الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد .
تمر الدهور .....وتمضي الشهور .........ولكنَّ في القلب شيئا لا يبور........ إنه الحب للبيت المعمور !
في كل عام يهفو فؤادي..... إلى أن أرحل عن بلادي ...... متوجها إلى ما جُعل للناس سواء العاكف فيه والبادي .
لم أعشقِ الغيد ...... ولا اشتهيتُ الثريد ......... ولكنّ عشقي لمكة فريد .......... عشق لسان حاله يقول هل من مزيد ؟ .
فلله كم لي من عَبرة إن غاب وصالُها........ وكم لي من مهجة نالتها نصالُها ........فياليتني رضيع من رحيقها ولم يصبني فِصالُها .
كلما أسدل الليل ستارَه ........ورعى كلُ راع ذِمارَه .........خضتُ من بحر الشوق غِمارَه .
شوقا إلى أيام وليال .........هي بين أيامي كسمط اللاّلي ........في بطن مكةَ ذاتِ الكمال .
شوقا إلى كعبة جُعلت لنا بيتا ....... من سحرها تخال الصبح بازغا وقد قيل أمسيتَ .........فليهنأِ القلبُ برؤيتها وكان عند غيابها ميتا .
وذكر الطواف دواء العليلِ ........ وفي أشواطه رِواء الغليلِ ............وفي عبقه ذكرى الخليلِ .....وفي ركعتيه مناجاة الجليلِ .
وزمزمُ النقاءُ سقيا الرضيع ........ وبلسمُ الحياةِ شفاءُ الصريع ..........بشربها يجيب دعاءَ الشاربِ السميع .
والقلب يهفو دوما إلى الصفا ........... به وبالمروة لهيب شوقي انطفا ............سنة زوج الخليل ولها المسلم قفا .
ولله قضاء أيام بأم القرى ......... مرت حثيثا وهل تعود أم يا ترى ؟ ..........نسري إليها وفي صبحها يُحمد السُرى .
وما أحلاك يا شهرَ الصيامِ بالبلد الأمين ...........لا سيما عشر من أخراك ميامين .......... ومكة حينئذ عروس يزفها الملايين .
وأكرم بإفطار على سطح الحرم ........ وتمرات أجاويد من أهل الكرم ......... وقهوة ما عهدها سكان الهرَم .
ثم الصلاة للقيام أثابكم الباري ...... خلف السديس أو الشريم القاري ........ في موكب بمكة دون سائر الأقطار .
وبعد القيام سيأتي العَشاء ....... بكبسة هنية من لحم شاء ........ أو لحم طير فكل ما تشاء .
ثم صلاة الليل مثنى مثنى ...... بمكة لها في النفس كل معنى ......... وقد افترش المصلون بمكة كل مبنى .
فيا إخوة أحببتهم من ذا الوادي ........ قلبي صدٍ من البعاد ....... فاذكروا وأنتم في حرم الهادي .......فتىً من مصرَ يُدعى العبادي .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم .