تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أقيموا صفوفكم و تراصوا ، فإني أراكم من وراء ظهري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,024

    افتراضي أقيموا صفوفكم و تراصوا ، فإني أراكم من وراء ظهري

    31 - " أقيموا صفوفكم و تراصوا ، فإني أراكم من وراء ظهري " .


    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 39 :


    رواه البخاري ( 2 / 176 بشرح " الفتح " طبع بولاق ) و أحمد ( 3 / 182 ، 263 )
    و المخلص في " الفوائد " ( ج 1 / 10 / 2 ) من طرق عن حميد الطويل ، حدثنا
    أنس بن مالك قال :
    " أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال : " .
    فذكره .


    زاد البخاري في رواية : " قبل أن يكبر " و زاد أيضا فى آخره : " و كان أحدنا
    يلزق منكبه بمنكب صاحبه . و قدمه بقدمه " .
    و هي عند المخلص بلفظ :
    قال أنس : " فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه ، و قدمه بقدمه " .
    فلو ذهبت تفعل هذا اليوم لنفر أحدكم كأنه بغل شموس .
    و سنده صحيح أيضا على شرط الشيخين و عزاها الحافظ لسعيد بن منصور و الإسماعيلي
    و ترجم البخاري لهذا الحديث بقوله :
    " باب إلزاق المنكب بالمنكب ، و القدم بالقدم في الصف " .
    و أما حديث النعمان فهو :
    " أقيموا صفوفكم ثلاثا ، و الله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن بين قلوبكم " .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,024

    افتراضي رد: أقيموا صفوفكم و تراصوا ، فإني أراكم من وراء ظهري

    32 - " أقيموا صفوفكم ثلاثا ، والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن بين قلوبكم " .


    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 39 :


    أخرجه أبو داود ( رقم 662 ) ، و ابن حبان ( 396 ) ، و أحمد ( 4 / 276 ) ،
    و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 86 ) عن أبي القاسم الجدلي حسين بن الحارث ،
    قال : سمعت النعمان بن بشير يقول :
    " أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال : ... " فذكره ،
    قال : " فرأيت الرجل يلصق منكبه بمنكب صاحبه ، و ركبته بركبة صاحبه ، و كعبه
    بكعبه " .
    قلت : و سنده صحيح ، و علقه البخاري مجزوما به ، و وصله ابن خزيمة أيضا في
    " صحيحه " كما في " الترغيب " ( 1 / 176 ) و " الفتح " ( 2 / 176 ) .
    ثم رواه الدولابي من طريق بقية بن الوليد ، حدثنا حريز قال : سمعت غيلان
    المقرىء يحدث عن أبي قتيلة مرثد بن وداعة ( قال : سمعت ) النعمان بن بشير
    يقول : فذكره .
    و هذا سند لا بأس به في المتابعات ، و رجاله ثقات غير غيلان المقرىء ،
    و لعله غيلان بن أنس الكلبي مولاهم الدمشقي ، فإن يكن هو ، فهو مجهول الحال ،
    روى عنه جماعة ، و قال الحافظ : إنه مقبول .
    فقه الحديث :
    ------------
    و في هذين الحديثين فوائد هامة :
    الأولى : وجوب إقامة الصفوف و تسويتها و التراص فيها ، للأمر بذلك ، و الأصل
    فيه الوجوب إلا لقرينة ، كما هو مقرر في الأصول ، و القرينة هنا تؤكد الوجوب
    و هو قوله صلى الله عليه وسلم : " أو ليخالفن الله بين قلوبكم " . فإن مثل هذا
    التهديد لا يقال فيما ليس بواجب ، كما لا يخفى .
    الثانية : أن التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب بالمنكب ، و حافة القدم
    بالقدم ، لأن هذا هو الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم حين أمروا بإقامة الصفوف
    و لهذا قال الحافظ في " الفتح " بعد أن ساق الزيادة التي أوردتها في الحديث
    الأول من قول أنس :
    " و أفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ،
    و بهذا يتم الاحتجاج به على بيان المراد بإقامة الصف و تسويته " .
    و من المؤسف أن هذه السنة من التسوية قد تهاون بها المسلمون ، بل أضاعوها إلا
    القليل منهم ، فإني لم أرها عند طائفة منهم إلا أهل الحديث ، فإني رأيتهم في
    مكة سنة ( 1368 ) حريصين على التمسك بها كغيرها من سنن المصطفى عليه الصلاة
    و السلام بخلاف غيرهم من أتباع المذاهب الأربعة - لا أستثني منهم حتى الحنابلة
    - فقد صارت هذه السنة عندهم نسيا منسيا ، بل إنهم تتابعوا على هجرها و الإعراض
    عنها ، ذلك لأن أكثر مذاهبهم نصت على أن السنة في القيام التفريج بين القدمين
    بقدر أربع أصابع ، فإن زاد كره ، كما جاء مفصلا في " الفقه على المذاهب الأربعة
    " ( 1 / 207 ) ، و التقدير المذكور لا أصل له في السنة ، و إنما هو مجرد رأي ،
    و لو صح لوجب تقييده بالإمام و المنفرد حتى لا يعارض به هذه السنة الصحيحة ،
    كما تقتضيه القواعد الأصولية .
    و خلاصة القول : إنني أهيب بالمسلمين - و خاصة أئمة المساجد - الحريصين على
    اتباعه صلى الله عليه وسلم و اكتساب فضيلة إحياء سنته صلى الله عليه وسلم أن
    يعملوا بهذه السنة و يحرصوا عليها ، و يدعوا الناس ، إليها حتى يجتمعوا عليها
    جميعا . و بذلك ينجون من تهديد " أو ليخالفن الله بين قلوبكم " .
    الثالثة : في الحديث الأول معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، و هي رؤيته
    صلى الله عليه وسلم من ورائه ، و لكن ينبغي أن يعلم أنها خاصة في حالة كونه صلى
    الله عليه وسلم في الصلاة ، إذ لم يرد في شيء من السنة ، أنه كان يرى كذلك خارج
    الصلاة أيضا . و الله أعلم .
    الرابعة : في الحديثين دليل واضح على أمر لا يعلمه كثير من الناس ، و إن كان
    صار معروفا في علم النفس ، و هو أن فساد الظاهر يؤثر في فساد الباطن ، و العكس
    بالعكس ، و في هذا المعنى أحاديث كثيرة ، لعلنا نتعرض لجمعها و تخريجها في
    مناسبة أخرى إن شاء الله تعالي .
    الخامسة : أن شروع الإمام في تكبيرة الإحرام عند قول المؤذن " قد قامت الصلاة "
    بدعة ، لمخالفتها للسنة الصحيحة كما يدل على ذلك هذان الحديثان ، لاسيما الأول
    منهما ، فإنهما يفيدان أن على الإمام بعد إقامة الصلاة واجبا ينبغي عليه القيام
    به ، و هو أمر الناس بالتسوية مذكرا لهم بها ، فإنه مسؤول عنهم : " كلكم راع
    و كلكم مسؤول عن رعيته ... " .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •