يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في مدارج السالكين ( 2 / 12) :
" ولقد شاهدت من شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه ..أمراً لم أشاهده من غيره . وكان يقو ل كثيراً : ما لي شيء ، ولا مني شيء ، ولا في شيء . وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت :
أنا المُكدي وابنُ المُكدِّي *** وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أُثني عليه في وجهه يقول : ، وما أسلمتُ بعدُ إسلاماً جيداً .
وبعث إليَّ في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه ، وعلى ظاهرها أبيات بخطه من نظمه :
أنا الفقير إلى رب السماوات *** أنا المسيكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهيَ ظالمتي *** والخير إنْ يأتنا من عنده يأتي
لا أستطيع لنفسي جلبَ منفعةٍ *** ولا عن النفس لي دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني *** ولا شفيعٌ إذا حاطتْ خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالِقِنا *** إلى الشفيعِ كما قد جاء في الآيات
ولستُ أملكُ شيئاً دونهُ أبداً *** ولا شريكٌ أنا في بعض ذرات
ولا ظَهيرٌ له كي يستعين َ به *** كما يكون لأرباب الولايات
والفقرُ لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبداً *** كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي
وهذه الحالُ حالُ الخلق أجمعِهم *** وكُلُهُمْ عِنده عبدٌ له آتي
فَمَنْ بغى مطلباً من غير خالِقِهِ *** فهوَ الجهولُ الظلومُ المُشركُ العاتي
والحمدُ لله مِلْءُ الكونِ أجمعِهِ *** ما كان منه وما من بعْدُ قد يأتي
انتهى كلام ابن القيم ـ رحمه الله ـ .
فالله المستعان بحالنا .