إلامَ ذا التعَامِي في التَمَـادِي = و قَرعُ النُذْر دوماً في ازديادِ
لعَمْرُ الله بتْنَا فـي صـدودٍ = ألا فَلنسْتفقْ قَبَـلَ التَنـادي
مآسٍ في مُشَاهَدِهَـا دُروسٌ = يُنَبِّهُ وَقْعُهـا حَـيَّ الفُـؤاد
صَبيحةُ تاسعٍ في شهرِ حجٍ = عَرُوسٌ أُلبستْ ثوبَ الحدادِ
فلا عرفاتُ مَمْسَاهَا سعيـدٌ = و صُبحُ العيدِ مُتشِحُ السَواد
لقد نَعِمَتْ بخَيْـراتٍ غـزارٍ = و لكنَّ النَعيـمَ إلـى نفـادِ
أتَاهَا أمرُ باريهَـا فصَـارتْ = بواراً فَوقهـا مثـلُ الرمـادِ
بسيلٍ جاءَ كالطوفانِ هـدراً = أطمَّ بهَا الحَواضِرَ و البوادي
أحالَ بنـاءَ أهليهَـا رُكامـاً = فصارتْ مثلما خُـرَبٍ تِـلادِ
و مُدخراتُ قومٍ قد تَلاشَـتْ = و مَا فقدُ النفوسِ كما العَتَاد
فكمْ ناسٍ أُصيبتْ في حَبيبٍ = يُذيبُ أَنينُهُمْ صُـمَّ الجَمَـادِ
مِئِيْنٌ قدْ قَضَتْ غَرَقاً فَوافَتْ = إلهَ الكـونِ رحمـنَ العبَـادِ
عزاءُ النَفْسِ فيمنْ راحَ منهمْ = بمَبعَثِهِ شهيداً فـي المَعَـادِ
ألا يَا ربَنا فاجبُـرْ مصابـاً = و عَاقِبْ ربنا طُغَمَ الفَسَـاد
بِهَتْكِك سِتَرِهْمْ بينَ البرايـا = فقدْ شَمِتَتْ بِهمْ فينَا الأعَادي
ألا بَاعدْهُـمُ ربّـاهُ عـنّـا = و وَلِي الصالحينَ على البِلادِ
ليُزْهَقَ باطلٌ و يقامَ شـرعٌ = يَدُلُ الناسَ للنَهْـجِ الرَشَـادِ