الموضوع: اختر: نضارة الوجه وحيوية الشباب أم سواد الشعر مع ملامح الكِبَر ؟

لو قيل لك : أنت مخير بين أن تبقى ماشاء الله أن تبقى نضر الوجه متدفق الحيوية ولكن مع شيب يخط لحيتك ورأسك أو تبقى أسود الشعر ولكن تبدو عليك ملامح الكبر في قسمات الوجه وشكل القامة وطريقة الحركة والكلام ، فماذا ستختار ؟

أنا اختار الجمع بين الحسنيين ولكن هيهات.

مالكم ؟ يظهر أنه موضوع لا يقترب منه كثير من الناس

اختار حيوية الشباب ونضارة الوجه أما الشيب فلا يزيد إلا وقارا.
وفى الحديث الذي حسنه الالباني رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الشيب نور في وجه المسلم ، فمن شاء فلينتف نوره .

لا شكَّ أنَّهما أمران أحلاهما مرٌّ، ولكن الشيب يمكن التحايل عليه.. وهل هو إلا شَعَر
لكن أين نحن من الوهن والدب كدبيب الشيوخ!

الله المستعان :
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر ؟
قال ابن الرومي :
ياأيها الرجل المسود وجهه *** كيما يُعدُّ به من الشبان
أقصرْ فلو سودت كل حمامة *** بيضاءَ ما عُدت من الغربان

ونادرة بالشيب حلت بعارضي :: فبادرتها بالنتف خوفا من الحتف
فقالت على ضعفي استطعت ووحدتي :: رويدك للجيش الذي جاء من خلفي : )

لقد خيّرتنا فيما ليس لنا فيه الخيرة !

وإن كان ولابد فالشيب الذي يخط اللحية والشعر ما يزيد المرء إلا وقارا وهيبة ! ولا أظن عاقلاً سيقدم الثانية على الأولى، فالنضارة وتدفق الحيوية مع شيب يخط وشمط قد بدأ وبدا ، خير من سواد الشعر مع سقوط الحواجب وتجعد الجبين وهزالة الجسم !

جزاكم الله خيرا جميعاً ومتعني الله وإياكم بالصحة ورزقنا العافية في الدين والدنيا ، وإن هناك أناس يتمنون أن يفتدوا ما حل بهم من أمراض السكر والضغط والكوليسترول - رغم صغر سن بعضهم - بشيب يغشى رؤوسهم ولحاهم في مقابل أن تعود إليهم صحتهم ونشاطهم. وما يغني سواد الشعر مع بدن متهالك يئن من وطأة الترهل ؟
لقد كان سبب فتحي لهذا الموضوع حوار دار بيني وبين شخص أهمه الشيب المبكر فقلت له المهم في الأمر الصحة والنشاط ، وإنك لترى نور الشباب يشع من نضارة وجه أحدهم وقد بلغ الستين من عمره ، وغالباً ما تجد ذلك في وجوه من عمر حياته بالطاعة وعمر قلبه بالإيمان بالإضافة إلى حفظ الجوارح واستعمالها في الخير.

الا بذكر الله تطمئن القلوب
فاذا اطمأن القلب انعكس ذلك على صحته
ومن بلغ احاديث المصطفى
فله البشرى بدعوة النبي لمن بلغ بالنضارة
والعلم الحديث يؤكد ان الجانب النفسي للانسان
يؤثر اكثر مما نتصور على صحته و نشاطه
ومن هنا يقال -الهم يكسر الظهر-
عافانا الله بفضله و عفوه و رحمته
والسؤال المطروح فيه تنبيه الى الا هتمام باسباب الصحة و العافية
نفسيا و جسديا
فمن له خبرة خاصة في هذ ا الموضوع
فيرجى ان يتحف بها قراء المجلس العلمي