الموضوع: نفحــاتٌ من طِيب الحيــاة .

أدخلتَ يوماً روضةً .. و تمشّيت في خُضرة البديع ..
أرأيت ألواناً قد دُمِجت هكذا .. بين لونٍ و نقيض ..
هل رميت السّأم جانباً .. و عِشت للّه من جديد ..
هل غسلتَ الحزن في نهرٍ .. تلألأ حسناً كلون اللجين ..
أ شَمَمت الرّيحان عطراً .. و تذكّرتَ جنّاتِ النعيم ..
أ وقفتَ تحتَ غيثٍ مُنهمر .. و اغتسلت بماء مُزنٍ غزير ..
أ رفعت الأكُفّ داعياً " للأمّة " .. أ شكرتَ المُنعِم الكريم ..
هل صعدت جِبالاً .. و لمست السحاب من قريب ..
أ شرِبت الماءَ عذباً زُلالاً .. بعد ظمأ شديد ..
هل وضعت رأسك متعباً .. بين كفّي أمٍّ حنون ..
هل شعرتَ القلب يضحك .. للقاء صديقٍ حبيب ..
هل علمتَ القناعة و الرضا للمرء .. غير كنزٍ ثمين ..
أ فرغتَ من عبادة .. فشعرت لحظةً براحة ..
هل ترى الإسلام نعمة .. من عظيم نعم المجيد .
أ تُراك تعلم وعدَ ربكّ .. ؟ فرتّل القول المُبين ..

قال عزّ من قائل : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " . ( النحل : 97 ) .

قال ابن كثير في تفسيره : ( هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله ، وأن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا ، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة ، والحياة الطيبة تشتمل وجوه الراحة من أي جهة كانت ، وقد روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه فسرها بالقناعة وكذا قال ابن عباس وعكرمة ووهب بن مُنبه ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنها هي السعادة ، وقال الحسن ومجاهد وقتادة لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة ، وقال الضحاك هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا ، وقال الضحاك أيضا هي العمل بالطاعة والانشراح بها ،
والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني شرحبيل بن أبي شريك عن عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه " ورواه مسلم من حديث عبد الله بن يزيد المقري به ، وروى الترمذي والنسائي من حديث أبي هانئ عن ابن علي الجهني عن فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " قد أفلح من هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به " ، وقال الترمذي هذا حديث صحيح ، وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد حدثنا همام عن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يعطى بها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا "

انفرد بإخراجه مسلم ) .
يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر : « العارف بالله إن عمّت نعمة عرف من أهداها، وإن مرّ مرٌ حلا مذاقه فى فِيهِ لمعرفته بالمبتلى .. » .
و الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله وسلم على النبي المصطفى ما تعاقب الليل و النهار ، و جلّا النور ، و غاب ظلام .
أختكم : إيمان الغامدي .

رحب واديك ، وعز ناديك
جزاك الله خيرا

دعوة صادقة للعمل الصالح تظهر فيها معاني التفكر والتدبر محفوفة بشكر المنعم جل وعلا


مااطيبها من نفحات إيمانية

جزاك الله خير الجزاء

نفحات رائعة ...
بارك الله فيك .

و جزاكم الرحمن خيراً ، و نصر بكم الدين و أهله .