تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 33

الموضوع: معاني تعدية الافعال

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي معاني تعدية الافعال

    الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على سيد الانام سيدنا محمد فصيح العرب والعجم اما بعد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من المعلوم ايها الاخوة الاحبة ان اللغة العربية لغة القران فيجب علينا فهمها على احسن وجه حتى لا نقع فيما لا يحمد عقباه

    اذن ايها الاخوة كما تعلمون جميعا بان الافعال تنقسم الى افعال متعدية ولازمة ولكلٍ معنًى في اللغة فارجو منكم مشايخنا وطلبة العلم في هذا الملتقى ان تكلمونا عن معاني الافعال المتعدية في اللغة العربية عامة وفي القران خاصة ونخص بالذكر الفعل -اضل-و-اغفل- في القران
    قال تعالى:ارايت من اتخذ الــه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه... الاية 23 من سورة الجاثية
    وقوله تعالى :ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا...الاية 28 من سورة الكهف
    فما المراد من قوله تعالى في هاتين الايتين او ما هو المعنى الدلالي لهذين الفعلين مع العلم انهما معزوان الى الله جل وعلا
    وجزاكم الله عن الامة كل خير

  2. #2

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    أغفلنا قلبَه
    أغفلـ/ـنا/ قلبه
    فعل/فاعل/مفعول به

    وأضلَه اللهُ
    أضلـ/ـــه/ الله
    فعل/مفعول به/فاعل مؤخر

    قال الرازي: "أضله الله لا يمكن حمله إلا على وجهين : أحدهما : أنه صيره ضالاً، والثاني: أنه وحده ضالاً أما التقدير الأول وهو أنه صيره ضالاً فليس في اللفظ دلالة على أنه تعالى صيره ضالاً عما ذا وفيه وجهان: أحدهما : أنه صيره ضالاً عن الدين . والثاني : أنه صيره ضالاً عن الجنة ، أما الأول وهو أنه تعالى صيره ضالاً عن الدين فاعلم أن معنى الإضلال عن الدين في اللغة هو الدعاء إلى ترك الدين وتقبيحه في عينه". مفاتيح الغيب

    أخي الحبيب، يمكنك مراجعة كتاب ((معجم الأفعال المتعدية بحرف)) لموسى أحمدي، وكتاب ((معجم الأفعال العربية))، لشوقي المعري.
    " يَا مَعْشَر إيَاد، أَيْنَ الآبَاءُ والأجْدَاد؟ وَأَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ الشِّدَاد؟ أَلَمْ يكُونُوا أَكْثَرَ منْكُمْ مَالاً؟ وأَطْوَلَ آجَالاَ؟!".

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم شيخنا الحبيب الدكتور حسين حسن على ردكم ولكم من الله الاجر والثواب
    اذن المعنى اللائق هنا في حق الله تعالى انه وجده ضالا ونفس الشيء بالنسبة للفعل اغفل اي وجده غافلا بمعنى لا تطع من وجدنا قلبه غافلا عن ذكرنا
    طيب اخي الكريم هل يكون نفس المعنى اذا كان الاضلال مغزوا الى الشيطان اي -الوجود-ام يكون بمعنى -التسبب-ام بمعنى -التصيير-الذي ذكره الامام الرازي رحمة الله عليه
    اخوكم

  4. #4

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    اسمع يا أخي الفاضل، هذا كلام يفيدك في موضوعك، صدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وكان ممن أشرف عليها، عدد من المتخصصين بهذا الجانب، منهم الشيخ إبراهيم بن محمد أل الشيخ، والكلام المفيد هذا صدر في العدد (79)، من رجب إلى شوال لسنة (1427)، وفيه بحث عن القدر، ورد على الجبرية، والقدرية، فأحببت أن أرفقه لك، بعدما أنقل لك بعضه هنا.

    وأما تأويلهم إضلال الله تعالى لبعض خلقه على معنى:

    1-وجده ضالا.
    2-أو عاقبه.
    3-أو حكم عليه وسماه، وشهد عليه بذلك، وجعل له علامة على ذلك.
    4-أو أضله عن زيادة الهدى، أو عن طريق الجنة، وحملهم آيات الإضلال على ذلك.

    فغير صحيح، لا لغة ولا شرعا (2) .

    يقول أبو الحسن الأشعري في رده على تأويلات القدرية هذه: (فمن أين وجدتم في لغة العرب أن يقال: أضل فلان فلانا، أي: سماه ضالا؟
    فإن قالوا: وجدنا القائل يقول: إذا قال رجل لرجل ضال: " قد ضللته "، قيل لهم: قد وجدنا العرب يقولون: " ضلل فلان فلانا " إذا سماه ضالا، ولم نجدهم يقولون: " أضل فلان فلانا " بهذا المعنى، فلما قال الله عز وجل: { وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ } (3) ، لم يجز أن يكون معنى ذلك الاسم والحكم، إذا لم يجز في لغة العرب أن يقال: " أضل فلان فلانا " إذا سماه ضالا، بطل تأويلكم إذ كان خلاف لسان العرب). (4) .

    فسياق النصوص الشرعية يبطل تأويلات القدرية، ويبين أنها قيلت وصيغت بعيدا عن النصوص الشرعية، ثم حاولوا بعد ذلك تأويل النصوص التي تخالفها لتوافق هذه المعاني التي سطروها، والتي لا تتوافق مع بدعتهم وضلالهم.
    ومن الآيات الصريحة في ذلك قوله تعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ } (5) ، وقوله تعالى: { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } (6) ، وقوله: { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } (7) .
    فهذه النصوص وغيرها صريحة في خلق الله تعالى للضلالة، وفيها إبطال لهذه التأويلات البعيدة التي لا تشهد لها لغة ولا شرع.
    يقول ابن القيم : عن تحريفات القدرية للنصوص بما ذكروه من معان باطلة: " فهذه أربع تحريفات لكم، وهو أنه:
    1-سماهم بذلك.
    2-وعلمهم بعلامة يعرفهم بها الملائكة.
    3-وأخبر عنهم بذلك.
    4-ووجدهم كذلك.
    فالإخبار من جنس التسمية، وقد بينا أن اللغة لا تحتمل ذلك، وأن النصوص إذا تأملها المتأمل وجدها أبعد شيء من هذا المعنى.


    وأما العلامة فيا عجبا لفرقة التحريف وما جنت على القرآن والإيمان! ففي أي لغة وأي لسان يدل

    1-قوله تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } (8) على معنى: إنك لا تعلمه بعلامة، ولكن الله هو الذي يعلمه بها.
    2- وقوله: { مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ } (9) من يعلمه الله بعلامة الضلال لم يعلمه غيره بعلامة الهدى...
    3-وفي أي لغة يفهم من قول الداعي: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } (10) علمنا بعلامة يعرف الملائكة بها أننا مهتدون، 4-وقولهم: { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } (11) لا تعلمها بعلامة أهل الزيغ... " (12) .

    وأما قولهم بأن الله نسب الإضلال إلى الكفار والشياطين
    فيقال: نعم، إن الإضلال قد يحصل من هؤلاء، ولكن لا بمعنى الخلق، بل بمعنى التزيين والإغراء والإغواء، والفرق بين الأمرين ظاهر.

    ثم إن الشبهة التي نفوا بها أفعال الله من الإضلال ونحوه (13) ، حيث زعموا أنه يلزم من نسبة هذه الأفعال إلى الله الظلم منه تعالى لعباده، فهذه الشبهة ناشئة من مذهبهم العقلي، وتشبيههم الله بخلقه.


    فعندهم أن ما حسن من المخلوق حسن من الخالق، وما قبح من المخلوق قبح من الخالق، وهذا الكلام ليس على إطلاقه، فالله: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (14) " كما أننا لا نحيط علما بحكمته سبحانه، وإن كنا نقطع أن الله سبحانه حكيم عليم، وأن جميع أفعاله لحكم وغايات محمودة قد ندرك بعضها، ونجهل الكثير منها.
    ومما يزيل الشبهة في ذلك أيضا التفريق بين الخلق والمخلوق كما سبق إيضاحه، فلا تلازم بين فعل الله ومفعولاته، ففعله سبحانه كله حسن وحكمة وخير، وأما مفعولاته ففيها الخير والشر، والصلاح والفساد، والجميع خلقه سبحانه وتعالى.


    __________
    (1) الإرشاد للجويني ص (212).
    (2) انظر متشابه القرآن ص (65 - 67).
    (3) سورة إبراهيم الآية 27
    (4) الإبانة للأشعري ص (66، 67).
    (5) سورة الجاثية الآية 23
    (6) سورة الرعد الآية 33
    (7) سورة الكهف الآية 57
    (8) سورة القصص الآية 56
    (9) سورة الأعراف الآية 186
    (10) سورة الفاتحة الآية 6
    (11) سورة آل عمران الآية 8
    (12) شفاء العليل ص (179)، وانظر أيضا ص (177، 121، 140).
    (13) انظر المغني للقاضي عبد الجبار (8 \ 193)، وشرح الأصول الخمسة ص (779).
    (14) سورة الشورى الآية 11
    " يَا مَعْشَر إيَاد، أَيْنَ الآبَاءُ والأجْدَاد؟ وَأَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ الشِّدَاد؟ أَلَمْ يكُونُوا أَكْثَرَ منْكُمْ مَالاً؟ وأَطْوَلَ آجَالاَ؟!".

  5. #5

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    مقتطع بحث في القضاء والقدر (مرفق)
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    " يَا مَعْشَر إيَاد، أَيْنَ الآبَاءُ والأجْدَاد؟ وَأَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ الشِّدَاد؟ أَلَمْ يكُونُوا أَكْثَرَ منْكُمْ مَالاً؟ وأَطْوَلَ آجَالاَ؟!".

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اولا اعتذر عن التاخر لأسباب متنوعة ثم اشكر جزيل الشكر شيخينا الحبيب الدكتور حسين حسين على اهتمامه بموضوعي فلكم من الله الفردوس الاعلى وحشركم مع صفيه المصطفى عليه افضل الصلوات وازكى التسليمات
    طيب اخي الحبيب هل افهم من هذا الكلام ان الاضلال اذا نسب الى الله فهو بمعنى الخلق في اصل التكوين وان كان منسوبا الى الخَلق فهو بمعنى التزيين والاغراء؟
    وما المانع من قياس الفعل اضل على الوزن افعل التي بمعنى الوجود او الحكم او القضاء؟ولكم مني جزيل الشكر ومن الله جزيل الخير

  7. #7

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، فجزاك الله خيراً، وأحسن إليك، وتقبل دعاءك، أما بعد:



    أخي الكريم المؤدب، أنا متواصل معك أبد الدهر، لذلك أرجو منك ألا تبتعد، أما بالنسبة لسؤالك، فهذا تفصيل إجابته، من شرح شرح ابن أبي العز، على الطحاوي، وبعد أن تقرأه نبهني بمشاركة، لأكمل معك، وأنا مستعد بعدها لأي سؤال من حضرتك، وأي إشكال في فهم الألفاظ، ومعرفة معانيها، لكن قبل هذا حاول أن تقرأ هذا وأن ترسخه في دماغك، فهو كلام مفيد، ومهما حقاً، وقوي يعجبك، وهذا نص الطحاوية مع الشرح، وشرحه، اسمع:


    قال الإمام الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
    [يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلاً، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلاً].

    يقول المُصنِّف ابن أبي العز رَحِمَهُ اللَّهُ:
    [هذا رد عَلَى المعتزلة في قولهم بوجوب فعل الأصلح للعبد عَلَى الله، وهي مسألة الهدى والإضلال، قالت المعتزلة : الهدى من الله بيان طريق الصواب، والإضلال: تسميه العبد ضالاً أو حكمه تَعَالَى عَلَى العبد بالضلال عند خلق العبد الضلال في نفسه.
    وهذا مبني عَلَى أصلهم الفاسد أن أفعال العباد مخلوقة لهم والدليل عَلَى ما قلناه قوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ[القصص:56] ولو كَانَ الهدى بيان الطريق لما صح هذا النفي عن نبيه؛ لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الطريق لمن أحب وأبغض، وقوله تعالى: وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا[السجدة:13] وقوله: يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ[المدثر:31] ولو كَانَ الهدى من الله البيان وهو عام في كل نفس لما صح التقييد بالمشيئة وكذا قوله تعالى: وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ[الصافات:57] وقوله: مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[الأنعام:39] اهـ.



    (الشرح)


    إن مسألة الهدى والضلال من أدق الأمور التي ينبغي أن نفهمها لكثرة ما وقع فيها من الخوض، لا سيما بين المعتزلة والأشعرية حيث قالت المعتزلة -الذين أورد المُصنِّف هذه الفقرة في الرد عليهم-: الهدى من الله هو أنه بين طريق الصواب، مثل ما نقول: وضع علامات عَلَى الطريق، وقال هذا هو الطريق الحق وأما الإضلال من الله، فهو أنه يسمى العبد ضالاً إذ أن العبد ضل من عند نفسه وارتسم الضلال فيه فسماه الله ضالاً.
    هذا هو معنى الهدى والضلال عند المعتزلة وهذا باطل.
    والصحيح في معنى الهدى والضلال، أن الهدى من الله وهو توفيق العبد للإيمان وإعانته عليه، والفضل كما قال المصنف: [ويعصم ويعافي فضلاً] أي: تفضل الله عَلَى العبد بأن يعينه ويوفقه إِلَى طريق الحق والخير، ويمده بذلك كما نقول دائما في صلاتنا إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[الفاتحة:5] وهذه الاستعانة لا تريدها المعتزلة ، يقولون: نَحْنُ من عند أنفسنا نخلق فعل أنفسنا ونفعل الطاعات، أما المؤمن فَيَقُولُ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[الفاتحة:5] فإليك نتوجه يا رب وبك نستعين، ولولا عون الله -تعالى- وتوفيقه لنا ما عبدناه ولا صلينا ولا زكينا، ولكن وفقنا لذلك وبينه لنا، وهدانا إليه، وأعطانا القوة عليه، وحجب عنا الشبهات والشهوات، وذلك من فضله ومنته حتى عبدناه فصلينا وصمنا إِلَى آخر ذلك، فالمسألة أكبر من أنه بين الطريق لنا فقط أو قال هذا هو الحق؛ بل إنه وفقنا وأعاننا وأمدنا وتفضل علينا، حتى فعلنا الهدى واهتدينا، وأما إضلال العبد فليس أن الله يسميه ضالاً بعد أن خلق العبد فعل نفسه الذي هو المعصية إنما إضلال الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- للعبد أي يُحجب الله عنه ويحرمه الفضل ويحرمه التوفيق مع بيان طريق الحق له.
    وهذا هو الفارق وما تجعله المعتزلة للمؤمنين وهو بيان طريق الحق، ونحن نقول هذا البيان حصل ووقع للعاصي وللكافر، وللفاجر، بين لكل واحد منهم طريق الحق، لكنه لم يعينه ولم يوفقه إلا أنه يفعله عدلاً منه تَبَارَكَ وَتَعَالَى وأما المؤمن فمع أنه بين له أيضاً إلا أنه وفقه وأمده وأعطاه فضلاً منه -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فـالمعتزلة يقولون: يجب عَلَى الله.
    وفي هذه العبارة جرأة، فمن يتجرأ أن يوجب عَلَى الله تَعَالَى شيئاً أن يفعل الأصلح للعباد.
    والأصلح لهذا العبد: أن يبين له طريق الهدى وأن يتركه ليعمل لنفسه مثلاً، فيرون أنه يجب عليه ذلك فنقول: لا يجب عَلَى الله تَعَالَى شيء ولكن الأمر يدور بين العدل وبين الفضل، فأما فضله تَعَالَى فإنه عَلَى المؤمنين: وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً[النساء:113] تفضل الله عَلَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن أوحى إليه، وأنزل إليه الكتاب، وجعله سيد ولد آدم، وجعله إمام المتقين، وإمام الغر المحجلين، ورسالته رحمةً للعالمين، كل هذا فضل من الله عَلَى نبيه مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.



    بانتظارك للمتابعة...
    " يَا مَعْشَر إيَاد، أَيْنَ الآبَاءُ والأجْدَاد؟ وَأَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ الشِّدَاد؟ أَلَمْ يكُونُوا أَكْثَرَ منْكُمْ مَالاً؟ وأَطْوَلَ آجَالاَ؟!".

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم شيخنا الحبيب على منحكم لي بعضا من وقتكم فالله اسال ان يجعله في موازين حسناتكم انه ولي ذالم والقادر عليه
    طيب شيخنا الحبيب لناخذ كلام أحد المشايخ حيث قال:والصحيح في معنى الهدى والضلال، أن الهدى من الله وهو توفيق العبد للإيمان وإعانته عليه، والفضل كما قال المصنف: [ويعصم ويعافي فضلاً] أي: تفضل الله عَلَى العبد بأن يعينه ويوفقه إِلَى طريق الحق والخير، ويمده بذلك كما نقول دائما في صلاتنا إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[الفاتحة:5] وهذه الاستعانة لا تريدها المعتزلة ، يقولون: نَحْنُ من عند أنفسنا نخلق فعل أنفسنا ونفعل الطاعات، أما المؤمن فَيَقُولُ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[الفاتحة:5] فإليك نتوجه يا رب وبك نستعين، ولولا عون الله -تعالى- وتوفيقه لنا ما عبدناه ولا صلينا ولا زكينا، ولكن وفقنا لذلك وبينه لنا، وهدانا إليه، وأعطانا القوة عليه، وحجب عنا الشبهات والشهوات، وذلك من فضله ومنته حتى عبدناه فصلينا وصمنا إِلَى آخر ذلك، فالمسألة أكبر من أنه بين الطريق لنا فقط أو قال هذا هو الحق؛ بل إنه وفقنا وأعاننا وأمدنا وتفضل علينا، حتى فعلنا الهدى واهتدينا، وأما إضلال العبد فليس أن الله يسميه ضالاً بعد أن خلق العبد فعل نفسه-عند المعتزلة- الذي هو المعصية إنما إضلال الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- للعبد أي يُحجب الله عنه ويحرمه الفضل ويحرمه التوفيق مع بيان طريق الحق له.
    هذا الكلام اخي الكريم مع احترامي لكلام الشيخ لو اخذناه على اطلاقه نجد فيه رائحة الجبر اذ كيف ان الله يحرم العبد التوفيق ويحجبه عنه مع بيان طريق الحق له فما فائدة تبيان الطريق اذا كان اصلا هذا المكلف محجوب عنه فكيف بالاه عظيم غني عن تعذيب عباده ،ان يخلق هذا العبد ضالاً في أصل تكوينه ، ويقدِّر عليه النار إلى أبد الآبدين والعكس صحيح
    فهذا الكلام على اطلاقه تعارضه ايات قرانية اخرى ساذكرها لاحقا وهذه الايات في مجموعها تقرر وتؤكد ان الله كان ولايزال قادرا على ان يدخل الهداية في قلوب الناس جميعا غريزة وطبعاً كما فعل مع الملائكة الا انه سبحانه لم يشأ ذالك وانما شاء لهم الحرية والاختيار ولم يدفعهم الى الكفر والضلال ولم يسقهم الى الهداية والايمان
    فها هي تلك الايات
    قال تعالى:{ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مومنين}
    وقال سبحانه:{ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين}
    ويقول جل وعلا:{قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين}
    ويقول عز وجل:{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}
    فهذه الايات تدور على معنى واحد كما ترى وخو ان الله لو شاء لادخل الهداية عنوة في قلوب الناس دون ان يمارسوا ذالك باختيارهم
    فاوضح هذه الايات على هذا قوله تعالى:{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}فهذا نص غير قابل للاحتمال على ان المراد هنا بالهداية غرسهافي النفس دون وساطة من المشيئة والاختيار من المكلف
    ويليها في الوضوح والدلالة على هذا المعنى قوله عز وجل:{ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة} اي في الاعتقاد والسلوك والجعل عنا بمعنى الايجاد والخلق
    فاذا تقرر هذا في الهداية فالاضلال اولى اذ كيف لله ان يعاقب احدا من عباده كان ضالا في اصل تكوينه دون مشيئة منه على الضلال لان الله كما قال الشيخ قد حجبه عنه وحرمه التوفيق والفضل.
    والان نعود الى كلام الامام الطحاوي حيث قال :[يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلاً، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلاً].
    فهذا الكلام افهم منه ولست اهلا لهذا وارجو ان تصوبوني فيه ان معنى هذا الكلام باختصار يهدي جزاء ويضل عقابا فجزاؤه فضل واحسان وعقابه عدل بميزان وهذا من باب جزاء من جنس العمل بمعنى ان من كانت رغبته في الهدايه وكان صادقا في ذالك فالله يوفقه ومن تجبر وتكبر على الله فان الله يضله ضلالا بعيدا ويحشره يوم القيامة اعمى قال تعالى:{فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين} فالزيغ هنا جاء بعد زيغ اختياري
    والله تعالى اعلى واعلم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    106

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    حياكم الله شيخى الحبيب
    الذي أوقعك في هذ الفهم شيخى الحبيب هو أنك ترى الفضل من الله سبحانه و تعالى واجب .
    التوفيق و الاعانة ليس بواجب بل هو محض فضل من الله سبحان و تعالى
    والله سبحان و تعالى ابان طريق الحق , لكن التوفيق و الاعانة في الطريق فضل منه سبحانه و تعالى , وفضل الله يؤتيه من يشاء سبحانه و تعالى
    يتضح لك هذا المعنى جيدا شيخى الحبيب إذا قرأت هذا الحديث
    قال النبي صلى الله عليه و سلم " مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ فَقَالَ مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ فَعَمِلَتْ الْيَهُودُ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ فَعَمِلَتْ النَّصَارَى ثُمَّ قَالَ مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ فَأَنْتُمْ هُمْ فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً قَالَ هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ قَالُوا لَا قَالَ فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ "
    و الحديث عند البخاري و غيره من حديث عبدالله بن عمر
    التوفيق و الاعانة فضل منه سبحانه و تعالى
    جزاكم الله خيرا

  10. #10

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    أحسن الله لأبي عبيدة المصري؛ أوجز وأبدع. ننتظر عودة الجنيد ماذا سيقول.
    " يَا مَعْشَر إيَاد، أَيْنَ الآبَاءُ والأجْدَاد؟ وَأَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ الشِّدَاد؟ أَلَمْ يكُونُوا أَكْثَرَ منْكُمْ مَالاً؟ وأَطْوَلَ آجَالاَ؟!".

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم شيخينا الحبيب ابو عبيدة وشكرا على مرروركم وتعقيبكم الا اني لست بشيخ اخي الحبيب فانا تلميذ لكم ووالله احبابي في الله ما سالت الا لأتعلم وفي بادئ الامر كان السؤال حول دلالة معنى الفعل والان نحن نتكلم في التسيير والتخيير فالله المعين
    طيب اقول اخي الكريم انا لا اقول بان الفضل من الله واجب ولا اعلم اين قلت هذا،فانا متفق معكم على ان فضل الله يوتيه من يشاء هذا من جهة واما الحديث الذي ذكرته اخي الكريم فانت تعلم ان الامور لا تؤخذ من حديث واحد وهذا الحديث اصلا لا يتكلم عن الهداية والضلال وانما يتكلم عن التفضيل اي فضل هذه الامة على سائر الامم فتنبه اخي الكريم
    الى ان نلتقي اظيف هذه الاية الى الايات التي ذكرتها اعلاه
    قالى تعالى:{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}
    والله تعالى اجل واعلم
    اخوكم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    106

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    جزاكم الله خيرا شيخى الدكتور حسين
    وجزاكم الله خيرا شيخى و أخى الحبيب الجنيد
    أما قولك أخى الحبيب : ( طيب اقول اخي الكريم انا لا اقول بان الفضل من الله واجب ولا اعلم اين قلت هذا ) .
    حضرت قلت فى ردك علي كلام الشيخ : ( هذا الكلام اخي الكريم مع احترامي لكلام الشيخ لو اخذناه على اطلاقه نجد فيه رائحة الجبر اذ كيف ان الله يحرم العبد التوفيق ويحجبه عنه مع بيان طريق الحق له )
    الذي أفهمه من قولك حفظك الله : كيف ان الله يحرم العبد التوفيق و يحجبه عن
    أنك تقول بأنه_ التوفيق _ واجب عليه سبحانه , وهذا واضح ظاهر من كلامك حفظك الله .
    أما وجه الإستشهاد بحديث البخاري فهو ظاهر
    وهو أنه سبحانه وتعالى تفضل علي هذه الأمة و أعطاهم أجرا زائدا , وحرم اليهود و النصارى من هذا الفضل .
    وكذلك هو سبحانه و تعالى يتفضل عل من يشاء من عباده ويوفقه في طريقه , و يحجب هذا التوفيق سبحانه و تعالى عن من يشاء من عباده بعدله .
    و أعتقد أن هذا واضح والله أعلم .
    و أود شيخى و أخي الحبيب أن توضح لى ما هو معنى الاضلال عندك أنت حتى أستطيع أن أفهم مقصودك حفظك الله .
    وجزاكم الله خيرا , و أسأل الله أن يبارك فيكم و ينفع بكم
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم شيخنا الحبيب على سرعة ردكم واسال الله ان يجعل هذا العمل في موازين حسناتكم
    طيب اخي الحبيب ابو عبيدة لو تمعنت في كلامي عند تعقيبي على كلام أحد الأساتذة قيدته بكلمة على اطلاقه اذ ان الكلام لو اخذناه على ظاهره فهو الجبر حيث قال :والصحيح في معنى الهدى والضلال، أن الهدى من الله وهو توفيق العبد للإيمان وإعانته عليه.وقال:وأما إضلال العبد فليس أن الله يسميه ضالاً بعد أن خلق العبد فعل نفسه-عند المعتزلة- الذي هو المعصية إنما إضلال الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- للعبد أي يُحجب الله عنه ويحرمه الفضل ويحرمه التوفيق مع بيان طريق الحق له
    اذا تمعنت في هذا الشرح تجد ان الشيخ حفظه الله جعل الهداية في يد الله اي لا دخل للعبد في ان يهتدي بنفسه ابتداء
    والاضلال جعله ايضا في يد الله ولا دخل للانسان في اضلال نفسه ابتداء ايضا اي في اصل التكوين
    وهذا مناقض لكثير من الايات القرانية التي نسب فيها الله المشيئة الى العباد فمنها قوله تعالى ::{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} ،وقوله تعالى :{ فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا...} وكذالك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة...الى اخر ذالك من الايات والاحاديث.
    واما قولك:أما وجه الإستشهاد بحديث البخاري فهو ظاهر
    وهو أنه سبحانه وتعالى تفضل علي هذه الأمة و أعطاهم أجرا زائدا , وحرم اليهود و النصارى من هذا الفضل
    اقول:نعم فهذا هو فضل الله الذي يوتيه من يشاء ومع هذا فهو لم يظلمهم اي اليهود والنصارى لانه سبحانه اذا لم يتفضل على احد من خلقه لا يظلمه لهذا قال في الحديث :هل نقصتكم من حقكم قالوا لا.
    اما سؤالك عن معنى الاضلال عندي اقول اخي الحبيب ان معناه عندي اذا اضيف الى الله انه اضلال منه تعالى للعبد بعد ضلال اختياري من العبد فيكون ذالك عقابا له
    والله تعالى اعلى واعلم
    اخوكم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    192

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    .

    بسم الله الرحمن الرحيم ..


    اسمحوا لي أن أقول شيئاً فإن أخطأت فدلّوني على الصواب ونسأل الله الهداية إلى الحقّ والعون عليه


    أما أنا فكنت أقرأ آيات الهداية من الله تعالى والإضلال وتفاسيرها.. فأفهم منها مافهم أخونا الجنيد ..
    وذلك بأن الله تعالى يهدي من قبل الحقّ واستعدت له نفسه
    ويضل من تكبّر عن الحق وأنكره

    قال تعالى : " ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم "

    وقال تعالى : " ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء "

    وقال تعالى : " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لايؤمنوا بها ... "


    والله أعلم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    106

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    حياكم الله تعالى شيخى الحبيب الجنيد و حياكم الله شيخى الحبيب عبيد السعيد .
    أود أن أوضح لمشايخى الكرام شيء
    أولا : الأذهان و العقول تختلف لا ينكر هذا عاقل , و أنا لست محتاجا أن أدلل علي هذا , الأمر واضح و الحمد لله .
    ثانيا : لابد أن يعرف كل واحد منا أن فهم الكلام ليس هو بالأمر السهل كما يظن البعض .
    و الدليل علي ذلك أن العلماء قديما و حديثا أختلفوا في فهم كلام الله و كلام رسوله صلي الله عليه و سلم .
    أنظروا رحمكم الله العالم _و هو الذي عرف بسعة العلم و شدة الذكاء و اكتمال الات الإدراك الصحيح عنده على أكمل الوجوه_ يختلف مع غيره من العلماء في فهم كلام الله و كلام رسوله , و لا شك ن كلام الله من أبين الكلام و أفصحه ومع ذلك اختلف العلماء رحمهم الله في فهمه .
    يعني أفهم الناس للكلام أختلفوا في فهم كلام رب العالمين وهو أفصح و أبين الكلام .
    سبحان الله هذا والله يدل على أن فهم الكلام ليس هو بالأمر السهل , حتى يجيء كل واحد و يقول أنا أفهم كذا و يجيء الاخر و يقول أنا أفهم كذا .
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله : ( وكلام الله ورسوله و كلام العلماء مملوء بما يفهم الناس منه معني فاسد , فكان العيب في فهم الفاهم لا في كلام المتكلم الذي يخاطب جنس الناس , كالمصنف لكتاب , أو الخطيب على المنبر , و نحو هؤلاء , فإن هؤلاء لا يكلفون أن يأتوا بعبارة لا يفهم منها مستمع ما معنى ناقصا , فإن ذلك لا يكون ... إلي اخر كلامه رحمه الله ) تلخيص كتاب الاستغاثة 2/615-616
    فهمنا من هذا أن العبرة بمراد المتكلم لا بفهم الفاهم
    فأقول للمشايخ نحن اختلفنا في فهم كلام ربنا تبارك و تعالى وأنا بفضل الله أستطيع أن أكمل النقاش , لكن كما قلت لكم العقول مختلفة فربما نظل على هذا الخلاف إلى الأبد , فما الحل .
    الحل بإختصار أن نتفق على شيء فيما بيننا , وهو أن المرد عند إختلاف العقول و الأذهان يكون بالرجوع إلى فهم السلف الصالح , إلي فهم سلف الأمة , إلى فهم أهل السنة و الجماعة .
    إذا اتفقنا على ذلك فأنا معكم نتناقش و نتحاور .
    لكن فى النهاية إذا وصلنا إلى ان كل واحد منا مصر على رأيه متمسك به , نرجع إلى فهم السلف الصالح , نرجع إلى فهم العلماء , نرجع إلى فهم أهل السنة و الجماعة .
    لأن الحق واحد و ليس اثنين .
    إذا وافقتم على هذا فكل واحد منا ينقل رأي فى المسألة أو يبدى فهم في المسألة فالاخر يحق له أن يقول من أين أتيت بهذا الفهم , هل قال بهذا أهل السنة و الجماعة , هل فهم هذا الفهم أهل السنة و اجماعة .
    بطبيعة الحال ليس كل رأي و كل فهم معتبر , الرأي المعتبر و الفهم المعتبر , هو رأي و فهم العلماء , علماء أهل السنة و الجناعة .
    هذا هو معنى القران و السنة بفهم سلف الامة .
    هذا مقتضى هذا المنهج المعصوم .
    إذا وافقتم على هذا فأنا معكم , و إذا لم توافقوا فأنا متخلف .
    جزاكم الله خيرا
    السلا عليكم و رحمة الله و بركاته

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    106

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    و يا حبذا لو سمح لنا المشرف و نقل الموضوع إلى مجلس العقيدة والقضايا الفكرية المعاصرة فهو أولى به , والله أعلم
    جزاكم الله خيرا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    192

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    أخي أبو عبيدة المصري .. بارك الله فيك وفي علمك وهدانا وإياك إلى الصواب

    أخي الكريم ..

    أتكلم عن نفسي الضعيفة .. فإنني لست طالب علم شرعي ولا طويلب !
    إنما أردت بمداخلتي السابقة أن استجلي المسألة ممن أثق فيهم مثلكم
    ومثل إخواننا في هذا المنتدى الطيب .. لأنني كنت أرد على حجج في الانترنت
    أو قل شبهات يلقيها أناس لانعلم ماقصدهم فيقولون : فكيف يضل الله العبد ثم يحاسبه
    فكنت أرى بجهلي أن ردّي عليهم بهذا هو الصواب وهو مبعدٌ للشبهة وأنه فهمٌ صالح !
    فأقول لهم : إنما يضل الله تعالى الانسان الذي لايقبل الحق ولايذعن له !

    فأردت هنا أن استوضح المسألة فإن كان ردّي هذا الذي أظنه مقنعاً لهم خاطئاً
    فإنني أستغفر الله منه وأتوب إليه وأترك الرد على هؤلاء بهذه الحجة
    بل سأحاول بعد ذلك ألاّ أرد إلا بكلام أهل العلم أنقله نقلاً أو أدع الرد لأهل الشأن وأحيله عليهم


    بارك الله فيك وهدانا وإياكم للسديد من الأقوال والأفعال



    .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحيا الله المشايخ الكرام ومرحبا بكل من انظم الى هدا المجلس المبارك الدي اسال الله ان يجعله في موازين حسناتنا يوم نلقاه
    اولا اشكر اخي الكريم عبيد السعيد على مداخلته وارحب به من جديد واشكر شيخي الحبيب ابا عبيدة المصري على طرحه
    طيب اخي الكريم نرجع الى اقوال السلف من علماءنا الاجلاء وساداتنا الشرفاء
    الا اني اخي الكريم ربما ساتغيب لوقت طويل لدا سـأضطر الى الاكتفاء بمشاركة واحدة كل اسبوع او كل اسبوعين نظرا للظروف الغير المساعدة
    ثم اطلب منكم أن لا تنسوني من دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخوكم

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    106

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    حياكم الله شيخى الحبيب الجنيد و حياكم الله شيخى الحبيب عبيد السعيد و حيا الله كل من مر و قرأ .
    جزاكم الله خيرا على إلتزامكم بمنهج السلف الصالح , وهذا والله كان ظني بكم
    وقبل أن يبدأ شيخى الجنيد في نقل أقول السلف أود أن أقول و أنبه على شيء غاية في الأهمية
    العلماء يقولون : إن من أهم المهمات و من أعظم الوسائل البالغات في قطع النزاعات تحديد موطن النزاع
    تحديد موطن النزاع يرفع كثيرا من الخصومات و ينهي كثيرا من المجادلات , لأن كثيرا من المتجادلين يتجادلون فيما هم فيه متفقون , و يكون الخلاف لفظيا بينهم .
    فما هو موطن النزاع وما هو محل الخلاف بيننا
    موطن النزاع هو إضلال الله لمن يشاء
    هل الله يضل من يشاء إذا اقتضت حكمته ذلك ( و تذكروا هذه الكلمة جيدا إذا اقتضت حكمته ذلك )
    هذا هو محل النزاع
    أما كون الله يضل الظالمين و الفاسقين و الكافرين على وجه العقاب كما قال البعض
    فليس هذا هو محل النزاع
    محل النزاع هو إضلال الله لهذا الكافر , لهذا الفاسق , لهذالظالم , ابتداء و أولا
    هذا الثاني أنا متفق معكم فيه
    قال الله : ( و أما من بخل و استغنى * و كذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى )
    قال الله : ( والله لا يهدي القوم الظالمين )
    قال الله : ( والله لا يهدي القوم الكافرين )
    قال الله : ( والله لا يهدي اقوم الفاسقين )
    قال الله : ( وما ظلمناهم و لكن أنفسهم يظلمون )
    أنا متفق معكم في هذا
    أما محل النزاع
    قوله تعالى : ( يضل الله من يشاء و يهدى من يشاء )
    قوله تعالى : ( من يشأ الله يضلله و من يشأ يجعله على صراط مستقيم )
    هذا هو محل لنزاع
    إضلال الله لمن يشاء من عباده إذا اقتضت حكمته ذلك لا على وجه العقاب
    أرجوا أن يكون كلامى واضح ومفهوم , فأنا قليل البضاعة اللغوية و العلمية .
    جزاكم الله خيرا , و أحسن الله إليكم .
    وفي انتظار الرد
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: معاني تعدية الافعال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله شيخي الحبيب ابا عبيدة وشكر الله لكم وهدانا واياكم الى سواء السبيل
    طيب اخي الحبيب اعتذر اولا منكم فاقول اني بحثت عن اقوال للصحابة رضوان الله عليهم في هذه المسائل الا اني لم اجد شيئا ربما لانهم لم يخوضوا في هذه المسائل او لعدم كفاءتي في البحث
    لهذا شيخي الحبيب ساكتفي بعرض اقوال المفسرين من علماءنا واعدكم ان وجدت شيئا من اقوال السلف ان انقله اليكم
    طيب شيخي الحبيب من المعلوم ان القران فيه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ومعلوم ان القران يفسر بعضه بعضا
    طيب لناخذ الان قوله تعالى:{يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء}
    العلماء قسموا الهداية الى قسمين:
    هداية تبيان وهداية معونة
    هداية تبيان كقوله تعالى:{انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا} وقوله تعالى:{وهديناه النجدين} وقوله سبحانه:{واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}
    اما هداية معونة فكقوله تعالى:{والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم...} وكقوله نعالى:{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...}
    والان نعود الى الاية قال الشيخ الغزالي رحمه الله تعالى:-في كتابه عقيدة المسلم-نحن نجد أن إطلاق المشيئة في آية تقيده آية أخرى يذكر فيها الاختيار الإنساني صريحا
    أي أن إضلال الله لشخص معناه: إن هذا الشخص آثر الغي على الرشاد فأقره الله على مراده وتمم له ما ينبغي لنفسه
    قال تعالى:{.. فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (5) سورة الصف
    وانظر إلى قيمة التنويه بالاتجاه البشري المعتاد.
    {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء.
    فهل بقى غموض في إطلاق المشيئة ؟ ...لا .
    إن معنى قوله { يُضِلُّ مَن يَشَاء }لا يعدو قوله :
    {.... وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (27) سورة البقرة

