القيادة
قال الامام بن تيمية وَأَمَّا لَفْظُ " الزَّعِيمِ " فَإِنَّهُ مِثْلُ لَفْظِ الْكَفِيلِ وَالْقَبِيلِ وَالضَّمِينِ قَالَ تَعَالَى :
{ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ } فَمَنْ تَكَفَّلَ بِأَمْرِ طَائِفَةٍ فَإِنَّهُ يُقَالُ هُوَ زَعِيمٌ ؛ فَإِنْ كَانَ قَدْ تَكَفَّلَ بِخَيْرِ كَانَ مَحْمُودًا عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ شَرًّا كَانَ مَذْمُومًا عَلَى ذَلِكَ . [1]
قال الله في القائد المسلم {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) }الانبياء
و في القائد الاخر {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُ مْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) }القصص
تعريف القيادة :
لها تعريفات عده اختار منها «عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه محدد ومخطط وذلك بتحفيزهم على العمل باختيارهم»
«عملية تحريك : لها مدخلات و مخرجات , المدخلات هي الامكانيات المتاحة و المخرجات تحقيق الهدف
مجموعة من الناس : القيادة تعنى الاستعانة بالاخرين و تنفيذ العمل من خلالهم
باتجاه محدد : لابد من وجود هدف
ومخطط : القيادة لها نظرية مستقبلية و خطة للوصول للهدف المناسب للامكانيات المتاحة
وذلك بتحفيزهم على العمل باختيارهم: القائد يحفز الاتباع على تحقيق الهدف
و عناصر القيادة
· وجود مجموعة من الافراد
· وجود هدف
· وجود القائد
أهمية القائد
قال شيخ الإسلام :" فإذا كان قد أوجب في أقل الجماعات وأقصر الاجتماعات أن يولي أحدهم كان ذلك تنبيها على وجوب ذلك فيما هو أكثر من ذلك"[2]
يقول الاستاذ محب الدين الخطيب " مثل ذوي الطموح في الأمم كمثل العزم النوراني الشفاف المنبث في مواكب الأيام يدفعها نحو مشاعلها المتألقة في الآفاق، أو كالقوة البخارية التي تحرك مراجلَ مراكبِ الأنام؛ لتبلغ بها غاياتها المنشودة.
وكما أن قيمة المواكب تقاس بمبلغ ما فيها من نور العزائم، وقيمة المراكب تقاس بقوة البخار المحرك لمراجلها _ فكذلك الأمم ما زالت، ولن تزال تقدر بأقدار أفرادها الممتازين، ورجالها البعيدة مرامي أنظارهم، الذين ندعوهم بذوي الطموح."
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من ألبسته منك نعمةً إذا زار عن شحط بلادك سلما
وما كان قيس موته موت واحد ولكنه بنيان قوم تهدما
يقول الاستاذ احمد امين:"إذا كانت جماهير الناس يعملون للأجر، ويقوِّمون العمل بالمال؛ فإن أُعطوا كثيراً عملوا كثيراً، وإن أُعطوا قليلاً عملوا قليلاً، ويفاضلون بين عمل وعمل بقدر ما يدر من ربح _ فإن هؤلاء العظماء يعملون؛ لأنهم يلذُّهم العمل، ويقوِّمون العمل بمقدار ما يحقق من خير لأمتهم، وللإنسانية أجمع، يدأبون في العمل، ويعرِّضون حياتهم للخطر في سبيل مرض يكتشفونه وداء يعالجونه به، أو في سبيل تحرير العقول من أغلالها، أو تحرير العقيدة مما أفسدها، أو يحاربون الظلمة والطغاة؛ لتحقيق العدل في الأمة أو العالم، يحتملون في ذلك العذاب ألواناً؛ لأن عشقهم للحق غلب حبهم للذات، وهيامهم بـ (نحن) أضعف حبهم لـ (أنا)."
