بسم الله الرحمن الرحيم
إن من بين أسباب عزوف الملتزمين عن الزواج بلملتزمات عموما "طلب العلم" بأن تكون طالبة علم،وقد يكون الأمر غريبا لكني سمعته كثيرا وعايشته كثيرا والله المستعان
فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد لذات الدين،وان طالبة العلم المخلصة من ذوات الدين،فكان الزواج بها والظفر بها من نعم الله عز وجل،لكن قد تنقلب هذه النعمة إلى نقمة وكل ذلك لنها طالبة علم،فلا تتواضع لزوجها بعلمها ولا تاخذ بقوله عندما يرى خلافها،بل وتجتهد للرد عليه ومجادلته ونقاشه،صلاتها ليست كصلاته عبادتها ليست كعبادته صيامها ليس كصيامه، فقهها ليس كفقهه نفسها ليس كنفسه،مسودتها ليست كمسودته،إذا نشط لدراسة متن الا وخالفته واختارت متننا غيره،كأنه تزوج للجدال والخلاف،إذا خالفها ردت عليه بشدة كأنه ليس زوجها المأمورة بخفض الجناح له سبحان الله إلى غير ذلك وقد اكتفيت بالإشارة والتلميح
أما عدم إهتمامها بزوجها فحدث ولا حرج،يدخل عليها البيت فلا تستقبله وإذا كانت جالسة فلا ترفع رأسها إليه وإذا رفعت رأسها إليه إنما لتقول له قلت لي كذا والصواب كذا...
أختاه ما هذا هو العلم المحمود،علم ينفر زوجك عنك ويخلق بينكما الشقاق ويجعله في راحت عند البعد منك،
أختاه كوني له نعم المعين تزوج بك لتعينيه لا لتخالفيه وتجادليه،تقربي إليه وتواضعي له ولا تشعريه بأنك أعلم منه،لا تكثري من مخالفته إذا ناقشته ناقشيه بلطف قولي له كأنك تجهلين أظن كذا وأظن كذا،فإن لم يقتنع فقولي بقوله واعملي بعمله تزدادي في عينه وتكبري في قلبه وتسلبي لبه وقد حققت عبوديتك وعملت بعلمك في طاعة زوجك التي هي جنتك،إذا دخل بيتك فلا تتجاهليه هو طاعتك ثيابه وطعامه وطاعته اولى من علمك بل هي علمك وفقهك إن فقهتي،أختاه لا تظهري له أنك أعلم منه ،إذا اتى بفائدة فرح بها وانت تعلمينها فتجاهليها إسعادا له وكم تعجبني قصة التقي السبكي أختم بها
قال التاج السبكي في "الطبقات الكبرى"(10/219) في ترجمة والده:"وكان كثير الحياء لا يحب ان يخجل احدا وإذا ذكر الطالب بين يديه اليسير من الفائدة إستعظمها وأوهمه أنه لم يكن يعرفها،لقد قال له مرة بعض الطلبة بحضوري:حكى ابن الرفعة عن مجلي وجهين في الطلاق،...،فقلت أنا:هذا في الرافعي أي حاجة في نقله عن ابن الرفعة عن مجلي،فقال لي الشيخ الإمام-يعني والدي-أسكت من أين لك هذا هات النقل،وانزعج،فق مت وأحضرت الجزء من الرافعي وكان ذلك الطالب قد قام فوالله حين أقبلت به قبل أن أتكلم قال:الذي ذكرته في أوائل كتاب الإيمان من الرافعي،وأنا أعرف هذا،ولكن فقيه مسكين طالب علم،يريد أن يظهر أنه استحضر مسالة غريبة تريد أنت أن تخجله هذا ماهو مليح"
وكتبه أبو عبد العظيم على6:15