بسم الله الرحمن الرحيم
قصة طريفة ذات فائدة قيمة في حمد الله تعالى على كل حال

حكى لي صديقي سالم (وفقه الله) حكاية الملك والوزير مع الحمد: كان يامكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان ياسادة ياكرام، كان هناك ملك لديه وزير مقرب، ولايشكو الملك من شيء إلا ويجيبه وزيره: الحمد لله كله خير، فأصبح الملك ذات صباح وأصبعه مقطوع، فشكى لوزيره حاله، فرد عليه الوزير: الحمد لله كله خير، فغضب الملك غضبًا شديدًا، وقال: أنى يأتي الخير من قطع الأصبع؟! فأمر به فسُجن.

بعد برهة من الزمن خرج الملك مع حاشيته لرحلة صيد، فأحاطهم عصابة لسرقتهم، فهرب الجميع لخفتهم وتركوا الملك وحيدًا، فاقتيد الملك أسيرًا، فأجمع أفراد العصابة على تقديمه قُربانًا لآلهتهم، فلما هموا بذبحه، وجدوا أن أصبعه مقطوع! ولايسوغ منهم تقديم القرابين الناقصة، ولايكمل من أسيرهم أصبعه! فتركوه وشأنه. عاد الملك لقصره، وتندم على حبس وزيره، فأمر به فأُخرج من السجن، وتأسف منه على حبسه، فقال الوزير: الحمد لله كله خير، غضب الملك وقال: من أين يأتي الخير في الحبس؟! أجابه الوزير: سيدي؛ لو كنت معك لما أطاعتني نفسي في تركك وحيدًا، ولو اقتادني اللصوص معك، لكنت أنا القربان! فالحمد لله، أليس ذلك بخير؟!

والحمد لله رب العالمين
رائد بن عبدالله الغامدي
1430.01.12 هـ