و انظر الى ما حدث عقب موقعة أحد َلَمّا انْقَضَتْ الْحَرْبُ أَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَى الْجَبَلِ فَنَادَى : أَفِيكُمْ مُحَمّدٌ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ فَقَالَ أَفِيكُمْ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ . فَقَالَ أَفِيكُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ وَلَمْ يَسْأَلْ إلّا عَنْ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِ لِعِلْمِهِ وَعِلْمِ قَوْمِهِ أَنّ قِوَامَ الْإِسْلَامِ بِهِمْ فَقَالَ أَمّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ أَنْ قَالَ يَا عَدُوّ اللّهِ إنّ الّذِينَ ذَكَرْتهمْ أَحْيَاءٌ وَقَدْ أَبْقَى اللّهُ لَكَ مَا يَسُوءُك [3]
و أنظر الى حرص الدولة اللقيطة عى قتل الرموز مثل الشيخ احمد ياسين و الرنتيسي و المهندس احمد عياش و مئات القادة
و حرصها على قتل الضباط المصريين الاسري في حرب 1967 و قال احدهم اننا بقتلنا ضابط مصري سنكلف المصريين تدريبات سنين لانجاب قائد مثله اما العسكري فاي شاب يصلح ان يكون عسكري
و من علامات القائد المسلم
ان هدفه و غايته ليس المنصب و انما خدمة البلاد و العباد منتظرا الاجر و الثناء من الله ,
عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال : « طوبى لعبد آخذ بعِنان فرسه في سبيل الله ، أشْعَثَ رأسُه ، مُغْبَرَّة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقَة كان في الساقة ، إن استأذَن لم يُؤذَن له ، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّع » [4]
و القياده سنه ثابته لا يجوز تركها كبر العدد او صغر
قال رسول الله "إذا كنتم ثلاثةً فى سفرٍ فليؤمَّكم أحدُكم وأحقُّكم بالإمامةِ أقرؤُكم "[5]
و الحديث التالي يجعل القيادة اذا كنتما اثنين
ذَكَرَ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْكِتَابِ حَدِيثَ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ : { أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَأَسْرَى مِنْ تَحْتِ اللَّيْلِ - أَيْ سَارَ - فَتَقَطَّعَ النَّاسُ - أَيْ تَفَرَّقُوا - فِي غَلَبَةِ النَّوْمِ فَمَالَتْ رَاحِلَتَا أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِهِمَا إلَى شَجَرَةٍ فَجَعَلَتَا تُصِيبَانِ مِنْهَا وَهُمَا نَائِمَانِ ، فَاسْتَيْقَظَا وَقَدْ مَضَى النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَصْحَابُهُ وَنَزَلُوا ، فَلَمَّا كَانَا بِحَيْثُ يَسْمَعُهُمَا النَّبِيُّ نَادَاهُمَا : أَلَا هَلْ أَمَّرْتُمَا ؟ قَالَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
فَقَالَ : أَلَا رَشَّدْتُمَا - أَيْ أَصَبْتُمَا الصَّوَابَ } - وَكَذَلِكَ الْمُسَافِرُونَ إذَا خَافُوا اللُّصُوصَ فَيَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُؤَمِّرُوا عَلَيْهِمْ أَمِيرًا لِيُطِيعُوهُ وَيَصْدُرُوا عَنْ رَأْيِهِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إلَى الْقِتَالِ ، فَأَمَّا إذَا لَمْ يَخَافُوا ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ لَا يُؤَمِّرُوا أَحَدًا . [6]
و من علامات الساعة أن يتولى القيادة الشخص غير الكفء
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ » . قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ »[7]
القيادة هي تنفيذ المهمة بمعاونة الاخرين , فعليك أن تعلم أنت لن تفعل شئ بدون مساعديك و بدون بث الحماس و الأمل فيهم و اقناعهم بالهدف و تدريبهم
قال الأفوه الأزدي أحد شعراء الجاهلية وحكمائها :
البيت لا يبنى إلا على عمد *** ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة*** يوما فقد بلغوا الأمر الذي كادوأ
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ** ولا سراة اذا جهالهم سادوا
تهدى الامور باهل الراي ما صلحت ** فان تولت فبالاشرار تنقاد
اذا تولى سراة الناس امرهم *** نمى على ذاك امر القوم فازدادوا
وحده القياده
"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)"
{ لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد ملوما محسورا } ( الإسراء:22 )
روى ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " [8]
لأن الفتنه المترتبه على وجود خليفتين عظيمة جدا و شديدة الخطورة و ما ارسل رسول الله قائدين لجيش و يخطأ من يقول ان رسول الله ارسل الجيش في مؤتة و له ثلاث قادة بل الصحيح انهم متعاقبين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زيد بن حارثة أمير الناس، فإن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن قتل عبدالله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم ".[9]
ما هى مزايا القائد او المدير ؟؟؟؟
· أعلى الناس أجراً.
· يتمتعون بالاحترام و الامان الوظيفي.
· يتقدمون بسرعة في السلم الوظيفي .
· يتحكمون في مجريات الامور.
ما هى مهام القائد او المدير ؟؟؟؟
· توزيع المهام على الاشخاص المناسبين لتنفيد سياسة الشركة او المؤسسة
· وضع خطة عمل
· تدريب أعضاء الفريق
· اثارة حماس اعضاء الفريق
أعلم أن الحماس معدى و اذا كنت متحمس للعمل و تجد المتعة به فسيجد الاخرون المتعه في العمل معك
· تنسيق الجهود
· متابعة و تقويم الفريق
قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: « كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَتَخَلَّفُ في المسير ، فيُزْجِي الضعيف ، ويُرْدِفُ ، ويدعو لهم ».[10] و كان عمر بن الخطاب يفعل هذا
المدير
القائد
العمليات
تخطيط , تنظيم , توجية , رقابة
تحديد الاتجاة,
حشد القوى في هذا الاتجاة ,
تحريض فريق العمل
مجال عمله
الحاضر
المستقبل , صاحب نظرة مستقبلية
قد تقول :"أننى لست في منصب قيادى يؤهلنى لأتخاذ القرارات "
و الرد لا تنتظر أن توهب لك القيادة بل تدرب و تعلم كيف تتحمل المسؤوليه فهناك موظف من أول يوم يتحمل المسؤوليه و مدير له نصف قرن في المكان يميل الى التفويض المطلق او استشارة رئيس الشركة في كل أمر . لا تقل للمدفأه :"أعطيني دفئا و سوف أعطيك حطباً"
و يمكنك أن تتدرب على القياده من خلال التطوع في النادى و النشاطات التطوعية مثل الجوالة
و لا تنس تعرف القيادة الاسلامي الذي لا يشترط ان تكون مديرا لشركة او منصب في الدولة حتى تكون قائدا « كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ »[11]
سؤال هل القادة يولدون أم يصنعون؟؟
أن القيادة هي مهارات مكتسبه اذا ما تحققت في المرء أصبح قائدا.
و دليلي قول رسول الله للأشج بني عبد قيس: « إن فيك لخصلتين يحبهما الله عز وجل ورسوله » قال : وما هما ؟ قال : « الحلم ، والأناة» ، قال : أشيء استفدته ، أم شيء جبلت عليه ؟ قال : « بل شيء جبلت عليه » فقال : الحمد لله الذي جبلني على ما أحب
و قوله :"لا تغضب " فلو كانت جبليه ما أمر رجل بما ليس في يديه
و قولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ"[12]
ادرس شخصية احد القيادات التى انبهرت بها و ما هي الصفات التى أهلته ليقود, و أكتسب هذه الصفات
ما هي صفات القائد ؟؟ [13]
1. ثقة اعضاء الفريق في قائدهم
أول صفة من صفات القائد الثقة
انظر الى ثقة الصحابة بالقائد الاعلى و خاصة في الغزوات
ففي غزوة بدر تم عقد مجلس فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن،ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن،ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله، امض لما أراك الله،فنحن معك،والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [ المائدة : 24] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرْك الغِمَاد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له به .
وهؤلاء القادة الثلاثة كانوا من المهاجرين، وهم أقلية في الجيش، فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف رأي قادة الأنصار؛ لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن ثقل المعركة سيدور على كواهلهم، مع أن نصوص العقبة لم تكن تلزمهم بالقتال خارج ديارهم، فقال بعد سماع كلام هؤلاء القادة الثلاثة : ( أشيروا علىّ أيها الناس ) وإنما يريد الأنصار، وفطن إلى ذلك قائد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ .
فقال : والله، ولكأنك تريدنا يا رسول الله ؟
قال : ( أجل ) .
قال : فقد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبُر في الحرب، صُدَّق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تَقَرَّ به عينك، فسِرْ بنا على بركة الله .
وفي رواية أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها ألا تنصرك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم : فاظعن حيث شئت، وصِلْ حَبْل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فهو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غِمْدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك .
فَسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشطه ذلك، ثم قال : ( سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكإني الآن أنظر إلى مصارع القوم ) .[14]
يقول مالكوم اكس :"الزعيم الحقيقي يكسب ثقة اتباعة و يستحقها"
كيف تتكون الثقة ؟؟؟؟
تتكون الثقة من وجود سوابق ظهر فيها صواب قول القائد ففي حديث عدي لما شاهد بعينيه تحقق وعدين تيقن من تحقق الثالثة
قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: « بينما أنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ، إِذ أتاهُ رجل. فشكا إِليه الفاقة ، ثم أتاهُ آخر فشكا إِليه قَطْع السبيل فقال (يا عدى بن حاتم أسلم تسلم فلعلك إنما يمنعك من الإسلام أنك ترى بمن حولى خصاصة وأنك ترى الناس علينا إلبا)[15] يا عدي ، هل رأيت الحِيرَةَ ؟ قلت: لم أرها ، وقد أنبئت عنها ،قال: إن طالت بك حياة لَتَرَيَنَّ الظَّعينة ترحل من الحِيرة حتى تطوف بالكعبة. لا تخاف أحدا إِلا الله تعالى.
