في أي نص من النصوص.. أما ما يزيد على هذا من مزيد إشارة لطيفة أو ربط بين آيتين في وجه من الوجوه أو زيادة بيان لفائدة متفرعة على ذلك الأصل، فهذا قد يتخلف ظهوره بحسب اجتهاد الحذاق في كل زمان، ولا يلزم من تخلفه في القرون الأولى تجهيلهم بمراد ربهم من التنزيل، فالنص واضح على أن الكتاب مفصل تفصيلا وافيا بلسان عربي مبين لا غموض فيه ولا إلغاز، والله أعلم. فالسابقون في غنية عما جاء به اللاحقون.. وأما اللاحقون فلا غنية لهم عن لزوم سبيل السابقين، وإنما يطلبون معرفته بما آتاهم الله من الوسائل.
    ومثال ما أضافه المتأخرون (أعني بالنسبة لقرن الصحابة) من هذا: ما فصله أهل العلم من أوجه بلاغية ونحوية في كتاب الله قعدوا ونظروا لما تحققه تلك الأوجه من فوائد معنوية في الآيات لم يقف عليها - على هذا النحو - أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولكنهم كانوا يشهدون بأن الصحابة لم يكونوا بحاجة إليها. فالغاية الربانية منها كانت متحققة فيهم قطعا من غير أن يقفوا على هذا التقسيم والتحرير الذي ظهر لاحقا لاستخراجها بقواعد أهل اللغة.. وفهمهم لها كان أدق وأقرب إلى إصابة مراد الله - بطبيعة الحال - من فهم من جاء بعدهم، وما اجتهد المتأخرون عليهم في التحرير والبيان والتقعيد والتأصيل وربط الآيات ببعضها البعض إلا لغاية تحقيق أحرى الأقوال بالصواب في فهم مراد الله، الذي يعلمون ويشهدون بأنه كان معلوما عند السابقين عليهم دون الحاجة إلى شيء من ذلك.
    ومن هذه البابة أقول إن مبدأ الاستعانة بالمكتشفات العلمية الحديثة في التفسير في زماننا ليس فيه إشكال من حيث الأصل.. فكما نجد في الفقه مسائل خلافية يمكن الاستعانة بمكتشفات العلم (الحقائق القطعية منه) أحيانا في ترجيح قول فيها على قول في دائرة الخلاف المعتبر، فإننا قد نجد مثل هذا في باب التفسير. وكما يمكن الاستعانة بعلوم اللغة والبلاغة والبيان في تقريب المعنى الذي فهمه الأولون إلى أهل الأزمنة اللاحقة (إذ المراد معرفة مراد الله الذي نجزم بأنه لم يخفَ على مجموع الأولين في كل قرن سالف)، فإنه يسعنا مثل هذا في علوم هذا الزمان.. على ذات التأصيل الذي نربط به بين مدارس التفسير بحيث ينتظم التفسير بالمأثور مع التفسير باللغة مع التفسير بالقرءان نفسه، في منطومة واحدة لا شذوذ فيها ولا تجهيل لسلف الأمة رضي الله عنهم ..

    والمشكلة في الحقيقة ليست في فهم هذه القاعدة وإعمالها على كل وسيلة مستجدة يراد استعمالها في التفسير.. لكن المشكلة في لزومها وتطبيقها، فإن أكثر المشتغلين بالتفسير العلمي - على الاصطلاح المعهود - ذوو حظ قليل جدا - بكل أسف - من علوم التفسير وأصوله وعلوم اللغة وغيرها مما يلزم المشتغلين بالتفسير الإلمام به.. ولا تأصيل لهم في علوم الشريعة بصفة عامة وعلوم الآلة، فتراهم يفسدون من حيث يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ويشذون عن مراد الرب من كلامه من حيث يظنون أنهم يقربونه إلى أذهان أهل زمانهم ويثبتون صحته.. بخلاف أرباب التفسير اللغوي في القرون المتقدمة الذين كانوا أئمة في علوم الشرع مستكملين لعدة الاجتهاد والنظر فيه..

