الموضوع: آخر لقاء مع الشيخ الداعية الخطيب المفوه عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى

في آخر لقاء مع الشيخ الداعية الخطيب المفوه عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى سأله الصحفي :
ما البرامج التي تعجبك وتجلس أمام التلفزيون لمتابعتها ؟
فأجاب :
أنا لا اجلس أمام التلفزيون إلا للضرورة السياسية كخطاب سياسي أما غير ذلك فإن الله تبارك وتعالى أكرمني بفقد البصر حتى لا أرى ما يغضبه .
رأيت العمى أجرا وذخرا وعصمة
وإني إلى تلك الثلاث فقير

يعيرني الأعداء والعيب فيهمُ
وليس بعيب أن يقال ضرير
إذا أبصر المرء المروءة والوفا
فإن عمى العينين ليس يضير

ثم سأله عن تجربته في الحياة سواء في السجن والمحنة أم غيرها وما الحكمة بعد كل هذه التجربة فقال :

لخصتها في ست حكم :
1 – ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية
2 – وذقت المرارات كلها فلم أجد أمر من الحاجة إلى الناس
3 – وحملت الصخر والحديد فلم أجد أثقل من الدين
4 – ولو سئلت عمن هو أثقل من السموات والأرض لقلت : تهمة البريء
5 – الشجاعة ليست هي التهور إنما أن تقول الحق دون أن تسمح للآخرين بأن يتسلقوا على كتفيك
6 – إياك أن تغتر بالعواطف فإن العواطف تخفي وراءها ما وراءها !!
هذه هي الحكمة التي أخذتها من الحياة


من كتاب آخر لقاء مع (20) عالما ومفكرا إسلاميا
جمع وإعداد : محمد خير رمضان يوسف

رحم الله الشيخ رحمة واسعة فإن كان أعمى البصر فلقد حباه الله نور البصيرة أحسبه والله حسيبه
أما عن الحكم فوالله إنها تستحق أن تدمع العين من أجلها
فليراجع كل منا نفسه ليستخلص الحكم التي استفادها من خلال حياته