قلت: فيما بيني وبين نفسي : فأين دُعَّارُ طَيِّء الذين سعَّروا في البلاد ؟ - ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ، قلت: كِسرى بن هُرْمُز ؟ قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لَتَرَيَنَّ الرجل يُخرج مِلء كَفِّه من ذهب أو فضة يطلب من يَقْبَلُهُ، فلا يجد أحدا يقبله منه ، ولَيَلْقِيَنَّ الله أحدُكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه حجاب ، ولا تَرْجمان يُترجم له. فليقولن : ألم أبعث إِليك رسولا فيُبلغك ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : ألم أعطك مالا وأُفْضِلْ عليك ؟ فيقول : بلى ، فينظر عن يمينه ، فلا يرى إِلا جهنم ، وينظر عن يساره فلا يرى إِلا جهنمي. قال عدي : فسمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : اتقوا النار ، ولو بشق تَمرة، فمن لم يجد شِقَّ تمرة فبكلمة طيبة.
قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إِلا الله. وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز. ولئن طالَت بكم حياة لَتَرَوُنَّ ما قال أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- يُخرج ». [16]
و عن الحسن أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بفروة كسرى فوضعت بين يديه ، وفي القوم سراقة بن مالك بن جعشم قال : فألقى إليه سواري كسرى بن هرمز ، فجعلهما في يديه فبلغا منكبيه فلما رآهما في يدي سراقة قال : الحمد لله سواري كسرى بن هرمز في يد سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج . وذكر الحديث . قال الشافعي رحمه الله : وإنما ألبسهما سراقة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسراقة ونظر إلى ذراعيه : « كأني بك قد لبست سواري كسرى » . قال الشافعي : وقال عمر رضي الله عنه حين أعطاه سواري كسرى : البسهما ، ففعل فقال : قل : الله أكبر . قال : الله أكبر . قال : قل : الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة بن جعشم أعرابيا من بني مدلج[17]
وأخرج أحمد والبزار والطبراني وأبو نعيم عن أبي بكرة قال لما كتب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إلى كسرى كتب كسرى إلى عامله باليمن باذان أن بلغني أنه خرج من قبلك رجل يزعم أنه نبي فقل له فليكفف عن ذلك أو لأبعثن إليه من يقتله وقومه فوجه باذان إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} فقال له هذا فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( لو كان هذا الشيء فعلته من قبلي لكففت عنه ولكن الله بعثني فأقام الرسول عنده فقال له النبي {صلى الله عليه وسلم} إن ربي قد أهلك كسرى فلا كسرى بعد اليوم وقد قتل قيصر فلا قيصر بعد اليوم فكتب قوله في الساعة التي حدثه واليوم والشهر الذي حدثه ثم رجع إلى باذان فإذا كسرى قد مات وإذا قيصر قد مات
واخرج الديلمي عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لرسولي كسرى عظيم فارس لما بعثهما إليه ( إن ربي قد قتل ربكما الليلة قتله إبنه سلطه الله عليه فقولا لصاحبكما إن تسلم أعطك ما تحت يدك وإن لا تفعل يعن الله عليك )
فاسلم باذان
عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد الأقصى يتحدث الناس بذلك فارتد ناس فمن كان آمنوا به و صدقوه و سمعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أسرى به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس و جاء قبل أن يصبح ؟ قال : نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمي أبو بكر الصديق[18]
او حدوث حدث
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) }
و تتكون من ثقة القائد بنفسه و الحق الذي معه
انظر الى رسول الله حين يكلمه عمه في أن يترك ما يدعو اليه {يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ـ حتى يظهره الله أو أهلك فيه ـ ما تركته}
و يوم حنين كانت المفاجأة شديدة ففر الجيش فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَفِرَّ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَعَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ آخِذٌ بِلِجَامِهَا ، وَالنَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « أَنَا النَّبِىُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ » .[19]
و تتكون من استقامة القائد (ستأتى بأذن الله)
[1] فتاوى بن تيمية
[2] الفتاوى
[3] زاد الميعاد
[4] البخاري
[5] أخرجه ابن حبان (5/504 ، رقم 2132) . وأورده أيضًا : ابن عدى (3/425 ترجمة 847 سويد بن عبد العزيز)
[6] شرح السير الكبير
[7] صحيح البخاري
[8] صحيح مسلم
[9] سيرة بن كثير
[10] أخرجه أَبو داود
[11] البخاري
[12] صححه الالباني مرفوعا و اوقفه كثيرون على بن مسعود
[13] و قد توسعت في ذكر صفات القائد للفائده
[14] الرحيق المختوم
[15] مسند احمد
[16] البخاري
[17] دلائل النبوة
[18] صحيح رواه الحاكم في المستدرك و قال الذهبي صحيح
[19] البخاري