فهذه مشلكة لأحد الاخوة _عافاه الله_وهى انه طالب فى كلية الهندسة فى مصر وهى كلية عملية صعبة ثم هو التزم ثم سمع عن العلم الشرعى وفضله فاخذ يحفظ القرآن حتى اتمه ويطلب العلم الشرعى و لأنه كان من بلدة صغيرة لا يوجد بها معلمون اخذ يبحث عن احد يعلمه فكان يسافر يوميا الى مدن مجاورة حتى يحضر دروس واهمل دراسته فى كلية الهندسة الصعبة ولكنه حقق فى فترة معينة قدر من العلم وكان يمكث كثيرا فى المسجد و كان ينظر الى غيره من الطلاب الذين يختلفون فى ظروفهم عنه و يقارن نفسه بهم ثم كانت النتيجة الحتمية ان رسب صاحبنا و بقى فى عامه الدراسى الذى كان يدرس به و نزلت هذه الحادثة على رأسه نزول الصاعقه فهو كان متفوة طيلة عمره فى دراسته الأكاديمة وحزن حزنا شديدا و أصابه اكتئاب شديد ولم يعد يذهب الى المسجد _مسجد الاخوة _ طيلة فترة الاجازة وانطوى على نفسه
ثم لم يلبث ان جاء رمضان فعاد الى المسجد ولكنه عاد كالغريب حتى ان بعض الاخوة ظن انه كان مسافر فهو لم يكن يلتقى باحد ابدا ثم جاء العام الدراسى الجديد فكان لا يذهب الى الكلية بانتظام وكان يشعر انه غريب بين هؤلاء الطلاب الجدد وكان يشعر بالخجل من اصحابه القدامى ويتهرب منهم ولا يسلم عليهم وان كلمهم فابقتضاب شديد واختصار مخل للكلام حتى اشتهر عنه انه منعزل لا يكلم احد ولا احد يكلمه ابد
و لم يعد يدرس علم شرعى بانتظام كما كان وكان يشعر بالضياع ثم فى نهاية السنة نجح اعجوبة ثم هو مازال تائه حائر منطوى حزين مكتئب واخذ فى الاجازة يحاول ان يستعيد عافيته و لم تلبث الدراسة ان جاءت عليه فهانت عليه نفسه فاخذ يبحث عن الحل هل الانتظام فى الدراسة بالكلية ام العلم الشرعى ولكنه من نوعية الطلبة _كما يخبر عن نفسه _انه لا يستطيع الجمع او الموازنة فهو ان اشتغل بالعلم الشرعى اخذ يبحث و يذاكر ويحفظ و يقرأ و ينسى نفسه تماما و ان اشتغل بالعلم الأكاديمى اخذ يذاكر ويراجع ويبحث عن مراجع اخرى غير التى تشرح له فى الكلية فيقرأ بها وهو يقول ان العلم الشرعى يحتاج الى تفرغ تام او شبه تام ويضرب الامثلة بالشيوخ المعاصرين فى مصر فيقول لا احد منه يعمل عمل منتظم فى مجال دراسته الاكاديمية بل وبعضهم لا يعمل مطلقا و بعضهم لا يعمل الا وقت قليل جدا من اليوم وهو يقول انه حتى لو استطاع الجمع فانه لا توجد ثم فائدة كبيرة من العلم الشرعى الذى شوف يحصله فهو _اى العلم الشرعى _العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك و اصبح حائر فماذا عليه ان يفعل ادراسته ام العلم الشرعى ثم ان والده يقول له ان الواجب عليه ان يعلم الحد الادنى من العلم الشرعى ثم يجتهد فى عمله الدنيوى حتى يكفى المسلمين الاحتياج للغير ويقول له ايضا انه اذا كان العلم الشرعى افضل من الدنيوى فماذا لو اتجه المسلمون كلهم الى هذا المجال وكل انسان بطبعه يطمح الى المعالى فستكون النتيجة ضعف المسلمين وهوانهم على الناس
افيدونا مأجورين بالنصيحة ورجاء الدعاء له بالهداية وعذرا للاطالة