    وكذلك الحال في { َيَهْدِي من يشاء}
    انظر إلى قيمة الإرادة الإنسانية في قول الحق وهو يتكلم عن إرادته:
    { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد .
    فهو سبحانه يهدي إليه من أناب
    قال الامام النسفي في تفسيره للاية: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً } حنيفة مسلمة { وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } من علم منه اختيار الضلالة { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } من علم منه اختيار الهداية { وَلَتُسُئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } يوم القيامة فتجزون به. مدارك التنزيل وحقائق التاويل/النسفي[ت710هـ]
    وقال الامام الالوسي:{ وَلَوْ شَاء ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ } أيها الناس { أُمَّةً وَاحِدَةً } متفقة على الإسلام { وَلَـٰكِنْ } لا يشاء ذلك رعاية للحكمة بل { يُضِلُّ مَن يَشَاء } إضلاله بأن يخلق فيه الضلال حسبما يصرف اختياره التابع/ لاستعداده له { وَيَهْدِى مَن يَشَاء } هدايته حسبما يصرف اختياره التابع لاستعداده لتحصيلها { وَلَتُسْأَلُنَّ } جميعاً يوم القيامة سؤال محاسبة ومجازاة لا سؤال استفسار وتفهم { عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } تستمرون على عمله في الدنيا بقدركم المؤثرة بإذن الله تعالى، والآية ظاهرة في أن مشيئة الله تعالى لإسلام الخلق كلهم ما وقعت وأنه سبحانه إنما شاء منهم الافتراق والاختلاف، فإيمان وكفر وتصديق وتكذيب ووقع الأمر كما شاء جل وعلا، والمعتزلة ينكرون كون الضلال بمشيئته تعالى ويزعمون أنه سبحانه إنما شاء من الجميع الإيمان ووقع خلاف ما شاء عز شأنه.روح المعاني[ت1270هـ]
    وقال الشيخ الشعراوي :{ وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ... } [النحل: 93].

    وهذه الآية يقف عندها المتمحِّكون، والذين قَصُرَتْ أنظارهم في فهْم كتاب الله، فيقولون: طالما أن الله هو الذي يضِلّ الناس، فلماذا يُعذِّبهم؟ ونتعجَّب من هذا الفهم لكتاب الله ونقول لهؤلاء: لماذا أخذتُمْ جانب الضلال وتركتُم جانب الهدى؟ لماذا لم تقولوا: طالما أن الله بيده الهداية، وهو الذي يهدي، فلماذا يُدخِلنا الجنة؟ إذن: هذه كلمة يقولها المسرفون؛ لأن معنى:

    { يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ.. } [النحل: 93].

    أي: يحكم على هذا من خلال عمله بالضلال، ويحكم على هذا من خلال عمله بالهداية، مثل ما يحدث عندنا في لجان الامتحان، فلا نقول: اللجنة أنجحت فلاناً وأرسبت فلاناً، فليست هذه مهمتها، بل مهمتها أن تنظر أوراق الإجابة، ومن خلالها تحكم اللجنة بنجاح هذا وإخفاق ذاك
    وقال مناع القطان:{ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }.

    ولو شاء الله لجعل الناس على دين واحد، ولكنه خلقهم متفاوتين بالاستعداد، وجعل نواميس للهدى والضلال، وشاء ان تختلفوا في الأجناس والالوان، ولكّلٍ اختيارٌ أُوتيه بحسب استعداده، وكلٌّ مسئول عما يعمل.تيسير التفسير/مناع القطان
    قال الزمخشري:{ وَلَوْ شَاء ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً } حنيفة مسلمة على طريق الإلجاء والاضطرار، وهو قادر على ذلك { وَلـٰكِن } الحكمة اقتضت أن يضلّ { مَن يَشَآء } وهو أن يخذل من علم أنه يختار الكفر ويصمم عليه { وَيَهْدِى مَن يَشَاء } وهو أن يلطف بمن علم أنه يختار الإيمان. يعني: أنه بنى الأمر على الاختيار وعلى ما يستحق به اللطف والخذلان والثواب والعقاب ولم يبنه على الإجبار الذي لا يستحق به شيء من ذلك، وحققه بقوله: { وَلَتُسْـئَلُنّ َ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ولو كان هو المضطرّ إلى الضلال والاهتداء، لما أثبت لهم عملا يسئلون عنه.الكشاف[ت538هـ]
    وقال القرطبي:قوله تعالى: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي على ملة واحدة. { وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } بخذلانه إياهم؛ عَدْلاً منه فيهم. { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } بتوفيقه إياهم؛ فضلاً منه عليهم، ولا يُسأل عما يفعل بل تسألون أنتم. والآية ترد على أهل القدر كما تقدم.الجامع لاحكام القران[ت671هـ]
    واكتفي بهذا القدر
    والان اعود الى كلامك حيث قلت:محل النزاع هو إضلال الله لهذا الكافر , لهذا الفاسق , لهذالظالم , ابتداء و أولا
    اقول:اذا كان الله قد اضل هذا العبد الفاسق الظالم ابتداء اي في اصل تكوينه فهذا يناقض صريح الحديث وصريح الاية
    صريح الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم:" كُلُّ نَسَمَةٍ تُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا فَأَبَوَاهَا يُهَوِّدَانِهَا وَيُنَصِّرَانِه َا"متفق عليه من حديث ابي هريرة .وفي روايه كل مولود ...
    وكما جاء في الحديث القدسي عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي فِي يَوْمِي هَذَا كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِي حَلالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَأَضَلَّتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا .رواه مسلم
    والاية الصريحة هي قوله تعالى:{فاقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها...}.
    هذا والله تعالى اعلم
    اخوكم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •