تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

  1. #1

    افتراضي نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    قال د علال في كتابه
    الحركة العلمية الحنبلية و أثرها

    في المشرق الإسلامي

    -خلال القرنين : السادس و السابع الهجريين /12-13 م –
    و يعد عمل المزي- في تهذيبه للكمال- ، عمل جيد متقن ، أكمل به كتاب الحافظ عبد الغني ، و حقّقه و نقّاه ،و أثراه ، لكن بعض العلماء بالغ في تعظيم كتابه ،و تناسى أهمية كتاب عبد الغي و أغمطه حقه ، فقد ادعى الحافظ ابن كثير أن أبا الحجاج المزي لا (( يمارى و لا يجارى ، وكتابه التهذيب لم يسبق إلى مثله ،و لا يلحق في شكله))[1] .و نقل الباحث محمود الطحان عن الفقيه ابن السبكي[2] أنه قال عن التهذيب : (( أجمع على أنه لم يصنف مثله ،و لا يستطاع ))[3] .و قال عنه الباحث بشار عواد : إنه أعظم كتاب في موضوعه من غير مدافع ،وأنه أربي على من تقدمه و كسفهم ،و لم يأت بعد المزي بأحسن من تهذيبه[4] .لكن الباحث محمود الطحان لم يبالغ في تعظيم الكتاب ، فبعد اعترافه بفضل أشار إلى أن فيه إطالة ،و يحتاج إلى استدراك لبعض التراجم ،و تحرير لمسائل ، وتهذيب لكثير من الأقوال و الأمثلة[5] .

    و أقول-تعقيبا على هؤلاء-: لقد بينت أعمال الذين درسوا تهذيب الكمال و لخّصوه[6] أن مؤلفه لم يعرّف بعدد من التراجم ،و فاتته أخرى ، و أنه أطال كتابه و ضخمه بإيراده لأحاديث كثيرة خرّجها من مروياته العالية ، زادت في حجمه بنحو الثلث[7] . الأمر الذي دفع ابن حجر العسقلاني إلى إعادة تهذيب الكتاب ، في مصنف سماه : تهذيب التهذيب ، فأستدرك فيه على مؤلفه و انتقده في مواضع ،و نزع منه الأحاديث التي ضخمت حجمه ،و حذف كلاما كثيرا لا يدل على توثيق و لا تجريح ،و زاد تراجم و أقوالا في التوثيق و التخريج[8] .و أما قول ابن كثير[9]و ابن السبكي ، فهو كلام غير علمي، و فيه غلو و سلبية، و مجازفة و رجم بالغيب ،لأن عمل المزي-في تهذيبه- هو عمل عادي جدا ، لا غرابة فيه و لا إعجاز ؛ فالمزي من المتخصصين في علم الحديث البارعين فيه ،و المتفرغين له ، عمد إلى كتاب الكمال لعبد الغني و اتخذه أساسا لمصنفه الجديد . ثم رصد أخطاءه و هفواته و نقائصه ، وأجرى عليها التصحيح و التعديل و التنقيح و الإثراء . ثم ضخّمه بأحاديث كثيرة زادت في حجمه ،و نفخته بنحو الثلث ؛ فهل في هذا إعجاز ؟ ، إنه من الجائز جدا أن يقوم-في عصرنا الحالي- عالم متخصص و بارع في علم الحديث و متفرغ له ، بنفس ما قام به المزي أو أحسن ، فيتخذ تهذيب الكمال أساسا لكتاب جديد ، فيرصد أخطاءه ليصححها ، و نقائصه ليكملها و يثريها ، ثم يحذف منه ما يراه زائدا ، و يلحق به ما يراه مفيدا مستعينا بانتقادات الذهبي و ابن حجر و غيرهما من العلماء . ثم يوسعه ليشمل رجال كتب الحديث الأخرى التي لم تذكر في تهذيب الكمال- و يكثر فيه من الفوائد و النكت ،و التحقيقات الحديثية ،و يزوده بكشافات و ملاحق و فهارس لتسهيل الانتفاع به ؛ فيخرج لنا في النهاية بكتاب أشمل مادة ، و أتقن تنظيما ، و اغزر علما من تهذيب الكمال[10] .

    [1] ابن كثير : المصدر السابق ج 13 ص : 39 .

    [2] ربما يقصد الابن تاج اليد و ليس الأب تقي الدين .

    [3] محمود الطحان أصول التخريج ص : 159 .

    [4] أبو الحجاج المزي : المصدر السابق ج 1 ص : 26 ( مقدمة المحقق ) .

    [5] محمود الطحان : المرجع السابق ص : 159 .

    [6] كالذهبي ،و ابن حجر ، و غيرها . نفس المرجع ص : 158 .

    [7] نفس المرجع ص : 160 ، 162 .

    [8] نفس المرجع ص : 164 .و السخاوي : المصدر السابق ص : 30 ، 31 .

    [9] عودنا على مثل هذه المجازفات ، فقد سبق و إن ذكرنا غلوه في مقامات الحريري ، و كرر نفس الأمر في وصفه للشاطبية في القراءات ، لابن فيرة الشاطبي الضرير (ت590 ه/1193م) ، بأنه لم يسبق إليها و لا يلحق ، و هذا كلام غير علمي ، يعبر عن عجز ابن كثير لا غيره من المختصين . ابن كثير : المصدر السابق ج 13 ص : 10 .

    [10] و مع ذلك لا يحق لنا إدعاء الكمال و الإعجاز .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,088

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    أولا : هذا النقد غير علمي وفيه غلو ومجازفة وبخس لجهود الآخرين

    وثانيا : فإن هذه النوعية من النقد يستطيع كل باحث أن يوجهها لأي كتاب خاصة كتب الجرح والتعديل بعد الأربعمائة الأولى

    وثالثا: فإن هذا النقد خالف فيه صاحبه إجماع المختصين في هذا الشأن

    وذلك أن علماء عصر المزي وتلامذته ومن تبعهم ولحقهم من أهل الاختصاص قد أجمعوا على أن المزي بذل مجهودا عظيما في وضع هذا الكتاب
    وليس عمله عملا عاديا كما ذكر الدكتور

    وأجمعوا على أنه بهذا الكتاب قد ألان الله على يده علم الجرح والتعديل
    فقد كان مستعصيا قبله على المتأخرين
    فجاء هو وجمعه بعد أن كان متفرقا وهذبه بعد أن كان متشعبا
    ونقد وصحح وعلل ووضح وبين وقيد وخصص

    فليس هو مجرد ناقل أو جامع فقط
    بل لو لم يكن له إلا هذا الجمع وتهذيبه لكفى به جهدا
    أولم يسمي كتابه تهذيب الكمال فلما اللوم والنقد؟
    هو سماه تهذيبا
    فلو لم يزد فيه شيئا واكتفى بضم النظائر والجمع والتهذيب والترتيب لم يلحقه لوم ولم يسلب المدح والثناء على عمله
    فكيف وهو قد نقح زاد وحذف وضعف وصحح وخصص وقيد

    ولم يقتصر على ذكر شيوخ الراوي في الستة بل زاد على ذلك حتى استوفى أغلب شيوخ الراوي بحسب جهده وعلمه وما توفر لديه من المصادر
    فلم يفته إلا القليل من شيوخ الراوي
    حتى بات يقال: لم يذكره المزي في شيوخه
    استدلالا بذلك بأنه ليس من تلامذته في غالب الظن أو كقرينة مرجحة


    ولم يكن ذلك من المزي في كتابه فقط
    بل كان إمام هذه الصنعة في دروسه وكلامه ومذاكراته مع أهل الاختصاص
    فقد أجمع معاصروه ومترجموه على أنه كان:
    أحفظ أهل عصره لرواة الحديث وأخبارهم
    وذكروا بعض التطبيقات العملية لهذا الكلام انظره في ترجمته وكتب تلامذته كالصفدي والسبكي وابن كثير والذهبي

    ولم يتميز المزي بهذا الجانب فقط
    بل تميز واشتهر بأنه مدقق محقق في هذا العلم سندا ومتنا
    فكانت تصحح عليه نسخ مسلم وكتب السنة
    لوقوفه على أغلب النسخ وتصحيحها
    وذكروا ما يدل على ذلك في ترجمته فانظره

    المقصود أن الإمام المزي ليس مجرد جامع ناقل فقط كما صوره الدكتور
    بل هو فاحص ناقد



    وقول الدكتور:
    ثم رصد أخطاءه و هفواته و نقائصه ، وأجرى عليها التصحيح و التعديل و التنقيح و الإثراء
    هل يقال عن هذا العمل مجرد عمل عادي؟!
    هذا غريب فيما أعلم عند النقاد

    وينبغي أن يعلم أن تهذيب وجمع أغلب علم الجرح والتعديل التطبيقي ليس كتهذيب وجمع علم الفقه مثلا
    فإن الحركة العلمية لكل من العلمين تدل على أن تهذيب وجمع الأول في كتاب أصعب وأشق من الثاني

    فعلم جرح وتعديل الرواة كان مبعثرا ومتفرقا بالنسبة للمتأخرين

    ولذلك لما وضع المزي كتابه ارتاح أهل الحديث المتأخرين وسهل عليهم هذا العلم
    ولذلك أشادوا بما فعل المزي غاية الإشادة

    وعذر الدكتور أنه لم يكن قبل ذلك العصر أو فيه
    ولكنه في عصر وصل إليه هذا العلم مجموعا مهذبا غاية الجمع والتهذيب والترتيب
    فلم يستشعر عظمة الجهد الذي بذله المزي

    وهذا كله على فرض أن المزي جمع وهذب فقط
    وقد تقدم أنه زاد على ذلك بما تقدم ذكره آنفا

    ولا أريد أن أنقل هنا كلام العلماء عن المزي وكتابه
    فالأمر معروف مشهور لا يحتاج إلى تكثير وقص ولصق

    وبالجملة من قرأ ذلك وقرأ مقدمة المزي وعذره فيما عمل تبين له أن كلام الدكتور فيه هضم لحق المزي وتحامل عليه
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,088

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    وقوله :
    إنه من الجائز جدا أن يقوم-في عصرنا الحالي- عالم متخصص....الخ
    لا ينبغي أن تقاس الأزمنة على بعضها ولا يصح
    هذا عصر وذاك عصر
    وبعض العلوم كانت متبعثرة متفرقة في بطون الكتب وأفواه الرجال
    وتأخر جمعها وتهذيبها

    والسؤال هل هذا العالم المتخصص في عصرنا الحالي يستطيع أن يقوم بما ذكره الدكتور لو لم يكن في الوجود
    كتاب التهذيب وفروعه؟؟
    الجواب قطعا لا
    ولو قام بذلك لجاء كتابه أقل من كتاب المزي علما وجهدا وجمعا
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,088

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    قوله :
    عودنا على مثل هذه المجازفات ، فقد سبق و إن ذكرنا غلوه في مقامات الحريري ، و كرر نفس الأمر في وصفه للشاطبية في القراءات ، لابن فيرة الشاطبي الضرير (ت590 ه/1193م) ، بأنه لم يسبق إليها و لا يلحق ، و هذا كلام غير علمي ، يعبر عن عجز ابن كثير لا غيره من المختصين . ابن كثير
    المشكلة أن هذا لم يتفرد به ابن كثير
    بل لو قيل لم يخالفه في ذلك أحد لما ابتعدنا عن الصواب
    وخاصة في كتاب المزي
    فأكثر الذين ذكروا كتبه هذا من معاصريه وتلامذته ومن تبعهم ذكر أنه لم يضع أحد مثله


    وأما ما ذكره الدكتور من نقص في بعض التراجم ونحوه فهذا لا يخلو منه كتاب
    خاصة في هذا العلم الواسع المتشعب
    وخاصة إذا علمنا طبيعة هذا العلم قبل المزي
    ووجود مثل هذا النقص لا يتعارض مع ما وصفه به العلماء
    وجتى كتاب ابن حجر قد ذُيل عليه واستدركوا عليه أشياء
    وابن حجر قد جاء بعد تهذيب المزي واستدراكات كل من الذهبي وابن كثير ومغلطاي والعراقي وابن الملقن
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    أحسنت يا أمجد وأجدتَ ... بارك الله فيك.
    والحقيقة: أن نقْد الأخ علال: دليل على اعتلال معرفته بأبي الحجاج وتهذيبه البتة !
    نعم: في تهذيب المزي ما فيه ! لكن يبقى له شرف السبق في تذليل صعاب هذا الفن بلا ريب.

  6. #6

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    لا يعرف لأهل الفضل حقهم إلى أهل الفضل
    في زماننا هذا تطورت الكتابة و جمع المعلومات إلى الحد الذي أنسانى قدر الجهود التي بذلها سلفنا في تهذيب العلوم و تقريبها للناس
    فلا يستطيع أحدا تصور القدر الذي يستحقه أسلفنا إلى أن نقول كما قال أحدهم
    ما نحن إلى كبقل في أصول جذع طوال

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    62

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    للدكتور خالد علال ولع بنقد الكبار!
    وهو في كل نقد من نقداته يدلّ على قصر باعه في التراثيات بعموم، وعدم اطلاعه على كلام الأولين..
    وما نقده لابن خلدون في المقدمة عنا ببعيد، وقد اشتط فيه كل الشطط، وبالغ في النقد
    يعد عمل المزي- في تهذيبه للكمال- ، عمل جيد متقن
    إن كانت هذه من عندية الدكتور خالد، لا من الأخطاء المطبعية (ويبعد أن تكونها، لترادف الأخطاء: عمل جيد متقن!) فإنها تكفي للدلالة على "تخصص" الناقد، واهتمامه بعلمه الذي يدرّسه فقط!!

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    8

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    من هو خالد علال هذا؟
    أفيدونا عن تحصيله العلمي، ومن أي بلد هو؟
    جزاكم الله خيراً.

  9. #9

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    أقول: لا يعرف عمل المزي وجهده في كتابه تهذيب الكمال إلا اهل الصنعة هذا أولاً
    ثانياً: الى كاتب المقال إذا أردت أن تعرف جهد المزي في تهذيب الكمال اختر لك عشرة رجال ما ترجم لهم المزي في كتابه واتبع طريقة المزي في ترجمة هولاء العشرة ستعرف كم من الجهد والتعب ستحصل عليه مع العلم أنه في هذا العصر أصبح البحث أسهل بكثير مما عليه سابقاً.

  10. #10

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    الدكتور علال يقول ، جهد المزي (عادي جدا ) وأنه عالة على الحافظ عبدالغني المقدسي
    فليت الدكتور قارن بين كتاب المقدسي والمزي . فهو لم يذكر نقلا واحدا عن كتاب عبدالغني المقدسي . وكاد المزي أن يستوعب شيوخ وتلاميذ الرواي وروايته عنه في الكتب الستة ، ولم يجزم بنقل جرح أو تعديل إلى قائله إلا و هو صحيح عنده . والعجيب أن الدكتور انتقد المزي لأنه روى أحاديث بالإسناد عن ذاك الراوي ، فماذا سيقول في كتاب عبدالغني المقدسي الذي روى الجرح والتعديل عن الراوي بالإسانيد

    وأما تهذيب الحافظ ابن حجر فقد استفاد أكثره من إكمال مغلطاي . وليته قارن بين الكتابين
    قال ابن القيم ( كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل )

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,714

    افتراضي رد: نقد د علال لتهذيب الكمال للمزي (دعوة للنقاش)

    بارك الله فيك أمجد الفلسطيني
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •