السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال ابن الخيمي رحمه الله في كتابه "شرح لفظ التحيات":
"والتحية عند العرب المُلك وقولهم . حيّاك الله في الدعاء والسلام أي ملّكك الله. والذي حضرني الآن مما يقع عليه اسم التحية أن :
-تحية الأكاسرة السجود قدام الملك على الأرض وتقبيل الأرض..وقال أبو العلاء:
تحية كسرى في السناء وتُبَّع ******* لأرضِك لا أرضى تحية أربُع
( الذي في سقط الزند : لرَبعك لا أرضى تحية أربُع)
أي أقبل تراب ربعك إعظاماً واحتراماً، لا أرضى له وقوفاً وسلاماً....
-وتحية الفرس طرح اليد على الأرض أمام الملك
-وتحية الحبشة عقْد اليدين على الصدرين بين يدي الملك بسكون
-وتحية ملك الروم كشف غطاء الرأس وإيماء المُقبل عليه من بُعد بتنكيس رأسه
-وتحية عظماء الروم وكبرائهم تصليب الداخل على وجهه والإيماء به على وجه الرجل العظيم
-وتحية متمَلِك النوبة إيماء الداخل عليه كأنه يقبله وجعلُ يديه جميعاً على وجهه
-وتحية ملوك حمير جعلُ إصبع الداخل على وجهه وإيماؤه بالدعاء
-وتحية ملك البُجاة، وهوخليفة السودان، وضع يد الداخل على كتف الملك. فغن بالغ في الخدمة رفعها ووضعها مرارً بلطف.
إنتهى ما أردت تلخيصه من محل الغرض منه.
وإذا شئتم ذكر كل واحد ما يعرفه من تحية الناس بعضهم لبعض في قريته..
ففي بادية منطقتي، يسلّم الرجل على كتف صاحبه مرة أو مرتين وإذا كان المسلَّم عليه كبير السن فتقبيل الرأس.
أما في المدينة، فيسلم الناس بتقبيل الخدود اثنين أو أربعاً. والمصافحة للتسليم اليومي إذا لم يحدث فراق. أما بعد الغيبة فلابد من التسليم على الطريقة التي ذكرت. أما أهل الالتزام فيسلمون بالمصافحة وبالمعانقة ثلاثاً وهي خصلة فيهم يميزهم الناس بها. حتى إن الواحد منهم ولو كان خفيف اللحية جدّا فإنه يميز بطريقة تسليمه..