السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يكون تحرير المذهب ؟
أريد اجابة علمية كافية شافية مفصلة
جزيتم خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يكون تحرير المذهب ؟
أريد اجابة علمية كافية شافية مفصلة
جزيتم خيراً
بإختصار شديد أخيتي:
تحرير المذهب؛ هو: ضبطه وتنقيحه.
والمراد تتبع الروايات عن الإمام وأقوال تلاميذه، وتلاميذ تلاميذه وسبرها، ومن ثم تقعيدها، ودفع متعارضها، وبيان الناسخة منها أو التي قال بها أخيرا.
ثم من خلال هذا كله يخرج المذهب الذي كان مشتتا عبارة عن أقوال مبثوثة لا تنضبط، بصورة منسجمة متفقة مقعدة ببيان الرأي الصحيح والصواب، ومن قال به، ومن إختاره، ومن قدمه، وهكذا.
والله تعالى أعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
جزاك الله خيرا شيخنا التميمى وبارك الله فيك أختى مشتاقة لحلقة فقه
السؤال: كيف يؤخذ تحرير المذاهب الأربعة وكيف يتم نسبة القول الصحيح للإمام ؟.
الجواب: الأصل في حكاية أقوال المذاهب هو حكايتها عن أئمتها فالمذهب لدى الحنابلة هو القول الصحيح عن أحمد، ومذهب الشافعية هو القول الصحيح عن الشافعي، ومذهب الحنفية هو المذهب الصحيح عن أبي حنيفة، ومذهب المالكية هو القول الصحيح عن مالك، وهذا ما يجب التزامه، إلا أنه قد يخالف أئمة المذهب القول المختار والصحيح عن الإمام، وذلك لقولٍ قديمٍ له يعضده الدليل، أو لوجه خرّج على قول آخر له.
فيطلب رأي الشافعي في كتبه التي كتبها هو أو أملاها كالأم والرسالة والإجماع وغيرها.
ويطلب رأي أحمد في مسائله التي نقلها أصحابه من قوله، كمسائل ابنه عبد الله وابنه صالح ومسائل الفضل ومسائل الخلال وابن هانيء والكوسج ومهنا وغيرها من المسائل.
ويطلب رأي مالك في كتابه الموطأ أو ما ثبت عنه في المدونة، أو ما ينقله عنه بالسند أئمة المذهب كابن عبد البر وغيره.
ويطلب مذهب أبي حنيفة في نقل كبار أصحابه عنه كأبي يوسف ومحمد بن الحسن في مصنفاتهم.
ويكثر النقل في كتب الخلاف القول عن المذاهب مما يخالف المذهب المعتمد، وهنا يجب الاعتماد على المحققين للمذاهب المحررين له، ولا أعلم إماماً من أئمة المذاهب هو العمدة في تحرير قول مذهبة في كل قول ومسألة عند الجميع، إلا أنّ التحرير بالجملة قام به جماعة من علماء المذاهب الأربع.
فمذهب المالكية : ينظر فيه ما صح نقله عن الإمام مالك في كتب ابن عبد البر كالتمهيد والاستذكار والكافي، وما ثبت من قوله في المدونة.
وابن عبدالبر هو أكبر محرري ومحققي مذهب مالك على الإطلاق، وربما حكى قول مالك وخالفه، إلا أنه ربما يحكي القول عن أحمد والشافعي مما يخالف الصحيح عنهم.
ويليه في تحرير مذهب المالكية ابن رشد في كتابه البداية، وابن أبي زيد القيرواني في كتابيه الزيادات والرسالة، فقد فاق في جمع الأقوال وحصرها كثيراً ممن سبقه ولحقه.
ومذهب الحنفية : فالعمدة في المذهب ما رجحه ونص عليه أبو يوسف ومحمد بن الحسن، ومن أجود محرري مذهب الحنفية ابن عابدين في حاشيته، وهو عمدة المتأخرين فيما أعلم، ولا يغتر بأقوال محمد بن الحسن وأبي يوسف فإنها لا تحكي قول أبي حنيفة في كثير منها.
ذكر ابن عابدين في حاشيته أن أبو يوسف القاضي ومحمد بن الحسن قد خالفا أبا حنيفة في ثلثي المذهب.
ومذهب الشافعية : فمن أهم محرري المذهب أبو حامد الغزالي، وله مصنفات كالوسيط والوجيز والبسيط، وكان في حقبة لدى الشافعية هو العمدة في تحرير مذهبهم، ثم جاء الرافعي فالنووي رحمه الله، فدقق وحقق وحرر، في كتبه المجموع ومنهاج الطالبين والروضة، والماوردي في كتابه الحاوي الكبير والشيرازي في المهذب.
ومذهب الحنابلة : فمسائل أحمد أكثر من مسائل الأئمة الأربعة، وهي العمدة إن صح السند إلى الإمام فيها، ومن أجل محرري المذهب ابن قدامة عليه رحمة الله، وقوله هو العمدة في الأغلب.
بارك الله فيك علي هذه الكلمات المهمة لمن يريد أخذ القول الحق عند كل مذهب
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
جعل الله لكم من كل ضيق مخرج ومن كل هم فرج
جعل الله مثواكم الجنة وأجزل لكم المثوبة على كل حرف كتبتوه
ورزقنا الله وإياكم علماً نافعاً