و قد روينا بإسنادهم ، أن عقبة بن نافع رحمه الله حين جمع أهل القيروان عليها ، كان معه في عسكره خمسة و عشرون من الصحابة ، و أنه جمعهم مع وجوه عسكره و كبار أصحابه ، فطاف بهم حول القيروان ، و أقبل يدعوا لها هو و أصحابه و يقولون في دعائهم :
اللهم إملأها علمًا و فقهًا ، و عمرها بالمطيعين لك و العابدين ، و إجعلها عزًا لدينك و ذلاً لمن كفر بك ، و أعز بها الإسلام ، و أمنها من جبابرة الأرض ، اللهم حببها لساكنها و آتها رزقها رغدًا من كل مكان ، اللهم لا تطف لها نارًا ، و لا تهتك لها حريمًا .

روى عبد الله بن وهب ، عن بن لهيعة ، أن عقبة بن نافع وقف على وادي القيروان و قال : يا أهل الوادي ، أظعنوا فإنا نازلون ، و أن ما وجدناه قتلناه ، قال الراوي فرأينا الحيات تخرج من أجحارهن هاربة حتى أوجعها حر الشمس ، فلما لم يروا منها شيئا نزلوا الوادي .