دعونا نتبصر شعاعا من تلك الأشعة التي انبعثت من هذا الإمام الجهبذ الذي كان كالشمس للدنيا ، وكالعافية للناس ، والذي ظل شعاعه ساريا عبر القرون تتنوّره العقول والأفكار , وتتشوّفه القلوب والنفوس منذ كان إلى يوم الناس هذا.
بعض ما يؤثر عن الشافعي رحمه الله في العلم والآداب :


قول الشافعي:
لوأن أهل كوْرَةٍ اجتمعوا على ترك طلب العلم , لرأيت للحاكم أن يجبرهم على طلب العلم .
وقوله :
ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم .
وقوله :
من أراد الدنيا فعليه بالعلم , ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم .
وقوله :
من تعلم علما فليدقِّق ؛ لئلا يضيع دقيق العلم .
وقد روى المزني أنه قيل للشافعي : كيف شهوتك للأدب ؟
قال : أسمع بالحرف منه مما لم أسمعه فتود أعضائي أن لها أسماعاً تتنعم به مثلما تنعمت الأذنان!
قيل : وكيف حرصك عليه ؟
قال : حرص الجموع المنوع على بلوغ لذته في المال.
وقيل : وكيف طلبك له ؟
قال : طلب المرأة المضلة ولدها وليس لها غيره.
وقوله :
مثل الذي يطلب العلم بلا حجة , كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى تلدغه وهو لا يدري.
وقوله :
المراء في العلم يقسي القلب , ويورث الضغائن.
وقوله :
من إذَالَةِ العلم أن تناظر كل من ناظرك , وتقاوِلَ كلَّ من قاوَلَك .
وقوله :
كفى بالعلم فضيلة : أنه يدعيه من ليس فيه ويفرح إذا نسب إليه , وكفى بالجهل شرا أنه يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه .
وقال الشافعي لأبي علي بن مقلاص : تريد أن تحفظ الحديث وتكون فقيها ؟!
وإنما قال الشافعي ذلك لأن ابن مقلاص كان كسائر الحفاظ الذين يشغلون أنفسهم بحفظ أبواب الحديث وسردها سرداً , ولا يعملون عقولهم في استنباط ما فيها . ولقد قال الشافعي لإسحاق بن إبراهيم الحنظلي أثناء مذاكرة جرت بينهما : لو كنت أحفظ كما تحفظ لغلبت أهل الدنيا . وقال أحمد بن حنبل : قال لنا الشافعي رحمه الله : أنتم أعلم بالحديث مني , فإذا صح عندكم الحديث عن النبي , صلى الله عليه وسلم , فقولوا لنا حتى نأخذ به . وقال الشافعي : ما رأيت أحفظ من الحميدي , وكان يحفظ لسفيان بن عيينة عشرة آلاف حديث. وقال الحميدي : صحبت الشافعي من مكة إلى مصر فكنت أستفيد منه (المسائل) وكان يستفيد مني ( الحديث ) .
وقال له المزني :
مالك بد من إمساك العصا ولست بضعيف ؟! فقال : لأذكر أني مسافر في الدنيا.
وقال :
خير الدنيا والآخرة في خمس خصال : غنى النفس , وكف الأذى , وكسب الحلال , ولباس التقوى , والثقة بالله على كل حال.


وقال :
عليك بالزهد , , فلَلزُّهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد !.
وقال :
من أحبّ أن يفتح الله قلبه أو ينوره , فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه , وترك الذنوب , واجتناب المعاصي , ويكون له فيما بينه وبين الله خَبِيَّةٌ من عمل ؛ فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره , وإن في الموت وذكره لأكثر الشغل .
وقال :
من أحبّ أن يفتح الله قلبه ويرزقه الحكمة – فعليه بالخلوة , وقلة الأكل , وترك مخالطة السفهاء وبعض أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا أدب.
وقال :
لا تتكلم فيما لا يعنيك ؛ فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها .
وقال :
لو جهدت كل الجهد على أن ترضى الناس كلّهم فلا سببيل إليه , فإذا كان كذلك فأخلص عملك ونيتك لله عزو جل.
وقال:
طبع ابن آدم على اللؤم : فمن شأنه أن يتقرب ممن يتباعد منه , ويتباعد ممن يتقرب منه.
وقال :
سياسة الناس أشد من ساسة الدواب.


وقال:
إن للعقل حدا ينتهي إليه , كما أن للبصر حداً ينتهي إليه .
وقال:
جوهر المرء في خلال ثلاث : كتمان الفقر حتى يظن الناس من عفتك أنك غني , وكتمان الغضب حتى يظن الناس أنك راض , وكتمان الشدة حتى يظن الناس أنك متنعم.
وقال :
أظلم الظالمين لنفسه : من تواضع لمن لا يكرمه , ورغب في مودة من لا ينفعه , وقبل مدح من لا يعرفه.
وقال الشافعي :
إن الله خلقك حرا فكن كما خلقك.
وقال الشافعي :
من سمع بأذنه صار حاكيا , ومن أصغى بقلبه كان واعيا , ومن وَعَظ بفعله كان هاديا.
وقال الشافعي :
الكيِّس العاقل هو الفظن المتغافل.


وقال الشافعي :
لو أن رجلا سوّى نفسه حتى صار مثل القدح , لكان له في الناس من يعانده .
وقال الشافعي :
الحرية : هي الكرم والتقوى , فإذا اجتمعنا في شخص فهو حر.
وقال الشافعي :
لو أن رجلا تصوف من أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق
وقال الشافعي :
لا يكون الصوفي صوفيا حتى يكون فيه خصال أربع : كسول , أكول , نئوم , كثير الفضول.
وقال الشافعي :
ما دخل قوم بلد قوم إلا أخذ كل واحد منهم سُنَّة صاحبه , حتى إن العراقي ليأخذ سنة الشامي , والشامي من سنة العراقي.
وقال الشافعي :
إنك لا تقدر أن ترضي الناس كلهم , فأصلح ما بينك وبين الله , فإذا أصلحت ما بينك وبين الله , فلا تبال بالناس.
وقال الشافعي :
تفقه قبل أن ترأس , فإذا ترأست فلا سبيل إلى التفقه.
وقال الشافعي :
أصحاب المروءات في جهد.


وقال الشافعي :
التواضع من أخلاق الكرام , والتكبر من شيم اللئام.
وقال الشافعي :
من استغضب فلم يغضب فهو حمار , ومن استرضى فلم يرض فهو شيطان.


وقال الشافعي :
التلطف في الحيلة أجدى من الوسيلة.
وقال :
ليس بعاقل من لم يأكل مع عدوه في غضارة ثلاثين سنة.
وقال :

الشفاعات زكاة المروءات


وقال:
ترك العادة ذنب مستحدث.


وقال الشافعي :
لا تشاور من ليس في بيته دقيق , فإنه مدله العقل.
وقال الشافعي :
الانبساط إلى الناس مجلبة لقرناء السوء , والانقباض عنهم مكسبة للعداوة , فكن بين المنقبض والمنبسط.
وقال الشافعي :
ما أكرمت أحدا فوق مقداره إلا اتضع من قدري عنده بمقدار ما أكرمته به .
وقال الشافعي :
عاشر كرام الناس تعش كريما , ولا تعاشر اللئام فتنسب إلى اللؤم.
وقال الشافعي :
أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا : عن أحوالهم في تزويجهم ؟ فما منهم أحد قال : إنه رأى خيرا ! وقال سمعت بعض أصحابنا ممن أثق به قال : ( تزوجت لأصون ديني فذهب ديني ودين أمي ودين جيراني!!!).



المرجع : مناقب الشافعي للبيهقي.