قاطع الأشجار

يا موطني
ماذا يريدُ منكَ قاطعُ الأشجار
ذراعهُ تمتدُّ فيها نقمةُ المنشار
أراهُ يُتلفُ الأوراقَ والأغصانَ والأثمار
يريد أن تداس جنة العفافِ
فيمرح الموبوء في أكنافها
ويستبيح حرمةَ الأزهار
يُحوِّلَ المياه من حياضِ الطهرِ والنقاء
إلى حياضِ متعةِ الفحشاء
يثيرُ رغبةَ البلاء
وينشرُ البغاءَ والوباءَ والدمار
يريدُ لعنةَ الفساد
فيغرق المهووس في أعراضنا
ويكسب الرهان
ويدَّعي تطور الأفكار
وعالماً ينافي القرآن
يا موطني
يا جنة الأرض التي تبكي الحياء
ما عادَ فيها من حياء
المرجفونَ بيننا
النَّاقمونَ ديننا
العابثونَ بالمكانِ والزمان
يرونَ أنَّ قيمةَ الإنسانِ في هتكِ الستار
يرونها في وجهِ أنثى خدُّها علامةٌ للإنفتاح
والسحرُ في عيونها حقٌّ مباح
وصحبةُ الرجالِ للنساءِ سلمٌ إلى النجاح
يا موطني
أما علمتَ أن قاطعَ الأشجارِ
يريدُ أن نعيشَ في العراءِ
ما عادَ في وجهِ الحياءِ من حياء

=============

عبد الملك الخديدي