الأرقام العالمية كانت تسمى الأرقام الغبارية، وفي المخطوطات القديمة تسمى الأحرف الغبارية، فللقلصادي كتاب يسمى كشف الستار عن حروف علم الغبار. والغبارية ليست نسبة إلى الغبار كما هو شائع، فقد جاء في منظومة محمد بن أحمد بن غازي (منية الحساب)[3]:
بسيط أسماء الجميع إثنا عشر منها تركب جميع ما غبر
فتسعة منها هي الآحاد و عاشرا للعشرات زادوا
والتال للمئين والثاني عشر ءالافها ومن هنا الطي انتشر
المراد بالجميع جميع الأعداد، وغبر بمعنى بقي( كما جاء في شرحه للمنظومة) ومن هذه المنظومة يمكن أن نستنتج تفسيرا لسبب تسمية هذه الأرقام بالغبارية، من اثنا عشر اسما للأعداد(واحد-اثنان-ثلاثة-أربعة-خمسة-ستة-سبعة-ثمانية-تسعة-عشرة-مائة-ألف) يتركب ما غبر أي ما بقي من الأسماء، فاسم العدد 203 يتركب من الاسم مائة والاسم ثلاثة، وهذه ميزة تتميز بها الأرقام الغبارية عن حساب الجمل الذي ليست للأعداد فيه أسماء محددة، فالعدد 25 مثلا هو20+1+4 وهو كاد أو 8+10+7 وهو حيز أو 9+1+5+10 وهو طاهي، ناهيك عن أسماء الأعداد المختلفة. وقد استخدم العرب منذ الجاهلية إلى صدر العصر العباسي حساب الجمل، ورغم أن ابن غازي كان في القرن التاسع الهجري إلا أنهم لا زالوا يؤرخون لأعمالهم بحساب الجمل:
تم وقد سنح في فكري وعنأن ألغز التاريخ سبرا للفطن
سطر إذا عن الأسوس جردا فمنتهاه كعب نصف المبتدا
والفضل بين حشوه والمنتهى نصف لجذر صدره به زها
والمنتهى مع فضله ذو جذر وجذره بين الحشا والصدر
وإن تأسسه يوافق عددا نفسي مع قومي لأحمد فدا
صلى وسلم عليه ربنا وآله وصحبه الحمر القنا
ما فاق ضوء الشمس نور القمر ورنح البان نسيم السحر
وأطرب العيس بحسن النغم حاد يسوقها لخير حرم
بالرجوع إلى جدول حساب الجمل نجد أن سبعة من حروف الجملة "وهدَفي حسابْ" هي آحاد في الجدول، وهو أمر يستحيل حدوثه بالصدفة:
وبما أن حساب الجمل كان يستخدم غالبا لتدوين تاريخ الأحداث، فإن مجموع قيم "وهدَفي حسابْ" هو التاريخ الذي وضعت فيه هذه الأرقام: 6+5+4+80+10+8+60+2+1 وهو 176. 176 بالتقويم الهجري (792 بالتقويم الميلادي) تاريخ جد ملائم لوضع هذه الأرقام
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%...A8%D9%8A%D8%A9