    أسهبت واستطردت كثيرا فيما هو خارج عن موضوع الصفحة، فأرجو المعذرة.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    فلو صح هذا - بهذا التحرير - لكان لازمه تخلف بلوغ مراد الرب من شيء من خطابه لأول المخاطبين به، وهذا ممتنع
    كانَ الكثير مما لم يفهمهُ الصحابة يفزعون بهِ إلى النبيّ - صلى الله عليهِ و سلم - ، و على ذلك فبعضِ الآيات ِ لم يفهمها الصحابة من تلقاء أنفسهم ، بل رجعوا إلى النبيّ - صلى الله عليه و سلّم - .
    و على ذلكَ أيضاً ..
    يصحُّ أنَّ بعضَ ما لم يفهمهُ الصحابة واقع ٌ بعد وفاتهِ ، من بعضِ وجوه الفهم ، أي فهموا وجهاً و لم يفهموا وجهاً ، و الذي لم يفهموه ليسوا بحاجةٍ إليهِ ، على الاعتبارِ الزمني ، على اعتبارِ أنَّ العلوم تتطور عبر الزمن ..
    و ذلكَ .. يؤكّد ُ :
    = أنَّ الشريعةَ - و القُرآن بالطبع - صالحٌ في كلِّ الأزمان ، في القانونِ و التشريع و في الآياتِ الكونيّة المبثوثة في القُرآن الكريم .
    = أنَّ هناكَ وجهاً لم يفهمه الصحابة .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    لكن المشكلة في لزومها وتطبيقها، فإن أكثر المشتغلين بالتفسير العلمي - على الاصطلاح المعهود - ذوو حظ قليل جدا - بكل أسف - من علوم التفسير وأصوله وعلوم اللغة وغيرها مما يلزم المشتغلين بالتفسير الإلمام به..
    أوافقكَ الرأي ، أنَّ البعض من أربابِ التفسير العلمي يُجازفون في بعضِ الآيات ، و يلوون النصوص لموافقةِ القطعيّات من العلوم الحديثة - و هُم معذورون في ذلكَ - ، و لكني أُخالفكَ أنهم محتاجون للتأصيلِ الشرعيّ ، بل تكفيهم اللغةُ العربيّة ، لأنّ الوجه الذي يفهمهُ أرباب التفسير العلمي ، و هوَ الوجه العلميّ من الآية لا يحتاجُ إلى علوم الشرع ، بل علوم اللغة ..

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    = يقولُ الإمام الخطابيّ - رحمةُ الله عليهِ - :
    (( وقد جعلَ الله آيات كتابهِ الذي أمرنا بالإيمان بهِ ، و التصديق بما فيهِ ، على قسمين : محكماً و متشابهاً ، فقالَ عزّ من قائل (هوَ الذي أنزل عليكَ الكتابَ منهُ أياتٌ محكماتٌ هُنَّ أمٌّ الكتاب و أُخرُ متشابهات) إلى قولهِ (كلٌ من عندِ ربّنا) ، فأعلم أنَّ المتشابهَ من الكتاب قد استأثرَ اللهُ بعلمهِ ، فلا يعلمُ تأويلَهُ أحدٌ غيرَه ، ثُم أثنى الله عز وجلَّ على الراسخين في العلم بأنّهم يقولون : آمنّا بهِ ، و لولا صحة الإيمان منهُم لم يستحقوا الثناءَ عليهم )) [تفسير القرطبي / جـ5 / 26] .
    - يُفهمُ من كلامهِ - رحمةُ الله عليهِ - ، أنَّ في القُرآن متشابه ، لا يعلمهُ الصحابة ، و لا النبيّ - صلى اللهُ عليهِ و سلّم - ، إذْ (أحدٌ) ، تُظهرُ العموم .
    - أنّ مغزى كلامهِ ، أنَّ الإيمان المُسبق بأنَّ الكتابَ من اللهِ - عزَ وجل - يؤمنُ بأنهُ صحيح كله ، إجمالاً و تفصيلاً ، فهمناه أم لم نفهم .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    = على أيِّ تقرير ، عندَ القول بأنَّ القرآن معجزٌ كله ، دون الآية الواحدة ، فيوافقُ قولَ الخطابي ، و إن ْ قلنا أنَّ كلَّ آيةٍ معجزة ، فهوَ موافقٌ لقول : أنَّ القُرآن مفهومُ كله ، فاختر إحداهما ؟ ؟

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    = و هناك أمرٌ آخر يؤثرُ على ما نحنُ فيهِ ، ما نحنُ محتاجونَ إليهِ من السلفِ ، في فهمِ بعض الآيات ، و هوَ الحاسم لمعاني بعضِ الآيات ، هل هوَ إجماعهم على فهمِ الآية ، أم قول آحادهم ؟ ؟
    = و قولكَ أنَّ المتأثرين بالمفوّضة هُم من يقولون بأنَّ متشابه القُرآن غير مفهوم ، إطلاقٌ غير صحيح و إحصاء غير تامّ ، فهذا ابن فورك - و فيه نفس تفويض - يقول ُ القُرطبي عنهُ : (( ورجّحَ ابن فورك أنَّ الراسخين يعلمونَ التأويل ، و أطنبَ في ذلك )) [ج5/28] ، و الرازي قال نفس القول ، و الأشاعرة مفوضة قبلَ أن يكونوا متأوله .
    ـــــــــــ
    تعديلات و زيادات :
    فأعلم أنَّ المتشابهَ
    العفو ؛ فاعلم .
    فبعضِ الآيات
    فبعضُ .
    و يلوون النصوص لموافقةِ القطعيّات من العلوم الحديثة - و هُم معذورون في ذلكَ -
    مما تأباهُ الآيات لغةً أو شَرعاً .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    بارك الله فيك .. أراك قد أدخلت الكلام في الإعجاز في ضابط المحكم والمتشابه، بما قد يضيع به أو يتشوش موضوع الصفحة ..ولكن هي صفحتك على أي حال (ابتسامة)
    سأعود للتعقيب على ما تفضلت به فيما بعد إن شاء الله.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    أراك قد أدخلت الكلام في الإعجاز في ضابط المحكم والمتشابه،
    أدخلتهُ في الصفحة و ليسَ في الضابط ، فهوَ مُتأثر و ليسَ مؤثر .. (وصفحتنا صفحتكم ، و أنتُم أصحاب البيت و نحن الضيوف) .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    أوافقكَ الرأي ، أنَّ البعض من أربابِ التفسير العلمي يُجازفون في بعضِ الآيات ، و يلوون النصوص لموافقةِ القطعيّات من العلوم الحديثة - و هُم معذورون في ذلكَ - ، و لكني أُخالفكَ أنهم محتاجون للتأصيلِ الشرعيّ ، بل تكفيهم اللغةُ العربيّة ، لأنّ الوجه الذي يفهمهُ أرباب التفسير العلمي ، و هوَ الوجه العلميّ من الآية لا يحتاجُ إلى علوم الشرع ، بل علوم اللغة ..
    هذا فيما أظن أخي انه على العكس مما تقول...اذ أنه فعلا محتاجون لمعرفة علوم الشرع مما لها تعلق بتفسير الكتاب ..و لا تكفيهم علوم اللغة فقط..فكما ذكر الأخ أبو الفداء هناك مثلا معرفة الاختلاف و الاجماع وهو من علوم الشرع الجليلة و لا بد لأي مفسر يريد القيام بصنعة التفسير من معرفتها حتى لا يخرج عن ماذكره الاخوة الى المعاني المهجورة من السلف و التي ليس لها أصل عندهم فيما كان مقتضاه موجودا في عهدهم ..و الا لزم الرجوع بالابطال على اصل الدين و بيانه و خلو الزمان من قائم بالحجة....وهذا يشمل جميع انواع التفسير من الفقهي و الاعجازي و اللغوي و الاشاري و غيرها...
    و هذا و الله أعلم كما ذكر الاخوة فيما احسب نقص قاتل و ثغرة مميتة في الباحثين المعاصرين في الاعجاز العلمي ..فبعد ان كان الخائضون فيه قديما هم من جلة العلماء و الممارسين للعلوم الشرعية من المفسرين كالشيخ رشيد رضا او الشيخ القاسمي او غيرهم...أصبح المعاصرون جلهم لا يلتفتون الى أهمية هذه العلوم و أولويتها في التعامل مع كتاب الله ..و لهذا خرج بهم هذا التفريط الشديد جراء الحماس الى مغالاة شديدة فيه غير معروفة عند الأقدمين ...فكثر فيهم التأويل القسري لمعاني القرآن و الافتاء بغير علم ...فكانت النتيجة الحتمية ان ضلوا و أضلوا..حتى اني رأيت اناسا من الملحدين كان سبب الحادهم اكتشافهم لتهافت بعض هذه التفاسير و لم يكونوا يعرفون غيرها...للأسف
    قال الامام الشافعي
    "لا يحلُّ لأحدٍ أنْ يُفْتِي في دِينِ اللهِ إلّا رجلًا عارفًا بكتاب الله : بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ، وتأويله وتنزيله ومكيِّه ومدنيِّه ، وما أريدَ به= ويكون بعد ذلك بصيرًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناسخ والمنسوخ ويعرف من الحديث مثل ما عرف من القرآن= ويكون بصيرًا باللغة بصيرًا بالشعر ، وما يحتاج إليه للسنة والقرآن ، ويستعمل هذا مع الإنصاف = ويكون بعد هذا مشرفًا على اختلاف أهل الأمصار= وتكون له قريحةٌ بعد هذا . فإذا كانَ هكذا فله أنْ يتكلّم ويفتي في الحلال والحرام ، وإذا لم يكنْ هكذا ، فليس له أن يفتي" .
    من أجمل ما قرأت في الحب:
    "وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته"

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    تعديلات و زيادات :

    اقتباس:
    فأعلم أنَّ المتشابهَ
    العفو ؛ فاعلم .
    عفواً أخي الكريم التصحيح ليس صحيحاً فالعبارة الأولى لا شائبة فيها وهي :
    فقالَ عزّ من قائل (هوَ الذي أنزل عليكَ الكتابَ منهُ أياتٌ محكماتٌ هُنَّ أمٌّ الكتاب و أُخرُ متشابهات) إلى قولهِ (كلٌ من عندِ ربّنا) ، فأعلم أنَّ المتشابهَ من الكتاب قد استأثرَ اللهُ بعلمهِ ، فلا يعلمُ تأويلَهُ أحدٌ غيرَه ، ثُم أثنى الله عز وجلَّ على الراسخين في العلم بأنّهم يقولون : آمنّا بهِ ، و لولا صحة الإيمان منهُم لم يستحقوا الثناءَ عليهم ))

    فالمعنى : فأعلم - سبحانه - عبادَه أن المتشابه قد استأثر الله بعلمه، ثم أثنى - سبحانه - على الراسخين ... إلخ
    فأعلم فعل ماض من الإعلام وليس فعل أمر من العلم وبيان ذلك في عطف الجملة الثانية عليها فمن أثنى على الراسخين في العلم هو الذي أعلمنا أنه قد استأثر - سبحانه -بعلم المتشابه.
    والله أعلم

    وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** ودافع ولكـن بالتي هي أحسن

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: في تحقيق الفرق بين المحكم والمتشابه في القرءان

    عفواً أخي الكريم التصحيح ليس صحيحاً فالعبارة الأولى لا شائبة فيها
    صدقتَ و أحسنتَ و بوركت ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •